كلمة الوزير

معالي وزير الدفاع الوطني في كلمته الشهرية

من يسقط الشرعية الدولية ويصادر الحقوق؟

إن التمسك بثوابت الموقف العربي هو الخيار النهائي لمواجهة الإنحياز الأميركي والعربدة الإسرائيلية

من يشطب حق العودة، ومن يعمل على إلغاء الأمم المتحدة كدور ومرجعية، ومن يقفز فوق كل القرارات الدولية، ومن يعيدنا الى سايكس بيكو ونظرية التصرف بحقوق الشعوب وتطلعاتها وآمالها، ومن يعطي وعداً كوعد بلفور وأكثر؟
إنه الموقف الأميركي الذي يكاد أن يتجاوز كل الأعراف ويصادر حق من يملك ليعطي لمن لا يستحق، ويشكل تحدياً للعرب جميعاً، ويؤسس لمرحلة أشد هولاً ورعباً في المنطقة ضمن سياق إلغاء كل ما قامت عليه الشرعية الدولية وما علّق عليه العرب من آمال في محاولة للوصول الى سلام عادل وشامل.
إن أولى دلالات الموقف الأميركي الأخير لا تعني فقط إعطاء الضوء الأخضر ليواصل أرييل شارون سياسته الإجرامية بحق الشعب الفلسطيني، بل يشكل محاولة واضحة لإغتيال كل ما بادر إليه العرب من محاولات صادقة فعلاً تحت سقف القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة للوصول الى السلام العادل والشامل ومن بينها ما قبل به الفلسطينيون في خارطة الطريق، كما هو إلغاء سافر لقرارات قمة بيروت العربية التي سعت للوصول الى هذا السلام.
إن التمسك بالشرعية الدولية هو المسار الذي لن يحيد عنه العرب، بما يعني ذلك تأكيد حق عودة الشعب الفلسطيني، ورفض خيار التوطين، كما ترغب إسرائيل. إن سلام المنطقة ككل لن يبنى ويتأسس إلا إذا كان عادلاً وشاملاً ويعيد الحقوق لأصحابها، وإلا فإن البديل هو دفع المنطقة مجدداً نحو المجهول وما يحمل من أخطار.