تحقيق عسكري

منطقة جبل لبنان
إعداد: ريما سليم ضومط
تصوير: طلال عامر - العريف فادي بيروتي

حدودها من الشوف الى جبيل ورعايتها تشمل عشرات الألوف
جغرافياً في قلب الوطن وعسكرياً في قلب المؤسسة

حدودها من الشوف الى جبيل مروراً بكسروان، وعديدها يتخطى ال15 الف عسكري في الخدمة الفعلية، ورعايتها تشمل الى هؤلاء عدداً كبيراً من المتقاعدين وعائلاتهم وعائلات الشهداء.
منطقة جبل لبنان، جغرافياً هي في قلب لبنان وعسكرياً في قلب المؤسسة.
«الجيش» زارت قيادة المنطقة حيث التقت قائدها العميد الركن انطوان كريم واطلعت منه على مهامها وصلاحياتها واحوالها. ومن ثمّ تجوّلت في المواقع التابعة لها في حمانا وصربا وبيت الدين، وتوقفت في ابرز اقسامها.
حصيلة الجولة في هذا التحقيق.

 

قائد المنطقة: عملنا يقوم على ادارة الموارد بفعالية

بدأت جولتنا في منطقة جبل لبنان بزيارة الى ثكنة شكري غانم حيث تتمركز قيادة المنطقة، وكانت المحطة الأولى في مكتب قائدها العميد الركن أنطوان كريم الذي كان لنا حوار حول هيكلية المنطقة ومهامها.


* ممّ تتألف منطقة جبل لبنان؟
- تشمل الهيكلية الإدارية لمنطقة جبل لبنان قيادة المنطقة وأركانها: العديد، والعمليات، والتجهيز، إضافة الى قسم التوجيه، وفرع المخابرات، وقسم التأليل. كذلك تضم: مقرّ عام المنطقة، سرية الشرطة، طبابة المنطقة، قسم التعبئة ومواقع صربا وحمانا وبيت الدين.


* ما هي أبرز المهام التي تضطلع بها منطقة جبل لبنان؟
- تتولى المنطقة تأمين الدعم اللوجستي والإداري للقطع والوحدات المنتشرة في قطاعها، بما في ذلك التموين والتغذية والمحروقات والطبابة، علماً أنها تؤمن التغذية لحوالى 25 ألف عنصر من خلال لجان تغذية وعدد من المطابخ التي يتبع قسم منها مباشرة للمنطقة، في حين يعمل عدد آخر تحت إشرافها. أما الطبابة فهي متوافرة للعسكريين وعائلاتهم من خلال 13 مستوصفاً يبلغ عدد المعاينات الطبية فيها حوالى 15 ألف معاينة شهرياً.
وتشمل مهام المنطقة أيضاً إدارة الثكنات والمواقع العسكرية التابعة لها في صربا وحمانا وبيت الدين، اضافة الى صيانة مساكن الضباط ومنازل تعاضد الرتباء والأفراد القائمة ضمن المواقع المذكورة والتي يتجاوز مجموعها المئتين وستين مسكناً.
وتندرج ضمن مسؤوليات المنطقة مهمة الدفاع عن الأماكن التي تتمركز فيها، إضافة الى المساهمة بشكل فعّال في عمليات الإنقاذ والإطفاء في أثناء الحوادث الناجمة عن الكوارث الطبيعية.
من جهة أخرى، تتولى منطقة جبل لبنان إدارة شؤون المتقاعدين القاطنين ضمن قطاعها والبالغ عددهم نحو 16 ألف متقاعد. كما تهتم بالأعمال الإدارية الخاصة بالشهداء والمعوّقين والمتوفّين والبالغ مجموعهم في المنطقة حوالى 1500 شخص.


* إن المهام التي أشرتم اليها لا بد أن تستدعي طاقات بشرية ومادية لتنفيذها، فهل لديكم ما يكفي من الإمكانات المطلوبة؟
- قد يكون للعنصرين البشري والمادي أهمية كبرى على صعيد إنجاز المهام بالسرعة المطلوبة وضمن المهل المحددة لها، غير أن الأهم اعتماد خطة عمل مدروسة تضمن نجاح المهمة وتنفيذها على أكمل وجه بصرف النظر عن حجم العديد أو كمية السيولة المتوافرة. من هنا فقد اعتمدنا في المنطقة خطة عمل تقوم على إدارة الموارد بطريقة علمية وفعّالة، فوضعنا جدولاً بالأولويات، ثم تطرقنا إلى آلية تنفيذ المهام، وقد أعدنا تطبيق المهام اللوجستية اليومية بمستوى الجهوزية المطلوب في أثناء الحرب، وذلك انطلاقاً من أن تأمين الجهوزية والحفاظ عليها في زمن السلم هما السبيل الى التنفيذ السليم في أثناء الحرب.
من جهة أخرى، عملنا على تمتين الثقة بين الرؤساء والمرؤوسين عبر الإستماع الى مشاكلهم اليومية ومساعدتهم قدر الإمكان على حلّها، وساهمنا في الوقت نفسه في خلق اللحمة والتضامن بين جميع العسكريين إنطلاقاً من مبدأ احترام الإنسان كقيمة بحد ذاته. وقد كان لرفع معنويات العسكريين نتائج ايجابية على صعيد زيادة الإنتاج، لا سيما بين العناصر الذين تعرضوا لإعاقات جسدية في أثناء الحرب والذين يتجاوز عددهم المئة وخمسين عنصراً ضمن منطقة جبل لبنان، إذ أعدنا لهؤلاد ثقتهم بأنفسهم عبر تسليمهم مسؤوليات مختلفة تنسجم مع قدراتهم الجسدية، توزعت ما بين أمانة السر وبيت الجندي والمطبخ والمخزن والمستوصف.


* ما هي أبرز الإنجازات التي تحققت في المنطقة في الفترة الأخيرة؟
- نحن في ورشة عمل متواصلة لتطوير المنطقة والإرتقاء بخدماتها الى أفضل المستويات، وقد عملنا خلال الأشهر الأخيرة على إعادة تفعيل مختبر صربا الطبي الذي كان متوقفاً عن العمل. فاستعاد دوره الآن بشكل ممتاز بعد تزويده المعدات والعديد اللازمين. كما قمنا بمشاريع شتى في المنطقة من بينها تزفيت عدد من الطرقات والساحات وإنارتها، وتشجير محيط الثكنة، إضافة الى معالجة أنابيب الصرف الصحي، وذلك بالتنسيق مع عدد من الوزارات والبلديات.
كذلك، طالت التحسينات مياه الشرب والكهرباء، كما كان للشق الأمني حيّز مهم من ورشة الإصلاح. فقد لجأنا الى ضبط الأمن عبر المداخل الأساسية لقيادة المنطقة عن طريق ضبط حركة الزائرين، كما قمنا بإنشاء مدخلٍ إضافي تمّ تزويده مخفر حرس وعناصر للحماية.

 

مقرّ عام المنطقة: مهمة عملانية واخرى ادارية ولوجستية

محطتنا الثانية كانت في مقرّ عام المنطقة حيث استقبلنا قائده العقيد الركن رضوان خير الذي اختصر دور المقرّ بمهمتين أساسيتين، إحداهما عملانية والأخرى إدارية ولوجستية.
المهمة العملانية تنفذها سرية الحراسة والمدافعة وتشمل حراسة ثكنة شكري غانم وتأمين خدمة الطوارئ فيها، إضافة الى حراسة منازل الضباط في منطقة حارة الست.
أما المهمة الإدارية واللوجستية فتتولاها سرية القيادة والخدمة، وتشمل إنجاز المعاملات الإدارية الخاصة بأجهزة المنطقة، وإنجاز معاملات مالية لحوالى 1800 عسكري في الخدمة الفعلية ونحو 16 ألف متقاعد يؤمّن لهم المقرّ المساعدات المرضية، كما يعنى بتنظيم بطاقات الخدمات الاجتماعية لهم ولعائلاتهم.
إضافة الى ذلك، تتولى سرية القيادة والخدمة دفع المساعدات الإجتماعية والمدرسية لعائلات الشهداء والمعوّقين، وتحصيل اشتراكات الإسكان من المتقاعدين. كما تهتم بمحاسبة عتاد المنطقة، ومسك السلفات المالية، وإدارة المطبخ وتأمين التغذية والمحروقات لعناصر ثكنة شكري غانم.

 

سرية الشرطة: إنجاز 4200 ملف تحقيق العام 2005

من مقرّ عام المنطقة انتقلنا الى سرية الشرطة حيث تعرفنا الى دورها من خلال حوار مع آمرها العقيد جورج قرقفي.
أشار العقيد قرقفي الى أن سرية شرطة منطقة جبل لبنان ترتبط عضوياً بقيادة المنطقة، في حين أنها ترتبط بقيادة الجيش - أركان الجيش للعديد والنيابة العامة العسكرية في ما يتعلق بالضابطة العدلية. كما تكلّف السرية اجراء تحقيقات من قبل قائد المنطقة في ما خصّ المواضيع المتعلقة بوحدته (أي منطقة جبل لبنان) كونه قائد وحدة كبرى.
وفي ما خصّ مهام سرية الشرطة، فقد أوضح العقيد قرقفي أنها تشمل ضبط مخالفات العسكريين بمختلف أنواعها، وتقديم خدمات مساندة قتال، إضافة الى تأمين ضابطة عدلية عسكرية من خلال التحقيق بالجرائم التي تمسّ الجيش أو لها علاقة بأحد أفراده وفقاً لأصول مبيّنة في تعليمات الشرطة العسكرية.
وأضاف أنه يتمّ خلال العام 2005 إنجاز 4200 ملف تحقيق من ضمنها 230 ملفاً تتعلق بحوادث السير.
وأشار العقيد قرقفي في حديثه الى أن سرية الشرطة مسؤولة عن إدارة سجن ثكنة شكري غانم الذي يستوعب عشرين موقوفاً، وكان قد أنشئ العام 2002 بهدف توقيف العسكريين المحكومين والموقوفين لصالح النيابة العامة على ألاّ تتجاوز مدة حكمهم الشهر الواحد.

 

في المواقع: نظافة ونشاط وروحية الفريق

في جولة في المواقع التابعة لمنطقة جبل لبنان إستوقفتنا عوامل ثلاثة مشتركة هي، النظافة، الحركة الدائمة، والعمل بروحية الفريق الواحد.
بداية الجولة كانت في موقع بيت الدين حيث لاحظنا أن ضآلة الإمكانات المادية والنقص في العديد لم يمنعا الموقع من تحقيق نتائج مشرّفة على صعيدي الإنتاج والجودة في الخدمات، والفضل في ذلك يعود الى الجهود التي يبذلها طاقم العمل ضباطاً ورتباء وأفراداً، والتي كان من بين ثمارها تصنيف مستوصف الموقع الأول في منطقة جبل لبنان على صعيد مؤشر الإنتاجية، وتصنيف المطبخ الأول في المنطقة لناحية الإنتاجية والمجهود الشخصي.

 

موقع بيت الدين: مستوصف مميّز ومطبخ مصنّف

زيارتنا الى بيت الدين بدأت بجولة في الموقع شملت عدداً من أقسامه، رافقنا خلالها قائد الموقع العميد الركن هاني الخوري وعدد من الضباط.
توقفنا أولاً في المستوصف حيث كان عدد كبير من المرضى ينتظرون دورهم للمعاينة الطبية في قاعات واسعة تتميّز بنظافة وترتيب لافتين. وقد علمنا من رئيس المستوصف الرائد الطبيب حلاوي أن الموقع يستقبل شهرياً حوالى الألفي مريض، يتولى معاينتهم أطباء من مختلف الإختصاصات من بينها، الطب العائلي، أمراض القلب والشرايين، الأمراض النسائية والتوليد، العظم والمفاصل، المسالك البولية، الأسنان، الأطفال، الغدد، والسكري.
وأكد الرائد الطبيب حلاوي أن هذا المستوصف هو الوحيد في منطقة الشوف الأعلى ويستفيد من خدماته العسكريون في الخدمة الفعلية والمتقاعدون وعائلاتهم، مشيراً الى وجود مشروع لبناء مستوصف جديد قادر على استيعاب حجم المستفيدين.
تخللت جولتنا في المستوصف وقفة في غرفة الطوارئ التي تمّ تفعيلها في الفترة الأخيرة، ومنها الى الصيدلية حيث تستقبل العريف محاسبة الصيدلية طالبي الدواء بابتسامة مشجّعة، وتقدّم مع الأدوية تمنياتها بالشفاء العاجل، ما يشيع حالة من الإطمئنان والراحة لدى المرضى الزائرين.
بعد الصيدلية قمنا بزيارة المطبخ حيث شهدنا كيفية إعداد الطعام تمهيداً لتوزيعه على المستفيدين بطريقة صحية. وقد علمنا من العميد الركن الخوري أن المطبخ يغذّي حوالى 1500 عنصر يومياً، وقد صنّف الأول في المنطقة من حيث الإنتاجية والمجهود الشخصي بالرغم من أنه قديم نسبياً ويحتاج الى تطوير وتحديث.
واصلنا جولتنا لتشمل أمانة السرّ وبيت الجندي ومختلف أقسام الموقع، وقد لاحظنا وجود نسبة كبيرة من العسكريين الذين يعانون إصابات أو إعاقات جسدية، وهم يشغلون وظائف منتجة مساهمين في رفع مستوى الجهوزية في الموقع.
ومما لاحظناه أيضاً في أثناء جولتنا، وجود آلية «فان» تحمل مواداً غذائية وبعض السلع كانت تستعد لمغادرة الموقع، وقد علمنا من العميد الركن الخوري أن هذه الآلية ليست سوى «بيت جندي جوّال» ينتقل بين الألوية والأفواج المنتشرة عملانياً ضمن بقعة عمل الموقع بغية تأمين المشتريات والحاجات الضرورية للعسكريين بأسعار زهيدة أسوة بباقي بيوت الجندي في الجيش.

 

قيادة الموقع في قصر الأمير قاسم الشهابي

ختام الزيارة كان في مكتب العميد الركن الخوري الذي قدم لنا لمحة موجزة عن تاريخ الموقع مشيراً إلى أنه أنشئ العام 1978 وتمركزت قيادته في قصر الأمير أمين الشهابي ثم انتقلت لاحقاً الى قصر الأمير قاسم الشهابي، وقد توالى على قيادته ثلاثة عشر ضابطاً.
وعن الهيكلية الإدارية للموقع أشار العميد الركن الخوري الى أنه يتألف من: سرية قيادة وخدمة، حضيرة إشارة، فصيلة شرطة، مستوصف، فصيلة صيانة، محطة محروقات، بيت جندي، مكتب سير، مطبخ، قسم معدات، ومخفر حرس.
وأضاف: حديثاً أنشئت ثلاثة مبانٍ للموقع ومخازن للذخيرة في منطقة بيت الدين، وقد تمّ استلام أحد المباني الذي أنجز العمل فيه بصورة نهائية، بانتظار استلام باقي المباني والمخازن عند إنجازها نهائياً من قبل المتعهّد.
أما عن مهام الموقع فأوضح قائده أنها تشمل تقديم الطبابة للعسكريين في الخدمة الفعلية والمتقاعدين وعائلاتهم، وتأمين التغذية للألوية والأفواج المنتشرة عملانياً ضمن نطاق الموقع، وتوزيع المحروقات على المستفيدين من هذه الخدمة، إضافة إلى حراسة الموقع والدفاع عنه، ومراقبة النقاط الجودزية وعقارات الجيش لمنع إشغالها من قبل أي كان، وتنفيذ دوريات إنضباط، والإشراف على تنفيذ رمايات في حقل الدامور.
وتحدث عن دور إنمائي يتمثل بتوزيع شتول وغرسات على بلديات المنطقة، موضحاً أن هذه العملية تتمّ سنوياً إثر استلام الشتول من قيادة المنطقة. كما أشار الى مساهمة عناصر الموقع في تنظيف الأحراج من الأعشاب اليابسة تفادياً للحرائق، إضافة إلى مشاركتهم في إطفاء الحرائق ومساعدة المواطنين في الكوارث الطبيعية.
وأكد العميد الركن الخوري على العلاقة الودية التي تجمع ما بين المواطنين وجيشهم، حيث يتوافد أبناء المنطقة من فعاليات وطلاب الى الموقع للتهنئة في عيدي الجيش والإستقلال، إذ أصبح كل منهما تقليداً سنوياً يشهد التحام المدنيين مع جيشهم في عرس وطني يضم مئات المحتفلين.

 

حمانا: الموقع العريق يستضيف كل صيف ابناء الشهداء

من بيت الدين الى حمّانا حيث الكثير من القواسم المشتركة، لا سيما في ما خصّ النظافة والترتيب، إضافة الى الموقع المميّز والطبيعة الخلاّبة.
يتمركز موقع حمّانا في ثكنة عسكرية بناها الجيش الفرنسي العام 1932 بهدف إنشاء قاعدة لوجستية لقواته المنتشرة في منطقة جبل لبنان.
بعد ست سنوات من إنشائها، إنتقلت الثكنة من عهدة جيش فيشي الى يد قوات من جيش فرنسا الحرّة، وذلك إثر غارة جوّية قامت بها جيوش الحلفاء لإسقاط المنطقة عسكرياً.
العام 1945، تسلّم الجيش اللبناني ثكنة حمّانا مع مخازن للذخيرة تابعة لها في معتصم بمريم، فتمركز في الثكنة فوجا الهندسة والإشارة، في حين استعملت المخازن لخزن مواد ومعدات خاصة بفوج الأشغال.
بدءاً من العام 1960 سمّي مركز حمانا العسكري موقعاً، وتبدّلت الأفواج والقطع المتمركزة فيه عدة مرات، في حين تعاقب على قيادته 24 ضابطاً آخرهم العقيد الركن بسام أبو المنى الذي رافقنا في أثناء جولتنا في الموقع.
في حديث لنا خلال الجولة، عرض العقيد الركن أبو المنى أبرز مهام الموقع، وهي تأمين الطبابة والتغذية والمحروقات إضافة الى حفظ الأمن والدفاع عن الموقع وتسيير دوريات إنضباط. وأضاف أنه من ضمن مسؤوليات الموقع مهمة التدريب وتنفيذ مختلف توجيهات التعليم المعممة سنوياً من قبل أركان الجيش للعمليات.
وأشار قائد الموقع الى مساهمة عسكرية في أعمال الإغاثة خلال الكوارث الطبيعية كالثلوج والإنهيارات والحرائق، موضحاً أن الموقع مزوّد عربة إطفاء كاملة التجهيزات يمكن الإستعانة بها عند الحاجة.
من جهة أخرى، تطرق العقيد الركن أبو المنى الى مهمة سنوية يقوم بها الموقع وهي استقبال المخيم الصيفي لأبناء العسكريين حيث يؤمن لهم التغذية وجميع التجهيزات اللازمة خلال إقامتهم في المنطقة. وأضاف أنه يستقبل أيضاً وفوداً من طلاب المدارس وسكان المنطقة في أثناء الأعياد الوطنية التي تتجلّى خلالها روح التآلف والتآخي بين المواطنين وجيشهم، مؤكداً على وجود علاقة تعاون بين قيادة الموقع وأبناء المنطقة تهدف الى خدمة الوطن والمواطن.

 

أقسام الموقع: حراسة شاملة وخدمات صحية وغذائية

العقيد أبو المنى تحدث عن أقسام الموقع، مقدماً لمحة موجزة عن دور كل منها بدءاً بقيادة الموقع التي تضم قائد الموقع وأمانة سرّه وفرع مخابرات إقليمياً، ثم سرية القيادة والخدمة التي تعنى بشؤون التموين والنقل وإدارة نادي الضباط وبيت الجندي، إضافة الى مسؤوليتها عن أعمال الصيانة بما فيها صيانة منازل الضباط وجميع المنشآت الموجودة ضمن حرم الموقع.
أما سرية الحراسة والمدافعة، فتتولى حراسة الثكنة والدفاع عنها، إضافة الى حراسة منازل الضباط الموجودة ضمن قطاع عمل الموقع.
وتابع العقيد أبو المنى أن أقسام الموقع تشمل أيضاً المستوصف الذي يضم عيادات متخصصة يستفيد من خدماتها العسكريون وعائلاتهم.
كما يضم صيدلية تؤمّن الأدوية المتوافرة في الجيش.
وهناك أيضاً فرع التغذية الذي يتألّف من لجنة تغذية تؤمّن الطعام للعسكريين العاملين ضمن حرم الموقع، إضافة الى العسكريين المنتشرين عملانياً ضمن محيطه وذلك من خلال مطبخ مجهّز بمختلف المعدات الصحية الحديثة.
وقد لاحظنا في أثناء جولتنا في المطبخ وجود معدات لتكرير المياه وتنقيتها قبل استخدامها كمياه الشرب والطهي.
وقد أشار قائد الموقع الى أن مياه المطبخ معقمة وصحية وذلك بشهادة المختبرات التي ترسل إليها شهرياً عينات من المياه لفحصها وللتأكد من جودتها وصلاحيتها.
أمّا طعام المطبخ فلا يقلّ جودة عن مياهه، وقد تأكدنا من ذلك بعد أن تذوقنا أحد الأطباق الشهية التي تمّ إعدادها لغداء العسكريين التابعين للموقع.
إضافة الى الأقسام المذكورة، تخللت جولتنا برفقة قائد الموقع وقفة في نادي الضباط الذي يتميّز بقاعات واسعة ومرتّبة، خُصّص بعضها للطعام والآخر للتسلية والرياضة، علماً أن قاعة الرياضة تشمل مختلف المعدات الحديثة من بينها آلات لرياضة المشي وأخرى لرفع الأثقال وغيرها من الرياضات المتعددة.
وتجدر الإشارة الى أن نادي الضباط موجود ضمن فندق للجيش متوقف عن العمل حالياً، وهناك مساعٍ لإعادة افتتاحه في القريب العاجل كما أشار العقيد الركن أبو المنى.
من الفندق انتقلنا إلى بيت الجندي الذي يتميّز بقاعة واسعة تتيح للعسكريين مشاهدة التلفزيون والتسلية مع بعضهم البعض بارتياح تام، إضافة إلى تأمين مختلف المشتريات التي يحتاجونها ضمن الثكنة بأسعار متهاودة.
المحطة ما قبل الأخيرة كانت في المشغل، وهو بمثابة مصنع مصغّر، إذ يضمّ قاعات متخصصة إحداها للنجارة، وأخرى للحدادة والبويا، وأخرى للزجاج، اضافة الى مخزن للعدّة، علماً أن جميع القاعات مجهّزة بمختلف الأدوات التي تقتضيها ضرورات العمل.
أما ختام جولتنا فكان في تعاونية الجيش المتمركزة ضمن حرم الثكنة، والتي تقدّم للعسكريين والمدنيين سلعاً مختلفة بأسعار زهيدة.

 

موقع صربا: خلية نحل تؤمن الطبابة والخدمات لعدد هائل من العسكريين

موقع صربا خلية نحلٍ، وورشة عمل متواصلة. الجميع في حركة دائمة بغية إنجاز المهام على أكمل وجه، وتقديم الخدمات لمستحقيها من دون تأخير أو تقصير.
يتميّز موقع صربا من نواحٍ عدة، فهو أولاً يضم فصيلة شرطة تتولى القيام بأعمال الضابطة العدلية، وهي تتبع الموقع من الناحية الإدارية، في حين أنها تابعة لمنطقة جبل لبنان لجهة التحقيقات والملفات.
ويضم موقع صربا أيضاً طبابة جبل لبنان التي تتمركز ضمن قيادة الموقع وتؤمن الطبابة لعدد هائلٍ من العسكريين وعائلاتهم. كما يتمركز فيه أيضاً فرع لمؤسسة الإقتصاد، يستفيد عسكريو الموقع من خدماته، في حين يستفيد بدوره من التقديمات اللوجستية للموقع.
عن دور موقع صربا ومهامه، تحدث قائد الموقع العميد سركيس نعوم مشيراً الى انه يقدم عدة خدمات من بينها تأمين القاعدة اللوجستية من تغذية وتموين وطبابة ومحروقات لمختلف القطع المنتشرة ضمن بقعة عمله، إضافة الى دور دفاعي وأمني يشمل مراقبة الإنضباط داخل الموقع وضبط المخالفات، ومراقبة الدخول والخروج من الثكنة وإليها، إلى جانب الدفاع عن أماكن التمركز وحراسة منشآت عسكرية خارج نطاق الثكنة.

 

وأضاف العميد نعوم أنه من ضمن مسؤوليات الموقع صيانة المنشآت والممتلكات الخاصة بالجيش والموجودة ضمن قطاعه، بما فيها منازل الضباط ومنازل تعاضد الرتباء والأفراد في صربا وحالات.
كما يضطلع الموقع بأعمال الإغاثة والإنقاذ عند حصول كوارث طبيعية.
وأشار العميد نعوم الى أن مهام الموقع تتطلب جهوزية تامة، موضحاً أن الحفاظ على الجهوزية يتم من خلال التدريب المتواصل للعسكريين الذي يشمل تمارين استنفار دورية تهدف الى الدفاع عن الثكنة والمنشآت العائدة إلى الموقع، إضافة إلى تمارين السير والرمايات السنوية المقررة. كما يشمل التدريب تنفيذ جميع برامج التعليم الصادرة عن قيادة الجيش.
وأضاف قائد موقع صربا أن من بين عسكريي الموقع عدداً ممن يعانون أوضاعاً صحية خاصة ناتجة عن إصابات في أثناء الحرب، لكن ذلك لا يمنعهم من القيام بواجباتهم ضمن المهام المحددة لهم.
في ختام الزيارة الى قيادة موقع صربا كانت لنا جولة في مختلف أرجائه شملت أمانة السرّ ومكتب الأمن إضافة الى سرية القيادة والخدمة التي تضم: أمرة السرية، فصيلة التموين والنقل، مركز الإشارة، حضيرة الصيانة، نادي الرتباء، بيت الجندي، ومحطة المحروقات.
كما توقفنا في سرية الحراسة والمدافعة التي تضم ثلاث فصائل، والتي تتولى إضافة إلى مهامها الأساسية في الدفاع عن الموقع، حراسة منشآت عسكرية خارج نطاق الثكنة من ضمنها، منازل الضباط ومنازل تعاضد الرتباء والأفراد.

 

وشملت جولتنا أيضاً فصيلة الشرطة حيث تعرفنا الى مهامها المختلفة، من الحفاظ على الإنضباط عبر تنفيذ «يوم إنضباطي» لضبط مخالفات العسكريين، الى تسيير دوريات حول الثكنة ومداخلها، ومنع الدخول إليها من دون مستند قانوني، وعمليات المداهمة والمواكبة والتبليغات والتحقيقات الفورية، إضافة الى مسك المخافر داخل الثكنة.
المحطة ما قبل الأخيرة كانت في مستوصف موقع صربا الذي يستقبل العسكريين وعائلاتهم للمعاينات من قبل أطباء متخصصين في عدة مجالات من بينها أمراض القلب، الأطفال، النساء، أعصاب الرأس، المسالك البولية، الجراحة العامة، جراحة الأعصاب، أمراض العين، المعالجة النفسية، وطب الأسنان.
ويضم المستوصف قسماً للطوارئ مزوّداً بمعدات للجراحة البسيطة، وعيادتي أسنان حديثتي التجهيز، كما أنه مزوّد بآلات طبية حديثة تغطي مجالات عدة من ضمنها التصوير الشعاعي، التصوير الصوتي، تخطيط القلب، التصوير الشامل للأسنان.
أما الملفت في مستوصف صربا فهو المختبر الطبي الذي أعيد تفعيله أخيراً حيث زوّد كامل التجهيزات والمعدات الطبية المطلوبة لمختلف فحوصات الدم، علماً أنها من أحدث المعدات الموجودة في لبنان.

 

طبابة المنطقة: خدمات مؤمنة للعسكريين وعائلاتهم

في ختام جولتنا في موقع صربا قمنا بزيارة الى طبابة منطقة جبل لبنان المتمركزة في ثكنة ريمون حايك، حيث تعرّفنا الى مهامها عبر حوار مع رئيس الطبابة العقيد الصيدلي خليل الحلو.
بداية، أشار العقيد الصيدلي الحلو الى أن طبابة منطقة جبل لبنان ترتبط عضوياً بقيادة المنطقة، وترتبط إدارياً برئاسة الطبابة العسكرية.
أما مهامها فحددها على الشكل الآتي:
- تأمين المعاينات الطبية للعسكريين وعائلاتهم.
- تأمين الخدمات الطبية التكميلية بما فيها الأشعة، والمختبر، ومختبر الأسنان، والتصوير الصوتي، والمعالجة الفيزيائية، والمعالجة النفسية، وتقويم النطق، داخل الطبابة وفي المستشفى العسكري المركزي أو في المستشفيات والمراكز الطبية المدنية المتعاقدة.
- التفتيش الصحي على السجون والمطابخ والمسابح المتعاقدة مع الجيش.
- التدريب على الإسعاف الأولي وإلقاء المحاضرات الطبية والصحية.
- تأمين عضوية اللجان الطبية ولجان التطويع وغيرها من اللجان.
- اجراء فحص جرثومي دوري للمياه في المراكز العسكرية للتحقق من سلامة مياه الشرب.
- رش المبيدات ومكافحة الحشرات في المراكز العسكرية.
- تأمين الإستشفاء في المستشفى العسكري المركزي أو في المستشفيات المتعاقدة.
- تأمين الإسناد الطبي للقطع والوحدات عبر تزويد كل منها بسيارة إسعاف بإشراف طبيب يرافقه ممرض عند كل مهمة تدريب.
وتحدث العقيد الصيدلي الحلو عن الطاقم الطبي في منطقة جبل لبنان مشيراً الى أنه يضم حوالى 65 طبيباً متخصصاً يؤمنون حوالى 1213 ساعة معاينات في الأسبوع، إضافة الى 22 موظفاً مدنياً يؤمنون أكثر من 700 ساعة عمل في الأسبوع.
وأشار الى أن طبابة المنطقة تضم 15 مستوصفاً، منها ما يرتبط مباشرة برئاسة الطبابة كمستوصفات صربا، شكري غانم، بعبدا، مزبود، عمشيت، ويسوع الملك، ومنها ما يرتبط وظيفياً بطبابة المنطقة كمستوصفات بيت الدين، حمانا، كفرشيما، قاعدة جونيه البحرية، الشرطة العسكرية، مبنى القيادة، رومية، معسكر خدمة العلم، والشؤون الجغرافية.