دراسات وأبحاث

لعبة المصالح الدولية
إعداد: د. أحمد علو
عميد متقاعد

أزمة دارفور
بين «حانا» الصراع الداخلي على السلطة والثروة والماء، و«مانا» الصراع الدولي على الموارد والطاقة والهيمنة، ضاع شعب دارفور بين مشرد أو قتيل، أو لاجئ جائع، وربما قد يضيع السودان الدولة كما نعرفها اليوم، إذا استمر هذا الصراع!

(أ. ع.)

بين الجغرافيا والديموغرافيا والتاريخ
يقع إقليم دارفور في الجهة الغربية الوسطى والشمالية من دولة السودان العربية.
تبلغ مساحة الإقليم حوالى 510 آلاف كلم2، أي ما يوازي 5/1 مساحة السودان البالغة أكثر من 2.5 مليون كلم2 (وهي أكبر دولة عربية وأفريقية من حيث المساحة).
يبلغ عدد سكان السودان حوالى 35 مليون نسمة، يشكل سكان إقليم دارفور نحو خمسهم (سبعة ملايين نسمة تقريباً).
قُسِّم الإقليم إدارياً من قبل السلطة السودانية العام 1994 الى 3 ولايات هي: شمال دارفور، وعاصمتها «الفاشر»، وولاية غرب دارفور، وعاصمتها «الجنينة»، وأخيراً ولاية جنوب دارفور، وعاصمتها «نيالا». ويشبه الإقليم مستطيلاً يزيد أقصى طوله عن 1000 كلم من الشمال الى الجنوب، وأقصى عرض له، يزيد عن 500 كلم من الشرق الى الغرب, وهو يقع على حدود كل من: ليبيا من جهة الشمال الغربي، جمهورية تشاد من الغرب، جمهورية أفريقيا الوسطى من جهة الجنوب الغربي، أما من جهة الداخل السوداني فتحده الولاية الشمالية شمالاً وولاية كردفان شرقاً، وتشكل ولايتا بحر الغزال الشمالية والغربية حدوده الجنوبية.
مساحة الإقليم الواسعة وشكله الطولاني، جعلا منه منطقة متنوعة المناخات والتربة، وبالتالي تتنوع أسباب المعاش والاقتصاد، فالشمال شبه صحراوي، أمطاره قليلة تكفي للرعي وليس للزراعة. أما المنطقة الوسطى، وفيها جبل «مرّة» فأمطارها معتدلة وتكفي للزراعة والاستقرار. والمنطقة الجنوبية هي عبارة عن سهل طيني غني بالأشجار الكثيفة والمياه لقربه من خط الاستواء.
وجبال مرّة (ارتفاعها حوالى 3000م)، تمتاز بمناخ متوسطي وعلى سفوحها الغربية حيث تتوافر مصادر دائمة للمياه أقامت قبائل «الفور» واستقرت، وأعطت إسمها للإقليم باعتبارها أكبر قبائل المنطقة.

 

ديموغرافيا الإقليم: تركيب السكان وتنوعهم الإتني
من اللافت تعدد الأعراق والإتنيات واللغات في دارفور (14 لغة)، ويجمع بعض المؤرخين العرب والأجانب على أن الإقليم كان موطناً للعديد من القبائل الأفريقية. ومع مرور الزمن استقرت فيه مجموعات من الساميين والحاميين، جاؤوا من الشمال والشرق، والغرب بحثاً عن المراعي لقطعانهم، وللاستقرار السياسي النسبي، وقد استمرت هذه الهجرات حتى القرن الثالث عشر الميلادي، وكان هؤلاء النازحين من العرب والبربر، وقد جاؤوا من جنوب الصحراء الكبرى وغرب افريقيا عبر طريق القوافل التي تصل الإقليم بمنطقة بحيرة تشاد ونهر النيجر، وعبر طريق آخر من الشرق من طرابلس الغرب ومصر. كما انتقل الكثير من القبائل العربية بعيد فتح مصر في منتصف القرن السابع الميلادي واستقرت في هذا الاقليم، خلال فترات زمنية لاحقة.
يشكل سكان الإقليم اليوم مزيجاً من العرب والأفارقة والبربر ويزيد عددهم على ستة ملايين نسمة يتوزعون على 86 قبيلة، وهذه القبائل تصاهرت وتعايشت منذ أكثر من ألف وثلاثماية سنة.
أهم قبائل الإقليم هي: الفور، بنو هلبة، التنجر، البرتي، الزغاوة، الهباينة، المساليت، التعايشة، القِمر، الميدوب، الرزيقات، بنو حسين، العريقات، المحاميد، منصور، الهوارة، المراريت، الداجو، التاما، البرحق، الفلاتة، الزيادية، الماهرية...ويمكن تصنيف هذه القبائل الى مجموعات ثلاث على الرغم من التداخل الموجود في ما بينها:
أ- مجموعات إثنية ذات نمط حياتي مستقر مثل الفور والمساليت والمعاليا والتنجور، وهي ذات أصول «غير عربية».
ب- مجموعات إثنية ذات نمط حياتي بدوي وشبه بدوي مثل: الزغوة والميدوب والقريات والمسيرية.
ج- مجموعات إثنية ذات نمط حياة يعتمد على الرعي وأغلبها من أصول عربية، وهي تعتمد على رعي الإبل (الإبالة)، ومنها قبائل الزيادية والعريقات والماهرية، وفئة أخرى تعتمد على رعي الأبقار (وتسمى البقّارة) ومنها قبائل الرزيقات والمعيرية والهبانية والتعايشة وبنو هلبة.
ومن الملاحظ وجود القبائل المشتركة بين دارفور وتشاد، وأفريقيا الوسطى وليبيا، نظراً الى عدم وجود حدود معقدة بينها، بل هي أراضٍ منبسطة ومفتوحة، ولا وجود لموانع طبيعية تعيق انسياب حركة الناس من الإقليم واليه، كما يمكن ملاحظة أن جميع قبائل دارفور تدين بالاسلام، وهذا شكّل حافزاً مهماً للتعايش والتفاعل والتمازج الاجتماعي بين هذا الكم الهائل من القبائل المتباينة من النواحي العرقية، وقلّل الى الحد الأدنى مسألة الفوارق، أو الاعتداد بالأعراق، والحساسية تجاه الآخر، وذلك من خلال التزاوج والمصاهرة، والثقافة المشتركة، كما أسهم وساعد في بناء سلطنة دارفور منذ القرن الخامس عشر، وقد حكمت أسرة «الكيرا» القوية الإقليم أكثر من 443 سنة، وكان آخر حكامها السلطان علي دينار الذي ساند «المهدي» في ثورته، ضد الانكليز، ولما هزم المهدي لاذ علي دينار بعاصمة أسلافه في دارفور وأعلن استقلال دولته الى أن قُتل العام 1916، وبذلك خضعت دارفور لسلطة الحكم الثنائي المصري - الانكليزي، في عهد ونجت باشا حاكم عام السودان.

 

أصول الأزمة جيوسياسية (Géopolitique)
يكمن الجزء الأساس من مكونات أزمة دارفور في جغرافيتها، بما يعني ذلك من أبعاد: ما يجري فوق أرضها، وما تختزنه هذه الأرض من ثروات (بترول، أورانيوم، حديد)، وما يحيط بها من أجواء ومناخات طبيعية مختلفة ومن دول وكيانات. كما أن تفاعل هذه المعطيات، منذ عقود، أدى الى حالة يمكن توصيفها بالأزمة، «وذلك لاقترابها من حدود خروج الأمور عن نطاق التحكم والسيطرة». وعلى الرغم من وجود نزاعات مختلفة وقديمة في تاريخ هذا الإقليم، إلاّ أن العوامل المختلفة والمتداخلة حديثاً أسهمت في خلق البيئة المتوترة والصالحة لنشوء الصراعات والنزاعات، وهي التي أدت بالمشكلة الى الانفجار والخروج عن السيطرة، كما هي الحال الآن، فما هي هذه العوامل والأسباب؟

 

أسباب الأزمة
يعتبر البعض أن أحداث دارفور تعود الى سبب رئيس هو التنمية بأبعادها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إلا أنه يمكن إيجاز مكونات الأزمة بعوامل وأسباب داخلية، وأخرى خارجية كما يأتي:
 

• الأسباب الداخلية:
وتقسم الى قمسين، الأول جغرافي وديموغرافي والثاني سياسي وأمني.
 

أ - البيئة الجغرافية والسكان والطبيعة:
عرضنا سابقاً لطبيعة الإقليم الجغرافية، وتوزع القبائل المختلفة فوقه، ولطبيعة اكتسابها معاشها وحياتها الاقتصادية وكيف تتأثر بالبيئة والمناخ، وخصوصاً هطول الأمطار.
ويرى بعض الباحثين أن هناك علاقة جدلية، تبادلية بين معدلات هبوط الأمطار والنزاعات القبلية، ذلك أن الزراعة والرعي هما المصطلحان الأساسيان اللذان تدور حولهما النشاطات الاقتصادية لمعظم سكان إقليم دارفور. وقد كان هذا الإقليم عرضة لموجات الجفاف والتصحّر المتعاقبة التي ضربت أنحاء واسعة من القارة الأفريقية، والتي نجم عنها اختلالات عميقة أثرت على البيئة المحلية. فقد اضطر الرعاة الى الترحال بعيداً عن مناطقهم، والمناطق الأخرى التي كانوا يرتادونها في الماضي، الى مناطق جديدة بحثاً عن الماء والكلأ وهذا ما دفعهم الى دخول مناطق القبائل الأخرى التي تزاول الزراعة، ما أدى الى وقوع احتكاكات، تطورت احياناً الى عداوات ومعارك طاحنة أزهق فيها الكثير من الأرواح، وسالت فيها الدماء، وخصوصاً في الفترة الممتدة من العام 1982 وحتى اليوم. كما أدى هذا الوضع الى تفشي ظاهرة السطو المسلح والنهب وقطاع الطرق ما شكل صداماً مستمراً بين الحكومات الولائية (حكومة الولاية) والحكومة المركزية في الخرطوم. ومن هذه الظاهرة الأخيرة خرجت جماعة «الجنجويد».
الجنجويد، ويطلق عليهم في اللغة الدارفورية الدارجة «الجنجويت»، وفي حقيقة الأمر، هذا الإسم اصطلاح محلي لتوصيف الجماعات المسلحة الجوّالة في أنحاء دارفور على ظهور الخيل والجمال، وتنتمي الى القبائل العربية، والأفريقية أيضاً، وتمارس النهب والقتل، وليس لها تنظيم سياسي معروف، أو قائد يقودها جميعاً، أو قبيلة تحتضنها، وأصل الكلمة هو «جِنٌّ جاء على جواد» وبعضهم يقول إنه «جِنٌ جاء على جواد أو جمل ويحمل جيم تري» (G3 = بندقية ألمانية)، أو «مؤخراً كلاشينكوف صيني... ويستخدمون القوة وروح الشر (الجن) لتحقيق أهدافهم».
ب - الأسباب والعوامل السياسية والأمنية:
أدى سوء تقاسم السلطة في السودان ما بعد الاستقلال العام 1956، وتوزيع المناصب في الدولة، الى الاجحاف بحق إقليم دارفور كما رأى ممثلوه، وقد كان لهم إسهام كبير في إنجاز الاستقلال، من خلال حزب الأمة الذي يقوده الصادق المهدي، والذي تعتبر دارفور قاعدة قوته السياسية، ومنذ ستينيات القرن الماضي بدأت المطالبة بإعطاء دارفور حقها في التنمية والعدالة في توزيع الثروة، ولكن عدم الاستجابة الكافية من الحكومة المركزية لهذه المطالب وتهميش الإقليم، وإبقاءه رازحاً تحت نير التخلف أسهما في تأجيج مشاعر النقمة والرغبة في التمرد، كذلك أسهمت سلطة الرئيس جعفر النميري بعد انقلاب 1969، ونفي الصادق المهدي، في تأليب أبناء الإقليم ضد السلطة المركزية، وزاد في مشاعر العداء بداية التمييز بين سكان الإقليم من عرب وأفارقة أو بين «عرب» و«زرقة» (الزرقة = السود = العبيد)، وفق التسمية السودانية، في السياسة والسلطة والتنمية.
كما أن ليبيا المعادية للولايات المتحدة في ذلك الوقت دعمت وسلحت بعض قبائل دارفور (البقّارة). ويعتبر السلاح المنتشر في دارفور بكثرة ثمرة الحرب الأهلية في تشاد المجاورة وفي أفريقيا الوسطى والكونغو والحرب الليبية التشادية، حيث كان المحاربون يدخلون الى دارفور للاحتماء، أو الإنطلاق منها، وقد ترافق كل هذا مع موجة الجفاف والتصحّر التي ضربت المنطقة.
من جهتها أسهمت الحكومة السودانية في ضخ السلاح في المنطقة وتسليح بعض القبائل بهدف منع متمردي حركة تحرير السودان التي كان يتزعمها العقيد جون قرنق في الجنوب، من التغلغل في الإقليم وتحريض القبائل الأفريقية ضد سلطة الحكومة المركزية، أولاً، ثم لحماية السكان ضد النهب والسرقات التي عمت الإقليم،  كما مرّ معنا، (خصوصاً ظاهرة الجنجويد)، ثانياً. إذاً، وباختصار، إن تمركز السلطة والثروة والمنافع في المركز وتهميش الأطراف، وسوء توزيع الثروة والإنفاق على التنمية المتوازنة، والتمييز في تعامل السلطة مع الإثنيات المختلفة والأحزاب السياسية والاستئثار بالسلطة أسهمت في تجميع مكونات الازمة وساعدت في انفجارها في ما بعد (آذار 2003).  

 

• الأسباب والعوامل الخارجية:
مثلت العوامل الخارجية، البعد الأكثر خطورة في تفاقم أزمة دارفور وترتبط هذه العوامل، بأطماع القوى الكبرى في العالم وطموحاتها الجيوستراتيجية، والصراع الدولي على الثروة والنفوذ والموارد، خصوصاً إذا عرفنا أن إقليم دارفور يتمتع بثروات ضخمة ومتنوعة أهمها: ثروة حيوانية، الصمغ العربي، السمسم، الكركديه... كذلك ثروة معدنية هائلة: الحديد النقي 80٪، النحاس، البترول وأخيراً اليورانيوم (الحافز الأكبر للصراعات الدولية المعاصرة، والتنافس على الطاقة النووية، وأيضاً الأسلحة النووية).
كذلك، يمتاز الإقليم بموقع جيوستراتيجي مهم كونه يشكل منطقة عازلة بين النفوذ الفرنسي، والنفوذ الانكلوسكسوني، اللذين يتقاسمان القارة الأفريقية منذ القرن التاسع عشر ويتسابقان للسيطرة على هذا الإقليم، بالاضافة الى لاعبين جدد كالصين والهند.
لذلك وبسبب هذه المميزات والخصائص للإقليم، فقد أسهمت اهتمامات الدول الكبرى في تحويل الإقليم الى ساحة صراع دولي، يشهد على ذلك الاستنفار العالمي والإقليمي والهجمة الكبرى في الاعلام والدبلوماسية، وتدفق المال والسلاح، وقرارات الأمم المتحدة، بشكل غير مسبوق في أمكنة أخرى من العالم وفي أزمات متشابهة، لدرجة أن الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الولايت المتحدة (2004) حاولا استغلال أزمة دارفور وتوظيفها لكسب أصوات الأميركيين السود الذين صُوِّرت لهم الأحداث على أنها صراع بين القبائل العربية المدعومة من الحكومة مع القبائل الأفريقية السوداء. وهذا ما دفع بالكونغرس الأميركي الى إصدار قرار يصف فيه أحداث دارفور بعمليات إبادة جماعية (Genocide)، وكذلك مطالبة كتلة السود في الكونغرس الرئيس بوش بالعمل لاستصدار قرار من مجلس الأمن لتكوين قوة متعددة الجنسيات لوقف ما اعتبروه فظاعات ترتكب ضد المدنيين الأفارقة، كما شاركت وسائل الإعلام الأميركية وبعض الجمعيات الإنسانية في هذه الحملة، وبالفعل فقد أصدر مجلس الأمن أكثر من أربعة قرارات تتعلق بدارفور والسودان منذ منتصف العام 2004 ومنتصف 2006. وراوحت بين الدعم الإنساني وإرسال قوات من الأمم المتحدة لوقف الحرب في الإقليم. وبين مد التنافس الدولي على السودان وجَزر الحكومة الفيدرالية في الخرطوم، يتفاقم الصراع وينذر بعواقب وخيمة قد تهدد مصير السودان برمته.
 
ماذا في الاستنتاج؟
يرى البعض أن الصراع في دارفور، هو صراع بين عرب وأفارقة، كما يظهر ولكن هذه الرؤية تنقصها الدقة، ذلك أنه تمّ توظيف هذا البعد الثقافي جيداً، في صراع استراتيجي دولي، قطباه: الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وقد تمّ جرّ المجتمع الدولي (الأمم المتحدة) اليه. فبعد اتفاق الحكومة السودانية مع حركة التمرد في الجنوب (اتفاق نيفاشا)، رفعت المناطق الأخرى في السودان صوتها وسلاحها من أجل تحقيق مطالبها للمساواة بالمركز (الخرطوم). وهنا التقت مطالب الأقاليم الطرفية المهمشة اقتصادياً وسياسياً، مع المطامع الدولية في منطقة دات موارد غنية كامنة، وخصوصاً البترول واليورانيوم، إضافة للموقع المتميز. كما أن الحكومة المركزية ساعدت بسياساتها المرتبكة في تدهور الأوضاع في دارفور، وعجزها عن مواجهة الحملة الإعلامية، التي جعلت من هذه الأزمة شأناً داخلياً في السياسة الأميركية وبعض دول أوروبا (ألمانيا، هولندا) وخصوصاً فرنسا ولا ننسى الصين وإيران والهند.

 

المراجع:
1- السياسة الدولية، دورية علمية تصدر عن دار الأهرام - مصر. الأعداد بين 157 حتى 167 (2004 - 2007).
2- شؤون عربية: فصلية - تصدر عن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية عدد 129 - ربيع 2007. مطابع الجامعة في القاهرة. جمهورية مصر العربية.
3- المجلة العربية للعلوم السياسية: دورية محكمة. تصدر عن مركز دراسات الوحدة العربية - بيروت - العدد 14 - ربيع 2007.
4- Le monde Diplomatique - Mensuelle Française. Paris - France - mars 2007.
5- WWW.Wikipedia.org/wiki/
History-of-darfur.
6- WWW.Wikipedia.org/wiki/
darfur conflict.