وقفة وفاء

لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني
إعداد: باسكال معوض بو مارون

نحن هنا... هيّا إلى المرح أيها الأحباء

 

أصوات الأطفال وضحكاتهم كانت تصدح في أرجاء المكان، فقد كان أبناء شهداء الجيش على موعد أدخل البهجة والفرح إلى قلوبهم؛ إلى مدينة ملاهي «Dream Park» أتى الأولاد من مختلف المناطق اللبنانية بدعوة من لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني.
أقلّت الباصات العسكريّة المدعوين من أماكن سكنهم في مختلف المناطق اللبنانية إلى مدينة الملاهي حيث تجمّع أعضاء اللجنة لاستقبــال الوافدين. يوم طويل استمتع به الجميع وانتشروا في أرجاء المكان يلهون بالألعاب المسلية، ثم حضروا برنامجًا ترفيهيًا أقامته إحدى المنشطات، وتناول الجميع بعدها الغداء في مطعم الملاهي.

 

برامج ونشاطات
في حديث لنا مع السيدة كلود هلالي عضو اللجنة وزوجة المقدم الشهيد ميلاد هلالي، أوضحت أن لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني لم تكتفِ منذ تأسيسها، بالمساعدات المادية فحسب، بل عملت على تنظيم النشاطات التي تجمع هذه العائلات في مشاريع ترفيهيّة وتثقيفيّة وزيارات سياحية، وتقيم لقاءات مع عائلات الشهداء في المناسبات، حيث تقدّم لهم مساعدات ماديّة قيّمة، ساعية إلى منحهم الثقــة والأمـان والطمأنينة.
وأشارت أنه في شهر تشرين الأول من كل سنة، تقيم اللجنة عشاءً لجمع التبرعات، يحييه عدد من الفنانين الذين يتطوّعون لدعمها، كما تتلقّى دعمًا من الجاليات اللبنانية في دول الإغتراب. ويعود ريع هذه المشاريع لمساعدة عائلات الشهداء في موعدين سنويًا الأول في شهر الأعياد في كانون الأول، والآخر في شهر أيلول مع بدء العام الدراسي، «بحيث نكون إلى جانبهم ونتابع أخبارهم وأوضاعهم ساعين للوفاء لهم من خلال العمل الدؤوب لتوفير حاجاتهم المعنوية والمادية، لأن ذلك من أبسط واجباتنا تجاه شهدائنا الأبطال».
وختمت السيدة هلالي بالحديث عن المشاريع المستقبلية التي سوف تكون شهرية مع حلول فصل الصيف ووعدت الجميع ببرنامج حافل ومميز سيحبّه الكبار والصغار على حدّ سواء.
بدورها السيدة مارسيل أبو رحّال (إحدى مالكي مؤسسة «دريم بارك») قالت: «ولاد الشهدا نحنا بأمرُن وهنّي نقطة ضعفنا»، لأنّ كل شهيد هو بمنزلة فرد من عائلتنا. ونقوم بهذه النشاطات كتعبير عن حبّنا للجيش والتزامنا حياله وحيال عائلات شهدائه، فالجيش حامي هذا الوطن ودعامته ودرعه وتربطنا به وبقائده علاقة حب واحترام وتقدير. لقد حرصنا سنويًا ومنذ التسعينيات على دعوة أبناء الضباط والعسكريين لقضاء يوم ترفيهي مجاني في مدينة الملاهي لشكرهم وتكريمهم ولو على قدر إمكاناتنا المتواضعة.
واعتبرت السيدة أبو رحّال أن الجيش يواجه المصاعب والأخطار في هذه الأيام لأن «الدنيا قايمة قاعدة» والجبهات مفتوحة في الداخل وعلى الحدود، لكنه يبقى الأمين الذي يحمي الشعب بمختلف أطيافه وفئاته، لذا فهو يستحق دعمنا الكامل والمتواصل لأنّه الأول في قلوبنا، فكيف بأبناء شهدائه الغالين الأمانة بين أيدينا.

 

شكرًا...
أمهات الأولاد عبّرنَ عن فرحهنَّ باهتمام المؤسسة العسكرية ولجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني بعائلاتهن ما يشعرهن بالأمان والدعم. وفي جولتنا التقينا البعض منهن...
«أولادي الأربعة احتضنتهم المؤسسة واللجنة ولم تدعهم يشعرون بفقدان والدهم، لأن الدعم المعنوي الذي قدّموه ولا يزالون يملأ الفراغ الذي أحدثته الفاجعة التي ألمّت بنا حينها»، تقول السيدة غادة زوجة المقدّم جان حاطوم. وأضافت: «اللجنة مشكورة لأنّها لم تقصّر يومًا ومنذ بداية عملها مع عائلات الشهداء بل كانت الأب الساهر على سلامة أولاده وراحتهم».
السيدة منيفة زوجة المعاون الأول الشهيد فؤاد قداوح أشارت إلى أن إنشاء اللجنة قد ساهم في إضفاء أجواء من الوفاء وعرفان الجميل، والحق يقال أن هناك اهتمامًا مباشرًا بعائلات الشهداء مع مواكبة ومساندة لما تقوم به قيادة الجيش في هذا المجال.
وتوقفت السيدة قداوح عند نقطة اعتبرتها مهمة جدًا بنظرها ألا وهي التعاطي بسواسية مع الجميع «نحن لا نشعر بأية تفرقة بين الرتب أو الطوائف».
«لقد واكبت اللجنة وشاركت بنشاطاتها منذ نشوئها وحتى الساعة، إنهم يعملون بنشاط وهمّة كبيرين فنشعر أن لدينا سندًا في هذه الحياة ومرجعًا يقدم لنا دعمًا معنويًا وماديًا نعود إليه عند الحاجة، إنهم يدخلون البهجة إلى قلوب أولادنا، ما يجعلنا نتطلّع دومًا إلى مشاريعهم القادمة»، بحسب السيدة جوسلين زوجة المعاون الشهيد حنا عطالله.
السيدة لينا زوجة الرقيب الأول الشهيد ربيع الزين تشترك دومًا بالنشاطات مع أولادها الأربعة الذين بدوا مسرورين وهم يحلّقون في الطائرة الملوّنة داخل مدينة الألعاب. وأشارت إلى حيوية المبالغ المالية التي تقدمها اللجنة لكل ولد من أولادها في أكثر الأوقات حاجة خلال السنة، «نشعر أنهم لا ينسوننا ويحسّون بوضعنا ومتطلباتنا فيلبّون من دون أي تأخير، إنهم أهل لنا بكل معنى الكلمة».
«ضحكة ولادنا والفرحة المرسومة على وجوهن بتسوى الدنيي كلاّ» تقول السيدة لورا زوجة الرقيب الأول الشهيد دانيال أنطون، التي أشادت بعمل اللجنة «الهادف لإدخال البهجة ومساعدة عائلات الشهداء على جميع الأصعدة»، مقدّرة جهودها الدؤوبة «لرأب الصدع الذي أحدثه فقدان رب العائلة».

 

اللجنة في سطور

تشكّلت لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني رسميًا برئاسة السيدة جوانا قهوجي مدلج، بتاريخ 10 تشرين الأول 2009 ببيان علم وخبر من وزارة الداخلية والبلديات الرقم 1574، وهي جمعية خيرية لبنانية غايتها الأساسية تنمية روح العلم والمعرفة والثقافة عند أبناء شهداء الجيش اللبناني، والعمل على دعمهم ومساعدتهم على مختلف المستويات الإجتماعية والإسكانية والصحية، لتمكينهم من مواجهة الصعوبات والأعباء الحياتية كافة.
وبعد أن لاقت المبادرة تشجيعًا كبيرًا من قبل قيادة الجيش، بدأت الجمعية عملها، وهي تقوم حاليًا بمواكبة الأوضاع الإجتماعية لنحو 500 طفل من أبناء العسكريين الشهداء من خلال تقديم مساعدات مادية نصف سنوية لكل ولد من هؤلاء. وخطت اللجنة خطوات نوعية في مسار عملها من خلال التواصل مع المجتمع المحلّي والدولي، والدعوة الى إقامة نشاطات واجتماعات ثقافية وإجتماعية يعود ريعها لصالح عائلات الشهداء. كما تشهد على ذلك، علامات الرضى لدى أفراد هذه العائلات، وشعورهم العميق بأن هناك مؤسسة مدنية ترعى شؤونهم، وتقف الى جانبهم في السّراء والضرّاء.