تحقيق عسكري

مديرية التوجيه عريقة بجذورها حديثة بتقنياتها وتطلّعاتها
إعداد: ندين البلعة خيرالله
تصوير: العريف مارون بدر

من مديرية الدعاية والنشر خلال أربعينيات القرن الماضي، فالشعبة الخامسة مطلع سبعينياته، ومديرية الإعلام في أواخرها، وصولًا إلى إنشاء مديرية التوجيه في العام 1981، تطوّر الإعلام في الجيش مواكبًا تطوّر المؤسسة ومتطلبات العصر.
المديرية نفسها، كبرت ونمت وتشعّبت مهماتها وأقسامها، وحقّقت في السنوات الأخيرة نقلة نوعية على مستويَي التقنيات والأداء.


كانت مجلة «الجندي اللبناني» الوسيلة الإعلامية الأولى في جيشنا، وقد سبق صدورها الاستقلال، إذ صدر العدد الأول منها في أيار 1942 عن «دار المكشوف» التي جمعت في تلك الفترة كبار الأدباء والشعراء والكتّاب، وهؤلاء أسهموا في تحرير المجلة إلى جانب عدد من الضباط الذين أغنوا صفحاتها بالأبحاث والمقالات العسكرية القيّمة.
استمر صدور «الجندي اللبناني» إلى حين صدور «الجيش» في العام 1984 عن مديرية التوجيه.
في العام 1947، تمّ تدشين «إذاعة الجندي» التي عملت مع المجلة على تعزيز الروابط العسكرية ودعم الروح المعنوية في المؤسسة، فضلًا عن تثقيف العسكريين والإضاءة على أوضاعهم والترفيه عنهم.

 

عراقة الجذور وحداثة الأداء
في البدء كانت الكلمة عبر المجلة، أعقبها الصوت عبر الإذاعة، وصولًا إلى ما هي عليه مديرية التوجيه اليوم: مؤسسة إعلامية عريقة بجذورها، حديثة بتقنياتها وتطلّعاتها، وطنية في توجّهاتها، متفاعلة مع مجتمعها وعصرها...
مديرية التوجيه اليوم في هذا التحقيق الذي كانت أولى محطاته لقاءً مع مدير التوجيه العميد علي قانصو وإضاءة على مهمات المديرية وواقعها اليوم.
تتشعّب مهمات المديرية وتتوزّع بين مواكبة شؤون المؤسسة وعسكرييها من جهة، والتواصل مع المواطنين من جهة أخرى. فمديرية التوجيه، هي الجهاز الذي يُناط به العمل الإعلامي المتعلّق بالمؤسسة العسكرية، وهي وفق العميد قانصو بمنزلة «حسّاسات القيادة» والمرآة التي تعكس صورة الجيش أمام الرأي العام.
على الصعيد العسكري، تسهم مديرية التوجيه من خلال دورها الإعلامي في تعزيز الروح المعنوية لدى العسكريين، وتؤدي دورًا مهمًا في تنشئتهم العسكرية والوطنية، وإغناء معارفهم وثقافتهم. ومن خلال تفاعلها مع وسائل الإعلام والمجتمع بشكلٍ عام، تضطلع بدورٍ مهم على صعيد تنمية الشعور الوطني وتعزيز اللحمة بين المواطنين، عبر ما تبثّه من مواد، وتظهيرها لصورة الجيش الذي يجسّد هذه اللحمة.
من جهة أخرى، ونظرًا لكونها مصدر المعلومات العسكرية، فهي تؤدي وظيفة مهمة على صعيد الاستقرار والحفاظ على معنويات المواطنين، خصوصًا في الأوقات التي تشهد توترات تفضي إلى انتشار إشاعات وأخبار كاذبة. في حالات كهذه، تكون بيانات قيادة الجيش- مديرية التوجيه المرجع الموثوق الذي يضع الحقائق في نصابها.
تمارس مديرية التوجيه وظائفها المتعددة بواسطة جهاز بشري متنوّع الاختصاصات والكفاءات، يضم مدنيين وعسكريين يتوزعون في أقسامها. أما على صعيد التجهيزات والعتاد، فقد حقّقت المديرية نقلة نوعية خلال السنوات الأخيرة، ما أتاح لها الارتقاء إلى مستوى أداء المؤسسات الإعلامية الحديثة، بحيث باتت تستخدم مختلف الوسائل والوسائط التقنية المتطورة. وهذا ما جسّده أداؤها بوضوحٍ خلال معركة «فجر الجرود» وفي محطات أخرى.
بالإضافة إلى البيانات التي كانت المديرية تصدرها، اعتمدت صيغة المؤتمرات الصحافية والإطلالات المباشرة للناطق الرسمي باسم المؤسسة العسكرية، والذي كان يواكب مع الإعلام المدني، سير العمليات العسكرية على مدار الساعة، فضلًا عن المتابعة اليومية والنقل المباشر للمادة المصوّرة من الجبهة وساحة المعارك، الأمر الذي سهّل حصول وسائل الإعلام على المعلومات والأخبار من المصدر، وخفّف من نسبة الأخطاء في نقلها.

 

تطوير القدرات والمعدات
كذلك، لم تعد إطلالات الجيش الإعلامية مقتصرة على مواكبة التطورات والأحداث العسكرية والأمنية وما يتصل بها، بل باتت تشمل العديد من المناسبات الاجتماعية (يوم المرأة العالمي، يوم المياه، عيد الأم...).
في هذا السياق، يوضح مدير التوجيه أنّ عملية تطوير أداء المديرية، شملت بحسب توجيهات القائد، القدرات والمعدات على حدّ سواء. ويقول: نحن نواكب التكنولوجيا من خلال تحقيق أحدث المعدّات لكي تكون بمتناول فريق العمل، من أجهزة نقل مباشر وكاميرات وبرمجيات وغيرها... وبذلك باتت نوعية الصور والأفلام والكليبات وكل الأعمال التقنية تُنفَّذ باحتراف. وعلى مستوى التواصل الاجتماعي الذي خُصِّص له فرع في المديرية، بتنا موجودين بفعاليةٍ على المنصات الإلكترونية. كذلك، نعمل على تطوير القدرات البشرية والاعتماد على أصحاب الاختصاص، وإخضاع العناصر لدوراتٍ تدريبية تواكب التقنيات. ليس مسموحًا أن نبقى في مكاننا، أو أن نحقّق أكثر العتاد تطوّرًا وكلفةً من دون أن نمتلك مهارات تؤهّلنا لاستخدامه.

 

العلاقة مع وسائل الإعلام
على صعيد آخر، يشير مدير التوجيه إلى أنّ لوسائل الإعلام دورًا أساسيًا في دعم المؤسسة العسكرية، خصوصًا أنّها تعتبر الوقوف إلى جانب الجيش جزءًا من واجبها الوطني، وقد بات التعاطي معها أسهل في وجود التقنيات الحديثة، مما خفّف اعتمادها على المصادر غير الدقيقة للمعلومات.
هذه العلاقة تجلّت في أكثر من مناسبة، أبرزها إحياء «ذكرى الاستقلال 75»، الذي بدأ بفكرةٍ تم تطويرها فتحوّلت إلى مشروع ضخم أنجزته المديرية في وقت قياسي لا يتعدّى الشهرَين، وكانت النشاطات بالتعاون مع وسائل الإعلام والبلديات والجمعيات الكشفية والهيئات الأهلية على مستوى لبنان، والصدى الذي تركته لم يقلّ أهمية عن أصداء المتابعة الميدانية لـ«فجر الجرود».
كان هدفنا الأساسي إشراك اللبنانيين جميعًا في هذه المناسبة، وهذا ما حصل، خصوصًا أنّ الاحتفالات استمرّت أكثر من 15 يومًا وشملت مختلف المناطق اللبنانية.
يوم المرأة العالمي كان أيضًا مناسبة واكبتها المديرية بحرفيةٍ عالية، إذ أضاءت على دور المرأة في الجيش (قوات جوية، ألغام، موسيقى...)، وقد جذبت الكليبات التي أعدّتها وسائل الإعلام العربية والأجنبية، فسارعت إلى التغطية وإجراء المقابلات مع «سيدات الجيش اللبناني».
كذلك، توظّف المديرية إمكاناتها لدعم أي إنجاز على صعيد الجيش، ومن هذا المنطلق أعلنت مشاركة الرائد رودولف عقل في أصعب السباقات في العالم (بطولة Red Bull X- Alps 2019)، وستواصل دعم هذا الحدث من خلال ضخ المادة الإعلامية في كل محطة يصل إليها الضابط المشارك، وقد تم وضع خارطة للتواصل مع وسائل الإعلام في كل ما يتعلّق بهذا الموضوع. كما استخدمت تقنياتها للإضاءة على إنجازات الوحدات والمؤسسات العسكرية، يُذكَر على سبيل المثال وثائقي عن المستشفى العسكري المركزي.
ويختم مدير التوجيه قائلًا: دور المديرية هو بث التوجيهات الوطنية والإضاءة على مهمات الجيش ونشاطاته، ومسيرة تطوّره والعمل في فروعه ومؤسساته... وهي تؤدي هذا الدور باحترافٍ ومسؤولية.
أقسام المديرية
تتألّف مديرية التوجيه من ستة أقسام، تعمل بشكلٍ متكامل يتيح أداء المديرية لدورها.

 

قسم الإدارة:
اللوجستية والتسويق
يُعِدّ قسم الإدارة الموازنة السنوية لمديرية التوجيه، ويدير أموالها ومشترياتها وعتادها وآلياتها، كما يسوّق المطبوعات التي تصدرها ويؤمّن لها الإعلانات ويدير الاشتراكات فيها، ويقوم بتوزيعها على الألوية والأفواج والمشتركين المدنيين، بالإضافة إلى توزيع المنشورات في مختلف المناسبات. هذه المهمات تقتضي حركة لا تهدأ على مدار السنة، وتقول رئيسة القسم العقيد الإداري فاديا صقر في هذا الإطار: يكاد لا يمرّ يوم على القسم من دون ضجيج الآليات وزحمة العسكريين وهم يتسلّمون المنشورات من المخازن التي نعمل على تطوير مواصفاتها باستمرار.
يتبع لهذا القسم المتحف العسكري، وبالتالي فهو مسؤول عن تعهّد مقتنياته وصيانتها وعرضها في معارض مختلفة، فضلًا عن استقبال الوفود التي تزوره.
مخزن أرشيف المجلات والمطبوعات هو أيضًا في عهدة قسم الإدارة، أما المفكرة السنوية التي يقوم القسم بتدقيقها وتحضيرها ومتابعة طبعها وتوزيعها، فينتظرها الضباط والعسكريون مطلع كل سنة، لتكون رفيقة أيامهم وهدية يقدّمونها باعتزازٍ للأقارب والأصحاب.

 

قسم البرامج والتصوير:
الصوت والصورة والتقنيات الحديثة
المصوّرون في قسم البرامج والتصوير هم على استعداد دائم لأي مهمة تطرأ، فهذا القسم هو المحرّك الأساسي لعمل مديرية التوجيه، وفق ما يوضح رئيسه العقيد الركن نزيه جريج. فهو ينقل بالصورة والصوت مختلف نشاطات المؤسسة، بدءًا برأس الهرم وصولًا إلى أسفل القاعدة، ومن أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال...
واكب القسم التطوّر التقني والتكنولوجي، وصولًا إلى استحداث فرع «النقل المباشر» الذي ظهرت أهميته بشكلٍ أساسي في أثناء معركة «فجر الجرود»، حيث كان مصوّروه موجودين مع الوحدات القتالية في الخطوط الأمامية. عمل هذا الفرع بالتعاون مع القوات الجوية وغرفة عمليات القيادة، على نقل مجريات المعركة ميدانيًا لحظة بلحظةٍ، طوال فترة العملية ومن دون توقّف. فكان القائد وأركانه مواكبين المعركة وكأنهم موجودون في الميدان، ما أتاح لهم اتخاذ القرارات المناسبة بسرعة.
وبالإضافة إلى متابعة سير المعركة على الأرض، عمل القسم على تحضير الأفلام المناسبة ونشرها يوميًا للرأي العام اللبناني والخارجي، فكان المواطنون على بيّنة دقيقة وآنيّة بكل التحديات التي يواجهها العسكريون في ساحة المعركة.
هذا في الحرب، أما في أيام السلم فقسم البرامج والتصوير هو رفيق العسكري الدائم ينقل نشاطاته المتنوعة ويصوّرها، وينتج أفلامًا تظهر الجهود الجبارة لعسكريينا في مختلف المجالات.
ويضيف العقيد جريج: «برنامج الجندي» الأسبوعي الذي ينتجه القسم وتنقله المحطات الإذاعية، هو صلة وصل قوية بين جنودنا ومواطنينا، من خلال الأخبار والمقابلات والتقارير التي يتضمّنها.
وإذ يشير إلى أنّه يمكن لصورةٍ واحدة أن تقلب المقاييس جميعها، أو لفيلمٍ قصير لا يتعدّى العشر ثوانٍ أن يترك أثرًا فوريًا في الجمهور المستهدف، يعرض باختصارٍ مهمات القسم:
- تنفيذ مهمات التصوير المكلّف بها بالتنسيق مع أقسام المديرية.
- تأمين النقل المباشر لبقع العمليات وغيرها عند الحاجة، بالتنسيق مع القوات الجوية وعمليات قيادة الجيش.
- تأمين الصور الفوتوغرافية للصحف والمجلات المدنية وللإصدارات العسكرية في الجيش.
- أرشفة الصور الفوتوغرافية والأفلام التلفزيونية.
- صيانة عتاد التصوير وتعهّده وتأمين مستلزماته بالتنسيق مع قسم الإدارة.
- افتتاح دورات تدريبية للعاملين في القسم، وأقسام التوجيه وفروعه في وحدات الجيش.
- إنتاج البرامج التلفزيونية والإذاعية والوثائقية، والأناشيد والأغاني الوطنية، وتعميمها على وسائل الإعلام.
- تأمين التواصل والتنسيق مع وسائل الإعلام المرئية والمسموعة.
كما يتبع للقسم مخزن أرشيف الجيش المصوّر (صور فوتوغرافية وأفلام فيديو)، ويضم نيغاتيف لصورٍ يعود بعضها إلى عشرينيات القرن الماضي، وتشكّل بحد ذاتها ثروة وطنية، نظرًا إلى ندرتها ولكونها تجسّد أحداثًا ومحطات مفصلية في تاريخ لبنان. حاليًا، يعمل فريق عمل متكامل على تأليل هذه الصور والأفلام وتنظيمها للأرشفة.
يتطلب العمل في قسم التصوير والبرامج معرفة بالتقنيات وامتلاك مهارات، لذلك طوّعت المديرية تقنيين متخصصين في مجالات الإخراج والتصوير والعلوم التقنية التي تتعلّق بالنقل المباشر، وأخضعت عسكريي القسم لدوراتٍ وجلسات تعليمية لتطوير مهاراتهم.
وعلى صعيد المعدات، يتم تحقيق أحدث الكاميرات، فضلًا عن آليّتَي SNJ للنقل المباشر، وكاميرات Drone هي الأحدث (مدى 12 كلم) وقد استُخدِمَت في نقل أحداث «فجر الجرود» على مدار الساعة.

 

قسم الصحافة والعلاقات العامة: رادار القيادة
قسم الصحافة والعلاقات العامة هو عين المديرية ورادار القيادة، الذي يتولّى متابعة الأخبار اليومية من خلال وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي.
يتحدّث رئيس القسم العقيد الركن فادي أبو عيد عن مهمات قسمه، الذي ينسّق مع الجهات المعنية وباقي أقسام المديرية لتغطية نشاطات القيادة والوحدات. وهو يقوم من خلال فرع العلاقات العامة، بتنسيق العلاقات وإجراء الاتصالات مع مؤسسات مدنية وحكومية، وتحضير تراخيص التصوير والتحقيقات المختلفة للصحافيين المحلّيين والأجانب ووكالات الأنباء ومختلف وسائل الإعلام وشركات إنتاج الأفلام. بالإضافة إلى تنظيم علاقة رؤساء تحرير الصحف والمجلات المحلية ومحرّري الصحافة الأجنبية بقيادة الجيش، والتواصل مع القسم الاستراتيجي في مديرية المخابرات لتأمين التبادل الإعلامي بين لبنان والخارج، عبر الملحقين العسكريين الأجانب في لبنان والملحقين العسكريين اللبنانيين في الخارج.
في موازاة ذلك، يؤمّن القسم من خلال فرع الترجمة، حاجات المديرية من الترجمة باللغتَين الإنكليزية، والفرنسية، والتعريب.
وبهدف المحافظة على التواصل مع الرأي العام المحلي والدولي، يقوم فرع الصحافة بالعديد من المهمات، فهو يُعِدّ الأخبار والبيانات والتعاميم والنشرات... بالإضافة إلى رصد الصحافة المحلية والعالمية، وتنظيم ملخّصات أخبار الصحف والتحليلات والمجلات، وإعداد ملخّص «إعلام اليوم» والتقارير الصحافية، والأرشفة اليومية للمقالات والأخبار والأحداث والدراسات المهمة وتوثيقها ورقيًا وإلكترونيًا.
يَنشَط القسم بشكلٍ خاص في المناسبات والأعياد الوطنية، وفي أثناء المعارك العسكرية والأحداث والمهمات الأمنية، أو في حال انتشار شائعات أو أخبار مغلوطة...
ويُعنى فرع مواقع التواصل الاجتماعي التابع للقسم، بإدارة حسابات الجيش على هذه المواقع وهي:
فيسبوك: Lebanese Armed Forces Official.
تويتر: Leb Army Official.
إنستغرام: Lebanese Army Official.
ويقول العقيد الركن أبو عيد: إنّنا فاعلون على هذه الحسابات وننشر عبرها نشاطات يومية للجيش، كما ننقل الاحتفالات الرسمية بشكلٍ مباشر.

 

قسم التخطيط والرصد: التوجيه المعنوي
إعداد الخطة التوجيهية السنوية والتأكد من تطبيقها في الوحدات هو عمل قسم التخطيط والرصد، الذي يتولى أيضًا: تنظيم جداول شهرية ونصف شهرية بالمواقع المرصودة، تنظيم خطة عمل العديد والعتاد اللازم بالتنسيق مع باقي الأقسام، رصد الرأي العام والنشاط السياسي والأخبار في ما يتعلّق بالمؤسسة العسكرية ورفع التقارير اليومية بذلك، وتجميع التراث والتاريخ العسكري وتصنيفه وحفظه.
يشرح رئيس القسم العميد الركن إبراهيم ترّو أنّه بعد إعداد الخطة السنوية، بالتنسيق مع باقي الأقسام وإقرارها، يتم تعميم هذه الخطة على الوحدات التي بدورها ترفع الصعوبات والاقتراحات.
كذلك، يُعِدّ القسم تقرير المعنويات لدراسة الوضع النفسي والاجتماعي على نطاق الفرد والمجموعة داخل الجيش، بالاستناد إلى التقارير المرفوعة فصليًا من قبل الوحدات، ويتابع مسك سجلات الوقائع العملانية والعمليات العسكرية في الوحدات وجمعها بصورةٍ دورية.
يُكلَّف القسم أيضًا تقييم الوحدات على صعيد التوجيه المعنوي، وتُنفّذ هذا التقييم لجنة تُشكَّل سنويًا وتجول على 50 قطعة عسكرية لتقييمها على مستويَين: من خلال عيّنة عسكرية (20 عسكريًا من كل قطعة يخضعون لاختبارٍ خطّي بالنشرات التوجيهية والأناشيد والمطبوعات المعمّمة- وهي تُشكّل 60% من العلامة)، ومن خلال التفتيش على السجلات والتأكد من مسكها وفق التعليمات (40% من العلامة). تُجمَع العلامات وعلى أساسها يتم تكريم القطع التي حلّت في المراكز الأولى في احتفال سنوي.
في السياق نفسه، يقوم القسم بتقييم اللوحات الإعلامية الفصلية للقطع.
إلى ذلك، يُنسّق القسم مع أقسام التوجيه وفروعه في القطع والوحدات، لترقيم عتاد التوجيه المُسلَّم لها أو المُحقَّق لديها ومطابقته مع ترقيم المديرية، بالإضافة إلى تنظيم حلقتَي تدريب لرتباء التوجيه في القطع. أما فرع التوثيق في القسم فتُحفَظ فيه كل البحوث العسكرية وتُوثَّق إلكترونيًا.

 

 قسم المطبوعات: وفي البدء كانت الكلمة...
إذا كان مصوّرو التوجيه جنود الصورة الذين يرصدون الحدث بكاميراتهم، فإنّ محرّري قسم المطبوعات هم جنود الكلمة الساعون إلى تجسيد روحية المؤسسة وتوجّهاتها عبر أقلامهم. وللمفارقة، فإنّ جنود الكلمة هم في الواقع مجموعة سيدات وصبايا احترفنَ التجوال في كل موقع لجيشنا، وفي كل بقعة يؤدي فيها مهمة، ليعُدن بتحقيقٍ يمسح قليلًا من التعب عن جبين الجنود، ويقدّم التحية لجهودهم وتضحياتهم الغالية.
إلى جانب هؤلاء «الجنديات» مجموعة من الكتّاب الذين يرفدون مطبوعات الجيش بأبحاث ومقالات قيّمة، وفريق فنّي يسهر على إخراج هذه المطبوعات وتنظيم مضمونها وصولًا إلى إصدارها بحلّةٍ أنيقة راقية.
رئيس القسم العقيد الركن طارق مراد يحدّثنا عن مهمات القسم، وعلى رأسها إعداد المطبوعات التي تصدر عن مديرية التوجيه، ومتابعة عملية طباعتها (تتم حاليًا في مديرية الشؤون الجغرافية)، وهذه المطبوعات هي:
- «الجيش» مجلة شهرية تضم مواضيع متنوعة عسكرية وثقافية وصحية وتربوية واجتماعية وترفيهية، بالإضافة إلى قسم مخصص للأولاد (جندي الغد). وقد شهدَت هذه المجلة مراحل تطوّرت خلالها بالشكل والمضمون، لكنّها في المراحل جميعها كانت وتبقى ابنة المؤسسة وصورتها، ورفيقة سلاحها، بل وأيضًا أحد أسلحتها الحضارية. فمن خلال أبوابها وتحقيقاتها، واكبت أجهزة القيادة والقطع، ورافقت تحرّكاتها ومهماتها مستطلعة أحوالها. كما أدّت بجدارةٍ دورها في ترسيخ القيم والفضائل العسكرية، وسهرت على تراث المؤسسة العريق، وعملت على بثّ القيم الأخلاقية والوطنية والإنسانية، وحرصت على التفاعل مع المواطنين في مختلف القضايا.
يضم فريق «الجيش» مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة ويعمل بإشراف رئيس القسم، وبالتنسيق مع أقسام المديرية.
- «الدفاع الوطني»، مجلة فصلية تُعنى بالأبحاث والدراسات الفكرية والعسكرية ذات الطابع الاستراتيجي، تُحال الأعمال المقدّمة إليها، إلى لجنة من ذوي الاختصاص لتقرّر مدى صلاحيتها للنشر. تُعدّ الدفاع الوطني مرجعًا للباحثين والمختصّين يستندون إليه في أبحاثهم.
- «صدى الثكنات»، نشرة شهرية تختصّ بالنشاطات العسكرية في القطع والوحدات والمديريات والألوية والأفواج، وتُلقي الضوء على جهود العسكريين ونشاطاتهم في مراكز خدمتهم.
- «استراحة الجندي»، مطبوعة ترفيهية تثقيفية تصدر كل شهرَين، وهي مؤلفة من أربع صفحات تُعلَّق على اللوحات الإعلامية في القطع.

 

قسم الحرب النفسية: المواجهة المستمرة
هو قسم حديث وقيد التطوير، تتمحور مهماته بشكلٍ أساسي حول مجالَين: الإرهاب ومكافحته، والعدو الإسرائيلي، وفق ما يشرح لنا رئيسه العميد الركن منصور زغيب.
يتولى هذا القسم إعداد دراسات تتعلّق بالعقيدة العسكرية لجيش العدو الإسرائيلي ونظام قتاله، أساليب الحرب النفسية والدعاية الإسرائيلية، البنية الاجتماعية والديموغرافية والاقتصادية والنظام السياسي للكيان الإسرائيلي، فضلًا عن الأهداف السياسية للصهيونية العالمية وأخطارها على لبنان والمحيط العربي، وبنية المنظمات الإرهابية والأصولية وانتشارها وأساليب قتالها وانتماءاتها السياسية والعقائدية. وهو يعتمد في جمع معطياته على عدة مصادر، منها: مديرية المخابرات، وسائل إعلام العدو، ووسائل الإعلام والكتب والمجلات والدراسات الوطنية والعربية والأجنبية.
يُعنى القسم أيضًا بممارسة الحرب النفسية المضادة في إطار الصراع ضد العدو الإسرائيلي والإرهاب، وبدراسة الوضع النفسي والاجتماعي على النطاق الفردي والجماعي داخل الجيش.
ويؤكد العميد الركن زغيب أهمية هذا القسم في العمل على العوامل النفسية للجمهور سواء كان خصمًا أو عدوًا أو صديقًا. فالتحضير للمهمة يتم بالدرجة الأولى إعلاميًا وبالعمل على العقول والأذهان «فمن يسيطر على العقول يربح المعركة».

 

مركز التأليل: العصب الرقمي
إلى الأقسام التي تتألف منها مديرية التوجيه، يُضاف مركز التأليل وهو المكوّن الحيوي الأساسي لعمل كل الأقسام. عناصره المتخصصة بالمعلوماتية والبرمجة تجول في مختلف المكاتب، تتابع كل معدات التأليل، تصلح الأعطال فيها وتُحدّث برامجها، بما يتناسب وتطوّر المهمات المنفّذة.
لا تقتصر مهمات المركز على ذلك، وتوضح رئيسته الرائد ماري صعب عمله في إدارة الموقع الرسمي للجيش اللبناني على الإنترنت وتحديثه، وتأمين سهولة ولوجه من قبل المستخدمين، عبر مختلف الوسائل (smart phones- tablets- Laptops...). إذ يمكن للمستخدم، متابعة البث المباشر للجيش من خلال هذا الموقع وصفحة الفيسبوك، والحصول على الفيديوهات والأخبار جميعها، وتحميلها مباشرة، بالإضافة إلى الاطّلاع على مختلف النشاطات والمنشورات الإعلامية والعسكرية، وما يحتاجه من معلومات أخرى حول الجيش (الصور والأفلام والأناشيد العسكرية، وتنظيم الجيش وهيكليته، وشروط التطوع فيه). كما يتيح هذا الموقع لمستخدميه معرفة المعاملات الإدارية التي تخص المؤسسة العسكرية والمواطنين، وكيفية تقديمها ودورتها الإدارية (تراخيص التصوير، الحصول على خريطة).
يقوم المركز بتَيويم مضمون موقع الجيش على الإنترنت على مدار الساعة، باللغات العربية والفرنسية والإنكليزية وتحديث تصميمه ولغة برمجته، بالإضافة إلى إدارة القناة الخاصة بالجيش اللبناني على موقع يوتيوب TheLebaneseArmy Youtube channel، واستثمار تطبيق LAF Shield (لتلقّي الأخبار فور تعميمها والإبلاغ عن أي حادث قد يتعرّض له أي مواطن ويكون مرتبطًا بمهمات الجيش، أو أي انتهاكات أمنية). يمكن تحميل هذا التطبيق من خلال حسابات الجيش على Google Play وApp Store وWindows Store.
وفي إطار العمل على تطوير البرامج وأساليب تأليل أعمال مديرية التوجيه، أنشأ المركز شبكة مستقلة مؤلفة من نقاط تربط المديرية بأقسامها في الكرنتينا، وبعض أقسام التوجيه في القطع والوحدات، بهدف الاستثمار الفوري للصور والأشرطة المصورة. ويدير المركز عدة شبكات (خادم وكمبيوتر) لمصلحة الأقسام.
يعمل المركز على إعداد منظومة رصد حديثة لقنوات التلفزة والراديو، تتماشى مع أحدث التطوّرات الفنية والتقنية في مجال الإعلام المرئي والمسموع، وهي حاليًا قيد التجربة والتحسين لحين اعتمادها بشكلٍ نهائي.