مقال الوزير

محذراً من الأخطار المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط

وزير الدفاع الوطني يدعو الى تحصين الوحدة الوطنية وتعزيز الوفاق من أجل حماية لبنان

تطرق وزير الدفاع الوطني الأستاذ خليل الهراوي في حديثه الى مجلة “الجيش” الى الوضع الإقليمي الدولي الضاغط, داعياً الى تحصين الوحدة الوطنية وتعزيز الوفاق حول الثوابت الوطنية لحماية لبنان من الأخطار المحدقة بمنطقة الشرق الأوسط.

ورأى الوزير الهراوي في ذكرى 11 أيلول, أن تداعيات هذا الإعتداء الإرهابي على الولايات المتحدة انعكست بآثارها على العالم كله, خصوصاً لجهة العلاقات بين الدول. حيث دفع الشعور بالإستهداف والخوف الولايات المتحدة والغرب عموماً, الى تقديم الوسائل العسكرية لحل المشاكل الدولية, محذراً من أن ضرب العراق, خارج إطار معالجة الأمم المتحدة لمسألة المفتشين الدوليين عن أسلحة الدمار الشامل, يشكل سابقة خطيرة في التعاطي الدولي تدخل منطقة الشرق الأوسط في المجهول, مع ما يحكى عن إعادة رسم خرائط المنطقة بمعزل عن إرادات دولها وشعوبها, ولا سيما الشعب العراقي الذي سيعاني النتائج المدمرة للحرب على بلده.

 

ودعا الوزير الهراوي الى التنبه الى حراجة الظروف الإقليمية ودقتها, حيث تعصف رياح الحرب الأميركية على العراق, متزامنة مع التهويل الإسرائيلي المتصاعد على لبنان, من موضوع المقاومة الى إتهامه بإيواء عناصر من تنظيم القاعدة, وصولاً الى التهديد بشن حرب على خلفية جر مياه نهر الوزاني الى القرى الجنوبية, علماً أن ما يقوم به لبنان هو إستخدام حصته من منابع ومجاري الأنهر في أراضيه وفق القوانين الدولية المرعية. وأدرج معالي الوزير التهويل الإسرائيلي في خانة النيات العدوانية الدائمة ضد لبنان, وقد رأى أن هذا التصعيد يعبّر عن نيات عدوانية كامنة لدى إسرائيل, التي لا تنفك تختلق الذرائع وتصعّد الأجواء للإعتداء على لبنان, لتحقيق أطماعها في مياهه ومخططاتها لضرب إستقراره وإستقلاله وصيغته السياسية والإجتماعية ونظامه الإقتصادي.

 

وشـدد الوزير الهراوي على أن واجب اللبنانيين في هذه المرحلة الخطيرة, هو تقديم المصلحة الوطنية العليا على كل غاية, منبهاً من تسلل المصالح الخارجية الى المواضيع الداخلية وإستغلال الوضع الداخلي ضد مصلحة لبنان, والتي تتلخص اليوم في وجوده ودوره, وذلك بتخطي الخلافات وتقديم الوحدة الوطنية وتعزيز دولة العيش المشترك, لاعطاء صورة حضارية عن لبنان الوطن والرسالة, ولا سيما في هذه الذكرى الأليمة, التي تشكل فرصة ممتازة للبنان لتقديم نفسه المثل والمثال على إمكانية تعايش الحضارات والأديان والثقافات بسلام وأمان. هذه مسؤولية اللبنانيين جميعاً من مختلف الإتجاهات والمنـاطق, لأن لبنـان بنظـامه ومجتمعه هو كنـاية عن تجربـة حية يومية لحـوار الحضـارات والأديـان. من هنا ضرورة تفعيل مسيرة الحوار الوطني التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية مع كافة القوى السياسية في البلد, وتغليب الخطاب المعتـدل العقلاني على الطروحـات القصوى والشعارات الواهية.

 

وختـم وزير الدفاع حديثه بدعوة اللبـنانيـين الى التمسك بمشروع الدولـة الذي انطلق من الطائف, لأن هذا المشروع يحفـظ مبرر وجود لبنان كبلد مستقل, أي صيغة العيش المشتـرك, وعدم نقضه بداعي أن بعض الممارسات جاءت خاطئة أو منحرفة عن هدف المشروع, مشدداً على أن الحكمة تقتضي تعزيز هذا المشــروع عبر البناء على الإيجابيات التي تحققت وعدم التوقف عند السلبيــات, التي بالإمكـان معالجتها, لنسف المشروع بكامله وجرّ لبنان في مغامرات إنتحارية تهدد ليس فقـط إستقـلاله وأمنـه, إنما جوهر وجوده وصيغتـه الفريـدة.