اجتماع وموقف

لن نسمح باستغلال الوضع ونقطة على السطر...

لن نسمح لأحدٍ باستغلال الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي، لن نتهاون مع أحد، ونقطة على السطر... تلك هي الرسالة الأساسية التي تضمّنتها كلمة قائد الجيش العماد جوزاف عون خلال اجتماعه الأخير مع أركان القيادة وقادة الوحدات الكبرى والأفواج المستقلة في حضور أعضاء المجلس العسكري.

استدعت عقد هذا الاجتماع في اليرزة الحالة العامة في البلاد، ففي ظل الفراغ الرئاسي وعدم تشكيل حكومة وما يسود الساحة السياسية من تجاذبات وانقسامات فضلًا عن تداعيات الأزمة الاقتصادية، ازدادت المخاوف من انزلاق الوضع إلى مزيد من الانهيار وصولًا إلى الفلتان الأمني. لكنّ قائد الجيش كان حاسمًا في تأكيده من جديد أنّ الجيش لن يسمح بالمسّ بالاستقرار والسلم الأهلي، وكما نجح في حفظ الأمن ومنع الانفجار خلال السنوات الماضية رغم كل الصعوبات، سينجح في هذه المرحلة أيضًا.

هي رسالة مطمئنة وجّهها العماد عون إلى اللبنانيين، لكنّها في الوقت عينه دعوة إلى السياسيين الذين عليهم تحمّل مسؤولياتهم، ودعوة إلى المواطنين تحذرهم من السماح باستغلالهم، كما أنّها دعوة للعسكريين إلى الثبات ومواصلة أداء واجبهم من دون التأثر بالتجاذبات السياسية، لتمرّ هذه المرحلة الصعبة ويعود البلد إلى عافيته.

«للأسف دخلنا مرحلة فراغ» قال العماد عون، مؤكدًا أنّه «بانتظار انتهاء هذه المرحلة وانتخاب رئيس جديد وتأليف حكومة جديدة، فإنّ كل ما يهم الجيش ويعنيه هو الحفاظ على السلم الأهلي، أما التجاذبات والتشنجات السياسية فنحن غير معنيين بها، لا من قريب ولا من بعيد، ليس لنا أي دور في البازار السياسي».

وإذ لفت إلى التداعيات السيئة للوضع الاقتصادي في ظل الفراغ الرئاسي الذي نتمنى أن لا يطول، أكّّد: «لن نسمح لأحد باستغلال الوضع الأمني والسياسي والاقتصادي، ولن نتهاون مع أحد أبدًا، فالاستقرار والسلم الأهلي خط أحمر»، مطالبًا المسؤولين بأن يتحلّوا بالمسؤولية والحس الوطني لإيجاد الحلول السياسية في أسرع وقت، حفاظًا على المصلحة الوطنية.

وأشار العماد عون إلى أنّ الخلاف السياسي مشروع، «ونحن لسنا ضد اللعبة السياسية الديموقراطية، لكن ممنوع أن تنعكس على الشارع»، وأكّد مجددًا «أنّ الجيش سيكون حازمًا في الحفاظ على السلم الأهلي ولن يسمح أن يكون البلد ساحة مفتوحة لخضات أمنية أو تعديات أو تحركات مشبوهة، وليكن واضحًا للجميع، أنّ أي محاولة للعبث بالأمن سوف نواجهها بقوة». وأردف قائلًا: «أؤكد أنّ الوضع الأمني ممسوك. لكنّ كلامي للتذكير بأنّ حماية البلد هي مسؤوليتنا، في السابق لم نسمح بالمسّ بالأمن والاستقرار، ولن نسمح بذلك لا اليوم ولا غدًا، ونقطة عالسطر».

ووجّه رسالة للشعب اللبناني «الذي يثق بنا ويعرف أنّ المؤسسة كانت وسوف تبقى معه، تدافع عنه بوجه كل المخاطر: كونوا واعين في هذه المرحلة ولا تسمحوا لأحد بأن يستغلكم، تحت أي عنوان أو ظروف، صحيح المرحلة دقيقة ولكنها ستمرّ، حافظوا على ثقتكم بالمؤسسة العسكرية وليكن إيمانكم بالوطن كبيرًا. الوطن الآن بحاجة لنا جميعًا كمؤسسة عسكرية وكشعب».

 كما وجّه رسالة إلى العسكريين قائلًا: «في الاستحقاقات السابقة كنتم دائمًا مصدر فخر، واجهنا في السنوات السابقة صعوبات كثيرة، لكنّكم أثبتم بأدائكم وحرفيتكم أنّكم على مستوى المسؤولية وأكثر، وهذا ما جعلكم محط إعجاب محليًا ودوليًا. بفضل ثباتكم ظل الجيش متماسكًا وكذلك البلد». وأضاف: «أداؤكم بحكمة وشجاعة وانضباط حفظ البلد ومنعه من الانهيار» مذكّرًا بتضحياتهم الكبيرة في «فجر الجرود» وخلال الاحتجاجات الشعبية وانفجار المرفأ... ومعتبرًا أنّ الضباط أثبتوا أنّهم قادة حقيقيون، وأنّ الجيش أثبت أنّه جيش محترف، ورغم الظروف الصعبة التي نمرّ بها، يحافظ على تمسّكه بالقيم والأخلاقيات، ويحترم حقوق الإنسان ويحمي الشرعية والمؤسسات.

وتطرّق العماد عون إلى مساعدات الدول الصديقة والشقيقة، فاعتبر أنّها تشكّل عامل دعم للجيش وسندًا له في هذه المرحلة. وبالإضافة إلى الهبة القطرية، يجري العمل لتأمين مساعدات أخرى.

وإذ أكّد أن المؤسسة العسكرية صامدة وستواصل أداء واجبها لحماية لبنان وأمنه واستقراره، ختم كلامه قائلًا: «باقون على قسَمنا، وضميرنا مرتاح».