مؤتمر

مؤتمر للجامعة الإسلامية في لبنان
إعداد: تريز منصور

«تطبيقات التكنولوجيا في المجتمع العربي: التحدّيات والاتجاهات»

 

بالتعاون مع السفارة الفرنسية، نظّمت الجامعة الإسلامية في لبنان مؤتمر «تطبيقات التكنولوجيا في المجتمع العربي: التحدّيات والاتجاهات»، وقد شاركت فيه قيادة الجيش- مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية، وذلك ضمن عملية تفاعل المؤسـسة العسكرية وتعاونها مع المجتمع المدني.
حضر المؤتمر مدير مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية العميد الركن فادي أبي فرّاج ممثلًا العماد قائد الجيش، ورئيسة الجامعة الدكتورة دينا المولى وحشد كبير من الشخصيات السياسية والأكاديمية والعسكرية والاجتماعية...


كلمة قيادة الجيش
ألقى ممثل القائد العميد الركن أبي فرّاج كلمة قال فيها: إنّ التحدّيات التي نواجهها في هذه المرحلة بفعل احتدام الصراعات الإقليمية والدولية وانعكاساتها المتشعّبة على بلدنا، تتطلّب البقاء على جهوزية تامّة لمواجهتها، وذلك من خلال التصدّي لمخاطرها المختلفة وخصوصًا خطر الإرهاب، سواء كان الإرهابيون يرتبطون بدول، أو كانوا ينتمون إلى مجموعات أصولية متطرّفة. فالإرهاب كما بات معلومًا يشكّل الخطر الأكبر على بنية المجتمعات وعلى النشء الجديد أي الأطفال الذين يمثّلون مستقبلها، ما يتطلّب توفير الحماية الاجتماعية الشاملة لهم من هذه المخاطر وفي مقدّمتها المخاطر السيبرانية.
وأضاف العميد الركن أبي فرّاج: يطرح هذا الأمر، ضرورة إيجاد التوازن بين الحماية والحقوق والحريات: حريات الأفراد في المجتمع وحقّهم في الوصول إلى المعلومات، وحقوق المؤسـّسات التجارية، وواجبات الدولة في ضمان السلامة العامة والأمن القومي، وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار ضرورة الحفاظ على الحقّ في الخصوصية، التي كفلتها شرعة حقوق الإنسان، والتي نصّت المادة 12 منها على حقّ الشخص بعدم التعرّض الاعتباطي لخصوصيته، وحقّه في حفظ كرامته وحقوقه الفردية.
وقال: يولي الجيش اللبناني اهتمامًا خاصًا بمسألة حرية المناورة في الفضاء الإلكتروني، من خلال توسيع دائرة استخدامه للتكنولوجيا المتقدّمة، واعتماد الإجراءات والأساليب الأكثر فعالية في مواجهة التهديد السيبراني، وذلك انطلاقًا من أنّ الأعمال الوقائية في هذا المجال هي السلاح الأمضى في مواجهة مخاطره.
وإدراكًا منّا لأهمية الدفاع عن قواعد المعلومات والبنى التحتية ومكامن القوة الوطنية جميعها، لمواجهة تصاعد الخطر على الفضاء السيبراني اللبناني الناجم عن التطوّر التكنولوجي الإسرائيلي، تصدّر هذا الموضوع قائمة مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية في مجال دراسة القضايا المطروحة على الصعيد الوطني، وإجراء البحوث العلمية والدراسات المتخصّصة في المواضيع التي تتّصل بالدفاع الوطني.
وأوضح قائلًا: من هنا أتت دعوة الاختصاصيين من المؤسّــسات الأمنية والقطاعين العام والخاص، لعقد ندوة بعنوان «الأمن السيبراني ضرورة لتحقيق الأمن الوطني»، وذلك لمعالجة هذا الموضوع من مختلف جوانبه، الأمنية والقضائية والمصرفية، بالإضافة إلى الأمن السيبراني والاتّصالات.

 

مداخلات
كانت للعميد جوزف جروج (مركز البحوث والدراسات الاستراتيجية) مداخلة طرح فيها سؤال خبراء التكنولوجيا حول ما إذا كانت حربنا ضدّ الإرهاب تتمّ بالشكل المطلوب وبالأسلحة القادرة على مواجهة التنظيمات الإرهابية وقدراتها التكنولوجية؟
وأوضح أنّ حروب المستقبل ستطاول مجالات لم نعهدها من قبل كالفضاء الإلكتروني، حيث أنّ 80 في المئة من اتصالات حلف شمال الأطلسي (الناتو)، تمرّ عبر أقمار صناعية تجارية، الأمر الذي يجعل هذه الأقمار الصناعية أهدافًا استراتيجية مهمة.
وأضاف: لقد أصبح الإرهاب الإلكتروني هاجسًا يخيف العالم، عبر هجمات الإرهابيين وبثّ أفكارهم المسمومة، وما يزيد الأمر صعوبة أنّ التقدّم التكنولوجي لا يتوقّف لحظة. لذا يصعب على الأفراد مواجهة هذه العمليات الإرهابية، التي تتّخذ من التقنية المتطوّرة أداة لتنفيذ مخطّطاتها. فالإرهاب والإنترنت مرتبطان بطريقتين: الأولى، ممارسة الأعمال التخريبية في شبكات الكومبيوتر، والثانية،استخدام لشبكة الإنترنت.


كذلك، أشار إلى الخطر الناجم عن امتلاك العدو الاسرائيلي القدرة على تنفيذ هجمات إلكترونية تُسهم في تحقيق أهداف استراتيجية له، من دون أن تترك أثرًا يقود إلى اتّهامه...
وكما بدأ، ختم العميد الركن جرّوج مداخلته بسؤال حول ما إذا كان عالمنا العربي على قدر هذه التحدّيات الآنية والمستقبلية المحتومة، أم أنّه لا يزال على رصيف الانتظار؟