قواعد التغذية

مــرضــى السكري التغذية الملائمة قبل العلاج
إعداد: نايلا عساف

السكري حالة مرضية تقتضي اعتماد أسلوب حياة محدد من أبرز مقوماته التغذية السليمة التي تحول دون تفاقم المرض.

في هذا الإطار تحدثنا الى اختصاصية التغذية الآنسة مايا أبو جودة التي تحدد في ما يلي أهم القواعد الغذائية الواجب مراعاتها من قبل مرضى السكري.

 

 *  يقال إن السكري أكثر من نوع واحد، هل هذا صحيح؟

- يمكن أن نميّز بين نوعين من هذا المرض: أولاً السكري الذي يصيب ضحاياه وهم في مرحلة الطفولة، والسبب تلف الخلايا التي تفرز مادة الأنسولين في الجسم، أو عدم قدرتها على العمل بشكل صحيح.

وثانياً، السكري الذي يصيب الراشدين نتيجة صدمة نفسية معينة، أو نتيجة زيادة مفرطة في الوزن.

وبغض النظر عن نوعه، فالسكري يؤدي الى ارتفاع حاد في معدل السكر في الدم، لذا من الضروري اعتماد نظام غذائي سليم ومدروس لمواجهته وتجنب أضراره.

 

 *  الى أي حد يؤثر الغذاء على هذا المرض؟

- تتأثر نسبة السكر في الدم بنوعية الطعام. وبغية ضبط معدل السكر في الدم، من المهم أن يتم تناول الطعام بطريقة منتظمة وفي أوقات معينة، وذلك على أربع وجبات يومياً: الفطور، الغداء، العصرونية والعشاء مع الحرص على تناول الكمية المناسبة من الطعام، والتي تختلف باختلاف متطلبات حالات المرضى بين شخص وآخر

 

وغذاء مريض السكري لا بد أن يحتوي على الخضار والبروتينات والنشويات، علماً أن الخضار بشكل خاص ممتازة لمريض السكري، إذ أنها غنية بالألياف التي تساعد في تخفيض نسبة السكر في الدم. وإذا تخطى الشخص المريض مرحلة الحمية والأدوية كعلاج وأصبح بحاجة الى الأنسولين، فلا يعود بوسعه أن يتناول طعامه عندما يشاء، بل ينبغي عليه الاعتماد على الطبيب الذي يحدد له مواعيد تناول الطعام والأنسولين، علماً أن الأنسولين يعطى للمريض غالباً بعد نحو نصف ساعة من تناوله الطعام وإذا لم يلتزم المريض بالتوقيت الذي حدده له الطبيب لتناول الطعام؛ وتعاطي جرعات الأنسولين، فإنه لن يستفيد من العلاج وبالتالي سيرتفع السكر عنده ويعرضه لأخطار جسيمة.

 

 *   ما هي المأكولات التي يجب أن يتجنبها مريض السكري؟

- ينبغي على المريض أن يمتنع أولاً عن جميع أنواع السكريات السريعة (مثل المشروبات المحلاة، عصير الفاكهة، البوظة، السكر الأبيض والأسمر، العسل والمربيات...).

أما بالنسبة للكحول، فمن الضروري الإقلال من تناولها إذ أنها تتراكم كدهون في الجسم. كذلك يجب تخفيف الدهون كالمقالي، الزبدة، السمنة وتناول الزيوت بكميات معتدلة. وإذا كان المريض يعاني من البدانة، فهو ملزم بتخفيض وزنه واتباع حمية غذائية خفيفة الدسم. ومن المفضل أن يستغني المريض عن النشويات"البيضاء" (الخبز الأبيض، الرز الأبيض، البطاطا...) واستبدالها بالنشويات "السمراء" )الخبز الأسمر، الرز الكامل الأسمر ...) هي مواد غنية بالألياف وتساعده في تخفيض نسبة السكر في الدم.

بالإضافة الى تلك الممنوعات لا بد من الاكتفاء بكمية محدودة من الفاكهة.

 

 *   ما دور الرياضة في حياة المصاب بداء السكري؟

- الرياضة هامة جداً، ومن الضروري أن تكون حمية المريض مرفقة ببرنامج رياضي لمساعدة الجسم على استعادة نشاطه وعلى خسارة الوزن الزائد، وبالتالي تخفيض نسبة السكري.

ويعتبر المشي السريع رياضة سهلة ملائمة للمصابين بالسكري، وأفضل من ممارسة الرياضة العنيفة التي قد تتسبب لهم بحالات هبوط.

 

 *  ما أبرز أعراض داء السكري؟

- أبرز أعراض السكري كثرة العطش وكثرة التبوّل مع جفاف في الفم واللسان. علماً أنه في الكثير من الأحيان، لا تظهر على المريض أعراض محددة تدل على المرض، لذلك فإن فحص الدم هو الذي يحدد نسبة السكري.

ويمكن أن يشعر المريض بالتعب والإرهاق إذا كانت نسبة السكري عنده غير مضبوطة، وفي حال لم يستشر الطبيب فسوف يعاني من حالات ارتفاع وانخفاض عشوائية في السكر مما يسبب له الانزعاج والارهاق. واما تناول المريض أدويته بطريقة عشوائية وخاطئة، فقد يؤدي الى هبوط السكري وبالتالي الى الإصابة بالدوخة وأحياناً فقدان الوعي...

 

 *  ثمة اعتقاد بأن العسل الطبيعي لا يسبب الضرر لمريض السكري. هذا هذا صحيح؟

- العسل مثل السكر الأبيض والمربيات تماماً، لذلك لا يجوز لمريض السكري تناول ما يشاء منه وإن كان طبيعياً. فعدم تسبب العسل الطبيعي بالضرر لمريض السكري مجرد شائعة كاذبة.

أما أقل أنواع السكر ضرراً للمريض، فهو ذلك المتوفر في الفاكهة، لكن هذا لا يعني أن يتناول المريض قدر ما يشاء من الفواكه، بل يسمح بتناولها بكمية محدودة.

 

 *  هل من نصائح أخرى لمريض السكري؟

- أولاً يجب عدم إهمال السكري فالإهمال يتيح للمرض أن يتغلغل ببطء الى الجسم ويتحكم بأعضاء أخرى فيه كشرايين القلب. وإذا تطور يمكن أن يؤذي العين، إضافة الى أنه في حال الاصابة بجرح، يحتمل أن يؤدي الى نزيف يصعب إيقافه. كذلك فإن ارتفاع وزن المريض وزيادة سمنته يعرضانه للإصابة - أيضاً - بأمراض القلب والضغط.

لذلك لا بد من متابعة المرض باستمرار، ليس فقط بتناول الدواء والطعام المناسبين بل أيضا عن طريق إجراء الفحوصات الدورية المنتظمة.

أخيراً لا بـد من الابتعاد عن المأكـولات الجاهـزة التي تحمل صفـة "دايـت" سـواء كانت من الحـلوى أو من الشوكولا أو البسكويـت، فهي لا تـناسب مريض السكـري ولا يمكـنه تناولـها بحسب الرغبة.

 

السكر البديل

لوحظ في الفترة الأخيرة إفراط في استهلاك السكر البديل لمتّبعي "الريجيم" ومرضى السكري... فما مدى تأثير هذا المنتج على الصحة؟ هل هو حل للاجسام البدينة؟ أم أنه خطر على هذه الأجسام؟

في الأسواق منتجات كتب عليها أنها قليلة السعرات الحرارية رغم شدة حلاوتها. هذه المنتجات تحتوي على مُحلّ صناعي نجده في العديد من الأصناف مثل العلكة والبسكويت والحلويات والمرطبات، كما أن هذا المحلي يمكن اضافته بشكل مباشر الى الشاي أو القهوة.

نتنـاول هذه المنتجات ونحن نعتـقد أننا نحـمي أجسـامنا من البدانة، وفي الحقيقـة يسبـب السـكر البديل ضرراً كبيراً للجسم ويؤثر على الصحة، فهو يتفكك في جسم الانسان وينتج عن تفاعله مواد كيميائية سامة منها:

 *   المنتانول (Menthanol): وهي مادة شديدة الخطورة تتفاعل مع انزيمات الكبد وتتحول الى مانتانال (Menthanal) الذي بدوره يؤدي الى أذية شبكة العين ويؤثر على الأعصاب مما يسبب أمراضاً عصبية خطيرة. وفي بعض الأحيان قد يؤدي الى الغيبوبة الدائمة )الكوما( .

 *   فينيلالانين (Phenylalanine): هي مادة مضرة بالجهاز العصبي، وإذا لم يفككها الأسيد المعوي تؤدي الى الاصابة بمرض مزمن يسبب بدوره تأخيراً في النمو العقلي. وهذه المادة شديدة الخطورة للحوامل إذ أنها قد تؤذي الجنين.

الى ذلك فإن تناول السكر الكيميائي يؤدي الى الشعور بالتعب الدائم والى أوجاع في العضلات والرأس.

ولهذه الأسباب تنصح منظمة الصحة العالمية بعدم استعمال هذا المنتج الذي تفرض بعض البلدان المتقدمة وضع تحذير على غلافه.