نوادينا

من النادي العسكري إلى نادي الأرز أجمل المعالم وأفضل الخدمات والأسعار
إعداد: ندين البلعة خيرالله
تصوير: العريف مارون بدر

تُعتبر النوادي العسكرية جزءًا من أجهزة الرعاية الاجتماعية في الجيوش، ولا يقتصر دورها على تقديم خدمات الطعام والمنامة والترفيه وممارسة الرياضة ضمن إطار يليق بالضباط والرتباء وعائلاتهم ومدعويهم، وإنما يتعداها ليشمل تنمية الروابط الاجتماعية بين العسكريين وعائلاتهم من جهة، والتفاعل بين المجتمع العسكري والمجتمع المدني من جهة أخرى.
تتميز نوادي الضباط والرتباء في الجيش اللبناني بمواصفاتٍ عالية على صعيدَي البناء والخدمات مقابل كلفة منخفضة. وهي تقدّم نموذجًا يُحتذى في مجال إدارة المشاريع واستثمارها. وكما في سائر مرافق الجيش، تصنع الإدارة الجيدة الكثير الكثير... من قليل الإمكانات المتوافرة.
في هذا العدد إضاءة على النادي العسكري المركزي- المنارة أقدم نوادينا العريقة، فضلًا عن محطة في جهاز إدارة النوادي ووقفة قصيرة في النوادي الأخرى.

 

في قلب العاصمة بيروت، وعلى امتداد 6000 م2 على الواجهة البحرية، يقع النادي العسكري المركزي- المنارة، مرفق اجتماعي وترفيهي، مميّز بموقعه وخدماته، أنشأته السلطات الفرنسية في عهد الانتداب وأسمته Le Bain Militaire، وتسلّمه الجيش اللبناني في العام 1943.
يخبرنا رئيس النادي العميد إبراهيم سلّوم أنّ النادي يومها كان بناءً بسيطًا ومطعمًا عبارة عن خيمة من دون كابينات، عُرف في المحيط باسم «الحمام العسكري»، وتطوّر في بداية الخمسينيات، مع بعض الشاليهات والكابينات. وفي العام 1957 اتّخذ تسميته الرسمية وبقي مرتبطًا مباشرةً بقيادة الجيش إلى حين إنشاء جهاز إدارة النوادي، حيث بات يرتبط به ويتبع إداريًا لمقرّ عام منطقة بيروت.

 

المنشآت والخدمات
في مطلع الستينيات بُني مطعم يستقبل حوالى 200 شخص دفعة واحدة، بالإضافة إلى 500 كابين وشاليه مخصّصة للضباط والمشتركين من المدنيين. ومع مرور السنوات وسّع النادي منشآته على مرحلتَين: المرحلة الأولى إنشاء النادي الصحي (في العام 2002)، والمرحلة الثانية إقامة المبنى الجديد الذي يتضمّن الشاليهات والفندق (في العام 2012). يضمّ النادي اليوم ثلاثة مبانٍ رئيسة هي:
- مبنى النقيب الشهيد سيمون جرجي (مطعم ومقصف).
- مبنى النقيب الشهيد وليد عويدات (الفندق والشاليهات).
- مبنى الملازم أول الشهيد جورج هيدموس (النادي الصحي).
المحطة الأولى في جولتنا كانت في المبنى الجديد الذي يتضمّن مطعمًا ومقصفًا، ومكاتب للضباط، بالإضافة إلى الفندق المؤلف من 22 غرفة وجناحَين. كذلك، يتبع لهذا المبنى 44 شاليه على امتداد الشاطئ، توازي بمواصفاتها أفخم المنتجعات والمرافق السياحية، ويشكّل قسم منها نزلًا (foyer) لطلاب الجامعات المحيطة شتاءً.
في النادي الصحي 46 شاليه أخرى تخضع لإعادة التأهيل والتحديث، إضافةً إلى مطعم، ومقصف، ومسبح شتوي، وقاعة رياضة، إلى صالونَي تجميل وتزيين نسائيَّين، وجاكوزي وسونا وغرفة بخار للنساء، وأخرى للرجال، ومطعم صيفي.
يُضاف إلى هذه المنشآت نقاط البيع الموزّعة على كامل المساحة لناحية البحر، كل منها متخصّص بخدمةٍ: سناك، crêpes، عصير طازج، شاورما، مناقيش، صاج...
في وسط المنتجع مسبح أولمبي، وإلى جانبه ملعب متعدّد الاستعمالات (7 ألعاب كرة)، وآخر للعبة الـPalette ومساحة لعب للأولاد. كذلك، يتبع للنادي مطبخ حلويات عربية وأجنبية، وموقف يتسع لحوالى 400 سيارة. أما خدمة الانترنت فمتوافرة للجميع في كل أرجاء النادي.

 

ورشة عمل دائمة
النادي في ورشة عمل مستمرّة منذ فترة، يشرح العميد سلّوم، وذلك لإعادة تأهيل المنشآت القديمة وتجهيزها، وتطوير المنشآت الحديثة، بما يتيح الاستجابة لمتطلبات الروّاد وإرضاء جميع الأذواق.
فبالإضافة إلى المطاعم الأربعة التابعة للنادي (المقصف، ومطعم النادي الصحي، والمطعم الرئيس والسناك الرئيس)، يتمّ العمل على إنشاء مقهًى جديد مطلّ على البحر (قهوة البحيرة) يقدّم أطباقًا من المطبخ العالمي International في ثلاث وجبات، وسيُجهز بشاشات Video Wall لنقل المحاضرات وعرض وقائع المناسبات.
من جهة أخرى، أُعيد تأهيل المطعم الرئيس، وتمّ تحديث مطبخه ومفروشاته، فضلًا عن تحسين نوعية الطعام من دون رفع الأسعار، وهي منخفضة جدًا ولا تتخطى الـ20% من الأسعار الرائجة في المقاهي والمنتجعات في المحيط. وفي هذا الإطار، يشير العميد سلّوم إلى أنّ النادي مشهور بتقديم أفخر أنواع السمك والمأكولات البحرية التي يؤمّنها من التاجر نفسه الذي يزوّد أفخم مطاعم المنطقة بهذه المأكولات.
في موازاة ذلك، يجري العمل لإعادة تأهيل الشاليهات التابعة للنادي الصحي وغرف الفندق والكابينات والحمامات، بالإضافة إلى صيانة شبكات الصرف الصحي، والمسابح.

 

مناسبات ونشاطات ثقافية
ينظّم النادي العديد من المناسبات بما في ذلك المؤتمرات والندوات، وحفلات الزفاف والتخرّج، إلى الحفلات الفنية، وأعياد الميلاد والإفطارات والولائم، ويقدّم أجمل البرامج الترفيهية والفنية بأسعارٍ مدروسة.
الضباط في الخدمة الفعلية هم حكمًا مشتركون في النادي، كما يمكن للضباط المتقاعدين وعائلاتهم الاشتراك والاستفادة من جميع خدماته. أمّا بالنسبة إلى المدنيين فالأمر متاح ولكن وفق شروط وضعتها قيادة الجيش للحفاظ على المستوى اللائق.

 

جهاز إدارة النوادي
اسمه يعكس طبيعة مهماته، فجهاز إدارة النوادي يتولى دراسة ومراقبة تنفيذ الموازنات السنوية للنوادي، ويضع التعليمات العامة وأنظمة العمل الداخلية لإدارتها وتشغيلها والتفتيش عليها، فضلًا عن وظائف أخرى تتصل ببرامج المحاسبة والإدارة والخدمات. يتألف الجهاز من ثلاثة أقسام (الدراسات والإنشاءات الفنية، نوادي الضباط ونوادي الرتباء) تعمل من خلال خطة شاملة على تحقيق التكامل والترابط بين مختلف النوادي التي أُنشئت أساسًا بهدف توفير مكان لائق يلتقي فيه العسكريون وعائلاتهم ومدعووهم، ولتأمين أفضل مستوى ممكن من الخدمات الاجتماعية والثقافية والرياضية والترفيهية لهم.
ويحدّثنا رئيس جهاز إدارة النوادي العميد الركن ميشال شمعون عن مشاريع تستلهم تجارب الدول المتقدمة في هذا المجال. فيشير إلى تجربة الجيش الفرنسي الذي أنشأ جهازًا يجمع مراكز الرعاية الاجتماعية الخاصة بالجيش في كيان قانوني واحد ما يسمح بإدارةٍ مركزية للخدمات الاجتماعية، وبمزيدٍ من الفعالية، فضلًا عن المرونة الإدارية التي تتيح للجهاز تنظيم المعسكرات الصيفية للأطفال وإدارة القرى والفنادق ونوادي العُطَل والمساكن، والمؤسسات الاجتماعية (دور الحضانة ومراكز المشورة ودور الأطفال والمراهقين والمدارس...).

 

الورشة بدأت
من جهته، يتحدث رئيس قسم الدراسات في الجهاز، العميد المهندس سيمون يمين، عن مشاريع تطال البرمجيات والتنظيم الإداري، كما المتابعة الحثيثة لاهتمامات المشتركين من خلال برامج إلكترونية متخصصة في استطلاعات الرأي، والعمل على تفعيل الأنشطة الثقافية والرياضية المفيدة في مختلف النوادي، فضلًا عن آليات التأكد من تطبيق معايير الأمن الغذائي وتفعيل مشاركة نوادي الفئة الأولى في مسابقات وطنية وتحقيق أفضل النتائج فيها.
كخطوةٍ أولى، اعتمد الجهاز على مواكبة التطور التقني، ما حقق مزيدًا من الكفاءة والفعالية في إدارة العمليات اليومية، كما أنشأ بنية متكاملة ومكتب دعم مركزي يتولى تشغيل البرنامج ومعالجة المعطيات وصولًا إلى إدارة ومحاسبة أكثر فعالية.
استطلع الجهاز العديد من الحلول التقنية التي تتيح للمشترك تقييم الخدمة التي يتلقاها، ومن بينها اعتماد تطبيق يستخدمه الزبائن لتقييم هذه الخدمة والإبلاغ عمّا يصادفهم من عقبات ومشاكل، بالإضافة إلى تقديم المقترحات.
وفي السياق نفسه، يسعى الجهاز إلى زيادة التفاعل مع المشتركين والزبائن من خلال إنشاء مركز خدمة موحد Call Center يتولى الرد على كل استفساراتهم وتنفيذ حجوزاتهم وطلباتهم وإطلاعهم على الخدمات التي تؤمّنها النوادي.
كذلك، يسعى الجهاز بالتعاون مع أجهزة القيادة المعنية، إلى إعداد دراسات إحصائية تسمح له بزيادة حجم التغطية المطلوبة لمختلف المناطق اللبنانية، من خلال إنشاء أندية جديدة أقرب إلى المشتركين، وتوسيع المنشآت الموجودة.

 

سلامة الغذاء
صحــة العسكرييــن وسلامتهــم في طليعة اهتمــامــات القيادة، ومـن هـذا المنطلــق يعمــل جهاز إدارة النــوادي على تطوير الرقابة وسلامة الغــذاء بهــدف بلــوغ معــاييــر ISO 2000، مع العلم أنّه لم تُسجل أي حادثة تسمّم في أيٍ من النوادي.
من جهة أخرى، يسعى الجهاز إلى توحيد نوعية الطعام واعتماد معايير موحدة للوصفات في النوادي كلها، من خلال دليل معياري يشمل الوصفات والمكونات وطريقة التحضير والتقديم.

 

تميّز في Horeca
شــــارك عدد من نــوادي الضبــاط والرتبــاء مــن الفئة الأولى، وعلى مــدى خمس سنوات متتــالية، في مــعرض Horeca Lebanon 2019 الملتقى السنوي لصناعة الضيافة والفنادق والمطاعم الذي يشارك فيه عارضون محليون ودوليون ويتضمّن عدّة مسابقات.
مشاركة النوادي العسكرية كانت ضمن مسابقة Hospitality Salon Culinaire التي تُقام برعاية Hospitality Services، وقد أحرز المجمّع العسكري في جونية مرتبة 1st Gold والنادي العسكري المركزي المنارة مرتبة Gold، متفوّقَين بذلك على أهم الفنادق والمطاعم المدنية.

 

نادي الضباط - اليرزة
يضاهي نادي الضباط - اليرزة أفخم النوادي ويقدّم أفضل الخدمات للضباط وعائلاتهم، وهو يضمّ مطعمًا يتّسع لحوالى 250 شخصًا ومقصفًا يتسع لحوالى 100 شخص.
وإلى هاتَين الصالتَين أُضيفت قاعتا VIP وقاعة محاضرات وقسم للباتيسري، بالإضافة إلى التراس الذي يتسع لحوالى 450 شخصًا.
 
نادي الضباط - جونيه
الخدمات السياحية الراقية وممارسة السباحة في بركة أولمبية ليسا كل ما يميّز هذا النادي. فهو يضمّ أيضًا بركة سباحة للأولاد، ويمضي رواده أمتع الأوقات على الشاطئ ويتنقلون بين المطعم والملعب والحديقة وسواها... وللحفلات والمناسبات الخاصة صالة كبرى.
 
المجمع العسكري - جونيه
بالإضافة إلى المطعم والنادي الصحي وأربعة مسابح وشاطئ رملي، يحتوي المجمع على 20 غرفة معدّة لاستقبال الرواد وبار ومقصف وسناك.

 

الفندق العسكري- مونرو
شُيّد في العام 1938 المبنى القديم للنادي العسكري المركزي - الزيتونة على عقارَين في منطقة ميناء الحصن. وتألَّف في حينها من بناء مرتفع وجميل مقابل البحر، يضم بارًا وقاعتَي طعام وقاعتَي ألعاب ومكتبة كبيرة وقاعة للحفلات، إضافة إلى غرف منامة للضباط العابرين ومبنى آخر ملحق كمساكن لهم. الحروب المتتالية التي عصفت بالوطن هدمت البناء كما هدّمت منطقة الوسط التجاري بأكملها، وكان من الضروري إعادة إعمار هذه المنشآت والمحافظة عليها. وهكذا تمَّ تشييد مبنى الفندق العسكري المركزي وقد وضعت تصاميمه وخرائطه قيادة الجيش وتمّ وضع حجر الأساس للبناء في 3 آب 1995.
الفندق مجهَّز ومفروش وفق التصنيف المعتمد من قبل وزارة السياحة اللبنانية لفندق أربع نجوم «A» وسُمِّيَ «مونرو أوتيل». وقد باشر باستقبال الروّاد اعتبارًا من 1 تشرين الأول 2001، وهو بات اليوم مركزًا لأهم المؤتمرات واللقاءات الإقليمية والدولية في لبنان، ويستقبل الضباط كما المدنيين.

 

نادي الضباط - الأرز
بجوار أرز لبنان ومدرسة التزلُّج، على ارتفاع 1950 م عن سطح البحر، يتربَّع نادي الضباط - الأرز، معلمًا سياحيًا مميَّزًا يؤمِّن للضباط وعائلاتهم إقامة مريحة في إطار طبيعي خلّاب. فهو يستقبل الروَّاد ويؤمن لهم المنامة ما يسهّل لهم ممارسة رياضة التزلج شتاءً، ويوفّر الراحة والاستجمام في باقي الفصول.

 

نادي الرتباء المركزي - الفياضية
في نقطة وسطية بين الجبل وبيروت، يقوم نادي الرتباء المركزي في الفياضية، مبنى كبير وحديث لافت بأناقته وموقعه.
 

نادي الرتباء المركزي في طليا - البقاع
عند مفرق طليا وتحديدًا في حوش سنيد، يقوم نادي الرتباء المركزي في البقاع، وهو يتميّز بهندسته وبمضاهاته أفخم المطاعم الحديثة. تحيط بهذا النادي الحدائق، ويقع على جهته الغربية تراس يستوعب حوالى 600 شخص.

 

نادي الرتباء المركزي في الشمال - عرمان
يقع على واحد من أجمل الشواطئ الرملية في لبنان، شاطئ منطقة عرمان الشمالية، وهو يتألَّف من ثلاثة مسابح ومطعم ومقصف وتراس وقاعات وملاعب وصالات رياضية داخلية، بالإضافة إلى المساحات الخضراء التي تزيّن أرجاء النادي.