- En
- Fr
- عربي
العوافي يا وطن
في روزنامة الأعياد، الأول من آب عيد الجيش، عيدكم. لكن في روزنامة أيامكم ما العيد سوى تعبير مجازي يصعب أن يتجسد واقعًا إلّا من خلال ما يحيطكم به مواطنوكم من محبة واحترام وتقدير.
أمضيتم الأول من آب كما سائر الأيام في ميادين الواجب. على حدود وطنكم المحاط باللهيب والمخاطر من كل الجهات، تنتصب هاماتكم سياجًا. في بلداته وقراه التي حلّ فيها دمار العدوان، تواصلون مهمتكم الصعبة المتعددة المستويات. في الساحات الحبلى بالتوترات والمفاجآت نَراكم دومًا جاهزين لمواجهة أي خطر يهدد الأمن والاستقرار، ترصدون الخلايا الإرهابية التي تحاول التحرّك، وتقضون على شرورها. حيث أنفاق صنّاع الكبتاغون وسواه من سموم، وأوكار تجّار المخدرات ومروّجيها، تداهمون الخطر بعزمٍ ثابت. حيث تنشط مهرجانات الصيف وحركة السياحة، تنصبون مظلة الأمان وتحرسون الفرح.
هذا دأبكم وتلك هي روزنامة أيامكم المنذورة للواجب، لا فرق بين يوم وآخر إلّا بما يحتاجه الوطن منكم، وأنتم تعلمون كم هو بحاجة إليكم اليوم، كما بالأمس وغدًا.
لبنان بحاجةٍ إلى ثبات التزامكم شرف البزّة التي باتت جلدكم، وأنتم ما خذلتموه في أصعب الأوقات وأشدّها قسوة.
لبنان بحاجة إلى تضحياتكم غير المحدودة، وأنتم لم تبخلوا بها يومًا. تشهد لعطاءاتكم كل حبة تراب في أرضكم، تراب يحتضن دماءكم وعرقكم.
لبنان بحاجةٍ إلى وفائكم، وأنتم الأوفياء. أوفياء لقسمٍ انطلق من حناجركم هادرًا، وبات دستورًا تحتكمون إليه في كل سلوك وموقف. أوفياء لمؤسستكم، لدماء رفاقكم، لمواطنيكم، لوطنكم بأهله وأرضه وثقافته وجماله وهمومه...
وطنكم همومه كثيرة، لكنّه وطنكم! تعبتم من أجله كثيرًا، ورحلة التعب مستمرة. وطن يستحق أن نواصل النضال من أجله، ورحلة يتوقف عليها إلى حد كبير مستقبل أيامنا وما سنتركه لأولادنا.
وطن يغترب أبناؤه في أقاصي الأرض ويبقى لهم مرتع القلب ومنبت الجذور، وها هم يأتون إليه كل ما سمحت الفرصة ليتزوّدوا أيامًا من الفرح يواجهون بها أيام الغربة.
وطن كان وما زال وسيبقى مطمعًا للطامعين، وستظلون له الحماة الشجعان الأمناء.
أرض الجمال هو، ووطن الإشعاع والفكر والثقافة والفن الذي يليق به أن يستعيد ما كان له من ازدهار وعز قبل أن تحلّ على أرضه الحروب. لذلك، فإنّ المطلوب منكم أن تواصلوا السير في الدرب الصعب محافظين على إيمانكم وثباتكم وتماسك صفوفكم، فمن دونكم لا أمل للبنان.
في الأول من آب، كما في كل يوم، تثبتون في ميادين الواجب محاطين بتقدير مواطنيكم ومحبتهم. من كل ناحية وصوب يصدح في الساحات صوت صارخ: «معافى يا عسكر لبنان».
.العوافي يا جيشنا
.العوافي يا وطن











