جوائز

لكن من هو المنتخب المثالي؟ ....................
إعداد: روجينا خليل الشختورة

الكرة الذهبية لرونالدو مرة ثالثة
خلال الأشهر الثلاثة الماضية، انشغلت أوساط كرة القدم بالكرة الذهبية. فبدءًا من النجوم الساعين إلى الوصول إليها مرورًا بالمدرّبين وإدارات الأندية والجماهير والمسؤولين الكرويين في كبريات المؤسسات الرياضية، وليس انتهاءً بالصحافة، كانت هذه الكرة الشغل الشاغل للجميع...
فهذه الكرة بالنسبة إلى النجوم توازي كأس العالم عند المنتخبات. هي، بالضبط، «مونديال النجوم» الذي تستمر المنافسة فيه لأشهر.

 

ساعة الحسم
عندما دقت ساعة الحسم، وقف نجم ريال مدريد البرتغالي كريستيانو رونالدو ونجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي وحارس بايرن ميونيخ الألماني مانويل نوير على مسرح قاعة المؤتمرات في زيوريخ ليتوّج كريستيانو رونالدو بجائزة كرة الفيفا الذهبية لأفضل لاعب في العالم محافظًا على مركزه للسنة الثانية على التوالي، علمًا أنه يحوز الكرة الذهبية للمرة الثالثة (2008 و2013 و2014). في المركز الثاني حلّ ميسي وفي الثالث نوير.
ولدى السيدات، حملت اللاعبة الألمانية نادين كيسلر جائزة أفضل لاعبة في العالم، متفوقةً على البرازيلية مارتا (الفائزة بالجائزة 5 مرات) والأميركية آبي وامباش (الفائزة بلقب 2012).
جائزة «بوشكاش» لأفضل هدف، فاز بها لاعب ريال مدريد، الكولومبي خاميس رودريغيز، عن هدفه الرائع لكولومبيا في مرمى الأوروغواي خلال الدور الثاني من المونديال الأخير. وفاز رودريغيز بهذا الهدف على الهولندي روبن فان بيرسي (هدفه الرأسي في مرمى إسبانيا - الدور الأول للمونديال)، واللاعبة الإيرلندية ستيفاني روش (هدفها لفريق بيماونت يونايتد في مرمى ويكسفورد يوث).

 

المنتخب المثالي
تشكيلة المنتخب المثالي للعام 2014، وفق ما تصوّرها الاتحاد الدولي لكرة القدم لاقت استغرابًا ودهشة، فقد ضمت في مركز قلب الدفاع: البرازيليين تياغو سيلفا ودافيد لويز، اللذين ودعا بطولة كأس العالم وهما باكيان بعد خسارة قاسية أمام الألمان 1-7.
وفي مركز الظهير الأيمن، الإسباني سيرجيو راموس بعدما لعب طوال الموسم السابق في مركز قلب الدفاع!
وعلى الجهة اليسرى الألماني فيليب لام. خلفهم يقف طبعًا الحارس الأول في العالم، الذي لا يختلف أي متابع كروي على أحقيته بالمركز، الألماني مانويل نوير.
وفي خط الوسط: الألماني طوني كروس والأرجنتيني أنخل دي ماريا والإسباني أندريس إنييستا.
وفي الهجوم: الأرجنتيني ليونيل ميســي والبرتغالــي كريستيــانو رونالدو والهولندي أريين روبن.
إذًا للمــرة الثامنة على التوالي يكون ميسي ورونالدو ضمــن التشكيلــة المثاليــة، وهو إنجــاز غيــر مســبوق.

 

ماذا عن المدرّبين؟
على صعيد المدرّبين، لا يمكن توقع فائز آخر سوى المدرب الذي حمل الـ«مانشافت» إلى منصة تتويج المونديال بعد غياب طال 14 عامًا: إنّه يواكيم لوف الذي تفوّق على مدرب ريال مدريد الإيطالي كارلو أنشيلوتي ومدرب أتلتيكو مدريد الأرجنتيني دييغو سيميوني.
ولدى السيدات، اختير رالف كيليرمان أفضل مدرّب لقيادته فريقه فولسبورغ إلى لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا، متقدمًا على مواطنته مارين مينيرت مدربة منتخب ألمانيا للسيدات تحت 19 عامًا، والياباني ساساكي مدرب منتخب اليابان للسيدات.
وكالعادة، لم تغب جائزة «اللعب النظيف» عن الحفل، فاللعبة تقوم على هذا الشعار. وقد منحت لكل المتطوعين في بطولات الفيفا، خصوصًا بطولة كأس العالم الأخير في البرازيل تقديرًا لهم على مجهوداتهم في نجاح المونديال.
كذلك، منح بلاتر جائزة رئيس الفيفا للعام 2014 للصحفي الياباني واللاعب السابق هيروشي كاجابا، تقديرًا له على ما قدمه من إنجاز في نشر اللعبة في اليابان.

 

ماذا عن الكرة نفسها؟
تصنع الكرة الذهبية شركة «ميليريو ديتس ميلر» الفرنسية للمجوهرات، التي تأسست في العام 1613. والشركة نفسها تصنع كأس بطولة فرنسا المفتوحة (رولان غاروس) الشهيرة لكرة المضرب، ما يعني أن الكرة الذهبية تُصنع على أيدي أمهر صنّاع المجوهرات في العالم. ويشترك عدد كبير من الحرفيين في العمل على تلك القطعة الفنية، فيبدأ تشكيلها عن طريق جزءين نصف دائريين من النحاس الأصفر، ثم يتم تشكيل هذين الجزءين من صفائح معدنية، في عملية دقيقة تتطلب الكثير من المهارة والخبرة. ويتم بعد ذلك جمع الجزءين وملء الكرة بمادة خاصة، ثم توضع الأشكال على المعدن بحسب الرسم الذي صُمّم مسبقًا.
وبعد الانتهاء من هذه العملية، تُفرّغ الكرة من محتواها، وتعود الى صانع الذهب الذي يقوم بصقل القطعة ككل، ويعمل هذا الصانع على نحت شعار «كرة فيفا الذهبية» عليها. وفي آخر مراحل الصنع، تُغطّس الكرة الذهبية في الذهب الدقيق قبل أن تثبّت على قاعدة من «البيريت»، تختلف قليلاً عن تلك التي اعتمدت في الموسم السابق. وترتفع الكرة 31 سنتيمترًا، وهي بعرض 23 سنتيمترًا، وبعمق 23 سنتيمترًا.
الكرة الذهبية تُعطى للاعب الفائز بشرف حملها لكي يحتفظ بها، ولتبقى شاهدةً على أن حاملها كان يومًا أفضل من لمس الكرة. وفي حين أنّ قيمة الكرة المادية قد تتجاوز مئات آلاف الدولارات، إلا أنّه إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أهميتها وقيمتها المعنوية، فإن الماديات تصبح من دون شك خارج الحسابات.