لقاء حول كتاب

لقاء حول «هدير الشعر» للعميد الركن المتقاعد عبدالله واكيم
إعداد: جان دارك أبي ياغي

برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلاً بالعميد الركن شربل برق قائد منطقة البقاع العسكرية، ولمناسبة إعلان «بيروت عاصمة عالمية للكتاب» أقيم لقاء ثقافي حول كتاب «هدير الشعر» للعميد الركن المتقاعد عبدالله واكيم، وذلك بحضور العديد من الفعاليات السياسية والعسكرية والروحية والمدنية ونخبة من كبار الشعراء وأهل الفكر والقلم ورفاق السلاح والأصدقاء... وذلك على مسرح مدرسة سيدة الرسل - نيو روضة.
شارك في اللقاء كل من: الدكتور سهيل مطر مدير العلاقات العامة في جامعة سيدة اللويزة، الدكتورة إلهام كلاّب البساط، والشاعر الدكتور ميشال جحا، وقد أدارت اللقاء الإعلامية ريما نجم بجّاني.


ترحيب وكلمات
بعد النشيد الوطني، كانت كلمة ترحيب من الإعلامية ريما نجم، ومما قالته: «ضابطٌ ميدانه فروسية شعر، يرمح فيه فرسه ومضاء سيفه، كأن حمحمة الفرس تنهدات عاشق، ومضاء السيف هدير برق. قُل: برقٌ يفجّر الرعد هطل كلمات... سلام لك، يا شلالاً هادراً محبة ووطنية وصفاء، لصرير قلمك رنّة صليل سيفك وأنت الشاعر المغوار، وفارسٌ من فرسان لبنان...».
ثم كانت كلمة مؤثرة للأستاذ سهيل مطر، إستهلها بفعل إعتراف وإعتذار: «أعترف أمامكم أنني أغار من عبدالله واكيم. أُعطيتُ القلم، فأُعطيَ القلم والسيف، أُعطيتُ الحبر فأُعطيَ الحبر والدم، أُعطيتُ الفصحى، فأُعطيَ العامية والفصحى. أُعطيتُ مقعداً في جامعة، في منطقة من لبنان، فأُعطيَ مقعداً في جامعة الوطن، كل الوطن وعميدٌ هو فيها، ومباركٌ الآتي بإسم الجيش وتحية تقدير لراعي هذا الإحتفال العماد جان قهوجي.
أما فعل الإعتذار، فلأن عبدالله لا يُرشق إلا بوردة من جرود لبنان، فيما أنا أستعيرُ، بلغتي الفصحى هذه حبة تمر، عربية صحراوية، أرشقه بها، مدارياً كي لا توجع أو تجرح ولن.. فسامحوني».
وأضاف الأستاذ مطر قائلاً: «هؤلاء المقدّسون، بدم الفداء، لا تنظروا الى نجومهم المعلقة على الكتف، بل عرّوهم وانظروا الى النجوم المرسومة، برصاصات الغدر، على الأجساد الطرية النيّرة، إنها جراح الكبرياء والكرامة». ثم أنهى كلمته بدعوة الشاعر الى إنتخاب الشعراء، المثقفين، الرجال الموسومين بالحب والخيال.
الدكتورة إلهام كلاّب البساط، ببسمتها المعهودة، غاصت في فحوى الكتاب مشيدة بتلميذها الشاعر العميد الركن عبدالله واكيم، متوقفة أمام ثلاث ميزات تنضح من شعره:
دقة العاطفة، تجليات الطبيعة ووحي الأرض، وصياغة اللحظات الهاربة في صور خاطفة. وتضيف: «نحن أمام كتاب شاعر عسكري أو عسكري شاعر يعرف حتى الثمالة معنى الألم العميق والحزن الصامت، والموت الذي لا يهادن، كما يعرف معنى الإنتصار الذي تصفق له القلوب، ومعنى الصبر والإنتظار واستلهام لحظات القوة والضعف والقداسة والعشق والحب الحقيقي للوطن ولترابه». وتنهي بالقول: «أود أن أقول لعبدالله، فخري واعتزازي به إذ يلح على ذهني الوقع الموسيقي، والعاطفة النقية، وشاعرية ترمي بسلاستها كشبكة زرقاء في بحر الشعر، تصطاد نجوماً تمعن في نشرها على الكون برهافة وإلفة وحب».
الشاعر الدكتور ميشال جحا ألقى قصيدة بالعامية بعنوان: «عبدالله واكيم عميد الوفاء»، ومما جاء فيها:
يا هالركن والقصر
أرزة وسندياني
ومصومع بإيمان
دعسة حصانك حفر
خيّال لبناني
وشاعر من الفرسان
عبّي الخوابي شعر
دفّي الوحي بالتلج
خلّي القوافي نار
بيدر فكارك سحر
والزهر عندك مرج
شي فتّح وشي زرار
يا سيف يبري الصخر
يا إبن جيش الأرز
والتضحية والشرف
مجدك لأرضك ذخر
لبنان تورّخ بعزّ
ملهم نجوم وقَطَف

 

«هيك عرفت لبنان»
في الختام كانت كلمة للشاعر العميد الركن عبدالله واكيم، رحّب فيها براعي الإحتفال العماد جان قهوجي الضابط الخلوق والمقدام، والذي كان للشاعر الشرف أن يكون من دورته، كما رحّب بالحضور وشكرهم قائلاً: «وجودكن حلّى الشعر» وتوجّّه الى الفنان الكبير وديع الصافي قائلاً:
يا كبيرنا يا أرز وحكاية
يا صوت جايي من شموخ جبال
يا كبيرنا يا نسر يا راية
فيّي مجد عا جبين هالأجيال
ثم ألقى قصيدة بعنوان: «هيك عرفت لبنان»
بلحظة سعادة
شرّفو حبابي
تا نلتقي
ويتصفّحو كتابي
وتا الشعر يهدر
متل شي بركان
ويهدا حلا
وقمار عا بوابي
وتا العطر يغمر
عطر بنيسان
يفوح الشذا
من طلّة صحابي
وتا انحني قدّام
يللي كان
مصدر وحي
وبفيتو رابي
جنّة عدن
هيك عرفت لبنان
ما في دني
أغلى من ترابي
يا هالأرض
لمزنّرا بعسكر
ومتوّجي
بالمجد والعنبر
أرزك عِلي
عا جبال من صوّان
وبيرق جمال
عالدّني تمختر
انطل القمر
عاشوار هالوديان
بيفرش دهب
عا مرجك الأخضر
وكلما عا غصنك
زهّر الرمان
بُرعم اريجو
عالهدا بيكبر
وكلما بعد
وتغرّب الإنسان
عالبعد قلبو
بيوجعو اكتر
لبنان أول
ما إلك تاني
شايفك موجوع
بتعاني...
بتبكي دمع
عا شعبك المقهور
لعايش كإنو
بدني تاني
مسكّر عا حالو
بعصر كلّو نور
وناسي لقالو
فكر جبراني...
يا شعب
بيكفي شقا وبخور
ما في حدا
بيعطيك مجاني
تاريخ مجدك
للأبد محفور
عيش المجد...
تا تكون لبناني.
يجدر بالاشارة أن «هدير الشعر» كتاب يتضمّـن قصائـد لبنانية (176 صفحة) كتبـت باللغة المحكية للشهداء والقديسين والوطن والجيش والجمال والحـب. وردت تحت عناوين: «بتضلكن بالبال»، «أرض قديسين»، «حكاية وطن ورجال»، «لمسة جمال»، و«ندرتك يا قلبي».

 

عربون وفاء
خصّ العميد الركن المتقاعد عبدالله واكيم قائد الجيش العماد جان قهوجي بأبيات مؤثرة محفورة على درع قدّمه لممثله عربون وفاء وتقدير:

بعرفك من سنين ضابط حربجي
ولما كنت تنزل على الميدان
لمتلك بطل سلاحو من الصوّان
يا بيمحي كل يللي كان
الجيش لخدمتو جيش كلّو عنفوان

جامع فكر خلاّق وخطّه مبرمجي
الخصم لبوجك كل زلمو مكربجي
مجرّد ما يمرق عا صفوف مدجّجي
يا بيترك المهزوم بحاله مشنّجي
يشمخ عُلا بشموخ جان القهوجي