ثقافة وفنون

من غلال السفوح

غلة أولى للرائد توفيق يزبك

 "فـتح صنين ذراعيه، فتـلحفت الثـلج الأبيض النـقي، احتضـنني الجـبل من العاصفة، لاقـيته فلقـيني في سفـحه عاشقاً وحماني... عشقت الطبيعة بغلالها المباركة... ومن غلال السفوح أكتب، وما أكتبه يقرأ أيضاً كما غلال الروابي والمروج العالية...". تلك بعض من سطور يقدم بها الرائد توفيق نعيم يزبك كتابه "من غلال السفوح" الصادر حديثاً، حاملاً بين دفتيه قصائد في الأرض والوطن وجيشه. والقصائد التي سبق أن نشرت في مجلة "الجيش"، اغمار من الحب والشغف والتأملات فيها شموخ الجبال وتواضعها، غلالها وازهارها، ورياحها والنسائم... في تقديمها للكتاب تقول الدكتورة كلوديا شمعون أبي نادر: "... يُخجل الرائد يزبك جميع من كفروا بالوطن وتزعزعت ثقتهم به، لا عجب، فإيمانه بلبنان وحبه للأرض تصوّف وطني يذكرنا ببطولات زرعت الاستشهاد سنديانات شاهدة لشواهد حُفرت على شاهدات شهد لها التاريخ...". "من غلال السفوح" هو الكتاب الأول للرائد يزبك الممتشق قلماً صادقاً مرهفاً، يتلمس العطر والجمال، ليغرد بشدو يقارب الصلاة أحياناً. إشارة الى أن الكتاب طبع في شركة تكنوبرس الحديثة والغلاف بريشة الفنان جورج أوريان. من الكتاب اخترنا "سرساب".

 

 سرساب

  بحلم ليلة من أماسي آب                      راح البطل يزرع أمل تاني

حلمو ما كان بيشبه السرساب                 تغيّب ورجفت الكلمة على لساني

الدمع انغرف موّال وتشلّع التنهيد            هون اختنق بأول العنق النشيد

 ومطرح ما ربّى عيلتو بدمو كتب             لبنان باقي من الأزل صلب وعنيد

يقلب زمن يصبغ تراب الأرض               ومن بين كل دقايقو يطلع شهيد