تكريم

لجنة روّاد الشرق كرّمت كبار الفنانين الراحلين في قصر الأونيسكو
إعداد: جان دارك ابي ياغي

برعاية وزارة الثقافة، أقامت لجنة تكريم روّاد الشرق مهرجانًا تخليدًا لذكرى ستة من كبار الفنانين الراحلين الذين تركوا إرثًا فنيًا تتناقله الأجيال، وهم: زكي ناصيف، وديع الصافي، صباح، نصري شمس الدين، عصام رجّي، وسعاد محمد.
أقيم الاحتفال في قصر الأونيسكو وحضره مدير عام وزارة الثقافة السابق فيصل طالب ممثلًا وزير الثقافة روني عريجي، وشخصيات سياسية وعسكرية وأدبية وفنية وإعلامية، إلى جانب أهالي المكرّمين.

 

بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني اللبناني، ثم ألقى رئيس اللجنة أنطوان عطوي كلمة أشار فيها إلى أنّ تكريم كل من الفنانين الراحلين: زكي ناصيف، وديع الصافي، صباح، نصري شمس الدين، عصام رجّي، وسعاد محمد، يلقي الضوء على مبدعين تركوا للبنان إرثًا لا يقلّ قيمة عن الآثار التاريخية المنتشرة في أرجاء لبنان.
واعتبر أنّ نتاجهم نتاج الكرمة في الخوابي تنتظر متذوّقيها وأبواب الخمّارة مقفلة والمفاتيح بأيدي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.
ثم قدّم الفنان جهاد الأطرش بصوته نبذة موجزة عن كل فنان عرض فيها محطات مضيئة في حياته الفنية، في مشهدية أعادتنا إلى زمن الفن الجميل، أعقبها تسلّم أفراد عائلات المكرّمين هدايا تذكارية من خشب الأرز.
وفي كلمتها، اعتبرت نقيبة الفنانين المحترفين شادية زيتون دوغان أنّ الموسيقى هي لغة النفوس التي تطرق أبواب المشاعر ولغة الفهم والفكر والمرآة التي تتجلى فيها مدنيات الشعوب وحضاراتها.
وأضافت أنّ الموسيقى هي الصلة الإنسانية الأعمق والأوثق بين البشر والقضية الحقيقية والشأن الثقافي المهم والدينامية التربوية التي تساهم في تقدّم المجتمع ورقيّه.
بدوره، لفت نقيب الصحافة عوني الكعكي إلى أصالة المكرّمين وتميّزهم بأعمالهم الفنية على الرغم من مرور سنوات على رحيلهم.
الكلمة الأخيرة لراعي الاحتفال ألقاها ممثله فيصل طالب الذي سلّط الضوء على بيروت مدينة الإبداع التي ما انفكّت تفتح ذراعيها للحياة وعشاقها، وترقب مواكب المبدعين لتقدم إليهم قوارير العطر وأطواق الياسمين، كما ترقب الحبيبة فارس أحلامها يأتي إليها على صهوة الشوق والحنين.
وقال: هو الزمن الجميل ذا الذي تقلّد أوسمة الإبداع شعرًا ولحنًا وصوتًا وأداء على صدور كبار من بلادي. أطال الله أعمار من لا يزال منهم ينشر رحيق الجمال في ربوعنا، ورحم آخرين ارتحلوا لكنهم ما زالوا يحرضوننا على مقاومة العبث والاعتلال والاختلال. كبار سكنوا الوجدان والذاكرة والتاريخ وانتصبت قاماتهم في فضاء حضورنا الحيّ، وصدحت أصواتهم في تردّدات الزمن المفتوح على الرسوخ والتجذّر.
وختم: أيها النجوم الساطعة في سماء الذاكرة والفن الأصيل، الوديع والصباح والشمس والسعاد والزكي والعصام، شكرًا لأننا عشنا في زمانكم، شكرًا لأنكم قَطْر الندى على صباحاتنا والنسيم العليل في أماسينا، شكرًا على الفرح الجميل وعلى الحزن الجميل وعلى الزمن الجميل الذي ليس كمثله زمن.
تخلل الاحتفال باقة من الأغاني التي ميّزت مسيرة الفنانين الراحلين أدّتها مجموعة من الفنانين الشباب (عفيف شيا، زاهي صفية، فهد عقيقي، بيرتا أبي راشد، كاتي زخور، شادي عيدموني، ماريا عازار) مع الأوركسترا الهارمونية الوطنية لقوى الأمن الداخلي بقيادة المقدم الدكتور زياد مراد. ومسك الختام كان مع أغنية «تسلم يا عسكر لبنان» على وقع خطوات فرقة هياكل بعلبك للرقص الشعبي بقيادة عمر حماده صلح.