مناورة

مجموعة إرهابية تخطّط لخطف سفير وفوج التدخل الأول يحبط العملية
إعداد: ليال صقر الفحل

مناورة في الرملة البيضاء


بحضور قائد الجيش العماد جان قهوجي، وعددٍ من ضبّاط القيادة، نفّذ فوج التّدخّل الأوّل بمشاركةٍ من القوّات البحريّة وفوج مغاوير البحر وفوج الهندسة تمرينًا تكتيًا عند شاطئ الرملة البيضاء. موضوع التمرين كان التصدّي لمجموعة إرهابيّة تمكّنت من الإبرار على الشاطئ، ومنعها من تحقيق أهدافها التخريبيّة.
وقد نوّه العماد قهوجي بجهود العسكريّين وأثنى على أدائهم العالي الكفاءة، مشيدًا بالتنسيق الدقيق والفاعل بين الوحدات التي نفّذت التمرين. كما دعا العسكريّين إلى مضاعفة جهودهم ومواصلة السّهر على حماية نظام البلاد العام، والتّصدّي لنوايا العدو الإسرائيلي ولجرائم الإرهاب التي تستهدف أمن الوطن.


أهداف التمرين والخطّة المعتمدة
سبق المناورة إيجازٌ لفوج التدخّل الأول في ثكنة هنري شهاب، قدّمه قائد الفوج العقيد مارون بدر الذي شرح أهداف التمرين ومراحله، وتلاه شرح مفصّل قدّمه رؤساء الفروع في الفوج.
هدف التمرين بالأساس التدريب، وتمرّس الوحدات على العمليّات الهجوميّة الخاصة وإجراءات المعركة. يضاف إلى ذلك استخدام الأسلحة العضوية بفعالية وبناء التجانس وعمل الفريق بين الوحدات والأسلحة المختلفة، والتخطيط والتنسيق واستخدام نيران الدعم والنشاطات اللوجستية.
اعتمدت المناورة خطّة عزل الأهداف عن بعضها طوال فترة المهمّة، لذلك قُسِّم التمرين إلى مراحل ثلاث: تنفّذ المجموعات خلال المرحلة الأولى هجومًا باللفيف الفرعي الثاني على المحور الرئيس (ثكنة فخر الدين- تقاطع الماريوت- السمرلند)، مستهدفةً المجموعة الإرهابية المتمركزة على تلة البوريفاج (الهدف الأول) وذلك بغية تدميرها. وفي الوقت عينه تشكّل قاعدة نيران لتقوم فصيلة من سريّة التدخّل المؤلّلة الأولى بتنفيذ إنزال جوّي على تلّة الـ«غران كافيه» (Grand Café) لتثبيت المجموعة الإرهابية في غرف بجانب الـ«غران كافيه» (الهدف الثّاني).
في المرحلة الثانية تنفّذ سرية التدخّل المؤلّلة  هجومًا على المحور الثانوي (ثكنة فخر الدين- تقاطع الأونيسكو فردان- الرملة البيضاء)، وتحتلّ الهدف الثاني وتدمّره مستفيدةً من عمليّة إنزال جوّي على تلّة الـ«غران كافيه» بمؤازرة ودعم من اللفيف الفرعي الثاني.
وفي المرحلة الثالثة تستعيد القوى المشاركة التنظيم والسيطرة على الطريق الساحلي.

 

سيناريو المناورة
من ثكنة هنري شهاب إنتقل الجميع إلى شاطئ الرملة البيضاء حيث تمّ التمرين أمام حضور حاشد ضمّ، إلى العماد قائد الجيش، نائب رئيس الأركان للعمليات العميد الركن رفعت شكر، العميد الركن مارون حتّي مدير العمليات، العميد الركن خالد حماده مدير التعليم، العقيد الركن خليل يحيى رئيس الأمن العسكري لمنطقة بيروت، وعدد من قادة الأفواج. نُفِّذت المناورة وفق سيناريو ارتكز على ما يلي:
تلقّت الحكومة اللبنانيّة معلومات أمنيّة تؤكّد استقدام عناصر متطرفين وأسلحة وذخائر عن طريق التهريب، وحشد عناصر للقيام بعمليات تخريبيّة تهدف إلى تشويه صورة لبنان.
للحؤول دون انفلات الوضع، كلّف مجلس الوزراء قيادة الجيش اللبناني أخذ الإجراءات الميدانيّة اللازمة وتشكيل مجموعات عملانيّة تمنع الإرهابيين من تنفيذ ما يخطّطون له، بينما تهتمّ الحكومة بالاتصالات الدبلوماسيّة مع الدول الشقيقة والصديقة، لكسب التأييد الدولي وفضح النوايا الإرهابيّة لهذه الخلايا.
وفي التفاصيل تمكّنت مجموعة إرهابيّة قوامها 50 عنصرًا، مستخدمةً زوارق الصيد البحري، من الإبرار على شاطئ الرملة البيضاء في بيروت بهدف مهاجمة منزل أحد السفراء وخطفه، للضغط على الحكومة اللبنانية لإخراج إرهابيين من السجن. وهذه المجموعة مزوّدة أسلحة قنص متطوّرة وأجهزة مراقبة ليليّة حديثة، مع احتمال اقتنائها عبوات ناسفة ومتفجّرات...


توزّع المهمّات
استنادًا إلى هذا الواقع، كُلِّف فوج التدخل الأول بمهاجمة المجموعة لمنعها من تحقيق أهدافها، بمشاركة طوافتين من القوات الجويّة وقنّاص وخافرتَين وطرّاد تابعة لكل من القوات البحرية وفوج مغاوير البحر، إضافةً إلى وحدة من فوج الهندسة والكتيبة 63.
 وقد توزّعت المهمات خلال التمرين على الأفواج والقوى المشاركة وفق الآتي:


• سرية التدخّل المؤلّلة الأولى: تقدّمت على المحور الثانوي، واجتازت خطّ الإنطلاق، ونفّذت عملية إهباط جوي على تلة الـ»غران كافيه». هاجمت الهدف الثاني ودمّرته وتبادلت الدعم والتنسيق مع اللفيف الفرعي الثاني ثمّ  تمركزت دفاعيًا في القطاع المحدّد لها (اتجاه غربي_جنوبي) بعد تنظيفها البقعة من المجموعة الإرهابية.


• اللفيف الفرعي الثاني: تقدّم على المحور الرئيس، واجتاز خطّ الإنطلاق وهاجم الهدف الأول ودمّره، وتبادل الدعم والتنسيق مع سرية التدخل المؤلّلة الأولى، وتمركز دفاعيًا في القطاع المحدّد له (اتجاه غربي_ جنوبي) بعد تنظيفه البقعة من المجموعة الإرهابية أيضًا.


• مجموعة مغاوير البحر: حضرت إلى المكان بواسطة زوارق مطّاط «zodiac» تابعة لها في عرض البحر، وشكّلت طـوقًا بحريًا لمنـع الإرهابيّين من الفرار عبر البحر. دعمت سرية التدخل المؤلـلة الأولى واللفيف الفرعي الثاني في أثناء احتلالهما الهدفَين الأول والثاني، وقامت بعملية تفتيش عمق البحر بحثًا عن العناصر الإرهابيين، كما تولّت حماية البحر وتبادلت الدعم والتنسيق مع باقي وحدات الفوج.


• السريتان 631 و632:  قامتا بتأمين زجّ وحدات المهاجمة التابعة لفوج التدخل الأول، وبقيتا على استعداد دائم للتدخل عند الحاجة.
طوّقت السرية 631 وثبّتت المجموعة الإرهابية المتمركزة على الهدف الأول عبر مسكها الطريق الساحلية من السمرلند حتى شارع سلوى نصّار، بينما طوّقت السرية 632 المجموعة نفسها على الهدف الثاني عبر مسكها الطريق الساحلية من الموفمبك حتى شارع سلوى نصّار، وذلك لمنع حدوث أي عمليّة تسلّل لهذه المجموعات الإرهابية من المخيّمات وإليها.


• سرية التدخل - المدرّعات الأولى: أمسكت منطقة طريق الجديدة بكمائن ونقاط مراقبة لمنع تسلّل المجموعات الإرهابية من مخيّمي صبرا وشاتيلا وإليهما.
نفّذت مهمّة حفظ الأمن في قطاع مسؤوليتها، وبقيت على استعداد للمؤازرة والتدخّل عند الحاجة.


• سرية التدخل - المدرعات الثانية: قامت باتخاذ إجراءات أمنية حول مخيّم برج البراجنة للفلسطينيين، أمسكت طريق المطار والمناطق المحيطة بكمائن ونقاط مراقبة لمنع تسلّل المجموعات الإرهابية من  المخيّم وإليه. كذلك نفّذت مهمة حفظ الأمن في قطاع مسؤوليتها وأبقت على استعدادها للتدخل عند الحاجة.


• سرية التدخّل المؤلّلة الثالثة: شكلت سرية الإحتياط وتقدّمت خلف اللفيف الفرعي الثاني.
تمركزت في محيط ثكنة فخر الدين خلال مرحلة المهاجمة وكانت تدعم الألفاف والوحدات بناء على أمر.