تحقيق عسكري

من حاصبيا إلى مرجعيون ومن شبعا إلى عيترون اللواء التاسع: رجال على امتداد الخطر
إعداد: روجينا خليل الشختورة

من شبعا إلى عيترون مرورًا بالقليعة وراشيا والعديسة ومرجعيون... رجال يسهرون على امتداد الخطر.
خطر دائم خلف الحدود، أحيانًا تجره الوقاحة إلى محاولة اجتيازها. وخطر يتسلل عبر تناقضات الداخل محاولاً زرع الرعب بين المواطنين أو استهداف قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
بين هؤلاء الرجال وبين أرض الوجع والانتصار حكايات افتخار وبطولة وعطاء. هناك تعرف كلّ حبة تراب وكلّ عشبة وشجرة... أن ثمة دمًا جاهزًا لضخّ الحياة فيها إذا اشتدّت الشدائد. ويعرف كلّ عجوز وكهل وشاب وطفل، أنّ السواعد السمر هنا منبتها ومقصدها ووجهتها وعهدها...

 

من حاصبيا إلى مرجعيون
رجال لواء المشاة التاسع يمسكون بالمنطقة التي تعرف بالقطاع الشرقي (حاصبيا - مرجعيون) منذ أكثر من أربع سنوات. قبل ذلك خدموا في مناطق أخرى لكنّهم أينما حلّوا كانوا برقًا في جهوزيتهم الدائمة، وسرعة تنفيذ مهماتهم، وقبضة قوية تمسك بسيف الحق، ودمًا حارًا يرمز إلى العطاء من دون حدود.
مركز قيادة اللواء حاليًا هو في ثكنة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج في مرجعيون، وقائده هو العميد الدكتور أحمد بدران. زارت قيادة «الجيش» اللواء، استوضحت مهماته وكيفية توزيعها على قطعه، وسألت عن أوضاع عسكرييه وحاجاتهم.
يفيدنا بدايةً العميد بدران أنّ لواء المشاة التاسع تسلّم قطاع حاصبيا - مرجعيون (القطاع الشرقي) منذ تاريخ 15/4/2010 بمهمة التصدي للعدو الإسرائيلي، والحفاظ على الأمن ومكافحة مختلف أعمال التهريب والتسلل على طول الحدود الجنوبية والشرقية ضمن قطاعه. فهو ينتشر من منطقة شبعا شمالًا حتى عيترون جنوبًا ويرتبط مباشرةً بقطاع جنوب الليطاني. كما ينفّذ اللواء مهمات مشتركة مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (الكتائب الإسبانية، الهندية، الصينية، الأندونيسية، والنيبالية) من خلال وجود ضباط ارتباط في كلّ كتيبة.

 

توزيع المهمات
تتوزّع مهمات اللواء على قطعه على النحو الآتي:
- الكتيبة 91 (مشاة): قطاع مرجعيون.
- الكتيبة 92 (مشاة): قطاع راشيا.
- الكتيبة 93 (مشاة): قطاع مركبا.
- الكتيبة 94 (مدرعات): قطاع إبل السقي.
- الكتيبة 95 (مدفعية).
- الكتيبة 96 (لوجستية).
- كتيبة القيادة والدعم.
يضاف إلى هذه القطع سرية مضاد للدروع موضوعة بتصرف مهمات اللواء التاسع.
للواء التاسع 53 مركزًا بمحاذاة الخط الأزرق، وتولّيه مهمات حفظ الأمن يقتضي تنفيذ الدوريات (محمولة وراجلة) وإقامة حواجز ثابتة وأخرى ظرفية، لمنع الظهور المسلح ومكافحة أعمال التهريب ومنع إطلاق الصواريخ والتصدي للأعمال الإرهابية. ويقوم اللواء بمهماته بالتنسيق الوثيق مع قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان، وهو يواكب بشكل دائم نشاطاتها الاجتماعية والإنمائية.


آلية العمل
اتساع القطاع الذي يغطيه اللواء وحساسية مهماته اقتضيا وجود غرفة عمليات جيدة التجهيز تربط مراكز اللواء وقطعه بقيادته وببعضها البعض وبغرف عمليات قطاع جنوب الليطاني واليونيفل.
تحتوي غرفة عمليات اللواء التاسع على خطيطة مشهدية وخرائط لبقعة انتشار اللواء، وعلى صور بانوراميك عن مراكز العدو الاسرائيلي، يعمل فيها فريق من ثلاثة رتباء على رأسهم ضابط عمليات يتصل مباشرةً بقائد اللواء لإفادته عن أيّ طارئ أو حدث مستجدّ وينتظر منه الأمر المناسب.

 

تحسين المراكز وتطويرها
قبــل عام تقريـبًـا، كـان عناصر اللـواء التاسع يمضون فترة الخدمة في الخيم والشوادر، وسط ظروف قاسية. غير أنهم اليوم، باتوا يقيمون في بيوت جاهزة تحميهم من البرد والحر، وهي مجهزة بحمامات تصل إليها المياه، بالإضافة إلى المولدات الكهربائية ووسائل الإتصال.

 

من القلب
العميد بدران شكر جميع المساهمين في تحديث مراكز لواء المشاة التاسع وذكر من بينهم الكتيبة الإسبانية في اليونيفل التي قدّمت 18 عمود كهرباء على الطاقة الشمسية، 4 مولدات، 4 «Printer» و«Fax»، بالإضافة إلى 1800 متر شريط شائك، 4 مناظير و4000 كيس رمل، والحاج نزيه حمد الذي قدم 7 مولدات، وبلدية مرجعيون التي عبدت الطرقات داخل الثكنات، واتحاد بلديات حاصبيا الذي ساهم بـمبلغ 20.000 دولار أميركي لاستحداث مركزين في منطقتي الكفير ومرج الزهور...
هل يعني ذلك أنّ كلّ ما يحتاجه اللواء متوافر؟ إلى حدّ ما يقول قائد اللواء، مشيرًا إلى الحاجة لمزيد من الآليات الجديدة، فالتنقل بين المراكز التي تبعد عن بعضها البعض يحتاج إلى ساعات وبالتالي، هناك حاجة إلى عدد أكبر من الآليات، وإلى رتباء اختصاصيين يتولـون صيانتهـا والمحافظة على سلامتها وسلامة سواها من التجهيزات.
ختــامًا، شكـر العميد بدران قيادة الجيش على تجاوبــها المتواصل مع حاجات اللـواء التاســع لتحـســين مستوى العمل وتطويره باستمرار، ومديريـة التوجيــه بشــكل خــاص على لفتتهــا الكريمــة في تســليــط الضــوء عليــه.