تحقيق عسكري

لواء المشاة الأول بين عين الحلوة والمية ومية
إعداد: ندين البلعة خيرالله

عسكريّون في مواجهة مئة خطر وصعوبة

 

إنّه الابن البكر للمؤسّسة العسكرية وأوّل لواء تأسّس وقدّم الشهداء على مذبح الوطن على مدى 11 سنة قبل أن تُنشَأ باقي القطع والألوية. إنه لواء المشاة الأول الذي اضطلع بمهمّات دقيقة وكان حاضرًا بشكلٍ فاعلٍ في المعارك الحاسمة والعمليات العسكرية الأساسية، وآخرها معركة عبرا في العام 2013.
قائد اللواء العميد الركن ميلاد اسحق اصطحبنا في جولة ميدانية على مراكز انتشار الوحدات التي تنفّذ اليوم مهمّة فائقة الدقّة، ألا وهي حفظ أمن مخيَّمَي عين الحلوة والمية ومية في صيدا، من خلال ضبط مداخلهما ومنع انتشار المسلّحين خارجهما، علمًا أن قطاع المسؤولية الذي يتولاه يحتاج إلى لواءَين وفوج لتأمينه. في موازاة ذلك، يركّز اللواء على أعمال التدريب، وإقامة التحصينات، إلى النشاطات الرياضية والاجتماعية والتوجيهية... وعن مختلف هذه المهمات يحدّثنا قائده.

 

قطاع الانتشار
أنشئ اللواء الأول في 16/5/1972، وتمركزت قيادته في ثكنة الياس أبو سليمان- أبلح، لكن المهمّات التي نفّذها جعلته ينتقل من منطقة إلى أخرى. وآخر هذه المهمات كان في العام الماضي حين أوكل إليه تأمين قطاع صيدا- جزين النبطية، من نهر الأولي شمالًا وحتى نهر القاسمية جنوبًا، ومن أعالي السلسلة الغربية شرقًا حتى البحر غربًا، وقد دُعِم بكتيبة من لواء المشاة السابع وُضِعَت تحت قيادته العملانية.

 

«الحكي مش متل الشَوفي»!
خلاصة واحدة أخذناها من الجولة الميدانية مع قائد اللواء: لا يعرف مدى صعوبة الموقف وخطورة المهمّة سوى من يختبرها، «الحكي مش متل الشَوفي»! كلمة حق قالها العميد الركن اسحق، مشيدًا بالجهود التي يبذلها العسكريون وفي طليعتهم الضباط قادة الكتائب وآمرو السرايا والوحدات، لمواجهة الصعوبات والضغوطات التي يتعرّضون لها، من أجل تنفيذ المهمة الموكلة إليهم وتحصين مراكزهم في الوقت نفسه. فهم في نقاط حسّاسة ودقيقة جدًا، معرّضون في أي وقت ومن كل صوب لاعتداءات تهدّد حياتهم. يتمركزون على مداخل مخيّمَي عين الحلوة والمية ومية، يفتّشون الخارج منهما والداخل إليهما، ويوقفون يوميًا بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والمعنيين، مطلوبين خطرين ومخلّين بالأمن.
كلام قائد اللواء عن صعوبة المهمّة بدا لنا شديد التواضع حين تقدّمنا أكثر في جولتنا، وشاهدنا بأم العين بعض نقاط التمركز... لكن ما يطمئن العسكريّين هو أنهم وسط بيئة موالية للجيش، فالأهالي يرفضون أي مظاهر مسلّحة ويعتبرون أنّ الجيش هو من يضمن أمنهم وسلامتهم.

 

عين الحلوة...جمر تحت الرماد
هنا عين الحلوة... مخيّم لا تتخطّى مساحته 1.7 كلم2 ولكنه يضمّ نحو 125 ألف لاجئ فلسطيني. في ظلّ هذه الكثافة السكانيّة، وفي ظلّ وجود أكثر من 20 تنظيمًا من أخطر التنظيمات المتطرّفة المسلّحة التي تتّخذ من المخيم مقرًّا لها، ينفّذ اللواء مهمّاته المحفوفة بالخطر الدائم. فهو يحرص من جهة على وصول جميع مستلزمات الحياة اليومية لسكان المخيّم، ومن جهة أخرى يسعى إلى الحؤول دون أي خرق أمني.
هذا المشهد حاضر في أذهان العسكريين بشكلٍ دائم، وهم يتعرّضون يوميًا لمخاطره ويتحمّلون ضغوطه في مراكزهم المنتشرة حول المخيّم.

 

لن نسمح بنهر بارد ثانٍ!!
النقطة الأولى التي زرناها كانت حاجز النبعة، حيث يفصل بين المخيّم والمنطقة بستان أخضر مسَيَّج بسواتر حجرية لمنع تسلّل الأشخاص من داخل المخيّم، لكنّ الورشة هناك ما زالت قائمة، فالعسكريون يعملون على تدعيم التحصينات وإضافة الكونسرتينا والأسلاك الشائكة.
توقّفنا قليلًا لنحيّي الشباب الذين أطلعوا قائد اللواء على المراحل المنفّذة من العمل، وتلك المرتقب تنفيذها. ثمّن جهودهم قائلًا «يعطيكم ألف عافية» وأوكل مسؤولية متابعة الصعوبات التي تعترضهم إلى ضابط من الكتيبة المعنيّة.
بينما كنّا نتابع جولتنا بالآليات العسكرية مع الحماية اللازمة، كان قائد اللواء يتحدّث مشدّدًا على أهمية التحصينات التي يتمّ تحديثها لسلامة العسكريين وحسن تنفيذ المهمة، مؤكّدًا عدم التهاون في معالجة أي حدث أو حركة مشبوهة قد تحصل. وفي هذا السياق أشار إلى التنسيق الدائم والكامل مع مخابرات المنطقة والقيادة لمتابعة كل التفاصيل. «نحن لن نسمح بتكرار تجربة نهر البارد»، يقول العميد الركن اسحق.
نصل إلى سطح بناء مواجه لجبل الحليب الذي تتوزّع مراكز القوى على طوله، وهي مفصولة عن القوى الصديقة الأخرى في النقاط المجاورة، لذا يعمل اللواء على ردم الهوّة الفاصلة عبر فتح ممرّ محصّن يتيح تأمين الدعم والمساندة عند الضرورة. من هذه النقطة يمكن رصد المخيّم المكتظّ بالأبنية المتلاصقة والشوارع الضيّقة والدهاليز.

 

شارع قصب
المحطّة التالية شارع قصب... اسمه اشتهر خلال معارك عبرا، وهو من أخطر الشوارع على الإطلاق. يعاني أهله الأمرّين، فالجهة الخلفية من منازلهم ومحالهم تشكّل حدودًا مسيّجة بالكونسرتينا لمخيّم عين الحلوة، ولكنها قد لا تكون كافية لردع المخرّبين والإرهابيين ومنعهم من التسلّل عبر المنازل والهروب إلى خارج المخيّم.
عند مدخل هذا الشارع، ركّز اللواء حاجزًا ثابتًا. العسكريّون هناك في جهوزية عالية، يراقبون أدقّ التحركات تحسّبًا لأي طارئ، قد يهدّد أمن المواطنين، أو ممتلكاتهم.

 

التعمير... هنا الشهادة
نمرّ بمخيم المية ومية الذي تُعتبَر أوضاعه أقل خطورة من تلك التي تسود عين الحلوة. الجيش يسيطر أيضًا على مداخل المخيّم ويحافظ على الفاصل بين المخيَّمَين.
عند حاجز التعمير، وهو مدخل ثابت إلى مخيّم عين الحلوة، تتمركز الكتيبة 12 التي واجهت الإرهابيين حين حاولوا استغلال معركة عبرا للهروب إلى خارج المخيّم وافتعال الفتنة، وصدّتهم بشهدائها وجرحاها. واضح أنّ الجهوزية في أعلى درجاتها، إلاّ أن الحركة عادية، الناس يدخلون ويخرجون بعد الخضوع لإجراءات التفتيش، وثمّة غرفة خاصة لتفتيش الإناث والمنقّبات.
من حاجز التعمير نتابع سيرًا على الأقدام، نتنقّل بين المراكز في دهاليز وممرات قرب المنازل والأبنية. في هذه الشوارع يمكننا رؤية خلفية مبانٍ وضعها مشابه لتلك التي في شارع قصب، فنصفها الآخر يطلّ على شوارع المخيّم، لا بل يشكّل جزءًا منه. عند الممرات المخصّصة للمشاة والمتاخمة للمخيم، وُضِعَت حواجز شائكة متحرّكة تُفتَح في النهار مع حراسة مشدّدة وتُغلَق في الليل. يسود المكان هدوء لا يكسره سوى أصوات الأولاد في حصّة الرياضة في ملعب مدرسة على طرف المخيّم، حيث ركّز الجيــش أيضًــا مركــز مراقبــة لــه.
أحد مراكز المنامة للعسكريين يقع مباشرةً عند أسفل مبنى، كان يسكن في الطابق الثالث منه أحد الإرهابيين الفارّين الذي اعتدى على الجيش وانتقل إلى داخل المخيّم وشارك في التخريب خلال معارك عبرا. هذا المركز تمّ تحصينه وسقفه بالحديد والباطون المسلّح لمقاومة العوامل الطبيعية والاعتداءات الإرهابية.
من مركز الموصلّي إلى حيّ الزعتري فالحاجز الذي رُكِّز أمام مستشفى صيدا الحكومي، وهو يطلّ على الشارع الأخطر في المخيّم، شارع الطوارئ الذي يضمّ عددًا كبيرًا من الفارّين والإرهابيين.
تفتيش دقيق على كل الحواجز، يتمّ التأكد من الهويات مع إبقاء الحركة طبيعية. لكنّ العسكريين لا يعبرون الحاجز لناحية المخيّم فالتدابير الوقائية ضرورية، وللإطلالة على مدخل شارع الطوارئ، نعبر خلف جدران الحاجز، طاقة صغيرة تسمح لنا بإلقاء نظرة.

 

تحصينات حول المخيمات
المراكز العسكرية المنتشرة في محيط المخيم وعلى مداخله، تقع في نقاط تحيط بها المباني والمنازل والأبنية العالية، وهذه قد تكون مصدر خطرٍ على العسكريين إذا لجأ إليها إرهابيون. لذا يشهد اللواء ورشة عمل بهدف مزيد من التحصين والجهوزية. وقد عملت قطع اللواء المنتشرة حول محيط مخيم عين الحلوة، على تحصين المراكز التابعة لها وترصينها وإنشاء مراكز رمي للأسلحة المتوسطة والثقيلة، بالإضافة إلى تأهيل المراكز الفردية. وممّا أنجز في هذا السياق:
- إنشاء أبراج مراقبة ورمي على امتداد محيط المخيم.
- في الجهة الشرقية لمخيم عين الحلوة، تمّ تدعيم الكونسرتينا الموجودة، وإنشاء سياج حديدي يعلوه شريط شائك مع بوابات جرّارة، إضافة إلى تثبيت نقاط تفتيش محكمة لضبط حركة دخول الأفراد وخروجهم على امتداد شارع قصب. ومن محلة النبعة حتى كوع الطيار (جبل الحليب) تم تأهيل الجدار القائم وإنشاء جدار آخر يعلوه شريط شائك.
- في الجهة الشمالية للمخيم (المستشفى الحكومي- تعمير عين الحلوة)، بوشر بتصنيع ممرات إسمنتية تؤمّن انتقال العسكريين من مركز إلى آخر بحرية وأمان، وتمّ تدعيم السور القائم، إضافةً إلى البدء بإنشاء سياج يفصل المخيّم عن المباني المجاورة له، على أن يجهز السياج بنقاط مراقبة ومراكز رمي محصّنة.
- في الجهة الشرقية والجنوبية للمخيم (جبــل الحليــب - المقابــر) يعمــل اللــواء علــى إنشــاء طريــق دائــري مسيّــج، مــع طريــق محدولــة للدوريــات وسيــاج آخــر مــع شريــط كونسرتينــا، إضافــة إلى أبــراج مراقبــة ورمــي متصلــة بالنظــر.
- في الجهة الغربية، وُضِعَت دراسة لسور دائري يفصل المخيم عن محيطه، وقد أنجز دفتر الشروط الخاص به وأصبح جاهزًا للتنفيذ.

 

الجهوزية ليست خيارًا!
يؤكّد العميد اسحق أنّ اللواء يفتخر بعسكريّيه، الجاهزين لمواجهة أي خطر، ويؤكّد بلوغهم مستوىً عاليًا من الاحتراف والجهوزية بفضل دقّــة التدريــب وكثافتــه ومهنيّتــه. فكــل نقطــة عرق في التدريــب توفّــر نقــاط دم في أثنــاء المعركــة. وخطّة التدريب المعتمدة في اللواء، تقضي بأن يكون العسكري جاهزًا، فكريًا ومعنويًا وجسديًا، وبعتاده وسلاحه وذخيرته وآلياته ومراكزه، فالجهوزية ليست خيارًا، بل واجب.
يتابع عناصر اللواء تدريبات في مختلف المجالات وأهمّها: مخيّم على صعيد سرية/ لفيف فرعي بإشراف فريق تدريب أميركي في مركز الزهراني، دورات للضباط الأعوان آمري الفصائل (مراقبة نيران, هاون عيار 81 و82 ملم)، جلسات تدريبية على القاذف AT4 عيار 84 ملم, دورة تمرّس للضباط الأحداث، دورات على الأسلحة الإجمالية، قراءة خرائط، إشارة، وتأليل.
كذلك ينفّذ العسكريّون رمايات بالذخيرة الحية وبالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة، إضافة إلى دورات السوق العسكرية والمكاتب الدراسية في مختلف الاختصاصات.
إلى كل ما سبق، يواصل اللواء نشاطه التوجيهي من خلال إلقاء المحاضرات والمقالات والإيجازات، وقد حلّ ثالثًا بين قطع الجيش المنتشرة من حيث الإرشاد والتوجيه المعنوي. ولا تثنيه مهمّاته المتشعّبة في قطاع مسؤولية كبير عن تحقيق الإنجازات الرياضية، فهو على سبيل المثال، صنّف في المركز الأول في بطولة الجيش لسباقات الفرق واختراق الضاحية للعام 2015، وفي المركز الثالث في بطولة الجيش لكرة القدم.
لكل مشكلة حلّ
 

ما هي الصعوبات التي تعترض عمل اللواء وتعرقل تنفيذ مهمّاته؟
يقول العميد الركن اسحق، نواجه الصعوبات ولكنّنا نعمل على تذليلها بدعم من القيادة التي تضع يدها على الجرح، وتعرف حاجاتنا حق المعرفة وتسعى جاهدةً لتأمينها بغية تنفيذ المهمات بشكلٍ أفضل. وعلى هذا الأساس يتمّ العمل على تحقيق عديد أكبر، وعلى توفير المراقبة الدائمة وإقامة تحصينات كافية في محيط المخيّمَين...
ونظرًا إلى عدم وجود ما يكفي من آلات التفتيش الحديثة وأنظمة المراقبة، تعمل وحدات اللواء على تكثيف المراقبة ليلًا ونهارًا وبالتنسيق مع فرع مخابرات منطقة الجنوب، إضافةً إلى التشدّد في التدقيق على الحواجز، وإقامة التحصينات...

 

عقود ومهمات
هذا الحاضـر المشرّف للّـواء مبني ومؤسّس على تاريخ عريق وحافل بالإنجازات والمشاركات الفاعلة في مهمات حاسمة منذ تأسيسه وحتى اليوم. وقد حمل عسكريّوه شعار «الشهادة في كل لحظة واردة، وتنفيذ المهمّة مقدّس...».
بين العامَين 1972 و1976 أمّن اللواء حماية المنشآت الحيوية في منطقة البقاع (السدود – شركة الكهرباء...)، وقام بأعمال الإغاثة في قرى المنطقة بسبب تراكم الثلوج، وتصدّى للمسلحين في جوار مدينة زحلة في العام 1975 حيث سقط له شهيدان وأحد عشر جريحًا...
في العام 1978 أسندت إلى اللواء مهمة تعزيز جبهة الجنوب تنفيذًا لقرار الأمم المتحدة الرقم 425 القاضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من أراضي الجنوب المحتلة، وقد قاتلت طلائعه بفعالية مميزة ضد قوات العدو الإسرائيلي. وشارك اللواء في العام 1979 بمهمة التحضير لاستعادة القطاعين الأوسط والغربي في الجنوب اللبناني، ووضعت بعض وحداته بتصرف قوات الطوارىء الدولية.
بين العامَين 1985 و1989، شاركت وحدات اللواء بمهمات عملانية وحفظ أمن في مناطق الجنوب والبقاع الغربي وبيروت وجبل لبنان، وآزرت قوى الأمن الداخلي بمهمة تلف مزروعات ممنوعة في قضاء بعلبك- الهرمل.
من العام 1990 وحتى 1992، نفّذ اللواء مهمات عملانية في منطقتي الجنوب وجبل لبنان، كما شارك في حفظ الأمن خلال الانتخابات النيابية وفي عمليات أمنية أخرى أسفرت عن ضبط كميات من الأسلحة والممنوعات والمخدرات.
خلال العام 1993، نفّذ اللواء عمليات حفظ أمن ومهمات عملانية في البقاع الغربي، وقد تصدّت وحداته للاعتداءات الإسرائيلية في شهر تموز «عملية تصفية الحساب» حيث سقط له شهيد وجريحان.
بين العامين 1994 و1998 كلف اللواء بمهمات عملانية في قطاع شرقي صيدا وإقليم التفاح في منطقة الجنوب، حيث تصدى للعدو الإسرائيلي في عدّة مواجهات أبرزها خلال عدوان «عناقيد الغضب»، وعمل على بسط سلطة الدولة وتسهيل عودة المهجرين والنازحين إلى قراهم، وقد تعرضت مراكزه لقصف بري وجوي. بعدها انتشرت وحداته في قطاع المسؤولية المحدّد لهــا في منطقــة الشمــال.
خلال العام 2000، شاركت الكتيبة 12 التي كانت تحت القيادة العملانية للواء المشاة الخامس بالمهمة العسكرية التي نفّذت في منطقة الشمال (الضنية) للقضاء على المسلّحين والإرهابيين وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة.
من بعدها، تولّى اللواء الأول قطاع المتن، ثم الضاحية الجنوبية وقسم من بيروت، وانتقل إلى البقاع الغربي- راشيا فالبقاع الأوسط حيث نفّذ خلال شهري تموز وآب من العام 2006 مهمات عديدة خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، كما ساهم في عمليات إنقاذ المصابين والجرحى وإخلائهم.
أبرز مهمّاته في العام 2007، كانت مشاركة بعض عناصره في معركة مخيم نهر البارد، أعقب هذه المهمّة عدّة مهمات أمنية في البقاع، لينتقل من بعدها اللواء إلى منطقة صيدا اعتبارًا من 23/2/2010 حيث ما يزال فيها لغاية تاريخه.
في حزيران 2013، خاض اللواء معركة في منطقة عبرا وتعمير عين الحلوة- صيدا للقضاء على مسلحي الإرهابي أحمد الأسير، وعملت وحداته على ملاحقة الإرهابيين ودهم منازلهم وتوقيفهم وتسليمهم إلى المراجع المعنية، وعلى إعادة الأمن والاستقرار إلى مدينة صيدا وجوارها. وقد سقط للواء شهداء وجرحى وتعرّض لخسائر ماديــة في هــذه المعركــة.
وفي 15/12/2013، اعتدى إرهابيون على حاجز الأولي، ما أدّى إلى وقوع بعض الإصابات الطفيفة في صفوف العسكريين وإلى مقتل اثنين من الإرهابيين وفرار اثنين آخرين باتجاه بلدة مجدليون، حيث وقع اشتباك مسلّح بين عناصر الحاجز الذين أوقفوا الفارّين، وأدّى ذلك إلى استشهاد رتيب من اللواء وعدد من الجرحى.
يواصل اللواء الأول تنفيذ مهمّاته ويواصل عسكريّوه بذل الجهود الجبّارة لحفظ الأمن في منطقة تحتشد في جنباتها عوامل الخطر. هذه الجهود التي يقدّرها العميد الركن اسحق ويعرف أنها موضع تقدير القيادة والمواطنين على السواء، يعدُ بعدم السماح لأي جهة بتخريبها...

 

شعار اللواء

يتألف شعار لواء المشاة الأول من قسمين متّصلين هما: أعمدة قلعة بعلبك، وهي أبرز معالم منطقة البقاع حيث أنشئ اللواء وتمركز، والأرزة الخضراء وهي شعار الوطن. ويجمع الشعار بذلك ما بين عظمة قلعة بعلبك وصمودها عبر التاريخ، وبين خلود الأرز عبر الزمن، واللواء الأول يتّخذ من هذا الخلود وهذه العظمة مثالًا يحتذي به.