نقاط على الحروف

مؤتمر روما رسائل ثقة ودعم للجيش اللبناني
إعداد: الهام نصر تابت

لعلّ النتيجة الأبرز لمؤتمر روما الذي عقد منتصف آذار الماضي دعمًا للجيش والقوى العسكرية اللبنانية، هي إعادة تأكيد المجتمع الدولي ثقته بأداء الجيش اللبناني وتوجيه رسالة واضحة حول ضرورة دعمه وتعزيز قدراته.

دعم الجيش
ترتبط هذه الرسالة برسائل أخرى موازية:
أولًا: استقرار لبنان ضرورة للمجتمع الدولي، والوسيلة الوحيدة للحفاظ على هذا الاستقرار هي دعم الجيش اللبناني. فقد أكّد المؤتمر أنّ الفضل الأساسي في إرساء الاستقرار والأمن في لبنان يعود إلى الجيش، لذا يجب تقويته ومساعدته في تنفيذ مهماته.
ثانيًا: إنّ الترجمة العملية لهذا الدعم سوف تكون عبر خطة خمسية، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الخطة التي أعدتها قيادة الجيش وطرحت في المؤتمر كانت محكمة، ودقيقة، ما دفع المشاركين إلى دعمها.
ثالثًا: لطالما أعرب مسؤولون دوليون عن تقديرهم لشجاعة الجيش اللبناني وكفاءة عناصره على الرغم من محدودية تجهيزاته مقارنة بالجيوش المتطورة. لكن مؤتمر روما أكّد ميزة أخرى على صعيد حرفية جيشنا، إذ إنّ المشاركين توقفوا عند حسن استعماله للسلاح المتطور، والكفاءة التقنية لعناصره، وهذا ما يشجعهم على تقديم الدعم له.
رابعًا: لقد شمل الدعم الذي عبّر عدد من المشاركين عن رغبتهم بتقديمه، مجالات مختلفة. فإضافة إلى المساعدة في التدريب والعتاد، جرى الحديث عن مساعدات في مجالات التدريب العملي على التزام قواعد القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وتعزيز دور المرأة في القوى المسلّحة، فضلًا عن دعم الفوج النموزجي الذي أنشئ حديثًا لتولي مهمات في الجنوب.
خامسًا وأخيرًا: أكّدت اللقاءات التي عقدها قائد الجيش العماد جوزاف عون على هامش المؤتمر عمق الثقة بكفاءة الجيش اللبناني في الميدان، وبحسن إدارته لموارده البشرية، ولتجهيزاته، إضافة إلى صوابية الخطة التي وضعها لتعزيز قدراته.
 

لقاءات قائد الجيش على هامش المؤتمر
عقد العماد جوزاف عون لقاءات جانبية على هامش مؤتمر روما، أولها مع رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال كلاوديو غراتسيانو في مقر القيادة العسكرية. وكما هو معروف فإن الجنرال غراتسيانو كان قائدًا لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان لعدة سنوات، وهو بالتالي على اطلاع عميق بوضع الجيش وقدراته، ما جعل البحث في تطوير العلاقة بين جيشي البلدين وتفعيلها مثمرًا.
وقد قلّد الجنرال غراتسيانو العماد عون وسام الشرف للقوى المشتركة الإيطالية، وهـو الوسـام العسكـري الإيطالـي الأرفـع.
كما التقى العماد عون قائد القوّات البرية الإيطالية الجنرال سالفاتوري فارينا، وجرى البحث في شؤون عسكرية.
كذلك، حضر قائد الجيش اجتماعًا في قيادة القوات المشتركة الإيطالية، حيث التقى قائد هذه القوات اللواء Nicolas Lanza de Cristoforis وكلًّا من، قائد القوات الجوية الفريق Settino Caputo، وقائد القوات البحرية العميد Paolo Nistri. قدّم الجانب اللبناني خلال الاجتماع عرضًا مفصّلًا عن حاجات الجيش وفق المهمات الموكلة إليه، أمّا الجانب الإيطالي الذي أعرب عن تقديره للدور الوطني الذي يضطلـع به الجيش اللبناني والكفاءات البشرية التي يتمتّع بها، فقد أبدى تجاوبًا كبيرًا على صعيد تلبية حاجاته وتعزيز قدراته في مجالات التسليح والتدريب واللوجستية.
وقد عبّر العماد عون عن شكره للجهود التي بذلتها إيطاليا في سبيل إنجاح المؤتمر، وللهبات الإيطالية المتواصلة للجيش اللبناني، بالإضافة إلى الدور المهم الذي تؤديه الوحدات العسكرية الإيطالية العاملة في إطار قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.