العوافي يا وطن

مجدداً... تأهب! فالواجب والوطن يناديان
إعداد: ليال صقر
تصوير: العريف بلال العرب

الفوج الذي لم يلبث أن تنفّس الصعداء وعاد مكلّلاً بالغار، حتى فرض عليه الوضع مجدّداً تأهُّباً أمنياً طارئاً وجهوزية تامة في ظروف استثنائية غاية في التوتر والإضطراب.
فوج المغاوير من الأفواج المميّزة بطريقة قتالها، والتي تُلقى على عاتقها أكثر المُهمّات صعوبة. هذا الفوج يشارك اليوم في عمليات حفظ الأمن.

 

قائد فوج المغاوير: جاهزون لأي مهمة
العقيد الركن صالح قيس قائد فوج المغاوير شرح لنا المهام التي ينفّذها الفوج حالياً، فقال: التعليمات التي تلقيناها واضحة، فمن غير المسموح لأي جهة كانت أن تتعدى على أمن وطننا أو على مؤسسات الدولة.
لقد أعاد فوج المغاوير تنظيم صفوفه بسرعة فائقة بعد معركة نهر البارد وهو جاهز لأي مهمة على مدار الساعة، لقد عاد الفوج إلى الساحة بكامل نشاطه وعزمه، لأننا نعرف جميعنا أن وضع البلد لا يحتمل تقاعس أيّ من العسكريين عن أداء مهامه. الفوج في وضع إحتياط، دورياتنا تسير بصورة دائمة بمعدل سبع دوريات كل ساعتين في جميع أنحاء العاصمة وفي جميع الإتجاهات... في هذا الوقت تكون باقي وحدات الفوج في وضعية جهوز وإنتظار تدخّل حيث تدعو الحاجة.
سبق للفوج أن تولى حماية القصر الحكومي سابقاً وحافظ على الأمن وطبّق النظام على الجميع وتدخّل مراراً لصالح المواطن والوطن ككل، في أثناء التظاهرات والإعتصامات العديدة التي جرت، وهو اليوم جاهز لأي طارئ في كل أرجاء العاصمة.

 

لكل مهمة طابعها
ويضيف: «صحيح أن المهام الموكلة إلينا اليوم ليست من المهام التي اعتدنا عليها، لكن لكل مهمة طابعها الخاص وكذلك كل ظرف له تدابيره الخاصة، لذا فالحاجة تقتضي أن نكون كلنا على الأرض اليوم، ومن هذا المنطلق نتعامل كفوج المغاوير مع مقتضيات الظروف، فحواجزنا الظرفية تملأ أرجاء العاصمة، وآلياتنا العسكرية على المنعطفات وفي الشوارع، عناصرنا في المنطقة ودوريّاتنا تسير ليلاً نهاراً وبصورة دائمة... آمالُ الناس معلّقة علينا اليوم والمواطنون اللبنانيون يكنُّون لنا محبة وثقة لا نستطيع إلاّ أن نكون على مستواها، ومهما كلّفت هذه المهام من جهد لن نخذُلَ اللبنانيين... غيرة الشعب على المؤسسة العسكرية لم تأت من العدم...
وعن الحالة المعنوية للعسكريين خصوصاً وأن الفوج لم يلبث أن خرج منذ فترة وجيزة من معارك تطلبت منه تعبأ وإنهاكاً للجهود والقوى أجاب: حتى قبل أن نصل إلى معارك نهر البارد، مرّ الجيش بمراحل حسّاسة بعد إستشهاد الرئيس رفيق الحريري والإعتصامات التي تبعت الاستشهاد ونزول اللبنانيين إلى الشارع والإغتيالات التي توالت على لبنان، كلها أحداث تطلبت جهوداً لضبط الوضع الذي قُدّر له أن يخرج عن السيطرة لولا تفاني العسكريين. والفوج ساهرٌ على حماية الوطن ومقدِّرٌ خطورة الوضع ولن يتوانى عن تقديم أي جهد وأي عون طالما أن المصلحة مصلحتنا جميعاً ومصلحة وخير لبنان فوق كل إعتبار، لبنان الذي لن نبخَلَ عليه يوماً بعرق عافيتنا ولا حتى بالدماء التي تجري في عروقنا».
وختم قائلاً: «مغاوير الجيش في حالة جهوزٍ دائمٍ لتلبية نداء الوطن».

 

نحن هنا
من المقر المؤقت لقيادة فوج المغاوير توجهنا إلى ساحة رياض الصلح حيث يقام احتفال بذكرى مرور عام، على اعتصام المعارضة في المنطقة.
حشود تملاً المكان، لا شيء يدعو إلى القلق على الرغم من حساسية الأوضاع. عناصر الفوج وآلياتهم هناك، إذا كل شيء على ما يرام... كان صعباً التحدث إليهم وهم في أقصى درجات التيقّظ والجهوزية. نكتفي بكلمة من الرقيب علي ساطي، يقول: نقوم بواجبنا بكل ما أوتينا من عزم، وكما نجحنا في السابق سننجح اليوم في إحلال الأمن والحفاظ على الإستقرار.