في كل بيت

... لكل ولد اسلوبه في اكتساب المعرفة
إعداد: ريما سليم ضومط

بعضهم تغويه الموسيقى وبعضهم يتقن لعبة المنطق

 

إلى أي نوع من التلامذة ينتمي أولادكم؟
هل يتعلمون بشكل أفضل عبر القصص والروايات، أم من خلال الموسيقى والأنغام، أو عبر الإختبارات العلمية الحيّة؟
راقبوا أطفالكم وتعرّفوا الى نمط التعلّم الخاص بهم بغية مساعدتهم في اكتساب العلوم والمعارف بطريقة سهلة وفعّالة.

 

«كيف» وليس «لماذا»!

يؤكّد الخبراء التربويون والإختصاصيون في علم نفس الأطفال أن لكل طفل أسلوباً محدّداً في التعلّم يؤثّر على كيفية تفاعله الإيجابي مع محيطه الخارجي وتلقّيه المعرفة بشكل أفضل.
ويوضح هؤلاء أنه من خلال معرفة الأهل لأسلوب التعلّم الخاص بأطفالهم، يصبح بإمكانهم إختيار النشاطات التي تساعدهم على التعلّم بسهولة وارتياح.

 

ما هي أساليب التعلّم؟
المقصود بأسلوب التعلّم، الوسيلة التي يعتمدها التلميذ لاكتساب المعرفة. بمعنى آخر، ما يهمّنا هنا هو «كيف يتعلّم الطفل، وليس «ماذا» يتعلّم.
في هذا الإطار، قام الاختصاصيون في علم نفس الأطفال بتصنيف أساليب التعلّم عبر عدة طرق، من أبرزها سبعة أنواع، تمّ استخلاصها إثر دراسات تناولت كيفية تفاعل الأولاد مع محيطهم الخارجي. ويشير هؤلاء الإختصاصيون إلى أن كل تلميذ قادر على استخدام الأساليب السبعة جميعها، غير أنه يعتمد في العادة أسلوباً واحداً أو إثنين لتكوين أسلوبه التعليمي الخاص.
الأساليب التعليمية السبعة

 

* الأسلوب اللغوي:
يرتبط التلامذة الذين يعتمدون هذا الأسلوب إرتباطاً قوياً باللغة بمظهريها المحكي والمكتوب. وهم يتعلّمون بطريقة أفضل من خلال الشعر، والقصص، والقواعد، والمجاز، والإستعارة، والتشبيه.
 

* الأسلوب المنطقي:
يركّز ذوو هذا الأسلوب على التفكير المنطقي والإستنتاج. نراهم في الغالب يراقبون ويحلّلون، ويستخلصون أحكاماً، ويقدمون فرضيات. يطرحون الكثير من الأسئلة، ويتمتعون بالتعلّم من خلال الإختبارات العلمية، إضافة إلى قدرتهم على القيام بالعمليات الحسابية الذهنية بسهولة. يفضلون الألعاب الاستراتيجية وألعاب الكمبيوتر، وهم قادرون في سنوات العمر المبكرة على خلق تصاميمهم الخاصة من خلال لعبة المكعبات.
 

* الأسلوب البصري:
يميل الأطفال الذين يتبعون هذا الأسلوب الى اعتماد الخيال والتصوّر. وهم يتعلّمون بشكل أفضل من خلال الرسم والتلوين وقراءة الخرائط والنحت والتصاميم. يمكن للأهل مساعدتهم في تطوير أسلوبهم عبر تزويدهم الكتب المصوّرة، وتشجيعهم على التعبير عن أفكارهم من خلال الرسم. كما يمكن تعليم التلامذة الأكبر سنّاً كيفية قراءة الخرائط واستخدامها. يبرع هذا النوع من الأولاد في لعبة الذاكرة (Memory).
 

* أسلوب التعلّم من خلال الذات:
يركّز الأولاد الذين ينتمون إلى هذا الأسلوب على المواقف التي تستدعي العودة إلى الذات وفحص أفكارهم ومشاعرهم ودوافعهم.
يتّصف هذا النوع بالميل إلى الروحانيات، ومعرفة الذات، والغوص في المشاعر والتعبير عنها.
 

* أسلوب التعلّم من خلال الآخرين:
يعتمد هذا الأسلوب على التواصل مع الآخرين، ويتعلّم الأطفال الذين ينتمون إليه بشكل أفضل عندما يشاركون في العمل داخل مجموعات، ويفهمون وجهة نظر الآخرين، ويتفاعلون مع مشاعرهم أو طباعهم.
 

* أسلوب التعلّم من خلال الحركة:
أصحاب هذا الأسلوب مفعمون بالنشاط والحركة وهم يبرعون في الرياضة والتمارين الجسدية، ويتعلمون بصورة أفضل عندما يترافق موضوع التعليم مع التعبير الجسدي كالتمثيل والرقص والتقليد.
 

* أسلوب التعلّم عبر الموسيقى:
يتفاعل ذوو هذا الأسلوب مع الموسيقى. وهم قادرون على التعرّف على النماذج المختلفة من الأنغام والإيقاعات بفضل الأذن الموسيقية التي يتمتعون بها. يتعلّمون بشكل أفضل من خلال الأغاني والأشعار والموسيقى.
وتبقى إشارة أخيرة لا بدّ أن نأخذها في الاعتبار، وهي أن عالم الأطفال مدرسة بحد ذاتها يجدر بنا التعلّم منها أيضاً، وبأساليب مختلفة تعرّفنا إلى طاقات أولادنا وقدراتهم.