تحقيق عسكري

مديرية القوّامة
إعداد: ندين البلعة خيرالله

 الرواتب والتغذية ومسؤوليات أخرى...


الرواتب والتغذية همّان أساسيّان في حياة كل فرد. في المؤسسة العسكرية مديرية خاصة للاعتناء بهذين الجانبين من حقوق العسكريين. إنها مديريّة القوّامة التي أنشئت في مطلع العام 1981، لتكون المموّن الرئيس للمواد الغذائيّة في الجيش، وقد أنيطَت بها إدارة رواتب العسكريين وتنشئة الإداريين.
مدير القوّامة العميد الركن نزار خضر يطلعنا على المهمات التفصيليّة للمديرية، حيث ورشة العمل تستمرّ طوال الشهر لتأمين حقوق الجميع من رأس الهرم إلى أصغر جندي.

 

الهيكليّة والتنظيم
يستهلّ العميد الركن خضر حديثه بشرح هيكليّة المديريّة التي ترتبط بقيادة الجيش - أركان الجيش للتجهيز، وقد فُوِّضَت صلاحية التوقيع عن العماد قائد الجيش في أمور تتعلّق بالتغذية والأموال.
تتمركز المديريّة في ثكنة يوسف الأسطا في كفرشيما، وتتألف من: مجموعة القيادة وأقسام: الإدارة، التغذية، المخازن، تأليل الرواتب والمال والتدقيق ومدرسة الإدارة.

 

المال والإدارة والتدريب
في ما يتعلّق بالمهمات، يوضح العميد الركن خضر أنّ المديريّة تؤدي ثلاثة أنواع من المهمّات:
- المهمة المالية: تشمل إدارة رواتب العسكريين وملحقاتها، ورواتب المدنيين في الجيش وملحقاتها وبدل الانتقال، بالإضافة إلى رواتب الملحقين العسكريين في الخارج. كذلك، تقوم المديرية بتدقيق محاسبة الأموال، وبإدارة محاسبة التغذية وتدقيقها.
- المهمّة الإدارية: تشمل إدارة التغذية في الجيش، وإدارة محاسبة الاعتمادات والسلفات، تأمين المواد المحلّلة والمعلّبات وتوزيعها على القطع المغذّية، والإشراف على تأمين الحبوب وخزنها. يُضاف إلى ما ذُكِر تأمين الاحتياط اللازم وفق ما تقتضيه التعليمات والظروف.
- المهمة التدريبية: تقوم المديرية بمهمّة تنشئة الإداريين وتدريبهم، وباقتراح مناهج وإعداد برامج للتدريب.

 

توزيع المهمّات
مهمات الأقسام يفصّلها العميد الركن خضر كالآتي:

 

• موازنة وتصفية سلفات:
يتولّى القسم الإداري إعداد مشروع الموازنة العامة السنوية وتنفيذها (وقود، فواتير كهرباء واتصالات سلكية ولاسلكية...) بالإضافة إلى تصفية السلفات الموضوعة بتصرّف المديريّة والتي تحرّكها أركان الجيش للتجهيز (نفقات تغذية، نفقات شتّى منوّعة وبدلات أتعاب)، وتلك التي يحرّكها مدير القوّامة (صيانة آليات ومنشآت).
 

 • أفضل المواد لأفضل الوجبات:
يؤمّن قسم التغذية تغذية العسكريين بصورة صحيّة في مختلف الأوضاع والظروف.
في هذا القسم أخصّائيا تغذية يدرسان النسب الضرورية من السعرات الحرارية بحسب طبيعة المهمة، فيتمّ التمييز في كمية الطعام بين العسكريين الذين يخدمون في الجرود مثلاً، ورفاقهم في مناطق أخرى، ويتمّ تركيز الجهد على تلبية متطلبات التغذية في أصعب المراكز. على هذا الأساس يتمّ تحديد قائمة الطعام كل 15 يومًا.
يراقب هذا القسم أعمال أقسام التغذية في جميع المناطق، يعطيها التوجيهات ويجري التفتيشات المفاجئة على المطابخ والمخازن واللجان والتي يبلغ عددها 27 لجنة في لبنان.
يؤمّن هذا القسم أيضًا المواد اللازمة وفق الحاجة، وذلك بصورة شهرية. كما يضع جداول توزيع للمواد المحلّلة الموجودة في مخازن المديرية (حليب، زيتون، زيت، طحينة، حلاوة، معلّبات على مختلف أنواعها). وتتسلّم لجان القطع هذه المواد وفق بطاقات يضعها قسم التغذية الذي يقوم أيضًا بتنظيم جدول طلبيات للنواقص للحفاظ على مواد داخل المخزن تكفي لشهرين استهلاك وشهرين احتياط.
في هذا القسم أيضًا أطباء بيطريّون، بالإضافة إلى الذين يعملون مع اللجان في المناطق، يشرفون على المواد المحقّقة لضمان حصول الجيش على أفضل البضائع. هذا الإشراف يشمل:
- التحقّق من المعلّبات التي يجب أن تكون حائزة شهادة ISO ويتمّ فحصها من قبل لجنة مختصّة.
- التحقّق من اللحوم من خلال مراقبة الأطباء البيطريين للمواشي في المزارع، ولعملية الذبح في المسالخ، والإشراف على عملية تسليمها ونقلها وحفظها في المطابخ، بالإضافة إلى الإشراف على اللحوم التي تتسلّمها النوادي.
- الإشراف على الزيوت والحبوب من قبل ضابط من قسم التغذية يتأكّد من صحّتها وكميّاتها ويراقب نسبة الاحتياط المتوافر منها.
إلى ذلك، يقوم قسم التغذية بتصنيف المطابخ في الجيش، ويستدرك حاجة المديرية السنوية من المواد ويقدّرها، بالحدَّين الأدنى والأقصى.
 

• التدقيق في البضائع وتخزينها:
تقضي مهمّة قسم المخازن بتسلّم المواد المحلّلة والحفاظ عليها، وخزنها وتعدادها. عند تسلّم البضائع توضع في خزنٍ مؤقّت، وتقوم لجنة متخصّصة بأخذ عيّنة وإرسالها إلى المختبر. بعد صدور النتيجة والتأكد من صحة البضائع تُحوَّل ليتمّ تخزينها وتوزيعها وتسليمها.
تكفي كميات البضائع الموجودة في المخزن لتغذية حوالى 45 ألف عسكري يوميًا، بالإضافة إلى الاحتياط لحوالى 70 ألف عسكري، وهي تخزَّن بحسب شروط معيّنة ملزمة.
بالإضافة إلى المخازن الموجودة في كفرشيما، لدى المديرية مخزنان في الكرنتينا للزيت والزيتون.
يجري قسم المخازن جردة شهرية على الموجودات والسجلات العائدة لها ويقارنها مع القيود بعد كل عمليّة تسلّم وتسليم للمواد.
بعد تسلّم الطلبية يقوم رئيس القسم بتوزيع بطاقات (Bons) إلى القطع التي تتسلّم المواد. وبناءً عليه، توضع يوميًا لائحة لحركة المواد المخزّنة (الداخل منها والخارج).
 

 • الصحائف وتشكيلات الرواتب:
يتولّى قسم تأليل الرواتب تدقيق تشكيلات الرواتب التي يتسلّمها من القطع بين 1 و 10 من كل شهر، للوقوف على أي تغيير في الأوضاع بحسب الرموز (زواج، طلاق...)، ومن ثم يعمل على طباعة صحائف الرواتب للعسكريين المتطوّعين (فِيَش القبض)، والصحائف الكبيرة التي تسلّم لآمري الفصائل في القطع (في 20 من كل شهر).
بعد هذه العمليّة، يحوّل القسم الرواتب والمساعدات الاجتماعية (ولادة، زواج، مساعدات مرضية...) إلى مقرّ عام الجيش- المكتب الإداري والمالي.
يتولّى القسم أيضًا توطين وتعديل توطين الرواتب في المصارف للعسكريين المتطوّعين، إلى تنفيذ تشكيلات رواتب الموظّفين المدنيين على حساب الأموال العامة ورواتب المستخدمين على حساب الأموال الخاصة، واستصدار صحائف الرواتب العائدة لها شهريًا.

 

• المدقّق المالي في الجيش:
يشارك قسم المال والتدقيق في تحضير مشروع موازنة رواتب العسكريين وتعويض النقل والسفر إلى الخارج وتغذية العسكريين. وهو يقوم بتدقيق مؤخّر لصحائف رواتب العسكريين بعد استرجاعها من القطع للتأكد من أي خلل أو خطأ ومعالجته. كما يتولّى تصفية تعويضات الانتقال والسفر إلى الخارج، والتدقيق المؤخّر بها وبسجلات التغذية العائدة للجان التغذية في المناطق وللقطع المغذّية. وإلى ما سبق ذكره تقع على عاتق هذا القسم مسؤوليات أخرى، فهو يتولّى فتح وقطع الحق للتعويض العائلي للعسكريين، والتدقيق في سجل الصندوق اليومي للقطع الإدارية (الفئة الأولى) ولأقسام إدارة ورعاية شؤون العسكريين في المناطق والملحقين العسكريين في الخارج، وفي بيانات الحقوق والحسومات للعسكريين للمصادقة عليها قبل دفعها. كما يجري تفتيشات مالية مفاجئة على القطع الإدارية بناءً لجدول صادر عن قيادة الجيش ويقدّم الاقتراحات للمعالجة وتحسين الأداء الإداري في الجيش، وينفّذ دورة «مدقّق رواتب عسكريين» لحوالى 40 عسكريًا من مختلف قطع الجيش سنويًا.
 

• دورات في الإدارة:
تتولّى مدرسة الإدارة تنشئة الإداريين في الجيش (التدريب والاختبارات والنتائج) من خلال دورات متخصّصة في الإدارة ودورات أموال لآمري فصائل التموين والنقل، وذلك بالتنسيق مع مديرية التعليم.
كذلك، تضع المدرسة تعليمات تطبيقية ترعى نظام العمل والانضباط داخلها، بالإضافة إلى اقتراح الإجراءات الآيلة إلى تحسين مستوى التدريب ومناهجه، وفق توجيهات القيادة وضرورات التدريب. وتعدّ برامج التدريب وفق مناهج وخطة التعليم والتدريب السنوية وتشرف على تطبيقها.

 

... وفي الميدان
يُظهر مدير القوّامة اعتزازه ورضاه عن أداء عناصر المديريّة، ويتحدّث عن مشاركة المديريّة الفريدة والأولى من نوعها في تاريخها، لوجستيًا وميدانيًا، في عملية «فجر الجرود».
فقد تبيّن أنّ الوجبات الساخنة لا تتناسب وطبيعة المهمات القتالية التي كانت تحضّر لها القيادة في هذه المعركة. لذا أنشأت المديريّة، بموافقة قيادة الجيش، مطبخًا ميدانيًا في مركز قيادة الجبهة في قيادة فوج الحدود البرية الثاني- رأس بعلبك.
عمل في المطبخ طهاة ومساعدو طهاة فُصلوا من النوادي العسكرية إلى الميدان، وأطباء بيطريّون للإشراف على تحضير الوجبات الغذائيّة ومراقبتها بشكلٍ دقيق، لتأمين الطاقة اللازمة للمحاربين في الجرود مع التزام مقتضيات الأمن الغذائي.
خُصِّص لكل عسكري 150غ من المكسّرات والفواكه المجفّفة وهي كفيلة بإعطائه الطاقة لساعات، كما كان يتمّ تحضير حوالى 5500 سندويش لحوم ودجاج يوميًا، توضَّب وتوضَع في صناديق بلاستيكيّة حافظة للحرارة لتسليمها إلى الوحدات المقاتلة.
ساهـم في هـذا العمـل عائلة قائد الجيش العمـاد جوزاف عـون وعـدد كبيـر مـن أهالـي المنطقـة، وكـان لهـذا الأمـر أثـر إيجابي في نفوس العسكريين المقاتلين.


خطوات مستقبلية
تعمل المديريّة على تطوير عملها وتحسين الإنتاجيّة وخصوصًا في ما خصّ التغذية، وذلك من خلال عدّة مشاريع أهمّها توظيف 25 طاهٍ (Chef) للإشراف على العمل في المطابخ في مختلف المناطق، وذلك بهدف مقاربة مفهوم الـcatering في الشركات الخاصة، وبالتالي تقديم أفضل الأطباق للعسكريين.
وفي ما يخصّ نقل الطعام، حقّقت المديريّة مستوعبات تحفظ الحرارة لوقت أطول لحماية الطعام، ويمكن وضع 6 صوانٍ تحتوي على طعام ساخن يكفي لـ50 عسكريًا في كلٍّ من هذه المستوعبات.
كما تسعى المديريّة إلى تحقيق جهاز Scanner كبير لتأليل الصحائف والمحفوظات.