نافذة

ما في المَطرَةِ والخوذَة
إعداد: بقلم: روني ألفا

أن نَفلَحَ بورَ الوَطَن ونُخرِجَ مِن عوسَجِهِ كَرزًا.

أن نوَتِّدَ أرجُلَنا في الأرض صارِخين « هذي الأرضُ يا اللهُ لَنا «.

أن نعتَمِرَ عبقَ رُفاتِ مَن سَبَقَنا إلى النّعاسِ الإلهي.

أن نلجمَ صَهلَةَ المَوتِ بِعَبسَةٍ وطنيَّة.

أن نَتزوَّجَ مِن حَدَثٍ وَقور.

أن نَبيعَ مقتنياتِ الحَسَد في أسواقِ سَندريلّا.

أن نعرِّجَ على مرَقَّطٍ ونُقيمَ في أسرَّتِه.

أن نلقِّحَ طاعونَ الفَساد برَجَاءٍ طاعِنٍ في الإصلاح.

أن نعتَقِلَ نجمَة الأَمَل في قَفَصِ الأحلامِ المستَحيلَة.

أن نثرثِرَ كالنّبع.

أن نَطيرَ كالحَصاة.

أن نُعجَنَ بزَيتِ الشّجاعَة ونُقَمَّرَ فِي فرنِ الإنجاز.

أن نصفِّقَ بأجنِحَة متصَدِّعَة ونغنّي بِحَناجِر متهَدِّجَة.

أن نرسمَ فَضاءاتٍ فَسيحَة مِن الزّنازين الضيِّقة.

أن نخبزَ لَهفَتَنا بِطَحين الصّبر.

أن نلتَحِفَ العشبَ في أيِّ بُستانٍ وَفيّ.

أن نلوِّنَ العزلَة بأزرَق التأمّل.

أن نعلِنَ إضرابًا مَفتوحًا عن طَعامِ المذلَّة.

أن نتعمّدَ في جرنِ التّعَب المقدَّس.

أن ندفنَ الحَمام في مَقابِر الأباطِرَة.

أن نسابِقَ السَّمَك عَلى القفْزِ فوقَ الزّبَد.

أن نسرَح في غابَة الأحزان ونخرجَ منها كبسمَة عَريضَة.

أن نضَعَ وَطَننا حِزامًا ناسِفًا لليأس، رائِعًا كالعري وناصِعًا كثَلجٍ لَم ينَفنِف بَعد.

أن نَكونَ أتقياء كأيقونَة وأقوياء كجثمانِ شَهيد.

أن نمدَّ هزَّةً للزلازلِ الجَريحَة في كل أرض.

أن نَكونَ ريختر في وَطَنٍ مِن دونِ مِقياس.

أن نرسمَ بأجسادِنا تَضاريسَ الحلم وبحيراتِ الوَجَع وتِلالَ الحريَّة.

أن نموتَ مِن دونِ مَراسِم.

أن نمارِسَ هوايَة الغَزَل مَع الحمّيضَة والأعشاب البريَّة غير المعتَرَف بِها.

أن نذبلَ كوردَة يابسَة في الصفحَة الأولَى مِن إنجيل يوحنّا.

أن نَغفو على مقربَة مِن سورَة مَريَم.

أن نحوِّل الصّبار إلى أُمَّةٍ مشمِسَة.

أن نُعلِنَ ثورَة الزّهور عَلى قاطِفيها.

أن نزنّرَ الرّيح بزنّار نار.

أن نكتبَ مَزمورًا للغضَب لِجمهورٍ هادِئ.

أن نحاورَ الطُّغاةَ بأحذِيَتِنا الباليَة وبأرجُلِنا المتشقّقَة إذا نَدُرَتِ الأحذيَة.

أن نبيعَ النَوافذ للجدرانِ المقفَلَة.

أن نتنفّسَ مِن صَدرِ الدّار ونقفزَ نحوَ أوجاعِ المَدينَة.

أن نغتالَ اليأس بديناميت إعادَة الكرَّة.

أن نيأسَ مِن جوعِنا ولا نأنَسَ إلى شَبَعِنا المزوَّر.

أن نُعاني مِن تضخّم غِدَّة الكَرامَة.

أن نستَلَّ سيفَ الوَقاحةِ مِن غِمدِ الخَجَل.

أن نجلُدَ الماضي لنجلُدَ على المستَقبَل.

أن نطرِّزَ الحَدائِقَ بالأضرِحَة ونرقِّصَ الغابات بالأرواحِ المبارَكَة.

أن نحبّ الأقزام إذا حَلِموا بِقامَة.

أن نقزِّمَ القامات إذا تعالَت على الشّوح والشّربين.

أن نَستُرَ عريَ الحِجارَةِ بثَوبِ المَعنَى.

أن نرفضَ نَعتَنا بِملحِ الأرض.

أن نَكونَ خَلَّهَا إذا بَغَتْ وعَسَلَها إذا خَضَعَت.

أن يؤلمَنا تَقصيرُنا ويريحَنا نموّ النعمَة.

أن تَكونَ رؤوسُنا إفيرِست وأكتافُنا هِمالايا.

أن نعزفَ نِداءَ الأجراس وابتِهالَ المَساجد العَريقَة.

أن تأخذَنا موجَةُ الحريَّة وتردَّنا الموجَة ذاتها.

أن لا نَبني عَلى الرِّمال حتّى لا تَبنينا الرِّمال.

أن نغرَقَ في التّراتيل ونَطفو عَلى التّراويح.

أن نتمزَّقَ كالطّحالبِ على أخاديدِ الصّخور لنصبِح خالِدين كالمَوج.

أن نصرخَ في فقّاعَة قبلَ أن ننفجِرَ ونهيمَ في الهواءِ الطّلق.

أن نستَقِرَّ على كَعبِ سِنديانَة عَلى مقربَة مِن نملَة نَشِطَة.

أن نَعوي كالذئاب في ليلَةٍ مكتمِلَة القَمَر.

أن نُكمِلَ تَدويرَة القَمَر إذا تلكّأ.

أن نركنَ إلى التّجاويف ونأنَفَ مِن الأسطح المَلساء والبَلهاء.

أن نَكونَ مِثاليين كَحَبَلٍ بلا دَنَس.

أن نسبَحَ كَجزيرَة متمرِّدَة.

أن نولَدَ بِغشاوَة وننزَعها دونَ أن نرتَدي غَشاوةً أخرى.

أن نشحنَ بطّاريات هتافِنا بأسرَع مما نَشحنُ هَواتِفَنا.

أن نفرِغَ جعبَةَ الصَّمتِ في بيادِرِ الرّيح ونسقي فيها فراولَةَ البكاء ونجمَّ عدسًا صغيرًا لِوَجبَةٍ لَم تتحضَّر بَعد.

أن نغسِلَ وجوهَنا بصابونِ السّماحَة.

أن نحقنَ الشّمسَ المقبِلَة بالنّور ونستأصِلَ وَرَمَ الظّلمَةِ الخَبيث.

أن نلعَنَ بحّارَة المَحارَة ونمجِّدَ بَحّارَةَ الحَضارَة.

أنْ نحفَظَ كلَّ ما سَبَق في مَطرَةِ جنديّ وخوذَةِ مِغوار.