وقفة وفاء

ممثل قائد الجيش: قدرنا بذل التضحيات الجسام في ساحة الحرية والكرامة
إعداد: جان دارك أبي ياغي

حديقة عامة في البوار تخليدًا لذكرى المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري


برعاية قائد الجيش العماد جان قهوجي ممثلًا بالعميد الركن شامل روكز، إفتتحت مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري بالتعاون مع بلدية البوار، الحديقة العامة المشيّدة باسمه، إلى جانب مبنى بلدية البوار – كسروان. حضر الإحتفال قائمقاما جبيل حبيب كيروز وكسروان - الفتوح جوزيف منصور، رئيس بلدية البوار السيد قزحيا عتيّق، رؤساء المجالس البلدية المجاورة وأعضاؤها، أرملة اللواء الركن الشهيد فرانسوا الحاج، الفنان جورج خبّاز، عدد من ضباط الجيش اللبناني، عائلات الضباط الشهداء، بالإضافة إلى فاعليات دينية واجتماعية وفنية وحشد من أبناء البلدة.
مع وصول ممثل قائد الجيش العميد الركن شامل روكز عزفت له ثلة من العسكريين التشريفات، ثم جال مع رئيسة مؤسسة العاقوري السيدة ليا العاقوري ورئيس بلدية البوار قزحيا العتيق على أرجاء الحديقة.


تخليداً لذكراهم
بدأ الإحتفال بالنشيد الوطني اللبناني عزفته موسيقى الجيش بقيـادة العقيـد جورج حرو، ثم كلمة ترحيب من عرّيف الإحتفال الزميل باتريك المستحي الذي أعرب عن فخره بأن يكون «هذا الجيش منا ولنا وأن نكون منه وله»، وقال: «نقف في هذه الحديقة لتكريم جيشنا الباسل ولتخليد ذكرى شهدائه الأبطال وتقدير تضحياته الغالية صونًا للكرامات والحريات». وخاطب المقدم الشهيد شعرًا:
أغنيك لا أبكيكَ، يخْذِلُني دَمعي
وما زُلْتَ مِلءَ الحبِّ واللحن والعِطْر
ومِلْءَ رُبى لبنانَ ذِكْرًا مُطَيِّبًا
ويا رُبَّ أجيالٍ تعيشُ على ذِكْرِ
وكيفَ يَلُمُّ الموْتُ روحًا توزَّعتْ
بأرواحِ كلِّ الناس كالطِّيبِ في الزَّهْرِ
رئيسـة لجنة السيــاحة في بلدية البــوار رولا غانم البواري اعتبرـت في كلمتـهـا، أنّ الشهـادة التي تعبّر عن البـسـالة وحـب الوطن والدفــاع عنه، حلّـت اليوم في البوار لتزيدها جمالًا، مشيدة بالتـعاون بين مؤسسة الشهيد وبلدية البوار لإنماء البلدة وخدمتها بصـورة أفضل، ولتبقى ذكرى الشهيد خالدة في نفوس أبنائها.
وأكدت أرملة الشهيد ليا العاقوري في كلمتـها أن عزاءها وعزاء أهل الشهــداء الذين سقطوا دفاعًا عن الوطـن، أنّهـم واجـهـوا الموت بشجاعة فقهروه بالشهادة، معتبرة أنهم ملائكة حراس، تضحياتهم إرث وأمانة في أيدي الاجيال الصاعدة وتعويذة في عنق الوطن.
وشرحت لماذا تمّ اختيار بلدة البوار لإقامة الحديقة العامة إذ تمثـل مرتع الحب والذكريات، حيث جمعـها بصبحي منزل ولد فيه أطفالهم الأربعة وتشاركوا مع أهلها الأفراح والأحزان، شاكرة تعاون البلدية (السابقة والحالية) لإتمام هذا المشروع وتحويل الحلم الى حقيقة، واعدة بإقامة حديقة عامة ثانية في مسقط رأس الشهيد دير الاحمر في وقت غير بعيد.
وختمت بتوجيه تحية الى قائد مؤسسة الشرف والتضحية والوفاء العماد جان قهوجي الذي لم تشغله المهمات القيادية وسط الأخطار الكبيرة المحدقة بالوطن عن الإلتفات الأبوي إلى أبناء المؤسسة العسكرية، من العاملين والمتقاعدين والشهداء ورعاية شؤونهم الحياتية والإنسانية، وإلى كل من ساهم ماديًا ومعنويًا بمساعدة المؤسسة على تحقيق هذا المشروع، من دون أن تنسى الفنان جورج خباز، وأعضاء المؤسسة الذين هم اليد اليمنى في نجاح أي مشروع.


كلمة قيادة الجيش
رحّب ممثل قائد الجيش العميد الركن شامل روكز في كلمة ألقاها باسم القيادة بالحضور قائلًا: «يشرّفني أن أقف اليوم بينكم ممثلًا قائد الجيش العماد جان قهوجي لرعاية هذا الإحتفال العطر الذي أرادت من خلاله مؤسسة المقدم الشهيد صبحي العاقوري، بالتعاون مع أهالي بلدة البوار، توجيه تحية وفاء الى الشهيد البطل صبحي عبر افتتاح هذه الحديقة الغنّاء باسمه، تيمنًا بمآثره البطولية في الدفاع عن الوطن والإنتصار لكرامة أبنائه».
وأضاف: «قدر لبنان أن يواجه المصاعب الواحدة تلو الاخرى، وقدر جيشه أن يبذل التضحيات الجسام في ساحة الحرية والكرامة. وكلما ارتوى تراب وطننا بمزيد من دماء الشهداء كلما أزهرت فينا الحياة أملا ورجاء، منعة وصمودًا وارتفع علمنا المفدى إلى العُلى فخورًا بشعب يبني وجيش يحمي ويتلاحمان معًا في السراء والضراء. فمن العدوان الإسرائيلي الوحشي على لبنان في تموز 2006 وما سبقه، إلى معركة نهر البارد التي سطَّر خلالها الشهيد ملحمة بطولية رائعة إلى يومنا الحاضر، ها هم رجال الجيش على عهدهم يمتشقون سيوف الحق يردون بها كيد العدو إلى نحره ويستأصلون جذور الإرهاب والإجرام من أرض تقدَّس ذكرها في التاريخ وسمت بأبنائها جيلًا بعد جيل».
وتابع: «شهيدنا البطل نستذكرك اليوم وكل يوم بقلوب ملؤها الفخر والاعتزاز. ومن هنا، من هذا المكان الشاهد على عظمة تضحياتك وبطولاتك نعاهدك مرة أخرى أن نصون مبادئك وقيمك التي نذرت حياتك لها، وألا نتردد في سلوك درب الشهداء كلما دعا الواجب في سبيل وطن ترخص من أجله الأرواح».
وختم بالقول: «باسم قائد الجيش العماد جان قهوجي أحيي افراد عائلة الشهيد وأقرباءه وأحباءه، وأتوجه بالشكر إلى بلدية البوار رئيسًا وأعضاء وإلى أهالي البلدة الكرام وكل من أسهم في إنشاء هذه الحديقة العامة. تحية وفاء وإجلال الى روح الشهيد في عليائها، ولتبق مآثره الخالدة نبراسًا للأجيال، وذكراه الطيبة نجمًا ساطعًا في سماء لبنان».


«لا تخافي سالم غفيان...»
المحطــة التالية كانت وقفة فنية مع موسيقى الجيش أنشــدت خلالهــا الأغاني الوطنية والعسكرية الحماسيـة، وفي نهــايتهــا قــدّم أولاد الشــهـيد، باقتي ورد إلى ممثل قــائــد الجــيش العميد الركن شامــل روكز وإلى قائــد الفرقــة الموســيقــية العقيد جورج حرّو.
وقدّمــت مؤسـســة الشهيد العاقـوري دروعــًا تكريمية إلى كل مــن: ممثل قائد الجيش، رئيــسي بلدية البوار الحالي والســابق، ممثـلين عن المصارف التي ساهمــت في إتمام المشروع وهي: بنك عوده، البنك اللبناني الكندي، فيرست ناشــيونال بنــك والــسيد حنا روفايل.
وبدورها، تلقّت رئيسة المؤسسة دروعًا تكريمية من بلدية البوار ومؤسـسة فريد الدكان للأبحاث القانونية ومن أصدقــاء الشهــيد في بلدة البوار.
ثم كان عرض لفيلم وثائقي، من إخراج بيتر خوري، بثت فيه لقطات مصوّرة للمقدم الشهيد مع عائلته وفي ساحة المعركة في نهر البارد قبل إصابته بثلاث دقائق، كما تضمن شهادات حيّة أجمعت على أنّه كان قائدًا ميدانيًّا من الدرجة الأولى.
وعلى أنغام أغنية السيدة فيروز «لا تخافي سالم غفيان مش بردان ومغطّى بعلم لبنان»، أسدل الستار وبكى الجميع تأثّرًا.
وعلا في سماء المنطقة الحمام الأبيض وأطلقت المفرقعات النارية (تقدمة السيد طوني العاقوري) وتبادل الجميع نخب المناسبة.
وكان سبق الافتتاح زرع أربع أرزات حملت كل واحدة اسم أحد الأولاد الأربعة للشهيد وهم: جويس وجو وكلوي وكريستي.

 

مواصفات الحديقة
تبلغ مساحة الحديقة، التي تقع في منطقة خضراء بطبيعتها، حوالى 2200م2، وضع تصميمها المهندس جورج العاقوري، وهي تضم ثلاثة أقسام: جولة المقاتل حيث اكتست الألعاب بالمرقط, والمساحة المخصصة لألعاب الأولاد مفروشة بسجاد من المطاط لتأمين سلامتهم، وثمة مساحة أخرى وضعت فيها مقاعد للإستراحة.
طبيعة الأرض المنحدرة تتيح للزائر التمتّع بالمشهد البانورامي الرائع المشرف على البحر. والخطوط الإنسيابية تحاكي الحرية والإنفتاح وتتيح للزائرين شعورًا مريحًا.
إشارة الى أنّه يمكن إقامة الحفلات والمناسبات الخاصة والعامة في الحديقة، إذ إنها تتسع لأكثر من 800 شخص.

 

تصوير:
ساسين دكاش
وفوج المغاوير