نحن والآخرون

مسافتي الحميمة خطّ أحمر... لا تقترب!
إعداد: ليال صقر الفحل

تختلف المسافة التي يجب أن تفصل بين الأشخاص من مجتمع إلى آخر، ومن ثقافة إلى أخرى. فالتموضع في المواقع هو مظهر تواصلي غير لفظي له الكثير من الدلالات. وتشكّل دراسة المسافة أو المجال الذي يفصل ما بين المرسل والمتلقي وبالعكس، حيّزًا مهمًّا في علم لغة الجسد، فهذه المسافة ليست وليدة الصدفة...

 

بدايةً يشرح الخبير في لغة الجسد حبيب الخوري كيف أنّ اللاوعي هو من ينظّم عملية التموضع في المواقع، منتقيًا اتجاهنا بصورة تلقائية. ولتوضيح الصورة يقول الخوري إنّه عندما يجتمع أربعة أشخاص في المصعد الكهربائي، يبادر كل شخص منهم إلى اتخاذ زاوية من زوايا المصعد موقعًا له، فاصلاً بينه وبين الآخرين في هذه المسافة.
ويضيف الخوري أنّ المسافة يمكن أن تختلف في الموقف الواحد بين مجتمعٍ وآخر، فالبريطانيون يبتعدون عن بعضهم مسافة لا بأس بها عندما يجتمعون، وتبتعد الفتيات الفرنسيات عن بعضهنّ في أثناء الحديث، بينما يقترب الرجال العرب من بعضهم خلال التواصل وتبادل الأحاديث.
والمسافات أربعة أنواع وفق الخوري:
• المسافة الحميمة، لا تتعدّى الـ25 سم. وهي تدلّ على الودّ الذي يجمع بين طرفي الاتصال، وعلى الحميمية التي تميّز علاقتهما، وهي المسافة التي تجمع بين الأشخاص وأهلهم وأشقائهم وشقيقاتهم وأصدقائهم الحميمين، والتي لا يسمح للآخرين بتخطّيها، لأنّ ذلك يولّد لديهم مشاعر الإنزعاج.
• المسافة الشخصية، لا تتجاوز مسافة امتداد اليد إجمالاً، وهي مسافة قد تكبر وتصغر بحسب المكان الذي يجمع طرفي الإتصال، وبصورة أوضح يقتربون جدّاً من مكان وقوفنا أو جلوسنا، أو حتى عندما يقدمون على فتح البرّاد في بيتنا ورؤية ما بداخله...
• المسافة الإجتماعية، وهي التي تستوجب وجود حاجز بين المجتمعين، كطاولة أو مكتب، ما يشير إلى علاقة غير شخصية تفصل في ما بينهم. وغالبًا ما نشهد هذه المسافة في المناسبات الإجتماعية التي تسودها علاقات سطحيّة غير معمّقة مع الآخرين (العلاقة مع الجيران، لقاءات الأعراس، عشاء عمل...).
• المسافة العامة، وهي تلك التي تزيد عن ثلاثة أمتار، وهي حالة نشهدها في المراكز التجارية الكبيرة وخلال المؤتمرات والمحاضرات...

للمزيد يمكن الدخول إلى الموقع: www.habibalkhoury.com