تجارب ناجحة

معًا في المهمة المقدسة: تجربة رائدة للمستقبل
إعداد: نينا عقل خليل

بعد اليوم لن يكون غريبًا في لبنان مشهد الضابط الأنثى على متن دبابة تطلق نار مدفعيتها على العدو، أو مشهد أخرى تضطلع بمهمة هندسة القتال أو الإشارة وسواها من مهمات يضطلع بها الضباط الذكور. فها هنّ الإناث وللمرة الأولى في تاريخ الكلية الحربية، يقفنَ إلى جانب رفاقهنّ بكل ثبات وثقة ليتسلّموا معًا السيوف، معاهدين الوطن على التزام مسيرة الشرف والتضحية والوفاء.


أهمية الحدث لا تقتصر على تخرّج الإناث من الكلية الحربية مع ما يعنيه ذلك من واجبات عليهنّ وحقوق لهنّ فقط، وإنما هي تنبع من ارتفاع نسبتهنّ قياسًا إلى العدد الكلي للمتخرجين، ومن الاختصاصات التي توزّعنَ عليها ولم يكن من السهل التصوّر أنهن سيبرعن فيها أيضًا. لكن قيادة الجيش راهنت على نجاحهنّ انطلاقًا من إيمانها بالمساواة بين الجنسين، ومن التجربة الناجحة التي شهدتها القطع التي التحقت بها إناث. فقد «أثبتت المرأة مهنيتها وحرفيتها وجدارتها في مختلف الميادين، وخصوصًا في القوات الجوية والبحرية والشرطة العسكرية... وبناءً على إيماننا بالمساواة وتجربتنا الناجحة معهنّ في القطع، أخذنا قرار إلحاقهنّ بالكلية الحربية، وسنبني على هذه التجربة الرائدة للمستقبل»... وفق ما أكّد قائد الجيش في أكثر من مناسبة.

من بين 123 ضابطًا تخرّجوا في دورة «مئوية الكلية الحربية» ثمة 47 أنثى يتوزعن بين القوى المختلفة (بر:41، بحر: 2، جو: 4)، هؤلاء خضعن لمعمودياتٍ كثيرة خلال سنوات التدريب الثلاث، فما بين رهبة اجتياز عتبة الكلية الحربية وفخر التخرّج منها بسيفٍ ونجمة، مسيرة من الصعوبات والتحديات تزداد حدتها كلما انتهت مرحلة من التدريب وبدأت أخرى. من معمودية الطعام إلى معمودية النوم، وما أدراكم ما تعنيه كل منهما؟ ففي الأولى يكون تناول الطعام أشبه بقصاصٍ لا يخطر على بال، أما الثانية فاسمها عكس مضمونها تمامًا. بناء قوة التحمّل يقتضي في ما يقتضيه معموديات أخرى بالماء والغاز وصولًا إلى النار، وجميعها تدريبات لا ينفّذها بنجاحٍ سوى الشجعان الشجعان. من المعموديات إلى «تخشّن المغوار، وحلقات الاشتباك وجولات المخاطرة والقتال وسوى ذلك الكثير الكثير، فضلًا عن تعلّم المهارات الضرورية لكل اختصاص من الاختصاصات. كيف تجاوزت الإناث كل العقبات والتحديات وصولًا إلى تحقيق نتائج باهرة في الكلية الحربية؟ كيف استطعن بناء القدرات التي خوّلتهن التغلّب على العقبات كافة وصولًا إلى التخصص في جميع المجالات بما فيها الاختصاصات القتالية؟ وهل هنّ واثقات من جهوزيتهن للانطلاق إلى ميادين الخدمة أسوة برفاقهم الذكور؟ هذا ما حاولنا استكشافه قبل فترة من تخرّج الضباط في الأول من آب، حينها كان من باتوا اليوم ضباطًا في ميادين الخدمة ما يزالون تلامذة ضباط يجهدون لتحقيق أفضل النتائج.
نتوجّه إلى قائد لفيف التدريب في الكلية العقيد الركن جورج فريفر ونسأله عن التجربة الرائدة التي خاضتها الكلية الحربية لأول مرة في تاريخها، وعن كيفية سير التدريبات في ظل وجود الإناث، فيؤكد أمرَين: أولًا، لا تمييز في التدريب بين الجنسَين، ففي النهاية الواجبات التي ستُلقى على عاتقهم هي نفسها. ثانيًا، أظهرت الإناث جديتهنّ في مختلف نواحي التدريب، كما أثبتن قدرتهنّ على مواكبة رفاقهن الذكور وتحقيـق نتائج مميّزة لا سيما في اختصاصات القتال، وقد وصلت نسبتهن في السنة الثالثة إلى ما بين 45% و60% في مختلف الاختصاصات، وتم انتداب ثلاثة منهن لمتابعة الدراسة في الخارج.
 
اكتشاف القدرات والجهوزية
قساوة التدريبات جعلت البعض يشعرون بالإحباط وصولًا إلى الندم والتفكير بالتراجع أحيانًا، لكن تجاوز كل عقبة كان يرفع رصيد الثبات والإصرار لدى المتدربين. وإذا كان الشباب يأتون إلى الكلية الحربية وهم واثقون من قدراتهم البدنية، فإنّ الوضع قد يختلف بالنسبة للفتيات اللواتي اكتشفن داخلها أنهنّ قويات أيضًا. «الانخراط في الكلية الحربية كشف لي أنّني إنسانة قوية والتدريب عزز مهاراتي ورسّخ ثقتي بنفسي، فبت عازمة على تجاوز كل التحديات». بهذه الكلمات تختصر التلميذ الضابط أنجي خوري (اختصاص إشارة) تجربتها المميزة التي قادتها إلى تبوّء مركز طليع الدورة، وهذه سابقة سوف تدوّن في سجل الكلية الحربية وفي مسيرة الإناث في الجيش اللبناني. هي متخصصة أصلًا في علوم المختبر وقد اختارت اختصاص الإشارة الذي تدرك جيدًا مدى أهميته في كسب أي معركة.

التدريب شيء والحرب الحقيقية شيء آخر، لكنّ أنجي تؤكّد بثقة أنّها تعرف ما ينتظرها، وهي جاهزة لتنفيذ أي مهمة، لا بل أنّها متشوقة للّحظة التي تبدأ معها مسيرتها في الخدمة. هي فخورة ببزّتها، مؤمنة بالرسالة التي ستؤديها مستقبلًا من خلال المؤسسة التي انتمت إليها، وواثقة أنّ المستقبل سيكون أفضل.

بدورها، لم تكن التلميذ الضابط كارول القعصماني (اختصاص مشاة) مدركة لكلّ ما تتمتع به من قدرات إلى أن انخرطت في الكلية. وهي تضيف: «المشقات التي تعرّضت لها خلال التدريبات زوّدتني ثقة عالية بنفسي وإصرارًا على تخطي الصعوبات. لم أكن أتوقع أبدًا أنّه يمكنني تنفيذ المخيم التدريبي الذي جرى في العاقورة لمدة خمسة أيام. لقد تحديت خلاله طبيعة الأرض والكثير من الصعوبات، تمامًا مثل رفاقي الذكور. المؤسسة العسكرية منحتني فرصة نادرة لأثبت قدراتي وأخدم وطني».

كارول تؤكد أيضًا «أنّها ستكون جاهزة لاستلام مهماتها بعد أن تلقت التدريب اللازم في الكلية التي لها فيها ذكريات لن تنساها. احتفال تقليد الضفيرة وارتداء البزة الرسمية خلال المأذونية الأولى ذكرى سوف ترافقها مدى الحياة».

اختارت التلميذ الضابط جوانا سليم اختصاص المضاد للدروع، فمن كان يتخيل أن يرى فتاة لبنانية في موقع آمر فصيلة مدرعات؟! كفاءتها وعلاماتها ورغبتها وحاجة الجيش هي العوامل التي جعلت جوانا في هذا الموقع. فهذه العوامل هي التي تقرر الاختصاصات التي يتابعها المتدربون في السنة الثالثة سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا. «الرحلة في الكلية ليست سهلة» كما تقول، «فالتدريبات شاقة وتتطلب مستوى عاليًا من الكفاءة». وهي تدرك أنّ تحديات كبيرة تنتظرها لكنّها واثقة من قدراتها، مصممة على تجاوز أي عقبة تعترضها، ومتأكدة أنّ مسيرتها ستكون مثالًا للكثير من الفتيات ومحفّزًا لهن على تحقيق آمالهن وعدم التردد في اختيار الطريق الصعب وتحدي الذات.
 
فخر ورضى وثقة
يطغى الشعور بالفخر والرضى على الجميع وهذا ما تشير إليه التلميذ الضابط باميلا حنين (اختصاص لوجستية)، فالانتساب إلى الكلية الحربية تجربة مميزة بكل ما للكلمة من معنى. تدرك أنّ اختصاصها يتطلب تحمّل مسؤوليات كبيرة وعملًا متواصلًا ومتابعة، وهي على أتمّ الاستعداد لكل ذلك. وثقتها بالقدرة على تحقيق النجاح تعود إلى ما اكتسبته في الكلية من معارف ومهارات وقدرات، وإلى ما حققته المرأة في هذا المجال. باميلا تُدرك جيدًا أهمية اللوجستية ومتأكدة بأنّها ستقوم بواجبها كاملًا.

ليس من المألوف رؤية ضابط أنثى تتولى الإمرة على دبابة في إطار وظيفتها التي تشمل تنفيذ مهمات الدفاع ضد أي اعتداء وتعزيز وحدات الجيش عند الضرورة، فضلًا عن مكافحة التهريب والتسلل وسوى ذلك من مهمات يقتضيها اختصاص المدرعات. لكن التلميذ الضابط جويل الكلاسي باتت جاهزة لكل ما سيواجهها كما تقول. بالنسبة إليها من يرتدي البزة العسكرية يتعلم كيف يسيطر على الخوف ويواجه المخاطر والصعوبات بثباتٍ، وهي تعلّمت الكثير من الدروس في الجيش، دروس وتجارب سوف ترافقها في مسيرتها المهنية وفي حياتها كأمٍ مستقبلًا.

«هذا الاختيار فيه الكثير من التحدي بالنسبة للفتيات، لكنني قررت المواجهة». قرار المواجهة ليس بالقرار السهل عندما نتحدث عن اختصاص المدفعية، لكن التلميذ الضابط جوانا القهوجي حددت خيارها وتبدو متأكدة أنها ستكون على مستوى ما يتطلبه من دقة وصلابة وتضحية.
 
كسرت القاعدة
التلميذ الضابط سينتيا هيدموس كسرت بدورها القاعدة واختارت هندسة القتال اختصاصًا لها. وقد مكّنها اختصاصها من استثمار العلوم التي تلقتها في الجامعة (الكيمياء الحيوية)، كما أنّها وجدت فيه فرصة جديدة للتميّز في مجال لم يبرز فيه العنصر الأنثوي سابقًا. وهي تؤكد أنّها «قادرة على ممارسة مهنة ظنّ المجتمع أنّها خاصة بالرجال فقط».
«التعامل مع الألغام والمتفجرات أمر دقيق وشديد الخطورة» تقول، ثم تضيف: بعد سنتَين من الدراسة والتدريب والخبرة، وسنة ثالثة غنية بالمعارف والتقنيات العالية في الاختصاص، إلى جانب الزيارات التدريبية المتواصلة إلى فوج الهندسة، باتت لدي القدرة على التعامل مع هذه الأنواع من الأسلحة.
إمرأة في حقل ألغام؟! لمَ لا! طالما أنّها تمتلك الرغبة والإرادة وقد زوّدها التدريب كل ما تحتاجه لتقوم بمهمتها على أكمل وجه...
 
في الخارج أيضًا...
السعي إلى إثبات الذات في عالم يخضنَ غماره للمرة الأولى دفع بالتلامذة الضباط الإناث إلى مضاعفة جهودهن وتحقيق أفضل النتائج. فبنتيجة الاختبارات التي خضع لها التلامذة الضباط من الجنسَين في نهاية السنة الدراسية الثانية، تأهلت أنثى لمتابعة السنة الثالثة في الكلية الحربية الملكية في بريطانيا. وضمن إطار تبادل التدريب المعتمد بين الجيشَين اللبناني والفرنسي، تم انتداب ثلاثة تلامذة ضباط بينهم اثنتان من الإناث. فماذا عن تجاربهن هناك؟

توجهت التلميذ الضابط دانييللا الريس إلى اختصاص المشاة علمًا أنّ اختصاصها الأساسي هو التمريض. في جنبات الكلية الحربية شعرت بالفخر لمشاركة الذكور في المهمات القتالية واكتساب خبرات جديدة، اجتهدت وقارعت التحديات فحصدت نجاحًا أهّلها لمتابعة السنة الثالثة في الكلية الحربية الملكية البريطانية حيث تدربت إلى جانب تلامذة من جنسيات مختلفة. نسبة الإناث هناك منخفضة تقول دانييللا، فعددهن لم يتجاوز الثلاثين من بين 250 تلميذًا. وهي توضح أنّ التدريب في الكلية الحربية الملكية يركز خلال السنوات الثلاث على تنمية الحس القيادي لدى التلامذة الضباط، أما تنمية القدرات العسكرية في مجالات الاختصاص فتتم في قطعهم بعد التخرّج، بينما يختلف الأمر في الجيش اللبناني إذ يتخرج التلميذ برتبة ملازم آمر فصيلة جاهز لتنفيذ أي مهمة.
فترة التخشن في بريطانيا تشبه مثيلتها في الكلية الحربية اللبنانية، وهي عبارة عن خمسة أسابيع من التدريب القاسي تحضيرًا للمرحلة اللاحقة، وتضم مخيمات تدريبية وتمرين سير هو من أصعب التدريبات التي يخضع لها التلميذ الضابط خلال السنة. فهو تمرين توجّه يشمل السير لمسافة 75 كلم مع عتاد تزن حمولته 25 كلغ، ومدته أقل من 36 ساعة، ومشاركتها فيه منحتها فرصة لتثبت قدراتها.

تميّزت دانييللا في مجال الرماية، ونالت ميدالية توضع على البزة الرسمية البريطانية تقديرًا لقدراتها العالية، وهي تعد باستثمار كل ما تلقته من تدريب لخدمة الجيش والوطن.

ننتقل إلى قصة نجاح أخرى مع التلميذ الضابط يانا حمية (اختصاص مشاة) التي تابعت التدريب لمدة شهر في الكلية الحربية الفرنسية École spéciale militaire de Saint-Cyr ولم تجد أي صعوبة في التأقلم، فالتدريبات التي تلقّتها في لبنان كانت زادًا مهمًا مكّنها من تحقيق نتائج جيدة في التمارين القتالية كما في التوجّه النهاري والليلي والإسعاف الميداني. التعرف إلى أسلحة جديدة كان من مكتسبات هذه الدورة بالنسبة لها ولرفاقها، وهي تشير إلى أنّ المدربين نوهوا بكفاءة التلامذة اللبنانيين وسرعتهم في تفكيك السلاح وإعادة تركيبه.

وبحماسةٍ واعتزاز تقول: «مع العماد جوزاف عون شعرنا بتوجّهٍ جديد من خارج الأطر التقليدية، فلا تمييز بين الذكر والأنثى، من يجتهد يصل، وأنا أتشوق إلى تسلّم مهماتي لأثبت قدراتي وأخدم وطني».

تُلقي التلميذ الضابط كاترين صيداوي (اختصاص مشاة) خلفها كل المتاعب والمشقات التي لوّنت أيام التدريب الطويلة في الكلية الحربية وفي فرنسا، إذ كانت واحدة من التلامذة الثلاثة الذين انتدبوا لمتابعة دورة هناك. تركّز على ما اكتسبته من قدرات ومهارات ومعارف تطمح إلى توظيفها في خدمة وطنها. في فرنسا أُتيح لها أن تتعرف عن قرب إلى واحد من أعرق الجيوش في العالم، وتلك فرصة ثمينة في نظرها. جهدت للاستفادة القصوى من الدورة التي تابعتها في ظل ظروف مناخية قاسية. اختبرت المبيت في الخارج، في أرض موحلة وطقس شديد البرودة، ونجحت في تحقيق نتائج مميزة لا سيما في الإسعاف الميداني وأمر العمليات وقاعدة الدوريات التي تندرج جميعها في إطار اختصاصها. تؤكد أنّ تميّزها في فرنسا كان نتيجة ما اكتسبته في الكلية الحربية.
«كما نجحت في تخطي الصعوبات التي واجهتني في التدريب، سأنجح في حياتي العملية كضابطٍ، وأنا واثقة من امتلاكي كل ما يؤهلني للنجاح»... تلك كانت الكلمات التي ودّعتنا بها كاترين، لكنّها كلمات جميع من التقيناهن، وحتى أخريات لم نلتقيهن، فالكلية الحربية التي طالما اعتُبرت مصنعًا للرجال، باتت اليوم الصرح الذي يُخرّج الضباط الأكفاء ذكورًا وإناثًا، معًا يسيرون، معًا يتعبون، ومعًا يتشاركون المهمة المقدّسة.


أرتدي البزة وأسير إلى الأمام...
هذه المقولة عنوان لمسيرة إحدى الإناث المميزات في الجيش اللبناني، إنّها المؤهل الأول تغريد صلاح. تحمل إجازة في الكيمياء الحيوية، تطوّعت في المؤسسة العسكرية برتبة معاون، تزوجت من المؤهل أول علي مرتضى الذي كان مدرّبها في إحدى الدورات. وبعدها رُقيت إلى رتبة مؤهل أول فيما كانت تتابع دراستها الجامعية في اختصاص الصيدلة. طموح الشابة الآتية من أكروم في عكار ودعم زوجها وعائلتها، دفعاها إلى طلب المزيد من التقدم ولو كلّفها ذلك سهر الليالي والكثير من التضحيات. ترشحت للدورة التأهيلية للترقية لرتبة ملازم وكانت من بين 3 إناث يتابعن هذه الدورة التي تضم 75 عنصرًا علمًا أنّ المرشحين لها كانوا 389. بين الكلية الحربية وأكروم مسافة طويلة، وبين متطلبات الدورة وواجبات الأم مسافة طويلة أيضًا، لكنّ الإصرار على التقدم حافز يقهر المسافات والعقبات. تجتمع تغريد بعائلتها خلال إجازة نهاية الأسبوع لتعود في مطلع الأسبوع التالي إلى الكلية بيتها الثاني. «حين أرتدي البـزة أشعـر بأنني أطير، والمؤسسة هي حياتي كما زوجي وأولادي» تقول مؤكدة أنّ تفهم العائلة لمتطلبات عملها يُحفّزها على المزيد من التقدم والعطاء. وهي إذ تشعر بالعرفان بالجميل حيال زوجها وعائلته لاهتمامهم بولدَيها ومساندتها، تشعر بالعرفان حيال المؤسسة العسكرية التي أتاحت لها فرص التعلّم والارتقاء في الحياة العملية من دون أن يشكّل كونها امرأة وأمًا مانعًا دون ذلك.


بنظرها «يمكن التأقلم مع كل الصعوبات والتحديات إذا كانت المرأة مقتنعة بما تقوم به، الصعوبات المرحلية يسهل الاعتياد عليها، أما التقدم في العمل وتحقيق النجاح فيحتاجان إلى الصبر والجهد والتضحية»، وهي تأقلمت مع الحياة العسكرية بكل متطلباتها.


جائزة الملك حسين للضابط المتخرج دانييلا الريّس
أظهرت الضابط المتخرّج دانييلا الريّس أعلى درجات الاندفاع والتميّز خلال متابعتها دورة تدريبية في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية Royal Military Academy of Sandhurst في مملكة بريطانيا العظمى، فكانت مكافأتها ميدالية ساندهيرست الحسين (جائزة الملك حسين)، وتسجيل اسمها إلى جانب أسماء رفاق لها لمعوا خلال متابعتهم دورات تدريبية في الخارج، وحازوا إعجاب مدربيهم في أعرق الجيوش.

تُمنح هذه الميدالية للطلاب غير البريطانيين الذين يتميزون في أثناء التدريب، وسُميت على اسم جلالة الملك الراحل الحسين الذي التحق بساندهيرست في العام 1952.

وكانت الضابط المتخرّج دانييلا الريّس قد تابعت تدريباتها وهي في السنة الثالثة، في أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية إلى جانب 41 طالبًا من 26 دولة، من بينها: الولايات المتحدة الأميركية، ألمانيا، الأردن، أوكرانيا، رواندا، مصر، كينيا، قطر، نيبال وغيرها...

وتُعد Sandhurst واحدة من الأكاديميات العسكرية الأكثر شهرة في العالم، يعود تاريخ بعض أقسامها إلى أكثر من 250 عامًا. كما أنّها الأكاديمية الوحيدة التي تخرّج ضباطًا من الجيش البريطاني، ويلتحق بها طلاب من دول أخرى أيضًا.

ووفق العادات، تقوم ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية بتخريج الضباط من الأكاديمية التي تخرّج منها عدد من أفراد العائلة المالكة.