مؤتمر

مؤتمر التكافل الثاني:قلق بالغ إزاء ما يتعرّض له الأطفال الفلسطينيون والعراقيون
إعداد: ندين البلعة

 

معاً... نحو طفولة آمنة

«للطفل الحق بحماية خاصة وأن يمنح بالتشريع وغيره من الوسائل، الفرص والتسهيلات اللازمة لنموه الجسدي والعقلي والخلقي والروحي والإجتماعي نمواً طبيعياً سليماً في جو من الحرية والكرامة» (المادة 2 من إعلان حقوق الطفل).

 

إستنفار الطاقات
برعاية رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري ممثلاً بوزير التربية الدكتور حسن منيمنة، عقدت جمعية «التكافل لرعاية الطفولة» مؤتمر الطفولة الثاني في فندق البريستول - بيروت تحت عنوان «معاً... نحو طفولة آمنة»، وذلك بين 26 و28 نيسان المنصرم.
حضر الإفتتاح الأميرة موضي آل سعود بنت عبدالله آل سعود مديرة البرامج الإنسانية للجنة الوطنية لمكافحة المخدرات، رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة بالإضافة الى نواب سابقين ورؤساء بلديات. كما مثّل العماد قائد الجيش العميد الركن نزار خليل رئيس المحكمة العسكرية الى جانب ممثلين عن الأجهزة الأمنية، وتابع المؤتمر فعاليات إجتماعية وثقافية وأهلية ومؤسسات المجتمع المدني المحلي والدولي.
الوزير منيمنة نقل تقدير الرئيس الحريري لمنظمي المؤتمر مؤكداً أن أطفال فلسطين هم أطفال كل لبناني وكل عربي. واعتبر أن أطفال فلسطين ولبنان أصبحوا وسيلة سهلة لإسرائيل كي تشبع غريزة الإنتقام لديها ولتثبت تفوّقها على مَن حولها. ووجّه دعوة لاستنفار الطاقات العربية لتحريك ضمير العالم تجاه فلسطين ولتجنيب أطفالها أنواع الإبادة التي تمارسها يومياً آلة الموت الإسرائيلية، والتي تستهدف إلغاء الأجيال الآتية من شعب المقاومة.
الحاج عصام برغوت رئيس مجلس أمناء جمعية التكافل قال إن هذا المؤتمر يمثل صرخة الطفولة المكلومة حتى تجد صداها في شتى أصقاع العالم، آملاً أن يؤسس المؤتمر لمرحلة جديدة لخدمة الأطفال وحماية طفولتهم.
من جهة أخرى، قدّم رئيس اللجنة الشعبية لرفع الحصار عن غزة، إحصاءات عن وضع الأطفال في القطاع، فقال: 53٪ من سكان غزة هم من الأطفال، وأكثر من 60٪ منهم يعانون أمراض سوء التغذية وفقر الدم بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة. ثلث ضحايا الحصار هم من الأطفال وأكثر من 35٪ من ضحايا الحرب الأخيرة هم من الأطفال. 80٪ من سكان غزة يعيشون تحت خط الفقر، أما معدل البطالة فهو 65٪.
كما كانت كلمات لكل من الأميرة موضي وأمين عام المجلس الأعلى للطفولة ممثلاً وزير الشؤون الإجتماعية.
أما كلمة الأطفال فكانت من غزة للطفلين أحمد ولؤي، توجّها فيها الى العالم لنصرة الأطفال وحماية حقوقهم.

 

شبكة حماية ومقررات
عرض المؤتمر لست محاور رئيسة تُعنى بالطفولة كانت على النحو الآتي:
- تداعيات الحصار على الأوضاع الصحية لأطفال غزة، الأطفال والمخدرات: مشاكل وحلول، المشكلات النفسية - الإجتماعية لأطفال تحت الإحتلال، أوضاع الأطفال الأسرى في سجون الإحتلال الإسرائيلي في ظل إتفاقية حقوق الطفل، ترسيخ الإنتماء للهوية العربية لدى الأطفال والمسؤولية الدولية في حماية الأطفال.
انبثق عن المؤتمر تأسيس «شبكة حماية وتنمية الطفل الفلسطيني تحت الإحتلال» والتي تهدف الى إيجاد رؤية مشتركة بين المؤسسات المنضوية في إطارها لتأمين بيئة آمنة وتطوير خدمة الطفل الفلسطيني تحت الإحتلال، والسعي لتقوية أدواتها وتعزيز أساليبها ووسائل عملها في الرصد والتوثيق وفضح ممارسات المحتل ورفع الدعاوى ضد منتهكي حقوق الطفل. هذا بالإضافة الى دعم برامج التنمية والإغاثة والصمود الخاصة بالأطفال تحت الإحتلال.
في الختام، عقدت جمعية «التكافل» مؤتمراً صحافياً أعلنت فيه التوصيات التي خرج بها المشاركون في المؤتمر، والتي عبّروا فيها عن قلقهم البالغ تجاه ما يتعرّض له الأطفال عموماً والأطفال الفلسطينيون والعراقيون خصوصاً، من انتهاكات تستهدف حقهم بالحياة. ودعوا المجتمع الدولي الى توفير سبل الحماية الكفيلة بتطبيق اتفاقية حقوق الطفل.
وفي النهاية، شكر المؤتمرون لبنان رئيساً وحكومة وشعباً لاحتضانهم مؤتمر التكافل الثاني، والشخصيات الداعمة لفعاليات المؤتمر.