محطات

من جيل إلى جيل
إعداد: باسكال معوض بو مارون

بزّة تزرع الانتماء وتصنع هوية

منذ 32 عامًا انخرط عبدو أسعد في مؤسسة الجيش وكان عمره يناهز العشرين سنة. عُيّن في اللواء الخامس ومنه انتقل إلى اللواء الثامن، ففوج المدرعات. وقضى معظم خدمته في هذا الفوج حيث تدرّج بالرتب ليصل إلى رتبة المؤهل.
في اليوم نفسه الذي انخرط فيه المؤهل أسعد، تقاعد بعد 32 عامًا. لكنّه لن يغادر الجيش، فقد ترك فيه فلذة كبده أحمد...

 

الجيش هويتي ودمي
يخبرنا المؤهل أسعد أنه خلال خدمته في الجيش تعرّض لعدّة مخاطر من معارك نهر البارد إلى معارك عرسال وسواها من مهمات... تجارب كثيرة زادته ثقة بمؤسسته الأم والتصاقًا بها.
فالجيش «أصبح هويتي والدم الذي يسري في عروقي» يقول، ويضيف: «تربيت على حب الوطن والجيش، وهذا الإرث الغالي أضعه أمانة في أعناق أولادي. أحمد سيكون امتدادًا لي في الجيش وسيحمل الأمانة».

 

منذ أبصرت النور
أحمد الذي بدأ دورة أغرار في عرمان فتح عينيه، كما يقول، على بزّة الجيش تحمله وتحتضنه وتُشعره بالطمأنينة والحنان؛ فعشقها وقرر أن تصبح هويته في أقرب وقت. وبالفعل فعند بلوغه الثامنة عشرة، انخرط أحمد في الجيش وحقّق حلمه بارتداء بزة الكرامة والرجولة.

 

ما يجمعنا يصهرنا في بوتقة واحدة
يتابع أحمد دورة الأغرار باندفاع وحماسة ويتحدّث عن الأجواء الأخوية بين الرفاق، على الرغم من اختلاف البيئات التي يأتون منها، ويقول: ما يجمعنا اليوم أكبر مما يفرّقنا؛ فالاندفاع في قلوبنا، والوطنية في عروقنا، والمناقبية في عقولنا، تصهرنا في بوتقة واحدة.
ويختم أحمد بالقول: لقد خدم أبي في هذه المؤســســة 32 عامًا وترك أطيب الأثر بين رفاقه وفي مؤسسته، وهذا ما أتمنى أن أكون عليه...