تحقيق عسكري

مغاوير البحر: تنويه أميركي بكفاءة عسكريّيه
إعداد: ندين البلعة

دورات متقدّمة في موازاة المهمّات الأمنية


يعلم القاصي والداني حجم الأعباء الملقاة على عاتق الجيش في الظروف التي تعيشها البلاد منذ سنوات. وفي سبيل الحفاظ على الأمن والإستقرار يبقى العسكريون في جهوزية دائمة وتنتقل بعض الوحدات من منطقة إلى أخرى لتطفئ نار الفتنة هنا وتمنع تطور إشكال هناك. لكن مع ذلك تسير عمليات التدريب وفق ما هو مرسوم لها. فوج مغاوير البحر الذي اضطلع بدور أساسي في المهمات التي نفّذها الجيش في طرابلس، وفي مناطق أخرى، يتابع تدريبات نوعية في موازاة عملياته النوعية لحفظ الأمن.
«الجيش» قصدت الفوج والتقت قائده العميد الركن عبد الكريم هاشم، ورئيس الفرع الثاني فيه، وتعرّفت إلى بعض التدريبات التي يتابعها العسكريون.


ثناء على التميّز
يشدّد قائد الفوج على أهمية الدورات والتدريبات والتي ظهرت نتائجها جليّةً في تمرين «الصقر الجارح» في قطر والذي شارك فيه 15 ضابطًا وعسكريًا من الفوج، تمثّل دورهم باعتراض سفن في البحر ودهمها.
وقد تميّز المشاركون اللبنانيون بأدائهم العالي الإحتراف، وذلك بشهادة نائب وزير الدفاع الأميركي الذي قدِم إلى لبنان وأثنى على هذا التميّز.

 

زوارق RIBS
قدّمت الولايات المتحدة الأميركية منذ فترة إلى الجيش اللبناني زوارق RIBS من نوع Hurricane Zodiac 933، وكان لا بد من إعداد كوادر مختصّة بالتعامل معها، وفي هذا الإطار تابع ضابط و22 عسكريًا من الفوج دورةً مع المدرّب الكندي JERRY WEISGERBER.
تتميّز هذه الزوارق عن تلك العادية بحجمها (الذي يصل إلى 11 مترًا)، وبسرعة محرّكها. وهي تسهّل تنفيذ المناورات البحرية في الظروف المناخية السيئة، إذ إنها لا تتأثر بارتفاع الموج.
وتحتوي على أجهزة استشعار ورادار يعمل تحت الماء، وفيها مقاعد طبيّة ممتصّة للصدمات (Shock absorber) تحمي الراكب من الكدمات والإصابات، كما أنها تنقل عددًا كبيرًا من العناصر.
تشكّل هذه الزوارق نقلة نوعيّة للفوج، ومن مميّزاتها تسهيل مكافحة القرصنة في البحار، وإمكان تخليص رهائن من سفن مختطفة، ومطاردة الهاربين حتى وإن استخدموا المراكب السريعة.
وبفضل التدريبات التي تلقاها عسكريوه، بات الفوج قادرًا على استخدام هذه الزوارق والمناورة بها.

 

دورة خاصة
إلى ذلك، تابعت سريّتان من فوج مغاوير البحر دورةً خاصة متقدّمة مع فريق تدريب أميركي، هدفت إلى تطوير قدرات العسكريّين في القتال في الأماكن الآهلة والرماية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والإسعافات الأولية المتقدّمة، كما تمّ التركيز على التدريبات الليليّة من اقتحام مبانٍ وغرف، والقتال باستخدام أجهزة الرؤية الليليّة.


CIMIC
الشؤون المدنية وعملية نشر المعلومات كانت أيضًا موضوع دورةٍ تدريبيّة مقتضبة مع فريق أميركي.
وتكمن أهمية هذه الدورة في تأطير جهود الجيش الهادفة إلى خدمة المجتمع وتفعيلها، وتوطيد العلاقة بين القوات المسلحة والمدنيين بما يحقّق المصلحة الوطنية.

 

تعهّد غطّاسين ومدرّب مغوار
تشكّل المثابرة على الغطس إحدى أهم مقومات أهلية الغطاسين الذين يتوجّب عليهم تنفيذ ثماني غطسات شهريًا. لذلك ينظّم الفوج سنويًا دورة لإعادة تأهيل غطّاسيه الذين لم يلتزموا المعدل المحدّد للغطس لسبب أو لآخر، وبالتالي فإن هذه الدورة تسهم في الحفاظ على أهلية كل غطاس التي تخضع أيضًا إلى امتحان سنوي.
من جهة أخرى، يفتتح الفوج كل فترة دورة مدرّب مغوار بحر لتحسين المستوى التدريبي. يتابع هذه الدورة رتباء اجتازوا دورة مغوار بحر بتميّز وأثبتوا من خلالها أنهم يتمتّعون بالكفاءة لتدريب الدورات القادمة.
يتمّ التركيز في هذه الدورة على تقنيات تدريب متنوّعة تشمل السباحة الحرّة، ومبادئ التدريب العامة، وقراءة الخرائط واستخدام الـ GPS، والإبرار والعمليات المجوقلة، بالإضافة إلى التقنيات القتالية الروتينيّة.

 

لياقة بدنية ومهارات فكرية
إلى ما سبق ذكره يتابع المدنيون المتطوّعون لمصلحة الفوج مكتب الدراسة الرقم (1) القسم المشترك الذي يسبق متابعتهم دورة مغوار في مدرسة القوات الخاصة.
والشــرط الأسـاسـي في هذه الـدورة هو القدرة على متابـعتها والقبـول بأسسها وقوانينها، أمّا من يعجز عن ذلك فالتسريح بانتظاره.
لقد بلغ فوج مغاوير البحر مستوى متقدّمًا جدًا من التدريبات حتى أصبحت الدورات بمثابة تبادل خبرات مع وحدات النخبة الأميركية (Navy Seals and Special Forces) التي تشيد بمستوى المتدرّبين اللبنانيين، مشيرة إلى الفارق بينهم وبين عسكريي جيوش الدول الأخرى التي تتدرّب معها، من حيث مستوى اللياقة البدنية والمهارات الفكرية.