قواعد التغذية

للحفاظ على صحة القلب والشرايين
إعداد: نايلا عساف

تناولوا الخضار بدون اعتدال... ولا تهملوا الألياف والنشويات وزيت الزيتون

 

يعتبر القلب العضو الأهم في جسم الإنسان إذ يتولى مهمة ضخ الدم الى كل أنحاء الجسم والى كل خلية من خلاياه.

ولكي يقوم القلب بهذه الوظيفة بشكل طبيعي، من المهم أن يكون بصحة سليمة، وهذا يتطلب من الإنسان أن يأكل ليعيش وليس أن يعيش ليأكل.

إختصاصي امراض القلب في مستشفى الروم البروفسور زيدان كرم يطلعنا في ما يلي تفصيلاً على علاقة سلامة القلب بالنظام الغذائي.

 

تجنّب الإصابة بأمراض القلب

● كيف نتجنب الإصابة بأمراض القلب؟

- يتضمن القلب الشرايين التاجية التي تنقل الأوكسيجين والسكر، أي المادتين الأساسيتين لتغذية عضلات القلب.

وباستثناء معدل الكولستيرول والتريغليسيريد، ثمة أسباب تؤدي الى الإصابة بأمراض القلب. من هذه الأسباب داء السكري الذي يعتبر بمثابة سبب خطير لا بد من معالجته في مرحلة مبكرة، والتدخين وهو عنصر لا بد من التخلص منه، وكذلك ارتفاع ضغط الدم الشرياني الذي تنبغي معالجته قبل أن يتفاقم وذلك أياً كانت سن المريض. وأضاف البروفسور كرم قائلاً ان العمر والجنس والوراثة عوامل تؤثر على شرايين القلب التي قد يصيبها التضيق أو الإنسداد. في الحالة الأولى تخف تغذية عضلات القلب بسبب عدم وصول كمية كافية من الدم إليها، فيشعر الشخص عندئذ بألم حاد في صدره ناتج عن ضيق العروق ويحصل ما يسمى بالخناق الصدري. أما في حال انسداد الشرايين، فإن المنطقة التي تتغذى منها تموت وتحصل بالتالي الذبحة القلبية، ولتجنب الوصول الى هذه المرحلة لا بد من الوقاية التي تتطلب مراقبة ضغط القلب بحيث يكون في المعدل الطبيعي 13/7, وإجراء فحص دم لمعرفة نسبة الكولسترول والسكري فيه.

 

دور التغذية

- ما هو دور التغذية في حياة مريض القلب؟

- تحتوي الأطعمة عامة على الدهنيات والسكريات والبروتينات، إضافة الى الألياف والماء وبعض الكحول بين الحين والآخر.

بالنسبة للدهون يجب التمييز بين ما هو غير مشبع منها كزيت الزيتون الذي يعتبر مفيداً، وبين الدهون المشبعة والمضرة كالزبدة والمرغرين والكريما... مع الإشارة الى أن الطهي بالماء أفضل بكثير من الطهي بالمواد الدهنية.

أما بالنسبة للبروتينات، فمن المهم تناول اللحوم مرتين أسبوعياً (لحوم بيضاء ومشوية) والأفضلية للسمك والدجاج(من دون الجلد). وفي ما يتعلق باللحوم الباردة (الشاركوتريه) فيجب اختيار غير المدهن منها، ومن الضروري أيضاً تجنب المقالي واستهلاك الخضار (من دون اعتدال) طازجة كانت أو مطبوخة أو مجففة.

النشويات الغنية بالألياف (كالخبز الأسمر وخبز النخالة مثلاً) ضرورية في كل وجبة، وكذلك الفاكهة الغنية بالفيتامينات والفروكتوز .(Fructose)

ويجب على المريض أن يتجنب ويقاوم رغبته في تناول الحلويات ولا سيما اللبنانية منها، وكذلك الغربية الغنية بالدهون والسكر.

بالنسبة للمشروبات، يسمح بكأس واحدة من الخمرة في أقصى تقدير، أما المياه فلا بد من تناول ليتر منها على الأقل يومياً.

 

مخاطر الوزن الزائد وأهمية الرياضة

- ما هي مخاطر السمنة والوزن الزائد على مريض القلب؟

- يتضاعف خطر الإصابة بالذبحة القلبية مرتين لدى المريض الذي يزيد وزنه 30% عن الوزن الصحي المناسب له.

وتساهم السمنة في توافر ظروف من شأنها أن تعزز الإصابة بتصلّب الشرايين.

وهي تفرض غالباً على القلب المزيد من النشاط نظراً لاتساع نطاق الشبكة التي يتحتم عليها مدّها بالغذاء.

لذلك لا بد من تخفيض الوزن عبر اعتماد نظام غذائي ملائم وممارسة أنشطة بدنية منتظمة ومدروسة تتوافق ووضع المريض الصحي وحالته الجسدية.

ولا بد من التعاون بين الطبيب والمريض بغية التوصل الى الوزن الأمثل المنشود.

 

- ما هو دور الرياضة في حياة المريض؟

- لا بد في أثناء ممارسة أي نشاط بدني من أن نأخذ بعين الاعتبار عنصرين أساسيين: النشاط البدني نفسه وطريقة ممارسته.

وبالطبع جميع أنواع الرياضة مفيدة للقلب، بل يفترض قبل ممارسة أي منها التأكد من سلامة الشرايين وصحتها بغية عدم تخطي قدرات القلب وطاقاته الفعلية، وبالتالي تجنب اصابته بذبحة قلبية حادة.

أما الرياضة الأمثل لتجنب أمراض القلب فهي المشي، وهي أسهل أنواع الرياضة ممارسة. تسهم رياضة المشي في تحسين وتيرة النبض وترفع قدرته على التحمل، فضلاً عن التوازن النفسي الذي تمنحه للفرد.

وينصح أيضاً بممارسة رياضة قيادة الدراجة الهوائية والغولف والهرولة والسباحة.

أما في حال الاصابة بأي من أمراض القلب، فيستحسن إستشارة الطبيب قبل الشروع في ممارسة أي رياضة.

 

- هل من إرشادات إضافية؟

- لا يعاني المرضى دائماً من عامل خطر واحد. فعلى سبيل المثال، قد يعاني المريض في آن معاً من السمنة والسكري وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدل الكولسترول، ولا بد في هذه الحالة من العمل على تخليصه من الوزن الزائد، والأمر الأهم هو المتابعة المستمرة من قبل الطبيب.

وختم قائلاً: كي يستطيع المريض الإلتزام بريجيم صحي لا بد من توفير النكهة الطيبة والطعام السليم، وهذا ما تؤمنه المهارات المطبخية.

 

زيت الزيتون وسلامة القلب

يعتبر زيت الزيتون من أهم الزيوت النباتية غير المشبعة وأنفعها، وهو عظيم الفائدة في المحافظة على صحة وسلامة القلب والشرايين.

إن تناوله يساهم بتخفيض مستوى الكولستيرول السيئ (HDL), لا سيما إذا ترافق استهلاكه مع الكثير من الخضار والفاكهة والحبوب والسمك، والقليل من اللحوم والدهون الحيوانية.

يتوافر زيت الزيتون بكثرة في لبنان وعلينا أن نستهلكه أكثر فأكثر كما كان يفعل أجدادنا.

وفي المجتمعات التي تستهلكه بكثرة، تنخفض نسبة الإصابات بأمراض القلب والشرايين وحالات الموت الفجائي.

ويدخل زيت الزيتون في استعمالات متعددة مثل المتبلات والسلطات والصلصات. ويمكن استعماله في الطبخ والقلي على ألا نبالغ في تسخينه، علماً أن زيت الزيتون يتحمل الحرارة حتى 200 درجة.

وللحصول على مقليات ذات نوعية جيدة وسهلة على الهضم وتحتوي نسبة أقل من الدهون، يجب التحكم بحرارة زيت الزيتون(استعمال المقلاة الكهربائية أو مثبت الحرارة أو ميزان حرارة خاص) على أن تتراوح الحرارة بين 170 و180 درجة مئوية، وكحد أقصى 200 درجة لزيت الزيتون.