تحقيق عسكري

مستوصــــف حلبـــا العسكـــري يعمــل بالممكــن والأمل ألاّ يكون الأفضـل مستحيـلاً
إعداد: ليال صقر الفحل

معلوم أنّ عكار كانت وما تزال الخزّان البشري الأهم بالنسبة إلى الجيش، من بلداتها وقراها يتدفق آلاف الشباب الراغبين في التطوع وخدمة الوطن من خلال جيشه.
هذا الواقع يقابله واقع آخر على صعيد الخدمات الصحية التي تقدّمها المؤسسة لعسكرييها وعائلاتهم.
فعدد المستفيدين في عكار يفوق عددهم في أي منطقة أخرى، لذلك، يشهد مستوصف حلبا العسكري نشاطًا ملفتًا بحيث يتخطّى عدد المعاينات فيه يوميًا الـ 400. الواقع الذي يعيشه المستوصف والخدمات التي يقدّمها في ما يلي.

 

من ساحل عكار إلى جروده
يقدم مستوصف حلبا العسكري خدمات طبية متنوعة يستفيد منها العسكريون وعائلاتهم في قضاء عكار من ساحله إلى جرده. يحاول المركز تأمين راحة المستفيدين من خدماته وإحاطتهم بالعناية إنسانيًا وطبيًا، على الرغم من حجم الضغط الذي يرتّبه عدد المعاينات المرتفع نسبةً إلى إمكانات المستوصف.
في هذا الإطار، يوضح النقيب الطبيب حسن مظلوم رئيس مستوصف حلبا العسكري أن الخدمات التي يقدّمها المستوصف تشمل الإختصاصات الآتي ذكرها: صحة عامة، عظام، أطفال، أسنان، مسالك بولية، أنف، أذن، حنجرة، قلب وعيون. أما الحالات التي تستوجب اختصاصات أخرى كالطب النسائي، الغدد والسكري، التحليل النفسي والعلاج الفيزيائي فيتم تحويلها إلى طبابة منطقة الشمال.

 

جهود جبّارة
يقترن وجود رعاية صحية شاملة بوجود طاقم طبي متخصص، ويشير رئيس المستوصف في هذا السياق إلى أنّ الطاقم المتوافر لديه يبذل جهودًا جبّارة نظرًا إلى النقص الذي يشكو منه. فالواقع كما سبق وذكرنا أنّ المعدّل الوسطي للمعاينات يناهز أحيانًا الـ 415 معاينة يوميًا، وهو رقم هائل بالنسبة إلى عددٍ قليل من الأطباء. وقد يعاين طبيب الصحة العامة وحده مئتَي مريض يوميًا، ما يخلق مشكلة في المدّة الزمنيّة التي يخصّصها للمعاينة الواحدة، فضلاً عن الإرهاق الجسدي الذي يعانيه نتيجة الضغط. قسم الصحة العامة هو القسم الذي يستقطب نحو 42% من المعاينات وفق ما يفيدنا النقيب الطبيب مظلوم بينما الضغط أقلّ في باقي الأقسام، لكنّه يظلّ مرتفعًا نسبيًّا، ممّا يستوجب اتخاذ خطوات سريعة وزيادة عدد الأطباء ليتسنّى للمستوصف تلبية حاجات المستفيدين من خدماته.
ويشدّد رئيس المستوصف على وجوب زيادة عدد الممرّضين والتقنيّين (في مجال السمع والنظر، الأشعة، الأسنان، المختبر، الصيدلية والتغذية)، علمًا أن عديد عسكريّي اختصاص التمريض في المستوصف لا يتجاوز الـ 11 (6 ذكور و5 إناث)، أما عديد التقنيّين فضئيل وعدد المتمرّسين بينهم لا يتجاوز عدد أصابع اليد. ولكن على الرغم من ذلك يؤكد النقيب مظلوم أنّ الفريق الطبي يثابر على بذل جهود جبّارة لإنجاح العمل الطبي في الأقسام كلها. ويجيب النقيب مظلوم لدى السؤال عن تجهيزات المستوصف إلى أنّ نوعيّة التجهيزات جيّدة إجمالاً لكنها غير كافية، ويشدّد في هذا السياق على وجوب توفير معدات طبيّة تجاري التطوّر العلمي ومتطلباته. كما يشير إلى أنه من الضروري استحداث أقسام جديدة لتوسيع نطاق خدمات المستوصف، مما يوفّر على المستفيدين عناء الإنتقال إلى منطقة أخرى.
ويوضح النقيب مظلوم في هذا الإطار أنّ حالة مبنى المستوصف جيّدة ويكفي إجراء بعض التعديلات على الأقسام لاستحداث أخرى جديدة.
يقدم مستوصف حلبا العسكري خدمات جلّى لأعداد كبيرة من أبناء المنطقة، وطموح القيّمين عليه أن يتوصل إلى توفير كل ما يحتاجون إليه من عناية صحيّة، فلا يضطرّ إلى تحويل قسم كبير منهم إلى وجهة أخرى.
أخيرًا يخبرنا النقيب حسن مظلوم أنَّ مشروعًا لتطوير المستوصف رفع إلى القيادة منذ فترة وجيزة. والأمل في أن تسمح الإمكانات بتحقيق ما يلزم ومعالجة النقص الموجود على صعيد الأطباء والإختصاصيين والممرّضين والتقنيين إضافة إلى التجهيزات من مختبرات وأدوات ومعدّات.