يدًا بيد

من حديقة الحيوانات الى مغارة جعيتا! متى الموعد المقبل؟
إعداد: باسكال معوض بو مارون

بعضهم سبق أن زار تلك الحديقة، وبعضهم كان يزورها للمرة الأولى.
بعضهم أطلّ بالهندام العسكري بكامل مستلزمات أناقته، وإن كانت البزّة مخصّصة للقامات الصغيرة، وبعضهم لبس ثياب العيد.
في كل الأحوال، الجميع كانوا موعودين بنهارٍ حافل من الفرح والمغامرة، وهذا ما تحقّق لهم بين حديقة الحيوانات ومغارة جعيتا...

 

اللجنة مرة أخرى
بدعوة من لجنة تنسيق ودعم نشاطات أبناء شهداء الجيش اللبناني، زار حديقة الحيوانات في وادي نهر الكلب نحــو 500 شخــص مــن عائــلات شهــداء الجيــش، حيــث أمضوا نهــارًا ممتعًــا تخلّلــه غــداء والكثيــر مــن اللهو والتسليــة.
الزائرون وفدوا من مختلف المناطق اللبنانية وقد تولت الباصات العسكرية نقلهم ذهابًا وإيابًا.
الاستقبال الجميل الذي لاقاه الزوّار علــى وقع الألحان العسكريــة والأغانــي الوطنيــة تعزفها موسيقى الجيش، كان بوابة واسعة للعبور إلى ساعات من الفرح والمتعة. «العسكريون الصغار» أدّوا التحية للعسكريين الذين كانوا في المكان إلى جانب أعضاء اللجنة جاهزين للاهتمام بضيوفهم.


حان وقت الاستكشاف
انتهى الاستقبال وحان وقت الاستكشاف... علت الصيحات وفاضت الحماسة وانطلق المستكشفون الصغار برفقة الفريق العامل في الحديقة.
تكبر الدهشة أمام قفص الأسد، فالدب والنمر والفهد والتمساح... علامات الخوف تبدو على البعض لكن «أصحاب الخبرة» ممن زاروا المكان سابقًا يساهمون في تقديم الشروحات وتبديد الخوف.
ويستمر التجوال في المكان وتستمرّ الدهشة في العيون، وعلامات التعجّب على الوجوه تتحوّل إلى ملامح إلفة وودّ أمام العصافير والسلاحف الصغيرة، وحتى أمام الحصان وهو يهزّ ذنبه؛ «السيد طاووس» المتباهي استوقف «المعجبين» أيضًا واستعرض ألوانه الزاهية أمامهم.

 

... وقت اللعب
انتهت الجولة، لم تفتر حماسة الأولاد ولم يشعروا بالتعب، كان المجال يتّسع بعد لمزيد من اللهو قبل الاجتماع على مائدة الغداء. صدرت «التوجيهات»: إلى الألعاب درّ...
في ناحية الألعاب اكتمل «النقل بالزعرور»، مجموعة الألعاب المنوّعة المتوافرة في المكان، تكفّلت بمزيد من الفرح واللهو، إلى أن صدرت توجيهات جديدة: إلى الغداء...
غداء شهي، فوداع، وعيون تلمع بالفرح والشكر، وتتمنّى أن لا يكون الموعد المقبل بعيدًا.


في مغارة جعيتا: صيحات الدهشة والإعجاب
المغارة كانت بانتظارهم فلبّوا النداء، وتوافدوا من مختلف المناطق اللبنانية... كانوا حوالى 700 شخص استضافتهم مغارة جعيتا بصواعدها وهوابطها وبُركها ومناظرها الخلّابة.
على مدخل المغارة، استقبلت لجنة تنسيق ودعم عائلات شهداء الجيش اللبناني التي ترأسها السيدة جوانا قهوجي مدلج، والتي حضّرت لهذا اليوم المميز، بالتعاون مع مدير المشروع الدكتور نبيل الحداد، أبناء الشهداء وعائلاتهم لتمضية يوم ترفيهي ضمن هذا المشروع السياحي الرائع.
بعد الاستقبال الحارّ الذي لاقوه، جال الزائرون في أنحاء المغارة برفقة الأدلاء السياحيين، الذين أطلعوهم على تاريخها وشرحوا أهميتها الطبيعية والبيئية ومراحل تكوينها عبر ملايين السنين.
وعلى الأدراج في المغارة العليا، وفي قوارب المغارة السفلى، تمتّع الجميع بنهار سياحي بامتياز، شاهدوا خلاله أجمل عجائب الطبيعة التي نحتت الصخور أشكالاً هندسية رائعة تعجز الألسنة عن وصفها... بحيث لم يكن يسمع داخل المغارة إلا صرخات الإعجاب والدهشة.
ومن القطار الأحمر إلى التلفريك المعلّق مرورًا بالقارب المائي، كانت الحماسة تكبر شيئًا فشيئًا، وتتضاعف مع كل مرحلة جديدة من هذه المغامرة الشيّقة، التي أجمع الكلّ على أنها تجربة لا توصف.
وفي نهاية الزيارة أولمت اللجنة المضيفة لعائلات الشهداء في مطعم المغارة، وغادروا على أمل اللقاء القريب كالعادة.