مؤتمر

مؤتمر لتقويم واقعها في لبنان وآفاق تنظيمه
إعداد: ليال صقر الفحل

المعالجات العشبية والمتممات الغذائية

 

العلاجات الطبّية والمتمّمات الغذائية كانت محور مؤتمر عقد في بيت الطبيب - فرن الشباك برعاية وزير الصحة الدكتور محمد جواد خليفة وبتنظيم من الجامعة العالمية بالتعاون مع نقابات الأطباء، وأطباء الأسنان، والجمعية اللبنانية لعلوم الغذاء والتغذية والمجلس الوطني للبحوث العالمية.

 

ما هو رأي وزير الصحة؟
سلط المؤتمر الضوء على كيفية استعمال الأعشاب الطبّية والمتمّمات الغذائية في إطارها العلاجي السليم.
الوزير خليفة، شدّد في كلمته على أنه لا يجوز الاختلاف في الأمور العلمية المتعلقة بالصحة وبكل ما يتعلق من شروط ووسائل تشخيص ومعالجة ومتابعة... وأشار إلى أن دور الطبيب هو تشخيص المرض حسب خبرته ووصف العلاج، وهو يتحمّل وحده مسؤولية تفاعلاته والتي يقدّرها بنفسه جراحياً أو طبياً أو علاجاً فيزيائياً. ولفت إلى أن الدواء يشكّل أحد هذه العلاجات وأنه علمٌ كاملٌ وقائمٌ بحد ذاته يجمع بين أبحاث تستمرُّ سنين وتجارب ونتائج علمية. ولاستعماله أصول وقواعد ومفاعيل إيجابية في أكثر الأحيان وسلبية في أحيان أخرى، فلا يمكن غضّ النظر عن نسبة السلبية في العلاجات. الأمر الذي يجعل من استعمال الدواء مسؤولية وفناً خطيرين. وهنا تبرز أهمية تفاهم الطبيب والصيدلي وتعاونهما للحدّ من التفاعلات السلبية الممكنة الحصول.
وأكد الوزير أنه كممثل لوزارة الصحة وكطبيب ليس ضدّ التداوي بالأعشاب، بل إنه يطالب بتنظيم أسس علمية واضحة وقواعد عملية لاعتماد هذه الوصفات، وأنه والأهم، لا يجوز أن يمارس هذا النوع من التداوي أناسٌ لا يعرفون شيئاً عن صحة الانسان وتركيبة الجسم ووظائفه وآليات تطوّر الأمراض وتفاعلها فيه.
وأكد أنه في التداوي بالأعشاب يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار أمور بالغة الأهمية منها:
قواعد وأصول اعتماد أعشاب معينة، ووجوب تحديد دور هذه الأعشاب وتحديد من يصنّعها، ومراقبة دور الأعشاب طبياً والبحث في طبيعتها ومفاعليها، ورسم حدود بين العشبة والدواء فعندما تصنّع الأعشاب على شكل أدوية وكبسولات وتباع، يجب تحديد دورها الطبي. وأضاف، أنّ الفوضى تعمّ بالنسبة إلى المتممات الغذائية وتطرح أسئلة عديدة حولها وحول أصول اعتمادها، وسأل عن تصنيفها وعن دورها الطبي وعمّن يراقب طرق استعمالها وعن كيفية اعتمادها في وزارة الصحة العامة.
ووعد الوزير خليفة في نهاية كلمته بأن يكون هناك تعاون بين الأطباء والصيادلة ووزارة الصحة بعقل منفتح لمعالجة القضايا المتعلقة بالتداوي بالأعشاب حرصاً على سلامة الإنسان.

 

تحذيرات وتوضيحات طبّية
نقيب الأطباء جورج أفتيموس أشار في كلمته إلى أن المراجع العلمية تثبت أن استعمال الأعشاب الطبّية يزيد سنة بعد سنة، لذلك قررت منظمة الصحة العالمية العام 2003، اتخاذ كل الاجراءات لمساعدة الدول الأعضاء لوضع قوانين سلامة الأعشاب الطبّية وفعاليتها ونوعيتها، وأنه يجب المشاركة بفعالية في عملية التنظيم ضمن الأسس القانونية على صعيد لبنان.
وتمنى أفتيموس على جميع الأطباء التزام مبادئهم الأخلاقية ليشكّلوا حزام أمان لكل مريض، ودعاهم إلى إبلاغ النقابة عند اشتباههم بأي تأثير سلبي على صحة أي مريض نتيجة تعاطيه أي نوع من أنواع الوصفات المركبة. وأكد أنه واستناداً إلى الشكوى التي سبق وتقدّم بها، قررت النيابة العامة التوسع في التحقيق لجهة ترويج الأعشاب والمستحضرات العلاجية التي يدّعيها أشخاص ليسوا بأطباء.
نقيب الصيادلة الدكتور صالح ديبو، شدّد في كلمته على ضرورة توعية المواطنين حتى لا يقعوا فريسة الاستغلالات الرخيصة ممن تُسوّل لهم نفسهم استخدام الخداع والأضاليل غير المثبتة علمياً كوسيلة للكسب على حساب صحة الإنسان.
وبعد عرض فيلم وثائقي، عن نشاط الجامعة العالمية في ميدان الأعشاب الطبّية، كانت الكلمة لنقيب أطباء الأسنان السابق الدكتور أنطوان كرم، الذي أكد أن النقابة مع ضبط سوق الدواء وأنها تصرّ على وضع ضوابط صارمة للترويج له في الاعلام، وعلى تطبيق قانون المهن الطبّية. وأضاف أنَّ للأدوية الكثيرة المتداولة في الاسواق، والتي تباع عشوائياً ومن غير مراقبة، مفاعيل سلبية تؤثر على صحة الإنسان ومنها على سبيل المثال أدوية التنحيف التي تسبب بتفريغ الجسم من الماء والتي تتيح للبكتيريا فرصة النمو في الجسم البشري، وهو أمرٌ غاية في الخطورة. وطالب في نهاية كلمته بوضع قانون للاعلام يكفل حماية المشاهد من الوقوع في براثن المروّجين لتلك العلاجات.
ممثل الجمعية اللبنانية لعلوم الغذاء والتغذية الدكتور عمر عبيد أكد بدوره أن الطعام كله يمكن أن يكون صحياً، ولكن الاستعمالات الخاطئة قد تحوله إلى ما يشبه السموم وأن الصحة والسلامة تكمنان في المنتوجات المسيطر عليها.
كما كان للنقيب السابق للأطباء في لبنان الدكتور ماريو عون كلمة قال فيها، إن طبّ الأعشاب أو phytotherapy هو طبّ معترف به ويدرّس في جامعات خاصة لكن المشكلة في الاستعمال العشوائي للأعشاب. وقال إن معظم الأعشاب التي يوصي بها طبّ الأعشاب في لبنان هي بمعظمها أعشاب مستوردة من الخارج وأن كثرة البرامج التلفزيونية والإذاعية والتي تأتي في إطار إعلاني، تقوم بتشخيص المرض ووصف الأدوية العشبية من دون رؤية أو معرفة أو فحوصات أو حتى دونما سماع كافٍ لمعلومات حول حالة المريض، بل بمجرد سماع بعض الكلمات، وبحيث يصف المعالج المرض ويصف الأدوية.
كلمة البروفسور جورج طعمة تضمنت عرضاً لواقع التدواي بالأعشاب واستعمالها مفردة أو مركبة مع الاشارة الى صعوبة تصنيف هذه النباتات من الناحية العلمية نظراً الى تشابهها غالباً.
وأكد أنّ هنالك مجازفة خطيرة باستعمال نبتة بدل الأخرى، وخطورة هذه المجازفة تعود أحياناً الى أن التركيبة الكيماوية تتغيّر في النبتة الواحدة وفقاً لموقع هذه النبتة، ودرجة ارتفاع هذا الموقع عن سطح البحر، مع التأكيد على أن عملية التسويق قد تؤدي الى القضاء على أصناف برية عديدة، كما حدث لنباتات لبنانية طبيعية عديدة استُعملت للزينة أو الصباغ، أو مؤخراً للتجارة.
كما عرض طعمة صوراً تؤكد أن عدداً لا يُستهان به من النباتات الطبيعية بات مهدداً بالاختفاء، وخلص الى توصية تقضي بإدخال مادة في المناهج التربوية من شأنها التنبيه الى خطورة التداوي الذاتي بغير علم والتي تحذّر من اللجوء اليه.
ثم كانت كلمة للدكتور خضر عضام من مركز البحوث البيئية والأعشاب الطبّية في الجامعة العالمية عرّف فيها بأنواع الطب والعلاجات المستخدمة من طب تقليدي، وطب بديل، وطب مكمّل وطب شامل. وسأل إذا كان مَن يمارسون الطب البديل والمكمّل في لبنان، يعملون وفق القواعد الطبّية والعلاجية المعتمدة عالمياً، طارحاً الأسئلة حول صوابية العمل في هذا المجال وتركيبات الأدوية والعلاجات ومدى صلاحيتها وأعراضها الجانبية.
ثم أعطى الكلمة للبروفسور جون حبيب الذي تطرق الى التسمم الناتج عن استهلاك نباتات وقال انه قد يطرأ في حالات متعددة، منها اعتماد التطبيب الذاتي بغير علم ومن دون مراجعة طبيب مختص، ومن جرّاء تناول أدوية تتضمن مواداً عشبية بدون استشارة طبيب أو صيدلي. وقال إن درجة الخطورة تتفاوت من حالة الى أخرى وإن «مركز العلاج من السموم» و«مركز حساسية الأدوية» يحذّران من التسمم الناتج عن استهلاك النباتات بطريقة عشوائية لا دور فيها للطبيب المختص أو الصيدلي.
الدكتور طانوس الحاج  عرّف عن الـPhytochemicals بكونها المركبات الكيميائية التي تنتجها النباتات أو التي لا تعتبر مغذيات. وتناول الأنواع الرئيسة منها ووظائفها من مقاومة الآفات والأمراض في النباتات والتلقيح والنمو وغيره...
آخر الكلمات ألقاها الدكتور عبد الرزاق الأبيض، مدير عام جمعية الخدمات الاجتماعية في طرابلس الذي تحدث عن تحسّن نوعية العلاجات الطبّية المقدّمة في الشرق الأوسط. كما أوضح أن واقع انتشار الاعلانات مؤخراً عن فوائد الأعشاب الطبّية واستعمالاتها لا يخضع لقوانين وأنظمة، مما يمكن أن يؤدي الى عكس العلاجات المُبتغى تحقيقها. وعرض الدكتور الأبيض لمنافع الأعشاب الطبّية للمعالجة عند كبار السن، كذلك عرض للمضار المتوقّعة من جرّاء استخدامها أو التداوي بها من دون الرجوع الى الطبيب.