ملف العدد

من الأسر إلى السراي والأهل العيون والساحات أمطرت فرحًا ودموعًا

بين انطلاق الموكب من جرود عرسال وصولًا إلى السراي الحكومي، وبين لهفة الأهل واحتشاد اللبنانيين حولهم، عاش لبنان في الأول من الشهر الجاري فرحة تحرير 16 عسكريًا من قبضة الأسر. والأمل أن يتكرّر المشهد قريبًا ويتحرّر الباقون...

 

الاحتفال الرسمي في السراي الحكومي
مع وصول العسكريين المحررين إلى بيروت بعد الإفراج عنهم، أقيم احتفال رسمي في السرايا الحكومي في حضور رئيس الحكومة تمّام سلام وأعضاء خليّة الأزمة الوزراء: سمير مقبل، علي حسن خليل، وائل ابو فاعور، نهاد المشنوق، وأشرف ريفي.
كذلك حضر السفير القطري محمد علي المري، وقائد الجيش العماد جان قهوجي، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم، والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، والمدّعي العام التمييزي سمير حمّود والأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد خير، وأهالي العسكريين المحررين.

 

الرئيس سلام
أكّد رئيس مجلس الوزراء تمّام سلام في الكلمة التي ألقاها أنّ «هناك جهودًا بُذلت داخليًا لإنهاء ملف العسكريين المختطفين، تمثّلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليًا إلى خليّة الأزمة»، لكن هناك أيضًا الأجهزة الأمنية بجميع مؤسساتها التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة ونجحنا وعبرنا إلى الحرية والكرامة وعزّة لبنان».
وقال الرئيس سلام: من السراي الكبير من دار اللبنانيين... كانت الوقفة الوطنية الصارخة المعبّرة لمجلس الوزراء يوم ووجهنا بهذا العمل الإرهابي ضد الوطن، وكانت خليّة الأزمة وبدأ العمل.
وأضاف: معظم الأهالي عاشوا المعاناة ببعدها الإنساني الذي تجلّى بأشكال مختلفة، على مستوى الأمهات والآباء والزوجات والعائلات ونحن نتفهمّه، ولكن أيضًا هناك بُعد وطني تمثّل بأبطالنا العسكريين الذين تحمّلوا وقاسوا وصمدوا، وصمدنا معهم وكان الانفراج وكانت الأفراح وكان الإنجاز. لكن لا بدّ لي من أن أذكر بهذه المناسبة شهداءنا الذين نترحّم عليهم وقد تسلّمنا اليوم جثمان الشهيد محمد حميّة. المسيرة ماضية ونحن وجنودنا الأبطال وعائلاتهم ماضون في المسيرة لنحقّق المزيد من الإنجازات، ويعلم الجميع أنّ إنجازًا كبيرًا ما زال يشكّل تحدّيًا لنا جميعًا، وهو ما بقي لكم من أخوان عسكريين في الأسر، علينا أن نسعى أيضًا إلى تحريرهم، وإلى تحقيق النتائج الطيّبة من أجل لبنان واللبنانيين، ومن أجل وحدة وطننا ووحدة موقفنا وقرارنا. ثقوا بدولتكم، ثقوا بحكومتكم، ليس لنا ولكم إلا هذا اللبنان... فلتتضافر جهودنا جميعًا، لأن لبنان بحاجة إلى كل أبنائه من عسكريين ومن كل الفئات.
وأردف: هناك جهود بذلت داخليًا تمثّلت بالمساعي التي باشر بها مجلس الوزراء وانتقلت عمليًا إلى خلية الأزمة، ولكن هناك أيضًا الأجهزة الأمنية بكل مؤسساتها من جيش وقوى أمن وأمن عام ومعلومات ومخابرات، وكل الأجهزة التي تضافرت جهودها على مدى سنة وأربعة أشهر... وهناك أيضًا الأجهزة القضائية التي واكبتنا في الصغيرة والكبيرة، فنجحنا وعبرنا إلى الحريّة والكرامة وإلى عزّة لبنان.
وختم قائلًا: لا بد لي من التوجّه باسمكم جميعًا بالشكر والتقدير إلى كل الدول والقيادات التي ساهمت معنا وسعت من أجل هذه الفرحة...

 

اللواء ابراهيم
بدوره، تحدّث اللواء ابراهيم معدّدًا بدايةً أسماء العسكريين المحرّرين، وتابع قائلًا: «لأن لبنان بلد الحرية عدتم أحرارًا إلينا، ها هم العسكريون الأبرار يعودون إلى حضن وطنهم، إلى حضن شرعيتهم ومؤسساتهم، إلى ذويهم ورفاقهم كي يعاودوا من جديد ما بذلوه. كانت محنة الأشهر الـ16 خير شاهد على أنهم برّوا بقسمهم، وصمدوا بين أيدي خاطفيهم، لم يفقدوا إيمانهم بالله ولا بذواتهم ولا بإرادتهم ولا بدولتهم، التي منذ احتجازهم لم توفّر أيّ جهدٍ في سبيل استعادتهم إلى أن وصلنا إلى هذا اليــوم».
وأضاف اللواء: «لا بدّ من توجيه الشكر إلى كلّ من انضم إلى جهودنا في سبيل إطلاقهم. إنها المرة الثالثة التي تمرّ الدولة اللبنانية بامتحان كهذا مع هذه الجماعات، وهي تتمسّك بكرامتها وصلابة موقفها التفاوضي وبعدم التخلّي عن مقومات السياسة، في الوقت الذي حرصت فيه على أرواح عسكرييها وحمايتهم بُغية استعادتهم. كانت شروط التفاوض شاقّة وطويلة... ولكن سقف الكرامة الوطنية والتمسّك بثوابت دولة القانون وعدم التخلّي عن السيادة، أفضت إلى تكريس حقوقنا واستعادة عسكريينا...».
ووجّه اللواء ابراهيم شكره إلى جميع من أولاه الثقة وسهّل مهمته.
وختم قائلًا: اليوم من السراي الحكومي، أقول لكم أيها العسكريين: هنيئًا لكم الحرية على أمل استكمال الفرحة الأولى بفرحةٍ مماثلة في استعادة عسكريينا لدى داعش...