معارض دولية

معرض لو بورجيه: حصاد الجو
إعداد: أنطوان نجيم
عميد

بعد مئوية أفسدتها العام 2009 الأزمة المالية العالمية فتح المعرض الدولي للطيران والفضاء في نسخته التاسعة والأربعين في لو بورجيه – باريس أبوابه أمام ذوي الإختصاص ما بين 20 و26 حزيران 2011 ليعلن نفسه واعدًا تاريخيًا بكل جديد ولا سيما بعدد عقود البيع.
على مساحة 322 الف متر مربع توزَّع أكثر من 2100 عارض و28 جناحًا دوليًا، وقرية «وقود طيران بديل»، و140 طائرة منها الأكثر شهرة إعلاميًا الطائرة الشمسية «سولار إمبالس» (SOLAR IMPULSE)، وعدد قياسي من المعروضات بلغ نحو 2100 قطعة من 44 بلدًا.
اقتصرت الأيام الأربعة الأولى من المعرض على «الاختصاصيين المحترفين»، وفتح ابوابه يوم الجمعة 24 حزيران للجماهير.
في السماء بدأت عروض جوية بهلوانية خصوصًا مع الطائرة القتالية «رافال»، وتمكَّن الرئيس نيكولا ساركوزي من مشاهدة طائرة «ايه 400 ام» في رحلتها الوحيدة إلى المعرض إذ أنها حرمت من عرض الطيران بسبب مشكلة في المحرك. في المقابل وجدت «ايرباص» حلا في اللحظة الأخيرة غداة الحادث الذي سمر طائرتها ايه 380 على الأرض. فلقد صدم نموذج اختباري لأضخم طائرة نقل ركاب في العالم، ويبلغ امتداد جناحيها نحو 80 متراً، مبنى في مطار لوبورجيه قبل افتتاح المعرض، فخدش طرف الجناح الأيمن لتُسحب الطائرة من عروض الطيران التقليدية. وكان الحل اللجوء إلى طائرة «آيه 380»، تابعة لشركة الطيران الجوي الكوري، لتنفذ عرض طيران.


ايرباص تتفوق على بوينغ في لوبورجيه
ليس في الطيران البهلواني وإنما على الأرض وبعقود البيع تُقاس حقيقة مجموعات صناعة الطائرات، لأنه منذ النسخة الأخيرة للمعرض العام 2009 إنجلت السماء أمام هذا القطاع وأتى رؤساء المجموعات كثرًا لحضور هذا المعرض والتفاؤل يغمرهم.
لقد شهد قطاع الصناعات الجوية انتعاشًا وسط منافسة حامية الوطيس بين الشركات المنتجة للطائرات في العالم، ومع انطلاق معرض لوبورجيه 2011 للصناعات الجوية الذى افتتحه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الاثنين 20 حزيران الماضي في باريس شهد اليوم الأول تسجيل عقود بيع أكثر من 200 طائرة، ما يدل على انتعاش قطاع تسعى الصين الى تثبيت قدمها فيه الى جانب العملاقين «ايرباص» «وبوينغ». وتخوض «بوينغ» «وإيرباص» معركة إستراتيجية على السوق الضخمة للطائرات الوحيدة الممر إذ تقوم «إيرباص» بتسويق نسخة مطورة من الطائرة أي320 بينما تحجم بوينغ عن اتخاذ قرار بشأن تحديث الطائرة 737 أو إعادة تصميمها. وتتميز طائرات أي 320 نيو (A320 NEO) بأن محركاتها توفر 15% من تكاليف الوقود وفق «إيرباص». لكن بوينغ تفوقت على «إيرباص» في مبيعات طائرات الرحلات الطويلة الأغلى ثمنا ومن بينها النسخة الجديدة من الطائرة 747 المعروفة.
اكتسحت «ايرباص» منافستها الأميركية «بوينغ» في معرض لوبورجيه عبر توقيع اضخم صفقة بيع في التاريخ شملت مئتي طائرة لمصلحة طيران آسيا الماليزية، ما يشكل رقمًا قياسيًا تحمله صانعة الطائرات الاوروبية لعدد الطائرات المطلوبة في معرض لصناعة الطيران. وتخطت هذه الصفقة، البالغة قيمتها 18.5 مليار دولار بسعر كتيب المبيع، الرقم القياسي السابق المسجل قبل 24 ساعة وشمل 180 طائرة للرحلات المتوسطة «ايه 320» لمصلحة شركة انديغو الهندية للطيران المتدني الكلفة.
كما تحدثت «ايرباص» مع اغلاق المعرض عن مشتر لم تكشفه طلب 10 طائرات شحن ضخمة من طراز «ايه 380»، ما رفع طلبات طائرات النقل هذه هي الاضخم في العالم الى 12. وأعلنت عن تلقي ما مجموعه 730 طلبا بقيمة 72 مليار دولار خلال المعرض. ولكن هذا الرقم لا يشمل طلب بيع 180 طائرة لشركة انديغو التي اعلن عنها رسميا.
وامام الخصم الاوروبي لم تبرز بوينغ تجاريًا على الاطلاق في لوبورجيه فهي لم تتلق اكثر من 61 طلبًا نافذًا في المعرض.

 

التنين الأصفر في لو بورجيه
عملاقا هذا القطاع، (ايرباص وبوينغ)، لم يستأثرا بـ لو بورجيه حيث سعى البرازيليون والكنديون وأيضا الصينيون إلى إيجاد مكان لهم في هذا القطاع الذي يكاد يكون ثنائي القطب. فالصينيين جذبوا الأنظار بشكل خاص اذ أن الزوار كانوا يتهافتون على مجسم اول طائرة تجارية صينية في التاريخ وهي من طراز «سي 919» لشركة كوماك لصناعة الطائرات، والتي من المتوقع أن تطير في اول رحلة لها العام 2014 على أن يتم تشغيلها العام 2016، وشاركت في المعرض لتكون بشكل خاص دليلا على رغبة الصينيين في بناء طائرات.
من ناحية ثانية، ذكر مسؤول روسي أن شركة طيران روسية سوف تقوم بتصنيع مروحية «أوغست ويستلاند» بناء على ترخيص من الشركة الإيطالية - الإنكليزية المنتجة الأصلية لها. وأضاف رئيس الشركة الروسية أن شركته سوف تقوم بتجميع المروحية «أوغست ويستلاند إيه دبليو 139»، وهي مروحية ركاب بمحركين تسع 15 مقعدًا، وتعمل منذ العام 2003، في منشأة خارج موسكو. وزاد أنه من المقرر إنتاج 5 مروحيات العام 2012، و15 مروحية سنويًا في السنوات التالية. وتقوم أكثر من 20 دولة بتشغيل هذه الطائرة.
والجدير بالذكر، أن الجناح الروسي في هذه السنة كان أحد أكبر الأجنحة، وقد ضم طائرة «سوخوي سوبر جت ـ 100»، وللتعريف بها حضر إلى المعرض على متن نموذج هذه الطائرة نائب رئيس الوزراء الروسي سيرغي ايفانوف. وشاركت كذلك لأول مرة الطائرة البرمائية الروسية «بي ـ 200». وكان رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين، ضيف شرف على النسخة 49.

 

ختام المعرض
اختتم معرض لو بورجيه في نسخته التاسعة والأربعين بعد أن شهد طلبات شراء فاقت كل التوقعات. وهدف الى كشف كل ما هو جديد في دنيا الطيران حيث جاب المعرض زبائن يمثلون دولا تبحث عن شراء افضل ما هو موجود في هذا الميدان. كما زاره زبائن عاديون مدفوعين بحب التكنولوجيا المتطورة التي تتنافس على ابرازها كبرى شركات انتاج الطيران في العالم.
وأشار القائمون على المعرض بعد تجهيزه من قبل نحو عشرة الاف شخص لمدة خمسة أسابيع إلى أن نحو 350 ألف شخص زاروا المعرض وتمت تغطيته من قبل ثلاثة الاف صحافي. وشهد عرض جميع انواع الطائرات سواء الخاصة بالنقل العام او الخاص او الشحن اضافة الى الطائرات الحربية والهيلوكبتر.

 

الطائرة الشمسية ضيفة شرف و«نجمة» المعرض
النموذج الأول والوحيد من هذه الطائرة يحمل اسم «سولار إمبالس» وقد ابتكره سويسريون وكانت ضيف شرف المعرض. وهي تعمل بالطاقة الشمسية التي تنتجها حوالى 12 ألف خلية شمسية، ويبلغ طول جناحيها 64 مترًا وتزن 1.6 طن، وهو وزن سيارة عادية.
قامت هذه الطائرة الشمسية بأول رحلة تجريبية لها، بقيادة الطيار أندريه بورشبيرك، يوم 8 تموز 2010 في سويسرا، عندما حلقت في السماء حول قاعدة بايرن العسكرية غرب البلاد لمدة 26 ساعة. وقامت برحلتها إلى باريس يوم 14 حزيران 2011 قادمة من العاصمة البلجيكية بروكسل مستغرقة مدة 16 ساعة، وراوحت سرعتها بين 60 و70 كيلومترًا في الساعة.
مشروع الطائرة الشمسية بدأ العام 2003 بميزانية عشرية قيمتها تسعون مليون يورو، وشارك فيها مهندسون من شركة شندلر السويسرية وشركة سولفاي من بلجيكا للكيماويات.

 

• ميزات «سولار إمبالس»:
إتساع الجناحين: 63.40 م.
الطول: 21.85 م.
الإرتفاع: 6.40 م.
4 محركات كهربائية قوة واحدها 10أحصنة بخارية.
11628 خلية شمسية (10748 على الجناح، 880 على جهاز الإستقرار الأفقي).
معدل السرعة: 70 كم بالساعة.
الإرتفاع الأقصى: 8500 م.
السرعة عند الإقلاع: 35 كلم بالساعة.

 

معرض لوبورجيه والطاقات البديلة
إضطلعت البيئة بدور ريادي في المعرض في حين تتجه الأنظار، وقت ارتفاع أسعار النفط، إلى الطاقات البديلة. فطائرة بوينغ 747-8 وصلت إلى لوبورجيه من مدينة سياتل الأميركية بعد رحلة استغرقت سبع ساعات واستهلكت 5،5 طن متري من ثاني أكسيد الكربون (CO2) بعد أن خضعت محركاتها الأربعة لتعديلات خاصة، ولكن غير جذرية، لاستخدام الوقود الذي هو مزيج من الطاقة العضوية أساسها زيت الكاميلينا camelina، وهي نبات من عائلة الكرنب مخصص لإنتاج الطاقة التي لا تدخل في المنافسة للسلسلة الغذائية لأنها لا تنمو في أماكن زراعة القمح بل في الأراضي الهامشية، تستعمل كبديل لمادة الكيروزين من دون الحاجة إلى تغيير المحرك. وثمة طاقات بديلة أخرى محوَّلة من أعشاب البحر، وحتى النفايات الصناعية تخضع لأبحاث مكثفة.
الوقود الحيوي في الوقت الراهن ليس فعالا من ناحية التكلفة، ولكن الخبراء يأملون في أن له مستقبلاً حقيقيًا في مجال الطيران.
قال روبرت شتورتز، نائب رئيس مجلس الطاقة: «ما هو مثير في الطاقات المتجددة أن هناك فرصة لاستعمال تيار النفايات، وحتى ذلك الخاص بالمصانع. وكذلك كربون الديوكسايد الصادر عن عدد من مصانع الحديد الكبرى قد يكون مصدرا لطاقة الطائرات». وأضاف: «الوقود العضوي، نستطيع استعماله من الآن في قطاع التكنولوجيا. لكننا سندخل إلى المستقبل مع نبضة الطاقة الشمسية. فالطائرة الشمسية التابعة للسويسريين بيرتران بيكار وأندري بورشبيرغ وصلت إلى باريس باستعمال الطاقة الشمسية فحسب».

 

التكنولوجيا الجديدة في معرض لوبورجي
المعرض الجوي في باريس هو المكان المناسب لعرض التكنولوجيات الجديدة في قطاع الطيران. فها يوروكوبتر تعرض طائرتها الحوامة الجديدة إكس مكعب X 3 وهي طائرة تتحدى قوانين الانقلاب والدوران بسرعة 430 كيلومترا في الساعة، في حين أن معظم الطائرات الحوامة الأخرى لا تتجاوز سرعتها 330 كيلومتراً.
من بين التكنولوجيات الجديدة الأخرى، هناك عرض تسميه مجموعة الدفاع الأوروبية ثاليس «قمرة المستقبل»، وهي قمرة مريحة تكون فيها قيادة الطائرة سهلة كسهولة استعمال جهاز «أي فون».
في فترة تتجاوز بقليل قرنا من الزمن، حققت التكنولوجيا في قطاع الطيران تقدما مذهلا، ومعرض باريس الجوي هو أحد الشهود على هذا التقدم.

 

أرقام من معرض لو بورجيه

- 13100 متر مربع من المساحة المغطاة.
- 192000 متر مربع من العرض السكوني.
- 348 شاليه.
- 2113 عارضًا من 45 دولة.
- 150 طائرة منها 40 قدمت عروضًا جوية من بينها الطائرة الشمسية «سولار إمبالس» ضيفة الشرف في المعرض.
- 290 وفدًا رسميًا وصلوا إلى المعرض من أكثر من مئة دولة.
- 151500 زائرًا إختصاصيًا.
- 204 آلاف زائر متفرج.
- 3250 صحافي من 80 دولة.


لو بورجيه: لمحة تاريخية


ان معرض باريس – لو بورجيه الدولي للطيران والفضاء، الشهير باسم معرض لو بورجيه، ومعرض باريس الجوي، وبالشعار SIAE، هو احد أهم التظاهرات الدولية في مجال عرض الاعتدة الجوية والفضائية والتي تجري في مطار بورجيه الواقع شمال شرق باريس. وينظم كل سنتين (المفرد من السنوات)، وذلك بالتناوب مع معرض فورنبوروغ للطيران في انكلترا، ومعرض برلين الجوي الدولي في المانيا.
يتضمن هذا المعرض أيامًا مخصصة للاختصاصين وأخرى مفتوحة للجمهور العريض وفيه يعرض صانعو الطائرات المركبات الجوية الأحدث من خلال استعراضات جوية وليلية.

 

البدايات
في كانون الأول 1908، أنشئ في إطار معرض السيارات في قصر الفنون الجميلة الكبير في باريس قسم مخصص لأغراض الجو. وفي أيلول 1909 وعلى الرغم من ارتباطها الدائم بمعرض السيارات غدت هذه التظاهرة المعرض الدولي الأول للتحرك الجوي، تظاهرة الطيران البحتة التي رسمت بدايات صناعة الطيران في فرنسا.
أنشأ هذا المعرض اندريه غرانيه وروبير إنولت – بلتوري- رائد صناعـة الطيـران ومختـرع- اللـذان اسّسـا العـام 1907 جمعية صناعيـي التحرك الجوي. وفي القصر الكبير عرض المهندس المعمـار غرانيه طائرات منها طائرة «بليريو 6» التي اجتـازت في 25 تمـوز 1908 لأول مرة بحر المانش. وقد عرضـت في وسـط قاعـة العرض ليـس بعيدًا عن منافستهـا السيئـة الحـظ، طائـرة لوفافاسـور انطوانيــت، وهـي نمــوذج شبيه بطائرة هوبرت لاتـام التي انتهت في قاع بحر المانـش عقـب عطــل في المحـرك. وعـرف المعـرض نجاحًـا كبيـرًا وقـد شـارك فيه أكثـر من 380 عارضًا منهم 115 يعملون في ميـدان بنـاء الطائـرات او في توريـد تجهيزات صناعة الطائرات، وأكثر من 100 الف زائر.
واستمـر المعرض سنويًــا في القصــر الكبير حتى بداية الحرب العالميـة الاولـى. وطغــت عليـه في نسختـــه الخامســة في كانـون الأول 1913 التجهيـزات العسكـريـة وانفتــح واسعًـــا علــى صانعــي الطائــرات الاجانــب، لكنـه بعـد ذلـك توقـف طـوال فتـرة الحـرب العالمية الاولـى.

 

ما بين الحربين
نظمت النسخة السادسة من معرض لوبوجيه في كانون الاول 1919، وسجّلت التطورات المنفذة في صناعة الطيران خلال الحرب، وحضر الجمهور العريض لرؤية «طائرات النصر». وبالمقابل ظهرت في المعرض الطائرات التجارية الاولى مع طائرة «غوليات» من «فارمان»، أو اول طائرة اقتصادية يقدّمها هنري بوتيز. ولكن مع نهاية الحرب، ساد زمن تقليص النفقات وتراجعت صناعة الطيران ولم يعد المعرض يقام الا كل سنتين.
اما المعرض في نسخة العام 1921 فلم يجمع اكثر من ثلاثين طائرة والقليل من صانعي الطائرات الأجانب. واستمر باهتًا قليلاً طوال عشرينيات القرن الماضي وبداية ثلاثينياته مترافقاً مع صناعة مجددة بالتأكيد ولكن تنقصها الوسائل.
وشكل المعرض العام 1934، والذي حمل اسم معرض الطيران منعطفًا بطائراته الاثنين والستين المعروضة، ومشاركة صانعي طائرات المان وايطاليين وبريطانيين وبولونين وسوفيات.
وعاد المعرض سنويًا كاشفًا عن التراجع النسبي في صناعة الطيران الفرنسية التي غدت تابعة اكثر منها رائدة. اما المعرض في نسخته السادسة عشرة والاخيرة قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية فقد اقيم في القصر الكبير شهري تشرين الثاني وكانون الاول 1938 وعرضت فيه 74 طائرة منها عدة طائرات عسكرية وظهر جليًا فيه تأخر صناعة الطيران الفرنسية حيث بدت باهتة الطائرة الفرنسية Morane Saulnier MS - 406» امام الطائرة «سبيتفاير» (Spitfire البريطانية) والالمانية «Messerschmitt «Bf 109.

 

بعد الحرب
افتتحت النسخة السابعة عشرة من المعرض في تشرين الثاني 1946، وكان قد ظهر في نهاية الحرب الطيران النفاث فتم عرض أولى المقاتلات النفاثة ومنها المقاتلة النفاثة المزدوجة المحرك «Gloater Meteor» الحائزة الرقم القياسي في السرعة (حوالى 911 كلم /ساعة) والطائرة الاميركية «F 80 Shooting Star» من شركة لوكهيد.أما أول طائرة نفاثة فرنسية احتلت مكانها في المعرض فكانت «SO 6000 Triton» من شركة «SNCASE» التي لم تقم بأي طيران تجريبي إلا قبل 4 أيام من افتتاح المعرض.
وفي المعرض اللاحق العام 1949 عرضت أول طائرة مقاتلة نفاثة فرنسية من شركة داسو اوراغون واول طوافة فرنسية 100 % وهي «3101 SE» من شركة «SNCASE». وللمرة الاولى انقسم المعرض بين موقعين: خارج القصر الكبير وتجارب واستعراضات جوية في مطار اورلي يوم 14 أيار. ولتسهيل هذه التجارب اقيم المعرض في ما بعد وسط فصل الربيع (باستثناء معرض العام 1928 أقيمت المعارض السابقة نهاية السنة).
كان المعرض التاسع عشر العام 1951 الأخير الذي اقيم في القصر الكبير، وتضاعفت المناورات الجوية والاستعراضات المهمة في مطار بورجيه ودامت تسعة أيام بين 22 حزيران والأول من تموز.

 

لو بورجيه
العام 1953 اقيم المعرض العشرون بالكامل في بورجيه حيث شيد اندريه غرانيه بناءً نصف مستدير ومقبّب (ما يزال يستعمل الى اليوم) لاستقبال العارضين وعرضت فيه 160 طائرة وطوافة واستطاع كوستيا روزانوف، ولاول مرة في فرنسا وأمام الجمهور، اختراق جدار الصوت على طائرة «ميستير» (4 Mystere IV)  وتبعه جاك غينيار على طائرة «فوتور» (Vautour) .
وعرف المعرض العام 1955 تقديم اول طائرة «كارافيل» (Caravelle) مع النموذج الأولي SE – 210  واستقبل 283 الف مشاهد والطوافة «الويت 2» Allouette) –II). وطبع هذا المعرض والمعارض اللاحقة بتطوير الطائرة التجارية والطوافاتK وبالتنافس الجوي العسكري وظهور المقاتلات الاستراتيجية. أما معرض العام 1961 فاستقبل في معرض الفضاء المنظم بالشراكة أول مركبة فضائية من شركة مركوري الاميركية. كما شهد اول حادث قاتل مع تحطم الطائرة « B-58A Hustler»  التابعة للقوات الجوية الأميركية ومقتل أفراد طاقمها الثلاثة.
العام 1963 تغيّر اسم المعرض ليصبح «معرض الطيران والفضاء» أي اسمه الحالي.