متفرقات

المتاحف وسيلة للتواصل بين الحضارات والإنسجام الإجتماعي

«المتاحف: وسيلة للتواصل بين الحضارات والإنسجام الإجتماعي» هو عنوان المؤتمر الدولي الذي نظّمته «المنظمة العربية للتنمية الإدارية» التابعة للجامعة العربية بالتعاون مع جامعة البلمند ومشاركة منظمة «إيكوم» العربية، وبرعاية وزارتي الثقافة والسياحة وجريدة «النهار» ومجمّع «إده ساندز» السياحي.
شارك في المؤتمر إختصاصيون في علم المتاحف وعلماء آثار وخبراء دوليون عرب وأجانب في مجالات الإرث الثقافي وإعلاميون من 14 بلداً هي: إيطاليا وتونس والإمارات العربية المتحدة وسويسرا والأردن وبلجيكا والكويت والسعودية ومصر وبريطانيا وكندا وسوريا وباكستان ولبنان. اما المحاضرون فكانوا من مؤسسات علمية وجامعية ومديريات آثار ومتاحف دولية هي: منظمة «إيكوم» العربية، جامعة البلمند، مؤسسة «آغا خان الثقافية» في سويسرا، قسم التراث العمراني في بلدية دبي، المتحف الوطني في الرياض، الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية، متحف اللوڤر في أبو ظبي، برنامج «أوروميد» للإرث الثقافي، مديرية المتاحف في الشارقة، مديرية الآثار في الأردن، المجلس الأعلى للآثار في مصر، قسم البيئة والتراث في جريدة «النهار»، قسم الهندسة المعمارية في جامعة دمشق، مكتب الأونيسكو في الأردن، «مؤسسة لورد للموارد الثقافية» في كندا، «مؤسسة غاردوم» البريطانية، متحف قرطاجة في تونس، ومتحف اللوڤر في فرنسا.
إفتتح المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد جامعة البلمند، فكلمة ترحيب من السيدة نادين هارون (من جامعة البلمند) والدكتورة خديجة اللقيس (من المنظمة العربية للتنمية الإدارية)، فكلمة رئيس المنظمة الدكتور رفعت فاعوري الذي شدّد على أن المتاحف «ليست ذاكرة جامدة ومحنّطة، بل أداة تواصل حضاري وحوار بين الأديان والثقافات».
واعتبر الدكتور جورج نحاس في الكلمة التي ألقاها باسم رئيس الجامعة الدكتور إيلي سالم أن المتاحف «تشكّل في أي بلد ركيزة ثقافية وحضارية مميزة، وهي ركن من أركان استمرارية الأوطان، وصيانة بنائها، وتمتين وحدتها». لافتاً الى «أن في البلمند، وفي معهد التاريخ والآثار والدراسات المشرقية بالتحديد، قسماً مخصّصاً للآثار والمتاحف يطمح للإضطلاع بدور مميز في استنهاض الجهود اللبنانية والعربية لدعم الجهد البحثي في مجال الآثار، ولجعل المتاحف معاقل خدمة وطنية الى جانب وجهها الفني والتقني».
من جهته، أشار ممثل الصندوق الكويتي للتنمية الإقتصادية العربية في لبنان الدكتور محمد الصادقي الى أن «الصندوق الذي يدعم الدول الصديقة والنامية، يعلم أن إنشاء المتاحف يحمّل الدولة أعباء مالية كبيرة، ولكن من خلال تجربتنا في لبنان والتعرّف عن قرب الى المخزون الثقافي الكبير والمتنوّع الذي يمكن الإستفادة منه في دعم الإقتصاد الوطني والتنمية الشاملة، أصبحنا نؤمن بأن للمتاحف أبعاداً تنموية». وشرح «مساهمات الصندوق في خدمة القطاع الثقافي، ومنها في المناطق الأثرية كالبقاع والجنوب وطرابلس وترميم قلعة الشقيف الشامخة مروراً بمشاريع إنشاء متحفين أحدهما في صيدا والآخر في بيروت».
وألقى الدكتور حارث بستاني كلمة الوزير سليم وردة الذي لفت الى أنه «بتنا في حاجة اليوم الى عدة متاحف تكمّل المتحف الوطني. وبتنا ايضاً في حاجة الى متاحف تشيّد في المواقع الأثرية في لبنان، وتشكّل نوعاً من اللامركزية الثقافية، وتزيد من اهتمام الناس بتراثهم الأثري والتاريخي، الى جانب المتاحف الأكثر قدماً كمتحف الجامعة الأميركية ومتحف الجامعة اليسوعية والمتاحف الخاصة الأخرى».
وتطرّق رئيس Lord Cultural Resources في كندا باري لورد الى أهمية السياحة الثقافية وخصوصاً في المنطقة العربية «لما تختزنه من موروث غني ومتشعّب».
وركّزت رئيسة «إيكوم - العرب» شاذلية عنابي على أهمية وضع هيكل إداري للمتاحف في المنطقة العربية «حيث يوجد تراث ثقافي غني وعريق».
وفي ختام الإفتتاح، تسلّم غاس بإسم جامعة البلمند والزميلة مي عبود أبي عقل بإسم «النهار» وأليس إده بإسم «إده ساندز» دروعاً تقديرية من «أرادو».
المؤتمر الذي امتد على مدى يومين تناول عناوين مختلفة، أبرزها: النظرة العالمية للحفظ في القرن الحادي والعشرين، المتاحف انعكاس للمجتمع المحلي وثقافته، المتاحف عامل تجدّد وإدارة للتغيير الإجتماعي، دور الإعلام في نشر ثقافة المتاحف والتوعية على الإرث الثقافي، المتاحف والتغيير الثقافي في العالم العربي، المتاحف في خدمة الإنسان اليوم وغداً: دورها التربوي والثقافي... كذلك عرض المشاركون والمحاضرون خبراتهم وتجاربهم وقدّموا دراساتهم واقتراحاتهم ليخرجوا في الختام بورقة توصيات. وتضمّن برنامج المؤتمر زيارات الى المتحف الوطني ومتحف «بيت المعزة» في جامعة البلمند الذي يعرض كل ما يتعلّق بالضيعة والحياة فيها، وجولات في الأسواق القديمة في مدن طرابلس والبترون وجبيل وبيروت وزيارات الى بعض المواقع الأثرية.