مديريات

مديرية التعاون العسكري – المدني
إعداد: باسكال معوّض بو مارون

قسم جديد في رياق بتمويل من هولندا


بتمويل من مملكة هولندا وفي حضور القائم بأعمال سفارتها في لبنان Han Mauruts Schaapveld على رأس وفد، أقيم في قاعدة رياق الجوية حفل تدشين القسم الإقليمي التابع لمديرية التعاون العسكري – المدني CIMIC.

 

الحضور
حضر الحفل العميد الركن إيلي مارديني ممثلًا قائد الجيش العماد جوزاف عون، ومدير التعاون العسكري المدني العميد الركن إيلي أبي راشد، والرائد حسين شكر رئيس القسم الإقليمي للتعاون العسكري - المدني في البقاع، والسيد قيصر الديراني ممثلًا محافظ البقاع، والسيد كارو هارونيان مدير UNDP، والسيدة آن بيترسون مديرة مكتب المساعدات في السفارة الأميركية، وممثلون عن قادة الأجهزة الأمنية، ورؤساء بلديات المنطقة، ورجال دين، ومندوبو جمعيات حكومية وغير حكومية.
بعد النشيدين الهولندي واللبناني، رحّب عريف الحفل الرائد شكر بالحضور، وقدم عرضًا موجزًا عن المديرية التي تنفّذ مشاريع ونشاطات لمساعدة المجتمع المدني وتوطيد علاقته بالجيش. ثم تعاقب على الكلام كلٌ من العميد الركن أبي راشد، العميد الركن مارديني والقائم بأعمال سفارة هولندا في لبنان.


القائم بالأعمال الهولندي
في مستهلّ كلمته، قال السيد Shaapveld: في الأعوام القليلة الماضية، تطوّرت قدرات الجيش اللبناني بطريقة جذرية، ونحن نعلم مدى تأثر لبنان بالأحداث السورية، ونقدّر المؤسسات الأمنية اللبنانية وخصوصًا الجيش اللبناني الذي أدّى دورًا رئيسيًا في تعزيز السلم الأهلي والاجتماعي عبر تقديـم الدعـم الإنسانـي للمواطنين على كامـل الأراضـي اللبنانيـة. وإذ أشـار إلى دور الجيـش في تحقيـق الاستقـرار الوطنـي والانصهـار الاجتماعـي، جـدّد وقـوف المملكـة الهولنديـة إلى جانـب لبنـان وجيشـه في مواجهـة التحدّيـات للمحافظـة علـى الاستقـرار في لبنـان.
وأضاف: إنّ استراتيجية التعاون العسكري - المدني يمكن أن تؤدي إلى نتائج ملموسة في مجال الأمن والاستقـرار للمجتمـع اللبنانـي المضيـف وللاجئــين السوريــين علــى الأرض.
وأمِل القائم بالأعمال الهولندي «أن يتم افتتاح مركز آخر في الجنوب بالتعاون مع قوات الطوارئ الدولية UNIFIL، خصوصًا وأنّ المديرية حقّقت نشاطات لتحسين الظروف المعيشية وإمكانات «التعايش»... معربًا عن سروره بدعم هولندا للمديرية، ليس من خلال مساهمات مادية فحسب، بل من خلال تبادل المعلومات والخبرات من NATO Centre of Excellence «on Civil Military Cooperation.
ولفت إلى أنّ افتتاح هذا المركز بالذات، له أهمية خاصة، إذ إنّه يعبّد الطريق أمام تعاون بين الأجهزة الأمنية والمجتمع المحلي.
وختم بالقول: على الرغم من صغر حجم بلدينا (لبنان وهولندا)، إلّا أنّنا نستطيع إنجاز الكثير سويًا، وما نعمل ونجهد لاجله، هو الإبقاء على لبنان المستقرّ، وهذا التعاون العسكري – المدني يساعد في تحقيق هذا الاستقرار، وأتمنى للمديرية بجميع مراكزها دوام النجاح والتوفيق.

 

العميد الركن مارديني
ممثّل قائد الجيش أشار في كلمته إلى أنّ أهمية هذا الإنجاز لا تقتصر على قيمته المادية فحسب، منوّهًا بالتزام السلطات الهولندية دعم جهود الجيش للحفاظ على وحدة لبنان وسيادته واستقلاله... وأضاف: صحيح أنّ جهود الجيش انكبّت ولا تزال حول مهمتي الدفاع والأمن، إلا أنّ مهمة الإنماء لم تغِب لحظة عن مسيرته، وذلك انطلاقًا من دور هذا المجال الحيوي في تعزيز الاستقرار الوطني، وترسيخ التضامن الاجتماعي، وتثبيت وجود المواطنين في بلداتهم وقراهم، خصوصًا تلك النائية منها والبعيدة عن مراكز المحافظات. من هنا وضعت مديرية التعاون العسكري - المدني برنامجًا شاملًا لنشاطاتها وبدأت بتنفيذه على مراحل وتوزّعت هذه النشاطات بين المجالات التربوية والطبية والاجتماعية والبيئية وإدارة الكوارث، بحيث استفادت منها شريحة واسعة من السكان في مختلف المناطق، ما أسهم في تعزيز ثقة المواطنين بالجيش، ليس كمدافع عنهم فحسب، بل أيضًا كسندٍ لهم، يشعر بمعاناتهم، ويخفف من مصاعبهم الحياتية والاجتماعية قدر الإمكان.
ولفت إلى «أنّ افتتاح هذا المركز في منطقة البقاع بالتحديد ينطوي على رمزية مهمة، فهذه المنطقة العزيزة من خارطة الوطن كانت ولا تزال، سبّاقة في الارتباط بالجيش ورفده بخيرة رجالها الشجعان الذين أخلصوا له وتفانوا في خدمته، ولم يبخلوا في تقديم أغلى التضحيات في ساحاته، تمامًا كما شكّلت هذه المنطقة على الدوام، قلعة وطنية في التمسّك بارادة العيش المشترك والعطاء الوطني على كل صعيد، وبالتالي فهي تستحق أكثر من لفتة وفاء وعرفان، للإسهام قدر الإمكان في رفع المعاناة المعيشية والاجتماعية التي ترزح تحتها، وللتأكيد أنّها موضع اهتمام مؤسسات الدولة وفي مقدّمها مؤسسة الجيش اللبناني».
وتوجّه باسم قائد الجيش بخالص الشكر والامتنان إلى السلطات الهولندية وسفارتها في لبنان، والقائمين على برنامج التعاون العسكري- المدني وكل من أسهم في إنشاء هذا المركز، وإلى جميع أهالي البقاع، متعهدًا بمواصلة العمل يدًا بيد لما فيه خير المنطقة ورفعتها واستقرارها.

 

العميد الركن أبي راشد
مسيّر أعمال مديرية التعاون العسكري - المدني العميد الركن إيلي أبي راشد أشار إلى أهمية افتتاح المركز الجديد، والذي سيتيح الاطلاع عن قرب على حاجات الأهالي، وبالتالي التدخّل بصورة أكثر فعالية لتقديم المساعدات الممكنة لهم. وقال، بعد سنوات من العمل المثمر في برنامج التعاون العسكري – المدني CIMIC، الذي بدأ كفكرة، تطوّر العمل ليطال منطقة الشمال بداية، واليوم منطقة البقاع، وقريبًا منطقة الجنوب وجميع المناطق اللبنانية.
وختم شاكرًا الدول الصديقة والمانحة والجمعيات المحلية والمنظّمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، وخصّ بالذكر المملكة الهولندية على مبادرتها الكريمة لتشييد هذا القسم.
بعد الكلمات، جال الحضور في أرجاء المركز، ثم أقيم حفل كوكتيل في المناسبة.



جولة تفقّدية ونشاطات
تفقّد نائب رئيس أركان الجيش للعمليات بالوكالة العميد الركن نوّاف الجبّاوي مديرية التعاون العسكري – المدني CIMIC حيث كان في استقباله مسيّر أعمالها العميد الركن إيلي أبي راشد وعدد من ضباطها. وقد استمع العميد الركن الجباوي إلى إيجاز قدّمه العقيد الركن أياد العلم حول سير العمل في المديرية ومهماتها وحاجاتها.
في إطارٍ آخر، عقد اجتماع تنسيقي دوري بين وفد من قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان وضباط من المديرية، بغية تفعيل سبل التعاون في مجال التدريب.
وبالتعاون والتنسيق مع مؤسسة المقدّم المغوار صبحي العاقوري وجمعية UTOPIA، أقامت المديرية في ملعب بعل الدراويش- طرابلس، حفلًا ترفيهيًا لحوالى مئة طفل (بين 5 و9 سنوات) من منطقتي جبل محسن والتبّانة، تخلّلته عروض فنّيّة ترفيهيّة وتوزيع هدايا.
كذلك، وزّعت وحدات من الجيش بإشراف المديرية حصصًا غذائية لعدد من العائلات المحتاجة في طرابلس وعرسال.

النشاط التوجيهي كان له دوره في المديرية حيث تابع ضباطها محاضرة بعنوان «تحدّيات المياه في لبنان والحلول المتاحة»، بينما تعرّف تلامذة رتباء السنتين الثانية والثالثة في معهد التعليم – مدرسة الرتباء، إلى طبيعة عمل المديرية ومهماتها من خلال محاضرة أخرى ألقاها الرائد حسين شكر.

كما أقيمت في المديرية، دورة تدريبية لضباط ورتباء من الجيش اللبناني حول «الذاكرة الخارقة»، بإشراف مؤسس البطولة الوطنية للذاكرة في لبنان المحامي عدنان عرابي والدكتورة ميرنا عطيه، وسُلّمت الشهادات في نهاية الدورة.