معرض

مارون نمر في «é-toiles»

دلالات الإيهام والإلهام وورود الألوان...


يمتلك الفنان التشكيلي مارون نمر (عميد متقاعد في الجيش اللبناني) سرّ «البيْن» الكامن في جمالية الريشة، وفي انضباطية القوة في الوقت ذاته. و«البيْن» هنا هو مفترق بين دربين، سار عليه الجنرال نمر منذ أعوام طويلة، جامعًا درب الفن، ودرب الجيش، على حد سواء. فكان في معارضه ولوحاته فنانًا رؤيويًا حالمًا ومؤثرًا، من جهة، وكان في المؤسسة عسكريًا وطنيًا من جهة ثانية. هكذا وبسلاسة وعمق وشجاعة، جمع الجنرال نمر بين الريشة والسيف، بيد واحدة، عاكسًا طاقات الإنسان الكبيرة، في معايشة الحياة على أكثر من صعيد، وفي أكثر من دور. منتهجًا طريقين مختلفين، مشى عليهما بقوة الثبات، وبثبات القوة.

يأتي معرض العميد الركن المتقاعد مارون نمر التشكيلي الفردي الجديد «é-toiles»، الذي أقيم في غاليري «اكزود» (Exode) في الأشرفية (بين 2 و16 حزيران الماضي)، بحضور ممثّل عن قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي، ونخبة من أهل الفن والأصدقاء، ليشكّل البعْدَ الآخر للرتب والنجوم التي استحقها كعسكري، وليجسّد البعد الجمالي للصورة، عبر ريشة تغوص في التجريد بمِلْونة حارّة دافئة وباهرة في الوقت نفسه. ريشة تغوص في المذهب الطبيعي بشفافية شاعرية عالية، تكاد مناظرها تُمَوْسِق الخط، وتدوْزِن ايقاع الأزهار والهواء، ومكوّنات المشهد الريفي، بتناغم بصريّ وحسّــي فاتــن ومبهــر.
81 لوحة مشغولة بتقنيّة الأكريليك، وبأحجام متعدّدة القياسات بين صغير ومتوسط وكبير يعرضها الفنان نمر للمتلقي، مفسحًا أمامه عدّة خيارات: اللوحات التجريدية التي تغتني بدلالات مكتنزة الشكل والإيهام والإلهام، والتي تحتاج الى تأمل عميق وخلفية ثقافية تشكيلية، وأخرى تستلهم الطبيعة منسابة في فنّ الخيال والجمال والرؤية. فلوحات الطبيعة عند العميد نمر تتميّز برصد ثنائي لورود الألوان، ولألوان الورود، بشكل مدهش. كما تتميز أعماله في هذا السياق، برؤية بليغة، يتخلّلها رصد للإنسان، وخصوصًا المرأة، بشكل صاف، ذي دلالة انسانية مهمة، قلّما نجدها في نظرة فنان، على هذا النحو.