ذكراهم خالدة

مبادرات تكريمًا لأربعة ضباط شهداء
إعداد: ندين البلعة خيرالله

لأنّهم منارة التضحية والوفاء، فإنّ ذكراهم حيّة أبدًا، في المؤسّسة وبين الأهل والأصدقاء والمواطنين... ومبادرات تكريمهم تؤكّد أنهم خالدون خلود لبنان.
 

نصب تذكاري للرائد الشهيد زيّان الجردي
برعاية قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلاً بالعميد الركن إميل الرشماني، وبدعم من بلدية مزرعة يشوع، أحيت عائلة الرائد الشهيد زيّان الجردي الذكرى الخامسة لاستشهاده، بقدّاس أقيم لراحة نفسه في كنيسة مار مارون- مزرعة يشوع واحتفال إزاحة الستار عن نصب تذكاري له، في حضور عدد من الشخصيات بالإضافة إلى حشد من الضباط رفاق الشهيد والعائلة والأصدقاء.
النشيد الوطني افتتاحًا، ثم رفع جو ابن الشهيد العلم في الحديقة على وقع أنغام موسيقى الجيش، وأزيح الستار عن النصب الذي وضع عليه ممثل العماد قائد الجيش إكليلاً من الزهر. بعدها ألقى العميد الركن الرشماني كتاب شكر باسم قائد الجيش، وسلّمه لرئيس البلدية مع درعٍ تقديرية. وممّا جاء فيه:
«إنّ تقديركم لتضحيات الشهداء وأفراد عائلاتهم يضيف بقيمته المعنوية مدماكًا في بنياننا العسكري الذي يقوم في الأساس على دعائم التعاون والتضافر بين الجيش والمجتمع المدني. باسم العماد قائد الجيش أشكر المجلس البلدي وكل من ساهم في إنشاء هذا النصب الذي لا يمثّل شهيدًا واحدًا بل يمثّل كل شهداء الوطن...» .
كلمة العائلة ألقتها أرملة الشهيد السيدة ماري باز، التي تحدّثت عن حب زيّان وتفانيه في سبيل وطنه والمؤسّسة العسكرية، قائلة: ما من حب أعظم من أن يختار شاب مدرسة الدفاع عن الوطن حزبه الأول والأخير... هي قصة ضابط اختار وبمشيئة القدر، مواجهة الشرّ منفردًا، لا في ساحة حرب، ولا في ميدان قتال، حيث يكون محاطًا برفاق السلاح. قصّة بطل حاول في 9 آب 2012 حماية مواطنين، صودف أن التقاهم داخل مصرف، اقتحمته عصابة مسلّحة بهدف السرقة. غير أنّ يد الإرهاب كانت أسرع، وأصابته بطلقات أدخل بسببها إلى المستشفى، ليترقّى إلى رتبة الشهادة، صباح السابع من آذار 2013.
وأضافت: استشهد زيّان لكنّ حبّه للوطن لا يزال حاضرًا اليوم، هو الذي ربّى ابنه على عشق هذا الوطن ومؤسّسته العسكرية...
بعدها توجّه الجميع إلى كنيسة مار مارون- المجمّع الراعوي حيث احتفل المونسينيور روكز برّاك بالذبيحة الإلهية، وألقى عظة تحدّث فيها عن الشهادة والوفاء.
في الختام، قدّمت عائلة الشهيد درعًا تقديريّة لممثل قائد الجيش وأخرى لرئيس البلدية، ثم دعت الجميع إلى كوكتيل.

 

حديقة النقيب المغوار الشهيد أحمد محمود طبيخ
إحياءً للذكرى الثالثة لاستشهاده، افتتحت بلدية دورس حديقة الشهيد النقيب المغوار أحمد محمود طبيخ، باحتفال أقامته في حسينيّة مسجد السيّدة زينب في البلدة، برعاية وزير الصناعة حسين الحاج حسن وفي حضوره، العقيد فريد أبو نعوم ممثلاً العماد جوزاف عون قائد الجيش وحشد من رفاق الشهيد، بالإضافة إلى شخصيات.
تخلّل الاحتفال عدّة كلمات، استهلّها نائب رئيس اتحاد بلديات بعلبك شفيق قاسم شحاده مشيرًا إلى أن بلدية دورس أحبّت أن تخلّد ذكرى النقيب طبيخ الذي استشهد دفاعًا عن لبنان بمواجهة الإرهاب التكفيري في جرود السلسلة الشرقية، فأطلقت اسمه على الحديقة التي أعيد تأهيلها لتحمل ذكراه الطيّبة.
بدوره قال رئيس بلدية دورس: ... الشهيد البطل أحمد طبيخ رفع رأس الوطن عاليًا، وصمد صمود الجبال مدافعًا عن أرضه وشعبه لينال شرف البطولة والشهادة. وأعلن تسمية دوّار مدخل البلدة «دوّار شهداء بلدة دورس».
وتحدّث والد الشهيد العميد المتقاعد محمود طبيخ متوجّهًا بتحية إكبار لقيادة الجيش وضباطه ورتبائه وجنوده الذين خاضوا معركة «فجر الجرود» وطردوا الإرهاب من أرض لبنان المقدسة...
وتوجّه إلى نجله الشهيد قائلاً: ولدي أحمد لقد أدميت قلوب محبيك برحيلك من أرض لم تتّسع لك إلى جنان الله، لكن عزاءنا أنك ورفاقك وإخوتك الشهداء صنعتم بدمائكم مجد لبنان وكرامته واستقلاله، فبكم الفخر.»
أمّا الوزير الحاج حسن فاعتبر أنّ ذكر الشهداء باقٍ وعهدهم فينا باقٍ، وتمسّكنا بنهجهم ثابت وراسخ، وعندما يكون الفقيد شهيدًا فإنّ اللوعة والحزن يختلطان بالعزّة والكرامة والتضحية والفداء».

 

الذكرى العشرون للنقيب الشهيد جان وهبة
أحيت بلدة عانا الذكرى العشرين لاستشهاد ابنها النقيب المغوار جان الياس وهبة بقداس احتفالي ترأسه رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، في كابيلا القديس يوحنا المعمدان في البلدة. حضر القداس وزير الاتصالات جمال الجراح، والعميد الركن بدوي مرعب ممثلاً وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزاف عون، بالإضافة إلى عائلة الشهيد وضباط من دورته وفاعليات.
تحدّث المطران درويش في العظة التي ألقاها عن معنى الاستشهاد، معتبرًا أنه أعظم وأكبر أعمال المحبة.
وقال: إنّنا نكرّم الشهيد جان وهبة ونكرّم معه كل شهداء عانا الذين ضحّوا من أجلنا. نكرّمهم لا من أجلهم فحسب ولكن من أجلنا، لنبقى شهودًا للإيمان الذي ورثناه من الآباء والأجداد، نكرّمهم لأنهم منحونا قدرة البقاء في أرضنا وفي بلدنا.

 

... وذكرى استشهاد الرائد بيار بشعلاني
في الذكرى الخامسة لاستشهاد الرائد بيار بشعلاني، أقامت عائلة الشهيد قدّاسًا في كنيسة بلدة المريجات- البقاع، في حضور العقيد جورج كفروني ممثلاً العماد قائد الجيش، وحشد من رفاق السلاح وأهالي البلدة. وكان الكاهن الذي ألقى العظة وجّه تحية إكبار وإجلال لقيادة الجيش التي طردت الإرهاب الغاصب عن أرضنا وبقيت وفيةً لدماء الشهداء. وأكّد أن ذكرى الرائد بشعلاني باقية أبدًا، فالشهيد مصافه بين الأبرار والقدّيسين...