معالي وزير الدفاع الوطني في كلمته الشهرية

مقال وزير

مع كل عام جديد إرادة تتجدد وأمن يتعزز وجيش يبقى عماد الوطن

ثوابتنا لن تتبدل وهدفنا تحقيق الإنسحاب الكامل عن أرضنا والوصول الى السلام العادل والشامل

عام جديد وإرادة تتجدد وأمن يتعزز، وجيش هو عماد الوطن بكل ما يحمل من مسؤولية جعلته الركيزة الأساس للبنان.

عام جديد يطل علينا ونحن أكثر تمسكاً بالثوابت التي نؤمن بها وبالوعي المدروس للمخاطر التي نواجهها، في ظل ما تحمله تلك التهديدات التي تطال لا لبنان فقط، والتي تفرض علينا المزيد من التنبه والإصرار على تمسكنا بحقنا في استرداد آخر شبر من أرضنا التي يحتلها العدو الإسرائيلي. قد لا تكون تهديدات إسرائيل جديدة بكل ما تحمل من دلالات وتحديد للأهداف التي تسعى الى ضربها، لكنها حتماً هي الأخطر إذ أنها تأتي في سياق هذا المخطط الإرهابي الذي يستهدف المنطقة، ويسعى لفرض الهيمنة الكاملة عليها، وضرب كل مقوماتها، بما يظهر جلياً أن هذا المشروع في أهدافه وسياق ما يسعى إليه، يصب في خانة تحقيق الحلم الصهيوني التاريخي الرامي الى تفتيت المنطقة، والذي يتأطر اليوم في سياق الإندفاع الأميركي الذي تشهده المنطقة متجاوزاً الشرعية الدولية. ولبنان المعني بهذه التهديدات وبما يخطط للمنطقة ككل، هو اليوم في موقفه الوطني والقومي، لا يزال يجسّد حالة المواجهة التي يجب أن تشكل الجدار المانع أمام تمرير هذا المشروع الذي يريد أن يضرب في كل اتجاه، وأن يقلب الموازين ويحدث الخرق التاريخي في الجسد العربي ككل. ونحن اليوم وأكثر من أي وقت مضى نؤكد على صلابة الموقف الواحد بين لبنان وسوريا والذي يعبّر عن حقيقة وإرادة الإنسان العربي، وعن الرؤية الصائبة في فهم أبعاد هذا المخطط وإتخاذ الموقف التاريخي لمواجهتها.

إننا وبقدر ما نتسلح بوحدتنا الوطنية ووعينا لما هو قائم من حولنا، وبقدر ما يجب أن نجسد إرادتنا عبر التمسك بالثوابت التي نؤمن بها كخيار لا بديل عنه لمواجهة الهجمة الإسرائيلية وتجلياتها على مستوى المنطقة، بقدر ما يجب أن نلتزم بوحدة الموقفين اللبناني والسوري والتي أكدت مراحل مختلفة أنها شكلت الضمانة الحقيقية لمنع إحداث أي خرق على المستوى الوطني والقومي، والتي تستند الى وعي مشترك لحجم ما نواجه من تحديات تسعى الى تغيير واقع منطقتنا ككل وقلب مفاهيمها.

وإننا في لبنان ما زلنا نقدم هذا النموج الرائع لمفهوم المقاومة بكل معانيها الجامعة والمانعة والتي ستظل خياراً كاملاً لا يمكن التخلي عنه، بالرغم من سعي البعض عبر ممارسة كل أنواع الضغوط لنتخلى عن هذا الخيار. وهدفنا تحقيق الإنسحاب الكامل من أرضنا والوصول الى السلام العادل والشامل، وهذه ثوابت يلتزم بها لبنان رغم شراسة هذه الهجمة التي نثق كل الثقة بأن وحدة الموقفين اللبناني والسوري ستظل قادرة على مواجهتها.