مؤتمر

للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي
إعداد: تريز منصور

مؤتمر الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك


برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون، وفي حضوره إلى جانب وزير الدفاع الوطني يعقوب الصرّاف، عقد مؤتمر «تطبيقات الجيومورفومتري، نُظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بُعد في علوم الأرض والبيئة»، في الفندق العسكري المركزي – مونرو. هذا المؤتمر يعقد للمرة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربي، وقد نظّمه الاتحاد الأورو عربي للجيوماتيك بالإشتراك مع مديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني.
شارك في المؤتمر باحثون من عدة دول أجنبية وعربية ( فرنسا، بوروندي، المغرب، تونس، الجزائر، السعودية، السودان، إيران، سوريا والأردن) وحضره عدد من الوزراء والنواب، إضافة إلى هيئات ديبلوماسية، وشخصيات رسمية وعسكرية، وفعاليات أكاديمية، وممثلين عن الإدارات الرسمية والجمعيات والمنظمات غير الحكومية وحشد من المدعوين.


العماد جوزاف عون
استهلّ قائد الجيش العماد جوزاف عون كلمته في الحفل الافتتاحي للمؤتمر قائلًا: «إن هذا اللقاء يحملُنا نحوَ عالم المعرفة الواسع، ففي عصر ثورة العلوم والتكنولوجيا، بات كلُّ يوم يحمل معه خطوةً جديدةً تخطوها البشرية في تطوّرها المستمر، وباتت الاكتشافاتُ العلمية المتوالية تنير سبلًا حديثة، وتُعمّق المفاهيم في مختلف المجالات. ومنْ هذا المنطلق، آلى الجيشُ على نفسه أنْ يحمل السيف بيد، والقلم باليد الأخرى، بمعنى أنَّ مواكبةَ التطوّر العلميِّ تقعُ في صُلب رسالتنا. وإذا كنّا قدْ تشرّفْنا بمسيرة الدفاع عنْ بلادنا وأهلنا، فإنّنا نرى في تحصيل المعارف والاطّلاع على كلِّ جديدٍ في ميادين العلم، رافدًا مهمًّا لمسيرتنا، وأداةً لا غنى عنها لتطوير القدرات الفردية، وتحسين الأداء الإجماليِّ للكثير من الوحدات في المؤسـسة العسكرية».
وأضاف العماد عون: «يجسّدُ هذا المؤتمرُ الذي ينعقد للمرّة الأولى في الشرق الأوسط والعالم العربيِّ قسمًا كبيرًا منْ تطلّعاتنا، إذْ يضمُّ نخبةً منْ ألمعِ المفكرين والباحثين في لبنان والمنطقة والعالم، ما يجعلُهُ واجهةً مشرقة، ووسيلةً للارتقاء والتواصل المهنيِّ وتبادل التجارب والخبرات، ضمن إطار نُظُم المعلومات الجغرافية والاستشعار عنْ بُعْد في علوم الأرض والبيئة، لا سيّما وأنَّ دراسةَ الأرض ترتبطُ ارتباطًا وثيقًا بمهمات الكثير منْ وحدات الجيش، وتُعتبرُ جزءًا لا يتجزّأُ من العوامل التي تؤخذ في الحسبان لدى تنفيذ المهمّات العسكرية».
وتابع العماد عون، «في ظلِّ الأزمات المتلاحقة التي تعصفُ بمنطقتنا، والأخطار التي تتهدّدُنا من كلِّ جانب، يمثلُ كلُّ تلاقٍ بارقَة أملٍ تسهمُ في محو ظلمات العصبيّة والتطرّف، وخصوضًا إذا ارتكز اللقاءُ على أسسٍ علميةٍ وسَعْيِ للنهوض بأوطاننا إلى أفضل مستويات التقدم والازدهار، وذلك ما نصبو إليه كوطنٍ وكجيش، منْ خلال رعايتنا لهذا الحدث البارز، متطلّعينَ إلى نتائج مثمرةٍ ستنجم دون شكٍّ عنْ النقاشات التي ستجرونَها.
وتوجّه ختامًا، إلى المشاركين، وإلى مديرية الشؤون الجغرافية التي تولّتْ تنظيمَ المؤتمر، متمنّيًا للجميع التوفيق والوصول إلى خلاصاتٍ قيّمةٍ تعودُ بالخير على لبنان والمنطقة.

 

الدكتور محمد العياري
وألقى رئيس الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك الدكتور محمد العياري كلمة أكد فيها أن الجيومورفومتري من العلوم والتطبيقات الحديثة والمتجدّدة التي تُمكّن من تأصيل الدراسات الكميّة المتعلقة بالخرائط والبيانات الطوبوغرافية الخاصة بعلوم الأرض والبيئة، كما أنّها تُستخدم في العديد من المجالات والميادين من علوم الجيولوجيا والجيمورفولوجيا وعلوم البحار والمحيطات والتربة والنبات وعلوم المناخ، إلى التطبيقات في المجالين العسكري والأمني. وتوجّه بالشكر إلى العماد عون لرعايته هذا المؤتمر، وإلى جميع المساهمين في إنجاحه، خصوصًا مديرية الشؤون الجغرافية وأعضاء المجلس العلمي في الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك وأعضاء الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي.

 

العميد الركن مصطفى مسلماني
بدوره ألقى مدير الشؤون الجغرافية العميد الركن مصطفى مسلماني كلمةً أوضح فيها أن مديرية الشؤون الجغرافية ستعمدُ إلى إبرام اتفاقية تعاون مع المجلس الوطني للبحوث العلمية، وإلى تفعيل التعاون مع الجامعات اللبنانية في سبيل وضع الأسس اللازمة لإقامة المدرسة الوطنية للعلوم الجغرافية، مضيفًا أن المديرية افتتحت العديد من الدورات في مجال نُظم المعلومات الجغرافية لموظفين من الإدارات العامة في الدولة وعناصر الأجهزة الأمنية اللبنانية.

 

البروفسور فؤاد أيوب
ثم ألقى رئيس الجامعة اللبنانية البروفسور فؤاد أيوب كلمةً شكر فيها أصحاب الدعوة والمشاركين في هذا المؤتمر، معتبرًا أن نظم المعلوماتية من خلال الاستشعار عن بُعد، قد أحدثت تغييرًا جذريًا في المفاهيم السائدة بشأن المعلومات الجغرافية وسُبل تحليلها وجمعها في خرائط. كما أوضح أن هذا النظام قد أصبح منهجًا معتمدًا في بعض الجامعات وأن الجامعة اللبنانية تسعى إلى إدراجه ضمن اختصاصاتها، بعد توافر الإمكانات التجهيزية والخبراتية، نظرًا لما يقدمه من حلول علمية وخدمات بحثية.

 

الجلسة الافتتاحية وإطلاق أعمال المؤتمر
قبل إطلاق الجلسات العلمية للمؤتمر، عقدت جلسة افتتاحية حضرها قائد منطقة جبل لبنان العميد زخيا الخوري ممثلًا العماد قائد الجيش، إضافة إلى هيئات سياسية، ودبلوماسية، وأكاديمية وعسكرية.
وألقيت كلمات ركّزت على أهداف المؤتمر وأهميته. فقد أكّد رئيس الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك أهمية المؤتمر العلمية والمعرفية على صعيد تحديث البيانات الرقمية الجغرافية، إضافة إلى أهمية انعقاده في لبنان، معلنًا في هذا السياق قرار إنشاء الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك مكتب تنسيق علمي في لبنان، وذلك حرصًا على تفعيل توجّهه العلمي في الفضاء العربي والدولي وتطبيقًا لنظامه الداخلي وقانونه الأساسي...
وشكر مدير الشؤون الجغرافية راعي الاحتفال وكل من أسهم في التنظيم والتحضير، متمنّيًا للمؤتمرين النجاح والوصول إلى خلاصات بنّاءة تفيد المجتمع والانسانية في مجال علم الجغرافيا... مشيرًا إلى أنه سوف يتمّ توثيق أعمال المؤتمر في كتاب.
ثم كانت الكلمة لرئيس الاتحاد العربي للمساحة السيد سركيس فدعوس الذي أوضح فيها أنّه من الضروري وضع برامج للتنمية المستدامة تقوم على تأمين بيئة خدماتية متكاملة ومحميّة من النواحي القانونية والتشريعية والتقنية...مؤكدًا أن ربط عناصر الخرائط بقاعدة البيانات المتعلّقة بها، ركيزة أساسية لإدارة استراتيجيات الدول في مجالات الأمن، والدفاع، والملاحة الجوية والبحرية، والبناء والمتغيّرات المناخية الخ...
بدوره تحدّث المدير العام للهيئة العامة السورية للاستشعار عن بعد الدكتور هيثم منيني عن الهيئة ودورها في سوريا لناحية الخدمات الزراعية والجيولوجية والبيئية والمصادر الطبيعية...
وتحدّث عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في الجامعة اللبنانية الدكتور أحمد رباح عن أهمية التطبيقات الجيومورفومترية وتنظيم المعلومات الجغرافية باستخداماتها المتعددة تحدث في مجالات: علم المناخ، علم الجولوجيا والجيومورفولوجيا، التخطيط العمراني، والتخطيط السياحي.
أما نقيب الطوبوغرافيين اللبنانيين السيد جهاد بطرس فتحدّث عن دور نقابة الطبوغرافيين في لبنان، وعن رفع مستوى أخصائيي مهنة المساحة والطوبوغرافيا، كما أوضح أن النقابة تسعى إلى الانضمام إلى الاتحادات الدولية والاقليمية وإلى المشاركة في معظم المؤتمرات العلمية في الداخل والخارج.
بدوره اعتبر الدكتور عبد صالح فياض، أنه ثمّة فرق بين العلم والمعرفة، ولا سيّما في علم الجغرلفيا ورسم الخرائط وقاعدة البيانات.
وتمنّت أخيرًا الدكتورة لويزة أمريش من الجزائر أن يخرج المؤتمرون بتوصيات تخدم أهداف هذا المؤتمر العلمي الأول في العالم العربي.

 

الجلسات العلمية
ناقش المؤتمرون (أكاديميون وضباط) في الجلسات العلمية أوراقهم البحثية في مواضيع مختلفة تناولت جيولوجيا لبنان البحرية: عوامل الجذب والتحدّيات، تطبيقات الجيومورفومتري في مجال البيئة والكوارث الطبيعية/ التطبيقات في مجال التخطيط الإقليمي والعمراني وبناء المدن، تحسين ملفات نماذج الارتفاع الرقمية (DEM) لوضع الخرائط في مشاريع إعادة الإعمار، مراقبة التلوّث النفطي وحركة البقع النفطية على الساحل السوري- اللبناني باستخدام الصور الفضائية، تنظيم الري والاحتياجات المائية التقييم السريع للأضرار الناجمة عن الحرب في سوريا باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظام المعلومات الجغرافي، نظام أكساد في مجال مراقبة تدهور الأراضي، والاحتباس الحراري، وغيرها من الأوراق البحثية العلمية.

 

الجلسة الختامية والتوصيات
عُقدت الجلسة الختامية في اليوم الثالث والأخير للمؤتمر، في حضور نائب رئيس الأركان للتجهيز العميد الركن ميلاد اسحق، إضافة إلى شخصيات عسكرية وفعاليات المؤتمر.
قبل تلاوة التوصيات، نوّه الدكتور العيّاري بالجهود التي بُذلت لإنجاح المؤتمر تنظيميًّا وعلميًا، متمنيًا على الجيش اللبناني تحت قيادة العماد عون وعلى الحكومة اللبنانية تبنّي الدورة القادمة والدورات اللاحقة من هذا المؤتمر ورعايتها.
أمّا التوصيات فكانت:
1- تدعيم أواصر التعاون العلمي بين الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك ومديرية الشؤون الجغرافية في الجيش اللبناني، وحثّ المؤسـسات والمنظمات العلمية على الإقتداء بهذه التجربة الرائدة التي تشكّل نموذجًـا يمكن الاستفادة منه لبناء شكبات علمية وتكنولوجية تحقّق النهوض بمنظومات البحث العلمي وتطبيقاته...
2- مساندة التوجّهات العلمية والبحثية للاتحاد ودعمها، وتعزيز دوره على مستوى دعم الشراكات والتعاون العلمي بين الأطراف.
3- توحيد المصطلحات والتعريفات والنظم الخاصة في مجال خرائط المعلومة الجغرافية، بما يحقّق التوائم بين المجموعات الخرائطية العربية ويسهّل التعاطي مع الخارطة والمعلومة الرقمية.
4- إنشاء إطار علمي بحثي لتبادل المعطيات والمعلومات الجغرافية المتاحة والقابلة للتعميم على المستوى الرسمي والأكاديمي.
5- اعتبار الجيومورفومتري والاستشعار عن بعد من التقنيات والعلوم الحديثة والمتجدّدة، ومن أسّس تحقيق التنمية الشاملة، والحثّ على إدراج هذا الاختصاص ضمن البرامج الدراسية.
6- الحثّ على استخدام البرمجيات والتطبيقات ذات المصادر الحرّة كبديل استراتيجي.
7- إنجاز أطلس رقمي يعتمد على آخر تكنولوجيات علوم الفضاء وأنظمة المعلومات الجغرافية.
8- وضع خرائط ودراسات واعتماد على تطبيقات في مجال تغيّر المناج وتلوّث الهواء فوق المدن، وتأثيره على حياة الإنسان.
9- الدعوة إلى تكثيف الدراسات والبحوث في مجال انعكاسات التغيّر المناخي على الموارد الطبيعية.
10-حثّ المؤســسات الناشطة حقول الطاقة واستخراج المعادن على المشاركة في الدورات القادمة.

 

شهادات ودروع تقديرية

قدّم قائد الجيش العماد جوزاف عون درع المؤتمر لكل من رئيس الاتحاد الأوروعربي للجيوماتيك الدكتور محمد العياري ورئيس الجامعة اللبنانية الدكتور فؤاد أيوب، كما قدّمت الجمعية الوطنية السودانية بدورها درعًا تقديريًا للدكتور العيّاري.
وشكر مدير الشؤون الجغرافية العميد الركن مصطفى مسلماني باسم قائد الجيش جميع أجهزة الجيش وقطعه ووحداته التي ساهمت بصورة مباشرة  في دعم أعمال المؤتمر، وكذلك كل من ساهم ودعم معنويًا وماديًا أعماله، من اتحادات ونقابات وشركات، وقدّم لهم باسم قيادة الجيش شهادات تقدير ودروعًا تذكارية.
والجهات المانحة هي:
الاتحاد العربي للمساحة، نقابة الطوبوغرافيين المجازين في لبنان، بنك لبنان والمهجر، شركة خطيب وعلمي ESRI، وشركة GEOCONSULT.