أجهزة القيادة

مديريّة الهندسة
إعداد: ندين البلعة خيرالله

«شركة عصريّة» تعمل بالقدرات والمؤهّلات  العسكريّة

 

خليّة تعمل بصمت وانضباط وتعاون، في مختلف الاختصاصات الهندسيّة المدنيّة والميكانيكيّة والكهربائيّة، لتلبّي حاجات الجيش في هذه المجالات. إنها مديريّة الهندسة، مديريّة العلم والتخصّص، التي يجتمع في أقسامها ومصالحها المهندسون والتقنيّون ذوو الكفاءة العالية. هؤلاء يعملون من دون كلل لتأمين أفضل الخدمات لمختلف قطع الجيش، وبأقلّ كلفة ممكنة.

 

سيل من المهمّات
الجولة في أقسام المديريّة ومصالحها تضع الزائر أمام حجم العمل الهائل الذي تتولاّه وتنفّذه بكفاءة ودقّة، وبعديد محدود. بداية هذه الجولة كانت من مكتب مدير الهندسة العميد الركن يوسف عبّود الذي كان لنا معه هذا الحديث.
ترتبط مديريّة الهندسة بقيادة الجيش- أركان الجيش للتجهيز، وهي المموّن الرئيس للعتاد الهندسي في الجيش (كهرباء، تدفئة وتبريد، منشآت، تحصينات، مطافئ...)، وفق ما يقول العميد الركن عبّود في تعريف أوّلي. وهو يضيف: لمديريّة الهندسة العديد من المهمّات، أبرزها:

  • إعداد الدراسات ووضع دفاتر الشروط الفنيّة للورش قبل تلزيمها، ومراقبة تنفيذها وتسليمها إلى المستفيدين.
  • تنظيم المواصفات الفنيّة للعتاد الداخل في قيود الجيش، وإدارة عملية استلامه وخزنه وتسليمه وصيانته، واستدراك حاجات الجيش السنوية منه.
  • تركيب ومساعفة واستبدال الشبكات الكهربائيّة، وعتاد التدفئة والتبريد ومعدّاتهما في جميع المراكز العسكرية والثكنات، وكذلك الأمر بالنسبة إلى عتاد المطابخ والنوادي العسكرية.
  • مساعفة الآليات الهندسية في الجيش والآليات العائدة للمديريات التابعة لأركان الجيش للتجهيز.
  • مراقبة اشتراكات وعدادات وفواتير الكهرباء والماء العائدة لمؤسّسات وزارة الدفاع الوطني وتصفيتها.
  • السهر على العقارات الموضوعة بتصرّف الجيش من خلال تحديث برامج الأرشفة وفتح الملفات.
  • تنفيذ أشغال بالفاتورة تتعدّى قيمتها السنوية المليون و500 ألف دولار أميركي.

يُضاف إلى ذلك، أنّ ضباط المديرية هم إلى جانب وظائفهم الأساسية، أعضاء في عدّة لجان، وخبراء استلام على صعيد الجيش. وينفّذ العسكريّون المهمات الأمنية، وجميع النشاطات العسكرية أسوةً بمختلف قطع الجيش.

 

كفاءة وعلم
يشير مدير الهندسة إلى أنّ المهندسين في الجيش يتمتّعون بكفاءة عالية، وذلك يعود إلى كونهم من خيرة خرّيجي الجامعات في اختصاصهم، بالإضافة إلى الخبرة التي يكتسبونها بفضل حجم العمل المطلوب تنفيذه. وتسعى المديريّة باستمرار إلى تفعيل التواصل مع الجامعات والمعاهد ومراكز الأبحاث... بهدف صقل مهارات عناصر المديرية وتطوير عملها، وبالتالي توفير أفضل الخدمات الهندسيّة للجيش. وكمثال على هذا التواصل، تمّ توقيع بروتوكول تعاون مع كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية بهدف تبادل الدراسات والخبرات ومواكبة التطوّر، وآخر مع المعهد الفنّي التقني العالي في الدكوانة، حيث يخضع الرتباء بشكلٍ مستمرّ لدورات ويتابعون الدروس في اختصاصات عديدة (إلكترونيك، كهرباء، تبريد وتدفئة، كونترول أوتوماتيك، برمجة، تشغيل مضخات ومولدات كهرباء، تصليح غرف مبرّدة...).

 

• كيف تواكبون التطوّر في مجال الهندسة لتفعيل العمل وتحسينه؟
- تواكب المديريّة، بمختلف أقسامها ومصالحها، كل جديد في مجال عملها، ومن الأعمال المنجزة في هذا السياق: تطوير عمل المشاغل، واستحداث مشغل لتعبئة المطافئ وصيانتها، ونحن نتطلّع إلى إنشاء مشغل لتصنيع Hesco Basket وآخر للكونسرتينا، لما تستلزمه هذه المعدات من تكلفة باهظة.
كذلك، استقدمنا آلة Scanner متطوّرة لمصلحة الشؤون العقارية لحفظ الخرائط وسجلات العقارات وأرشفتها، ونعمل على تحقيق رافعة سلّة يابانية حديثة لمصلحة المديريّة. ونسعى من جهة أخرى، إلى تفعيل التعاون مع وزارة الطاقة لتزويد المباني العسكرية مصادر الطاقة المستدامة والمتجدّدة، وبالتالي خفض كلفة استهلاك الطاقة الكهربائية والمحروقات فيها، وفي المقابل سوف يُصار إلى استبدال الشبكات والتمديدات الكهربائيّة القديمة في المراكز.
في مختلف الأقسام والمصالح، الحركة لا تتوقّف. الجميع يعملون بأقصى درجات التركيز والالتزام، من دون دوام محدّد لعملهم، فالأولويّة هي لإنجاز العمل المطلوب.

 

مصلحة عتاد الهندسة: المموّن الرئيس
من مكتب العميد الركن عبّود ننتقل إلى مصلحة العتاد في المديريّة، هذه المصلحة هي المموّن الرئيس للعتاد الهندسي في الجيش، ولباقي المصالح في المديريّة، ورئيسها العميد الركن توفيق زغيب، يقول: مهمّتنا هي استدراك حاجات الجيش من العتاد الهندسي، وإدارته، «من أزغر برغي إلى أكبر آلة».
فريق العمل مؤلّف من ضباط ورتباء اختصاصيّين بلغوا مستوًى عاليًا من الاحتراف، لذلك، هم يعملون بدقّة فائقة ولا يتأثرون بضغط العمل، كما أنّهم يتابعون التغييرات الطارئة على المواصفات المتعلّقة بالعتاد الهندسي. وبالتالي يقوم المهندسون بالدراسات والأبحاث اللازمة على همّتهم الخاصة، فيقدّمون المواصفات الجديدة والتعديلات المفترض تنفيذها لمواكبة التطوّر. ويضيف: هذه المصلحة مسؤولة عن المهمّات الآتية:

  • استدراك حاجات الجيش السنوية من العتاد والتجهيزات الداخلة في ترقيم مديريّة الهندسة (حوالى 15000 صنف)، واستلام المحقّق منها وخزنه.
  • تيويم وتأليل مختلف المعلومات عن التجهيزات (مكيفات الهواء، البرادات المنزلية وأجهزة التغذية المتواصلة UPS والغرف المبرّدة والمصاعد الكهربائيّة)، وتنظيم سجلات الحياة لها، ومسك ملف عقود صيانتها.
  • الاحتفاظ بكفالات العتاد للرجوع إليها عند الاقتضاء، ومعالجة العتاد المعطّل مع المؤسّسات الكافلة بالتنسيق مع اللجنة المعنية.
  • رفع عروض الأسعار، تصفية السلفات الدائمة والطارئة الموضوعة بتصرّف مديرية الهندسة، وترقيم العتاد والتجهيزات الموجودة والمستجدّة، بالتنسيق مع القسم التقني في المديريّة.
  • تأليل العمليات المتعلّقة بمخازن المموّن ومخازن قطع الجيش ووحداته (دخول، خروج، تشكيلات، تنفية...).
  • إجراء الكشوفات المتعلّقة بأشغال التهوئة والتكييف والتمديدات الصحية وشبكات المياه، وإبداء الرأي بنتائج تحاليل المياه، والقيام بمختلف الأشغال الميكانيكيّة.

 

مصلحة المشاغل: تنفيذ وتوفير
هي المصلحة المدبّرة، يقول رئيسها العقيد المهندس روجيه طانيوس، فهي تُعنى بصيانة التجهيزات الكهربائيّة والإلكتروميكانيكيّة في الجيش. وهي ورشة عمل دائمة موزّعة على 4 مشاغل كبيرة:

  • مشغل إلكتروميكانيك: يكشف على التجهيزات الكهربائيّة في مختلف الوحدات والمنشآت العسكرية، ويُعنى بصيانتها أو مساعفتها أو ترميمها أو استبدالها، من المولّد إلى آخر مفتاح في الثكنة، وذلك بغية تأمين شبكة كهربائيّة صالحة وآمنة. يبلغ عدد عناصر هذا المشغل 27 عسكريًا فقط، هؤلاء ينفّذون سنويًا حوالى 300 ورشة ونحو 1500 مهمة تصليح، وكشوفات على آلات كهربائيّة معطّلة. كما يضعون الدراسات اللازمة لإنشاء شبكات كهربائيّة جديدة وتأمين الحماية من الصواعق، ويتولّون التدقيق بالفواتير الكهربائية في مختلف القطع، وتأمين الاشتراكات والعدادات الكهربائية اللازمة بالتنسيق مع مؤسّسة كهرباء لبنان.
  • مشغل التدفئة والتبريد: يقوم هذا المشغل (بعديد 19 عنصرًا)، بصيانة كل أجهزة التدفئة والتبريد (حوالى 6 آلاف مكيّف في الجيش) إضافة إلى البرادات في المكاتب والغرف المبرّدة في المطابخ. في هذا المشغل أرهاط جاهزة 24 ساعة في اليوم لتلبية كل المتطلبات ومعالجة الحوادث الطارئة في مجال عمله.
  • مشغل الآليات الهندسية: يتولّى صيانة جرافات وآليات تابعة لمديريّات الهندسة، والعتاد، والقوامة.
  • مشغل الإطفائيّات: أنشئ في العام 2011 لصيانة كل أنواع الإطفائيات (بودرة، CO2، FM200) وتعبئتها. لدى الجيش حوالى 16 ألف إطفائية في المراكز و7 آلاف في الآليات العسكرية، وإنشاء هذا المشغل وفّر حوالى 75% من كلفة صيانتها التي كان يُعهد بها إلى شركات مدنية.

إضافة إلى هذه المشاغل الأربعة، استحدث في العام 2002 مكتب فواتير في مصلحة المشاغل، وهو يراقب مصروف الكهرباء والماء والعدادات في كل ثكنات الجيش، ضمن آلية تدقيق تهدف إلى توفير المال ومنع الهدر وتأمين الحماية اللازمة للعسكريين من خطر حوادث الكهرباء.
من جهة أخرى، تطمح مديرية الهندسة وبالتحديد مصلحة المشاغل فيها إلى تحقيق مشاغل إضافية، منها: مشغل للطاقة المتجدّدة، لإيصال هذه الطاقة إلى المراكز النائية، وآخر للكونسرتينا يوفّر حوالى 40% من كلفة شراء هذا العتاد، ومشغل مصاعد يغني عن عقود الصيانة المكلفة مع الشركات المدنية، وآخر لتصنيع تحصينات الـHesco Basket. وفي هذا الإطار، قامت المديرية بتصنيع غرفة تحصين في منطقة الطيبة، مماثلة للمواصفات المعتمدة في الجيش الأميركي، وقد تمّ اختبارها واستطاعت أن تحمي العسكري من طلقات السلاح عيار 12,7 ملم، ويمكن أن تعدّل قياساتها لتحمي من أسلحة أثقل. يمكن تصنيع هذه الغرفة من قبل 5 عناصر بأقل من 24 ساعة، وهذا المشروع إذا ما تمّ سيوفّر حوالى 50% كحدّ أدنى على الجيش.
إلى ذلك، يتابع عناصر المصلحة دورات تخصّص في معاهد مدنية، وأخرى تنظّمها المديرية بالتنسيق مع مديرية التعليم، وتشمل عسكريين من مختلف القطع العسكرية، للتمرّس في أعمال الكهرباء والتكييف والتبريد. هؤلاء يصبحون قادرين على معالجة الحوادث والمشاكل الطارئة في قطعهم، بانتظار وصول خبراء من مديريّة الهندسة للمعالجة.

 

مصلحة الممتلكات: السهر على العقارات الموضوعة بتصرّف الجيش
يشرح رئيس مصلحة الممتلكات العقيد المهندس إيلي شهلا أن مهمّة هذه المصلحة الأساسية هي السهر على العقارات الموضوعة بتصرّف الجيش من الناحيتَين الفنيّة والقانونية. وهي تنفّذ مهمّاتها من خلال 3 أقسام: الأرهاط الطوبوغرافية، الأرشيف والتأليل.
تتمثّل المهمّة الفنية لهذه المصلحة بالعمل الذي تنفّذه الأرهاط الطوبوغرافية على الأرض، باستخدام الأجهزة المتوافرة (GPS وLaser Total Station). ويشمل هذا العمل إظهار حدود عقارات الجيش والثكنات والمراكز العسكرية، أو رفعها ليتمّ رسمها على الخرائط بغية استثمارها، وإسقاط نقاط المنشآت على أرض الواقع (كمهابط الطوافات ومخازن الذخيرة والأبنية). يُضاف إلى ذلك، تنظيم المخطّطات الإجمالية على الحاسوب وطبعها وأرشفتها، وتيويم المجلّدات العائدة لكل المناطق اللبنانية والمعلومات المفصّلة عنها.
ويسبق هذا العمل على الأرض، عمل مكتبي يتمثّل بتحضير الخرائط والنقاط الجودزيّة والصور الجوّية التي تؤمّنها المصلحة من خلال المعلومات المتوافرة في أرشيفها أو بالتنسيق مع مديرية الشؤون الجغرافية أو مع أقسام الممتلكات في المناطق، أو من خلال التواصل مع الدوائر الرسمية، كالمساحة والتنظيم المدني وغيرها.
أما الناحية القانونية من عمل المصلحة، فتتمثّل بتنظيم مشاريع مراسيم الاستملاك وقرارات المصادرة وعقود التخصيص لمصلحة الجيش، ورفعها إلى اللّجان المختصّة، ثم تنفيذ هذه المراسيم والقرارات والعقود، بالتعاون مع الدوائر الرسمية ومكتب الشؤون العقارية في أركان الجيش للتجهيز. يُضاف إلى ذلك، وضع لوائح مفصّلة بالعقارات الواقعة ضمن مناطق حرم الثكنات العسكرية والعمل على تبليغها إلى المراجع العقارية المعنيّة، وإبداء الرأي الفني في التعديات الحاصلة على عقارات الجيش، وفي الخلافات على العقارات مع المدنيين (لذلك نجد في الإفادة العقارية وإفادة الارتفاق والتخطيط الخاصة بهذه العقارات، ملاحظة: يخضع لموافقة قيادة الجيش).
تتطلّع مصلحة الممتلكات إلى تطوير عتادها تماشيًا مع التطوّر والمهمّات الملقاة على عاتقها. وقد حقّقت أخيرًا آلة Scanner حديثة لنسخ الخرائط وحفظها، كما تسعى للحصول على جهاز RTK- GPS حديث، وإلى تأمين برامج متطوّرة للحواسيب وتدريب عناصرها عليها. وهي تعمل أيضًا على تنظيم قاعدة بيانات لإحداثيات جميع المراكز العسكرية على مختلف الأراضي اللبنانية (Full Data)، وجمعها على خريطة واحدة ضمن برنامج الـGIS الذي يقسّمها وفق عدّة طبقات (Layers)، منها: المحافظات والأقضية والمدن والبلدات، حدود العقارات، والثكنات العسكرية ومناطق الحرام التابعة لها، مع ما تحتويه من أبنية ومخازن وأعتدة وأرقام هواتف...
 

القسم التقني: عروض وتلزيمات وتصفية سلفات
يعمل هذا القسم بحسب رئيسه العقيد المهندس طلال غصن، على استدراج عروض المشاريع وفضّها لتلزيمها وتحقيق مشتريات لقطع الجيش، وهو يقدّم اقتراحاته حول المواد والمعدات أو يقوم بتعديلها. كما يحقّق مختلف أنواع المواد التي تدخل في ترقيم مديريّة الهندسة من السوق، من خلال فرع المشتريات واستدراج العروض وفرع تصفية السلفات.
كذلك، يقوم القسم بإعداد البريد التقني، ويتولّى التدقيق بالقسائم والفواتير العائدة للأشغال والتجهيزات التي يتمّ تحقيقها لتأمين الحاجات الآنيّة اللازمة لصيانة المنشآت العسكرية والتجهيزات، والعمل على تصفيتها من السلفات الموضوعة بتصرّف مديريّة الهندسة. يُضاف إلى ذلك، وضع جداول بكلفة الأشغال والمواد الهندسية واليد العاملة، واستدراج عروض الأسعار للمواد والأشغال، وتكليف من يلزم من مختصّين من خارج الجيش لإجراء اختبارات للتربة عند اللزوم.
في موازاة ذلك، يدير القسم المشاريع والورش التي تُكلَّف بها مديرية الهندسة ويعرضها بالأفضلية على المدير لاتخاذ القرار المناسب وتلزيمها وفق الأولويّة. ومن مهمّاته، استدراج عروض لتلزيم الصيانة في الجيش إلى شركات مدنية خاصة (مصاعد، محطات تكرير مياه، أجهزة إنذار وإطفاء حريق...). وتنظيم برقيات تسليم مواقع عمل لمكتب مراقبة الورش الذي استُحدث لمتابعة الورش ومراقبتها وملاحقة المتعهّدين، وعند انتهاء الورشة تقوم لجنة الاستلام بالكشف النهائي عملانيًا وماليًا، ثم يتمّ استدعاء المتعهّد لتنظيم الفواتير بالأشغال وتصفيتها.
إلى ما سبق ذكره، يقوم هذا القسم بإدخال مواد ومعدات جديدة ضمن الأشغال وفق ما يقتضيه التطوّر التكنولوجي، ويتابع ضباطه وعسكريّوه دورات في مختلف المجالات لتحسين أدائهم...

 

مصلحة الدروس: خرائط ودفاتر شروط
يصف رئيس مصلحة الدروس العقيد المهندس جورج الجمل المصلحة بأنها الذراع الفنّي الهندسي لقيادة الجيش- أركان الجيش للتجهيز، فهي تقوم بكل الدراسات الهندسية المتعلّقة بمشاريع الجيش من أبنية ومنشآت عسكرية، كما تقوم بإعداد المخطّطات التوجيهيّة لثكنات الجيش، والخرائط الإنشائيّة والمعماريّة والميكانيكيّة والكهربائيّة للمشاريع التي تُكلَّف بها المديريّة، إضافة إلى الإشراف التقني على الدراسات والمخططات التي قد تُعنى بها مكاتب الدراسة الخاصة.
إذًا هي شبيهة بأي مكتب دراسات هندسية، ضباطها مهندسون من اختصاصات مختلفة (الهندسة المعمارية والمدنية والميكانيكية والكهربائيّة بالإضافة إلى التأليل وشبكات أجهزة المراقبة).

 

• كيف يتمّ العمل؟
- بناءً على أوامر القيادة، نُكلَّف بإعداد دراسات هندسية ودفاتر شروط وكشوفات لمنشآت وأبنية عسكرية، وبتنظيم الملفّات والدراسات الفنيّة الموكلة إلى مديرية الهندسة بالتنسيق مع المصالح المعنيّة. يكشف الضباط (كل وفق اختصاصه) على مكان تنفيذ الورشة أو المشروع، ويبدأ المهندس المعماري بإعداد الخرائط اللازمة لأخذ موافقة المستفيد عليها. ثم تُوزَّع المهمات على الضباط لوضع دفتر الشروط الفنّي الذي يضمّ جداول بكميات الأشغال والمواصفات الفنيّة والخرائط الهندسية.
ويقول العقيد الجمل: أنجزنا حوالى 34 دفتر شروط لمشاريع كبرى في العام 2016، تجاوزَت قيمة تنفيذها 70 مليون دولار. كما يختصر مهمّات هذه المصلحة بما يأتي:

  • إجراء الكشوفات الهندسية في ما يتعلّق بالأبنية والمنشآت العسكرية لأشغال الهندسة المعمارية والمدنية والميكانيكيّة والكهربائيّة.
  • إعداد الدراسات الهندسية اللازمة لإجراء عمليات الصيانة والتحويرات الهندسية للمنشآت القائمة وللأشغال التي تُنفَّذ باليد العاملة العسكرية أو بالفاتورة، ومتابعة تنفيذها واستلامها بعد الانتهاء.
  • إعداد الدراسات الهندسية لتنفيذ مشاريع الطاقة المتجدّدة.
  • تنظيم دفاتر الشروط الفنيّة والتي تتضمّن إعداد الخرائط وجداول الكميات والمواصفات الفنية لأشغال الهندسة المعمارية والمدنية والميكانيكيّة والكهربائيّة، العائدة لأبنية ومنشآت جديدة.
  • تقديم الاستشارات الهندسية للمديريّة العامة للإدارة خلال مرحلة تنفيذ دفتر الشروط.
  • استلام أشغال وعتاد ملزَّم، بحيث يؤدّي ضباط المديريّة دور خبراء فنيّين واستشاريين في لجان التلزيم والاستلام، وفي مجموعة من اللجان تقرّرها قيادة الجيش لإعطاء توصيات هندسية وفنية في مشاريع معيّنة.
  • افتتاح دورات مكاتب دراسية وفق الاختصاصات التي تدخل ضمن قيود مديريّة الهندسة.
  • انتداب ضباط مهندسين لتدريب التلامذة الضباط في الكلية الحربية.
  • الإشراف على دورات التمرّس الفنّي التي يقوم بها طلاب من مختلف الجامعات في لبنان في حقول الهندسة.

 

مكتب مراقبة الورش
يخبرنا رئيس المكتب العقيد المهندس محمد علي سكينة، أنّ هذا المكتب أنشئ في العام 2009 نتيجة الحاجة لمراقبة تنفيذ الأشغال التي تُكلَف بها مديريّة الهندسة، سواء كانت بالفاتورة النثرية أو بالأمانة، وسواء كان منفّذوها متعهّدين مدنيين أو عسكريّين.
يقوم المكتب بالتفتيش على الورش التي تُنفَّذ من قبل الوحدات في الجيش، وخصوصًا أقسام ممتلكات المناطق وفوج الأشغال المستقلّ، والتي تتضمّن أشغالاً مدنيّة وكهربائية وميكانيكيّة.
كذلك، ينسّق المكتب مع باقي المصالح في مديريّة الهندسة لتحسين الشروط الخاصة بالأشغال وبتنظيم دفاتر الشروط العائدة لها، ويُنظّم الكشوفات والكيول للأشغال المدنيّة. ولدينا كل سنة، بين 140 و170 ورشة منجَزَة ملزَّمة إلى مدنيين، إضافة إلى حوالى 70 ورشة باليد العاملة العسكرية، وتراوح قيمة كل منها بين 1000 و200 ألف دولار. كل ذلك بعديد 3 ضباط و9 رتباء متخصّصين بالبناء والأشغال العامة، مع ذلك فهم ينفّذون العمل بالشكل المطلوب ومن دون أي حساب للوقت، ويواكبون العمل حتى آخر دقيقة.
ويضيف العقيد سكينة: يجري المكتب اختبارات دائمة على العيّنات التي نستعملها في تنفيذ الأشغال وخصوصًا عينات الباطون، ويتأكّد من مطابقة المواد المستعملة للمواصفات التي يحدّدها دفتر الشروط. وتُجرى الاختبارات في المختبر العائد لكلية العلوم في الجامعة اللبنانية، أو في مختبرات خاصة. كذلك، يتابع العسكريون دورات جزئيّة للتدرّب على استخدام التقنيات الجديدة وتنظيم الكشوفات والقياس بأساليب حديثة.
أخيرًا، يبقى أن نقول إنّ مديريّة الهندسة «شركة هندسية عسكريّة» ضخمة، تواكب التطوّر وتضع نصب عينَيها همَّين أساسيَّين، هما: حماية أمن العسكريين، وتأمين الخدمات بالقدرات والمؤهّلات الذاتية.

 

إنشاء مديرية الهندسة

أنشئت مديرية الهندسة بتاريخ 15 أيار 1977 وتمركزت في مبنى بيضا- عين الرمانة وأتبعَت بقائد الجيش مباشرةً، ثم ارتبطت بنائب رئيس الأركان للتجهيز اعتبارًا من 1/11/1978. انتقلت في 20 كانون الثاني 1982 إلى ثكنة كفرشيما، واستقلّت نهائيًا في مبنى خاص في ثكنة يوسف الأسطا- كفرشيما في الأول من تشرين الثاني 1999.

 

شعار مديرية الهندسة

شعار المديرية مستوحى من أقسامها وطبيعة عملها والاختصاصات الهندسية التي تتداخل فيها، وهو مؤلّف من:
- الشعلة التي ترمز إلى العلم والمعرفة ومواكبة التطوّر.
- السيف الذي يرمز إلى الحزم والمناقبية العسكرية والانضباط.
- البرج الذي يرمز إلى الهندسة المدنيّة ومهمّة إقامة المنشآت.
- الدولاب الذي يرمز إلى الهندسة الميكانيكيّة.
- البرق الذي يرمز إلى الهندسة الكهربائية.