أخبار ونشاطات

مؤتمر في قصر الأونيسكو عالج واقع ضحايا الألغام في لبنان وأوصى بحلول
إعداد: نينا عقل خليل

 حول "واقع مصابي الألغام في لبنان والحلول" الممكنة لمشكلتهم، عقد في قصر الأونيسكو مؤتمر بتنظيم من اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام، وبدعم من "˜جمعية الإنسانية العالمية" و"˜جمعية المساعدات الشعبية النروجية" و"˜الصندوق الدولي للتأهيل". حضر المؤتمر وزير الدفاع محمود حمود ممثلاً العماد لحود رئيس الجمهورية، والنائب علي بزي ممثلاً رئيس مجلس النواب، ووزير الدولة كرم كرم ممثلاً رئيس مجلس الوزراء، ورئيس المكتب الوطني لنزع الألغام العميد الركن جورج مسعد ممثلاً العماد سليمان قائد الجيش، وسفير الإمارات محمد سلطان السويدي، ونقيب الأطباء محمود شقير وعدد من ممثلي الهيئات والمنظمات الإنسانية الدولية وجمعيات ومؤسسات لبنانية.

بعد تقديم من مندوب "˜الجمعية اللبنانية للرعاية الصحية والإجتماعية" عفيف حايك، ألقى الدكتور ناصر أبو لطيف كلمة اللجنة الوطنية فقال إن "˜المشكلة التي تهدد لبنان باستمرار هي الإحتلال الإسرائيلي، إذ أننا لا نزال ننزع ما زرعته إسرائيل من مئات الآلاف من الألغام الأرضية وآلاف المتفجرات".

وعرض العميد الركن مسعد إنجازات المكتب مشيراً الى أنه "˜وضع بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خطة برنامج مدتها سنتان لمساعدة الضحايا وعائلاتهم، وتم تقديمها رسمياً في نيسان 2002 للدول والمنظمات المانحة، وحتى الآن لم يتم تمويلها أسوة بأكثرية المشاريع المقدمة من الدول الأخرى". ولفت الى أنه "˜بعد الإنتهاء من الإحصاء المتعلق بضحايا الألغام، نسعى الى وضع استراتيجية جديدة وبرنامج متوسط الأجل لمساعدة الضحايا".

وركز وزير الدفاع بدوره على أربع نقاط هي التالية:

أولاً: إسرائيل لم تنسحب من لبنان تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 425 رغم ادعاءاتها، ورغم أن القرار صدر عام 1978 وطلب منها الإنسحاب الفوري من دون أي تأخير، فقد واصلت احتلالها طوال 22 عاماً قامت خلالها بتدمير البشر  والحجر.

ثانياً: إسرائيل إنسحبت من أرضنا رغم ما بقي منها تحت الإحتلال بفضل مقاومة لبنان حكماً وجيشاً ومقاومة ليكون لبنان واحداً موحداً محرراً من نير الإحتلال الإسرائيلي الغاشم طوال ربع قرن.

ثالثاً: إسرائيل التي انهزمت أمام المقاومة تركت وراءها وعن عمد ما ينغص على اللبنانيين فرحة النصر، وحق العيش بأمان، متحدية كل المواثيق الدولية والإنسانية عبر الآلاف من الألغام التي لا تزال تحصد الأبرياء الذين يسعون للعيش الآمن فوق أرضهم.

رابعاً: الأبرياء من الأطفال والنساء لا يزالون يدفعون ثمن هذا "˜القتل الصامت" بحيث بلغ عدد ضحايا الألغام منذ التحرير نحو  300 أصابة. إن هذا القاتل الصامت الذي لا يزال مدفوناً تحت الأرض إنما هو امتداد للإحتلال ويوجب علينا جميعاً أن نواجهه كما نفعل منذ عامين ونصف عام بمساعدة أخوة وأشقاء وأصدقاء.

 تلت الكلمات جلسات عمل استمرت ليومين متتاليين تخللتها مداخلات لمعنيين وشهادات حية لعدد من مصابي الألغام. وفي ختام المؤتمر تلا مندوب ˜اللجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام عفيف حايك التوصيات الآتية:

 أولاً: العمل على وضع كل التشريعات والقوانين التطبيقية المتعلقة بالمعوقين وخصوصاً ضحايا الألغام، موضع التنفيذ وذلك عبر خطة زمنية تضع في اعتبارها أولويات التطبيق.

 ثانياً: ضرورة مشاركة ضحايا الألغام في التخطيط والتنفيذ في مجال الخدمات الشاملة والتنمية والتأهيل.

ثالثاً: تكافؤ الفرص لضحايا الألغام في مجال التدريب والتأهيل والتشغيل.

رابعاً: ضرورة الشراكة الفاعلة بين المؤسسات الرسمية والجمعيات الأهلية والمنظمات الدولية للوصول الى الأهداف المنشودة لتكامل الخدمات الشاملة.

خامساً: مطالبة وسائل الإعلام المختلفة وحضها على أن تكون شريكة فاعلة في مجال التعريف بمشكلة الألغام والحاجات الضرورية للضحايا.

سادساً: توفير الدعم المادي والموارد البشرية المتخصصة للجنة الوطنية لمساعدة ضحايا الألغام من أجل تحقيق أهدافها.

سابعاً: المطالبة بإقامة عقد عربي لضحايا الألغام تحت مظلة جامعة الدول العربية.

ثامناً: أهمية دعم النساء من ضحايا الألغام لرفع المعاناة عنهن.

تاسعاً: دعماً لتطبيق الإتفاقيات الدولية، يوصي المؤتمر بمطالبة إسرائيل بتسليم الخرائط الكاملة ودعم الدول التي تعاني مشكلة الألغام.

عاشراً: لمناسبة اليوم العالمي للمعوقين الذي يحتفل به العالم، تم التأكيد على أهمية إصدار إتفاق حقوق المعوقين وضحايا الألغام عالمياً وتوقيعه من كل الدول وأعضاء منظمة الأمم المتحدة على غرار اتفاق حقوق التمييز ضد المرأة واتفاق حقوق الطفل.