كلمتي

ليس بالسلاح وحده
إعداد: العميد الركن صالح حاج سليمان
مدير التوجيه

ليس الجيش اللبناني، ولن يصبح بأيّ حال، الأول تسليحاً بين الجيوش، لكنه بالتأكيد، الأقوى عسكرياً ووطنياً ومادياً ومعنوياً في الدفاع عن الأرض التي تضمّ تراث أجداده الى خيرات أهله الى جهود إخوانه الى أمنيات بناته وآمال أبنائه.
ومن أين تنشأ قوة أي جيش في العالم، وهو يدافع عن الحدود الشرعية لبلاده؟ إنها قوة الحقّ، والحقّ هنا هو السلطان. إن في الأمر شعوراً مجهولاً تضمّه الصدور، وهناك قدرة على الصمود، وهناك رغبة صادقة في الاندفاع والتضحية والعطاء الى حدود المغامرة، وهناك اتفاق غير منظور مع البطولة في ميدان الصراع، كما أن هناك ردّة فعل حتمية وقدرية كائناً ما كان الفعل وكائنة ما كانت الظروف والمصاعب والمقتضيات.
السلطات العليا في البلاد تسعى، والمساعي كثيرة وكبيرة ومتلاحقة، الى تأمين السلاح للجيش، والإعلان عن ذلك يتم في كل مناسبة، ومن أهم تلك المناسبات كانت مناسبة تخريج دفعة جديدة من الضباط في عيد الجيش، وأمام أهالي الشهداء، شهداء المعركة ضد الإرهاب في مخيم النهر البارد العام 2007، أمام مسؤولي الدولة وضيوفها، وعلى مسمع المواطنين ومرآهم، وأمام العالم كله. وفي رأس الإعلان أن تضحيات وحدات المؤسسة تستحق عتاداً جديداً، وأن التطلعات نحو المستقبل تستدعي ذلك، وازدياد الأخطار ايضاً، وكثرة المهمات وتنوّعها.
صحيح أنه ليس بالسلاح وحده تنتصر الجيوش، بل بإرادة القتال دفاعاً عن الوطن، وبالإيمان بقدسية الرسالة، وبروح التضامن، وبوقوف الشعب خلف جنوده مؤازرة ودعماً ومقاومة، إلا أن السلاح هو الذي يمكّن الجيش، أي جيش، من الدفاع عن الحقوق الشرعية للبلاد، وهو الذي يعطيه الشرعية نفسها، إذ، أيعقل أن يكون جيش من دون سلاح يتزوّد إياه ويتدرّب على استعماله ويلجأ اليه ويحميه ويحتمي به؟
في عيد الجيش نجدّد الدعوة الى امتلاك السلاح المتقدّم، لكننا نقدّم على ذلك، دائماً، إرادة الصمود والتضحية، كما أننا لن نجعل من عدم امتلاكه عذراً للتراجع ولا للإهمال، لا سمح الله، وفي تاريخنا شواهد وعِبر.