في مواجهة الإرهاب

من الضنية إلى «فجر الجرود» ملحمة البطولة والفداء والتضحية والوفاء
إعداد: ندين البلعة خيرالله

للجيش مع الإرهاب والعصابات المسلّحة مواجهات بطولية وحكاية مسطّرة بدم الشهادة، فهو لا ولم ولن يتهاون في هذا المجال، وطالما أكّدت قيادة الجيش أنّ «يد الإرهاب ستُقطع»، ملتزمة بذلك حماية حدود لبنان وجروده وداخله من كل الاعتداءات والممارسات الإرهابية التي ضربت وما زالت كل يوم تهدّد سلامة مواطنيه وأمنهم.
من الضنية إلى جرود عرسال ورأس بعلبك، مرورًا بنهر البارد، وعبرا، ومواجهات طرابلس... دفع جيشنا ثمنًا باهظًا ودمًا غاليًا من خيرة أبنائه وأبطاله الشهداء، فكان عنوانًا للتضحية والوفاء.

 

دخل لبنان الألفية الثالثة متوّجًا بدماء شهدائه العسكريين الذين تصدوا لمؤامرة حاكها مجرمون إرهابيون في منطقة جرود الضنية. وبينما كان الجميع يستعد للاحتفال برأس السنة الجديدة، كان جيش لبنان يخوض معركته الأولى في سلسلة المعارك التي واجه فيها الإرهاب. ففي أعالي الجرود الشمالية، في منطقة الضنية، حاولت عناصر تابعة لمجموعة مرتبطة بجماعات التكفير والهجرة، إدخال البلد في نار الفتنة والدمار، ورسم حدود جزيرة أمنية تهدّد المنطقة والمحيط.

 

مطلع الـ2000: 11 شهيدًا
شهدت تلك الجرود والقرى المجاورة لها بين الليلة الأخيرة من 1999 والرابع من كانون الثاني 2000،  معركة قاسية حسمها الجيش لمصلحة الوطن والسلم الأهلي، بعد أن دفع ثمنًا غاليًا: أحد عشر شهيدًا. ما الذي حصل في تلك الليلة؟
تعرّضت دورية من المغاوير على طريق سير الضنية الرئيسي لكمينٍ مسلح أدّى إلى استشهاد أربعة عسكريين وفقدان ضابط وعسكري. على الفور طوّقت قوى الجيش جرود المنطقة وهاجمت مواقع وأبنية تحصّن فيها الإرهابيون متّخذين من المدنيين دروعًا بشرية، ما أدّى إلى مقتل بعضهم (من بينهم قائد المجموعة) وجرح وأسر عدد آخر.
جريمة الضنية صدمت اللبنانيين الذين فاجأهم غدر الإرهاب كما فاجأتهم الوحشية التي وسمت سلوك الإرهابيين وتنكيلهم بجثث الشهداء من دون أي رادع أخلاقي أو إنساني. يومها عرف اللبنانيون أنّهم أمام نموذج جديد من الأخطار: الإرهاب التكفيري الذي ما لبث أن انتشر كالوباء في العالم.  

 

 نهر البارد: حرب المئة وخمسة أيام
«حياتنا فداء للبنان»، صرخة واحدة أطلقها عسكريونا، وتجلّت بطولةً ورسالة وإيمان في معركة نهر البارد- طرابلس في العام 2007. دفعوا غاليًا ثمن التزامهم الحفاظ على حياة المدنيين وممتلكاتهم (بعد أن جعلهم الإرهابيون دروعًا يحتمون بها)، وكانوا مثالًا للمناقبية: يرفض الجريح منهم «نقاهته» ليبقى إلى جانب رفاقه. ويخاطر بحياته كي لا يعرّض حياة مدنيين للخطر، وإن كان هؤلاء بمعظمهم من عائلات الإرهابيين المحصنين في المخيم.
اندلعت المواجهات بين الجيش و«فتح الإسلام» إثر اعتداء غادر صباح 20 أيار على مراكز للجيش في محيط نهر البارد، نتج عنه استشهاد ضابط و27 عسكريًا وعدد من المدنيين. على الفور رفعت قيادة الجيش جهوزيتها، وعزّزت الوحدات بأخرى من الأفواج الخاصة، فتمّت السيطرة على كامل المخيم الجديد، ثم بدأت القوى تهاجم المخيم القديم وتضيّق الخناق على المسلحين بعد أن فشلت المساعي بإقناعهم بالاستسلام.
أُخلي المخيم من العائلات، وشاهد العالم بأسره صور العسكريين وهم يحملون أطفال المسلحين ويساعدون نساءهم على الخروج من منطقة المعارك، ملتزمين المواثيق والأعراف الدولية ذات الصلة.
في الثاني من أيلول وفي اليوم الخامس بعد المئة، انتصر الجيش بعد أن أنهى تدمير المعاقل الأخيرة لعناصر «فتح الإسلام» وتابع ملاحقة الفارين منهم خارج المخيم.
عملت قوى الجيش المشاركة في المعركة بتنسيقٍ دقيق في ما بينها، وتمّ استعمال الأسلحة المناسبة لمعالجة الأهداف المحددة بدقة فائقة حفاظًا على حياة المدنيين. وفي مواجهة الأسلحة الحديثة التي امتلكها الإرهابيون من صواريخ وقواذف ورشاشات وأسلحة قناصة مجهزة بمناظير حديثة، وعبوات يتمّ التحكم بها عن بعد... ابتكر الجيش وسائل جديدة. فمن تصفيح الآليات الهندسية، إلى تطوير الأسلحة والقذائف وإطلاقها للمرة الأولى في تاريخ الحروب من الطوافات لإصابة أهداف دقيقة داخل المخيم، سجّل الجيش اللبناني ابتكارات مذهلة، عوّضت ما يعانيه من نقص في التسليح والتجهيز.
 

بالتزامن مع المعركة
تزامنت معركة نهر البارد مع أحداث أمنية هدفت إلى إشغال الجيش، إذ حصل الكثير من التفجيرات المتنقلة بين المناطق والمجمعات التجارية، فضلًا عن الاعتداءات على مراكز وحواجز للجيش، تمّ التعامل معها بحرفيةٍ وحزم.
171 شهيدًا، جرحى بالمئات، وأعطال بالآليات والعتاد... ثمن دفعه الجيش لإنهاء الظاهرة الشاذة في مخيم نهر البارد، فداءً للبنان.

 

طرابلس 2011- 2014
على مدى سنوات شهد شمال لبنان ومدينة طرابلس سلسلة مواجهات ضمن جولات متعاقبة بلغت ذروتها بين العامَين 2011 و2014، وكبّدت الجيش عشرات الشهداء ومئات الجرحى والخسائر، كما أوقعت شهداء مدنيين أبرياء ودمّرت أحياء ومساكن وقطعت أرزاقًا.
في 31/10/2011، ومع تسارع الأحداث في سوريا، عمدت قيادة الجيش إلى تعزيز وحداتها المنتشرة على الحدود، وتكثيف الإجراءات الأمنية لحماية المواطنين ومنع انعكاس هذه الأحداث على الداخل اللبناني.
نتيجة الاحتقان السياسي، نشرت رياح الفتنة سمومها في طرابلس عاصمة الشمال، فدخلت دوامة العنف عبر جولات من القتال بين مسلّحين من باب التبانة وجبل محسن. كل مرة عمل الجيش على احتواء الموقف، لمنع الأيادي السوداء من تخريب مسيرة الأمن والاستقرار، دفع ضريبة الدم مرارًا وتكرارًا خلال محاولته الفصل بين المسلحين في جولات العنف المتكررة.

 

تعزيز الانتشار في الشمال
في الأول من نيسان 2014، واستنادًا إلى قرار مجلس الوزراء، بدأ تنفيذ الخطة الأمنية في مدينة طرابلس بالتعاون بين الجيش والأجهزة الأمنية، وقد شملت الإجراءات بالإضافة إلى تسيير الدوريات وإقامة الحواجز، ودهم معاقل المطلوبين وتعقّبهم، تمّت إزالة الدشم والمتاريس في الأحياء ولاسيما في جبل محسن وباب التبانة لإعادة الوضع إلى طبيعته بصورةٍ تامة. عادت المدينة إلى الحياة في كنف الجيش الذي ما زالت وحداته تتابع مهماتها الأمنية والاجتماعية في المدينة عبر نشاطات تهدف إلى تصفية الأحقاد القديمة.

 

القضاء على إحدى أخطر خلايا داعش
في 23 تشرين الأول 2014 تمكّن الجيش من القضاء على واحدة من أخطر خلايا داعش، حيث نفّذ عملية اعتقل خلالها أحد أهم كوادره في الشمال، الإرهابي أحمد سليم ميقاتي، والذي كان يخطّط لتنفيذ عمل إرهابي كبير. قبض الجيش على ميقاتي داخل شقّة في بلدة عاصون، في عملية نوعية قتل خلالها عددًا من الارهابيين.
عقب هذه العملية عمدت قوى الإرهاب إلى زعزعة الوضع الأمني في طرابلس وإثارة الفتن والتحريض المذهبي، ونشرت عناصر مسلّحة في أحياء من المدينة. كما اعتدى مسلّحون على الجيش في المحمّرة (عكار)، والمنية (طرابلس)، فردّ الجيش بحزمٍ، وضرب الإرهابيين في عمق أوكارهم.
عشرات الشهداء، مئات الإصابات والقتلى سقطوا في مربع جغرافي لا يتعدّى ثمانية كيلومترات مربعة. أكثر من عشرين جولة اشتباك بين منطقتَي جبل محسن وباب التبانة، كان الجيش خلالها يقتحم نيران المسلحين وحمم أسلحتهم الثقيلة ليزيل الكابوس عن طرابلس.

 

عبرا 2013
أيادي الشر والفتنة لم تستسلم، وهذه المرة كان المسرح في عبرا - صيدا، وتحديدًا في المربع الأمني للشيخ أحمد الأسير. ففي 23/6/2013 قامت مجموعة مسلحة تابعة للأسير بمهاجمة حاجز تابع للجيش اللبناني في بلدة عبرا - صيدا. وبدمٍ بارد قتل الإرهابيون ضابطَين وأحد العسكريين بينما أُصيب عدد آخر بجروح. خاض الجيش معركة شرسة مع مسلّحي المجموعة الإرهابية التي كانت تشنّ عليه حملة تكفير وتدعو إلى الجهاد ضده وتعمل على نشر الفتنة والعبث بأمن البلاد. تحصّن الإرهابيون في مآذن بعض المساجد في المدينة، وأطلقوا النار منها باتجاه الجيش، كما تمركز قسم منهم في شقق سكنية عالية مزوّدين كاميرات مراقبة دقيقة للغاية. الأمر الأصعب في تلك المعركة، كان وجود المدنيين داخل عدد كبير من الأبنية، وحِرْص الجيش على سلامتهم كلّفه غاليًا قبل أن يحسم المعركة.

 

2013-2014: عرسال والجرود
2013: الجماعات الإرهابية تتحصن في  جرود عرسال ورأس بعلبك والقاع، وتعتدي على الجيش اللبناني، فضلًا عن تنفيذها تفجيرات في عدة مناطق لبنانية، وإطلاق عشرات الصواريخ على بلدات بقاعية.
مطلع شباط 2013، وفي أثنــاء قيام دورية من الجيش في أطراف بلدة عرسال بملاحقة أحد المطلـوبين إلى العدالة بتهمة القيام بعدة عمليات إرهابية، تعرّضت لاعتداءٍ غادر، والإرهابيون اقترفوا بحق الجيش جريمة بشعة لا يرقى إلى بشاعتها إلاّ ما في المجرمين الذين اقترفوها من قبح وإجرام.
استشهاد الرائد بيار بشعلاني والمعاون ابراهيم زهرمان على يد الإرهابيين، أثار ردود فعل لدى المواطنين الذين عبّروا عن غضبهم وحزنهم من خلال حركات احتجاج قطعوا خلالها الطرق في مختلف المناطق. طوّق الجيش المنطقة بهدف القبض على الفاعلين، لكن انتظاره صدور الأوامر من السلطة السياسية بدخولها كان طويلًا ومكلفًا.
فقد أعقبت هذه الحادثة اعتداءات متفرقة ضد الجيش شهدتها عرسال ومحيطها. صباح 28 أيار 2013، تعرّض أحد مراكز الجيش في منطقة وادي حميّد - عرسال، لهجومٍ غادر آخر قامت به مجموعة مسلحة، تصدّى عناصر الحاجز للمهاجمين وحصل اشتباك أسفر عن استشهاد ثلاثة عسكريين.
الاعتداءات التكفيرية الإرهابية على الجيش لم تتوقف، كما التفجيرات الدموية المتنقلة في مختلف المناطق اللبنانية والتي أودت بحياة عشرات المدنيين الأبرياء. في 26 آذار 2014 استشهد ثلاثة عسكريين وجرح آخرون في تفجير سيارة مفخخة استهدفت حاجزًا للجيش في عرسال. وفي نيسان تعرّضت دورية للجيش لكمينٍ نصبه الإرهابيون في منطقة الرهوة- جرود عرسال، ما أدّى إلى إصابة عسكريين بجروح.
 

أخطر ما تعرّض له لبنان
لم تكد تمضي ساعات على احتفال لبنان واللبنانيين بعيد الجيش في الأول من آب 2014، حتى هبّت الرياح السوداء. هاجمت جماعات الـ«نصرة» و«داعش» مواقع الجيش ومراكزه في منطقة عرسال على أثر توقيف السوري عماد أحمد جمعة، ما أدّى إلى وقوع عدد من الإصابات بين شهيد وجريح في صفوف العسكريين والمدنيين من أبناء البلدة، الذين تضامنوا مع القوى العسكرية والأمنية ضد العناصر المسلّحة التي وُجدت في بلدتهم. كما أقدمت هذه المجموعات المسلّحة التابعة لجنسياتٍ متعددة، على الاعتداء على عسكريين من الجيش والقوى الأمنية الأخرى داخل البلدة وخطفت عددًا منهم.
فيما كانت نيران الإرهاب تتّجه نحو المراكز العسكرية في عرسال، أعلن الجيش أنّه لن يسمح لأي طرف بأن ينقل المعركة من سوريا إلى أرضه، ولن يسمح لأي غريب بالعبث بأمن لبنان. وأكّدت قيادته أنّ الجميع مدعو لوعي خطورة ما يجري وما يُحضّر للّبنانيين والجيش، بعدما ظهر أنّ الأعمال المسلّحة ليست وليدة الصدفة، بل هي مخططة ومدروسة.
تسعة عشر شهيدًا وستة وثمانون جريحًا، وعشرون عسكريًا مفقودًا، إلى عشرات الجرحى هي حصيلة الحرب التي شنّها الإرهابيون على الجيش اللبناني في عرسال على مدى ستة أيام (2- 7 آب 2014).
وقد أكّدت المعطيات الخطيرة التي كشفها التحقيق مع الإرهابي الموقوف عماد أحمد جمعة والوقائع الميدانية، أنّ «ما حصل كان أخطر ما تعرّض له لبنان واللبنانيون». ولو انهزم الجيش في عرسال، لكانت الفتنة اشتعلت في لبنان، ولكان المسلّحون وصلوا إلى اللبوة وفرضوا خط تماس جديدًا ولارتكبوا المجازر فيها... ولو أنّ الجيش انهزم، لكانوا دخلوا إلى عكار ومنها وصلوا إلى البحر وأعلنوا دولتهم.
لقد حمى الجيش لبنان بهذه المعركة... دماء العسكريين واستبسالهم قطعا الطريق على محاولة تغيير وجه لبنان، بل ربما محوه من الخريطة كدولة...
استمرّت الاعتداءات المتفرقة، ففي 19 أيلول تعرّضت شاحنة عسكرية تابعة للجيش لانفجار عبوة ناسفة في أثناء انتقالها داخل بلدة عرسال، ما أدى إلى استشهاد عسكريَين اثنين، وإصابة ثلاثة بجروحٍ ما لبث أحدهم أن استشهد لاحقًا. وفي موازاة ذلك، ظلّت قوى الجيش المنتشرة في منطقة عرسال على جهوزيّتها تتصدى للإرهابيين وتقصف تحصيناتهم، وتمنع تحرّكهم.
 

في جرود رأس بعلبك 2015
من تقييد تحركات الإرهابيين إلى مهاجمة مواقعهم في عمليات نوعية على مستوى عالٍ من الحرفية والشجاعة. ففي شباط 2015 تقدّم أبطال الجيش باتجاه صدر الجرش وحرف الجرش، هذان المرتفعان اللذان يشكّلان موقعَين استراتيجيَين بالغَي الأهمية. العملية التي شكّلت إنجازًا ساطعًا تمّت في غضون ساعات قليلة، وكانت بمثابة ضربة صاعقة للإرهابيين المتحصّنين في الجرود الوعرة، ففرّوا مخلّفين جثث قتلاهم وكميات من الأسلحة والأعتدة.
ثمانية شهداء ودّعهم لبنان بعدما سقطوا في هذه المعركة في جرود رأس بعلبك ليحموا الوطن من وحش الإرهاب.

 

فجر الجرود 2017
«باسم لبنان، والعسكريين المختطفين، ودماء الشهداء الأبرار، وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم»، أطلق قائد الجيش العماد جوزاف عون صباح التاسع عشر من آب 2017 عملية «فجر الجرود». حُدّدت المهمة بمهاجمة إرهابيي «داعش» في جرود رأس بعلبك - القاع، وتدميرهم لاستعادة الأرض والانتشار على الحدود. نفّذ الجيش المهمة وفق خطة مُحكَمة وضعتها القيادة وواكبت تنفيذها لحظة بلحظةٍ، من غرفة العمليات ومن ميدان القتال.
أسفرت عمليات الجيش، عن دحر المجموعات الإرهابية وقتل نحو 20 إرهابيًا، وتدمير 11 مركزًا تابعًا لهم تحتوي على مغاور وأنفاق وخنادق اتصال وتحصينات وأسلحة مختلفة. وفيما استشهد عدد من العسكريين أُصيب آخرون بجروحٍ مختلفة نتيجة التفخيخات والألغام والأشراك التي وضعها الإرهابيون، لكن الوحدات واصلت تقدّمها السريع تحت غطاء ناري كثيف أمّنته المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ والطائرات، فسُجّلت حالات انهيار وفرار كبيرة في صفوف الإرهابيين. وفي 30 آب 2017 كان النصر الكبير، حيث تطهّرت جرود السلسلة الشرقية من الإرهاب واستعاد الجيش جثث العسكريين الذين كانت المجموعات الإرهابية قد اختطفتهم في جرود عرسال في العام 2014.
«فجر الجرود» بظروفها وخططها والتقنيات التي استُخدمت فيها وبالكفاءة القتالية التي أظهرها جيشنا خلالها، باتت محطة يتوقف عندها القادة والخبراء العسكريون في أكبر الجيوش المعاصرة وأهمّها. بدمائه طهّر جيشنا في هذه المعركة أرضنا من رجس الجماعات الإرهابية، وانتشر للمرة الأولى على الحدود الشرقية الشمالية، محافظًا على جهوزية كاملة لرصد الخطر، فالحرب ضد الإرهاب لم تنتهِ.