موضوع الغلاف

معايير الجودة العالمية بأسعار زهيدة!
إعداد: ريما سليم ضوميط

في سياق سعي قيادة الجيش لإيجاد سبل لمساعدة العسكريين وتحسين أوضاعهم، ولدت فكرة إنشاء مصنع لمواد التنظيف والتعقيم يلبّي حاجة العسكريين وعائلاتهم إلى هذه المواد التي باتت كلفتها في الأسواق باهظة. وقد كانت للجيش تجربة مشابهة استجابة لأزمة كورونا، إذ تم تصنيع سائل للتعقيم بجودةٍ عالية وإمكانات متواضعة. يعمل هذا المصنع اليوم بطاقته القصوى وينتج يوميًا ما بين ٦ و٧ أطنان وفق معايير الجودة العالمية، وتحظى منتجاته بالاستحسان، وهذا ما تؤكده كثافة الطلب عليها.

 

قررت القيادة إقامة المصنع في اللواء اللوجستي نظرًا إلى قربه جغرافيًا من الشركات التي تؤمن المواد الأولية. أما الطاقم البشري فمتوافر في المؤسسة، إذ تم فصل ٣ ضباط (مجازين باختصاص كيمياء) و٣٢ عنصرًا بينهم مجازون في الكيمياء الصناعية واختصاصات أخرى ذات صلة بالعمل. يعمل هذا الفريق ٦ أيام في الأسبوع من السابعة والنصف صباحًا حتى الثانية والنصف بعد الظهر، لكن لضرورات العمل يمدد دوام البعض ساعات إضافية.

في البداية تم تصنيع نماذج لتجربتها بين المقربين ومعرفة تعليقاتهم وتقييمهم من حيث الكمية والجودة والنوعية، قبل أن يصار إلى عرض المنتجات في بيوت الجندي في مختلف قطع الجيش بأسعارٍ مدعومة تقارب الكلفة، ما لاقى استحسان العسكريين ودفع القيادة إلى اتخاذ قرار بمضاعفة القدرات البشرية واللوجستية في المصنع لتلبية الطلبات كافة.

 

معايير الجودة

في ما يتعلق بمعايير الجودة للمنتجات المصنعة، يوضح المقدم خالد تكروري، الذي بالإضافة إلى اختصاصه العسكري يحمل إجازة في الكيمياء، أنّ اختيار المواد الأولية المستخدمة في عمليات التصنيع يتم وفق النشرات الفنية الصادرة عن الشركات المصنعة التي تعتمد المعايير العالميه. بالإضافة إلى ذلك تم تركيب نظام لتكرير وتعقيم المياه المستخدمة في عمليه التصنيع، فضلًا عن إجراء فحوصات مخبريه دوريه للتأكد من نظافة المياه المستعملة، وتعقيم الخزانات والخلاطات بعد الانتهاء من كل خلطة. من جهة أخرى أُجريت فحصوصات مخبرية للأصناف للتأكد من سلامتها وجودتها.

يُنتج المعمل حاليًا عشرة أصناف من مواد التنظيف للاستخدام المنزلي (سائل الكلور، سائل لتنظيف المراحيض، سائل للجلي، سائل للتنظيف والتعقيم...) وستة اصناف للاستخدام الصناعي (مواد لمغسل السيارات في اللواء اللوجستي، وأخرى للجلايات في النوادي العسكرية...).

 

الطلب كبير جدًا

ردود الفعل من العسكريين إيجابية والطلب كبير جدًا، وفق ما يؤكد المقدم تكروري الذي يوضح أنّ المصنع يستطيع حاليًا تلبية حاجة قطعة أو قطعتين أسبوعيًا بالإضافة إلى النوادي وبيوت الجندي. وهو يُنتج يوميا ٦ أو ٧ أطنان، وأسبوعيًا نحو ٨٠٠٠ غالون سعة ٣,٧ ليتر. التسليم للقطع يتم وفق جدول زمني حددته القيادة، لكن القطع التي سبق أن حصلت على حصتها تطالب بكميات جديدة ما يؤكد أن المنتجات تلاقي قبولًا واسعًا بين العسكريين.

ماذا عن الأسعار؟ الأسعار منخفضة للغاية مقارنة بتلك الموجودة في السوق وهي أقل من نصف الكلفـة الفعليـة للمنتجـات. ويعـود ذلك إلى أمرين: التغطية التي توفّرها قيادة الجيـش والتـي تبلـغ حوالـى ٦٪ من تكلفـة الإنتـاج، وتجـاوب التجـار الذيـن يؤمنـون المـواد الأوليـة مع الجيـش وتنازلهـم عن نسبـة من الأربـاح. وبالتالـي فإنّ هذه المنتجـات هي بمثابـة مساعـدة للعسكرييـن في هذه الظروف الصعبـة التـي يواجهونهـا.

مصنع مواد التنظيف والتعقيم خطوة من الخطوات المتتالية التي نشهدها لمساعدة العسكريين ومؤازرتهم، والقيمون على المشروع يأملون في تطويره وزيادة الأصناف التي ينتجها لتلبية المزيد من الحاجات. والعمل في المصنع لن يتوقف حتى إن لم تكن هناك قدرة على تصنيع جميع الأصناف. كما أنّ العمل مستمر في عدة مشاريع بهدف تحويل العسكري إلى إنسان منتج إلى جانب مهمته الأساسية كجندي في الجيش.