تحية لها

ماري خوري: أخت شجاعة تتسلّح بالأمل

«لا يمكنني اختصار معاناة سنة وأربعة أشهر وحبسها بحروف. بكيت ألمًا والله أبكاني فرحًا في النهاية». بهذه الكلمات عبّرت ماري شقيقة الرقيب جورج خوري الذي اختطفته جماعة «جبهة النصرة» في العام 2014، عن الأيام الثقيلة التي رافقت فترة اختطاف شقيقها.

الأخت التي صارعت الخوف لتحافظ على الأمل بعودة شقيقها المخطوف عانت الأمرّين، فمن حولها أمّ مفجوعة سُرق ضلع من ضلوعها، وأطفال ينتظرون عودة والدهم. الأخت الصغيرة حملت صور الأطفال لآبائهم المحتجزين في جبال ممتلئة شياطين بلا رحمة ولا رأفة. وجاهدت لتظلّ قويّة في المحنة خصوصًا بعد إعدام المجرمين لإثنين من العسكريّين المخطوفين.  
لم تخسر ماري أملها بعودة شقيقها وهذا ما حصل في العام 2015 عندما عاد مع عدد من رفاقه إلى الأراضي اللبنانية رافعًا علم بلاده عاليًا. لكنّها أيقنت حينها أنّ الحكاية لم تنتهِ بعد، فالوضع النفسي لجورج كان بحاجة إلى متابعة واحتضان منزلي وطبي. بعدما قامت قيادة الجيش بتعيين أطباء واختصاصيين، لهذه الغاية، شعرت ماري بطمأنينة وأخذت على عاتقها مهمّة شرح الوضع لأفراد أسرتها لاحتواء تصرفات جورج الغريبة في حينها. تقول: «سهرنا ليالي ونحن نستمع إليه يروي أهوال تلك الأيّام العصيبة. بذلك كنّا نشاركه ألمه فنخفّف وطأة معاناته. وفي نهاية كل أسبوع كنت أُصرّ على خروجه من المنزل للّهو والترفيه، وهكذا أعدنا إليه حب الحياة».
تحلّت ماري بالإيمان والثقة بأنّ شقيقها سيعود حتمًا. وفي فترة الاختطاف، كانت عائلات الأسرى جميعها عائلة واحدة. اقتسموا الحزن والخوف والدموع والشوق علّ ذلك يخفّف من وطأة المصيبة عليهم. وهي تقول في كلمة أخيرة: «سهرت ليالي طويلة كان إيماني سندي، وأَعيُن أولاد أخي الباحثة عن أبيهــم في كل زاويــة في المنــزل كانــت أملــي إلى أنْ حلّ الفرج».