أقوى مغوار

تنحو المنافسة بين الوحدات الخاصة إلى بلوغ مستويات لم تصل إليها من قبل. وإذ تؤشر المسابقات التي تشهدها مدرسة القوات الخاصة في حامات إلى أهمية التنافس الإيجابي في تعزيز قدرات النخب القتالية في الجيش، فإنّها بما تتضمنه من تحديات تؤكد أهمية التدريب المتواصل، لتكون المسيرة دائمًا إلى الأمام.

«أقوى مغوار» و«المحارب» و«أقوى حضيرة قوات خاصة»، ثلاث مسابقات نظمتها مدرسة القوات الخاصّة وهي مسابقات قتالية تمزج بين المجهود الجسدي من جهة والتقني والتكتي من جهة ثانية. ساعدت تجربتا العامين 2017 و2018 في تطوير مسابقتَي «أقوى مغوار» و«المحارب» في ما خصّ التعليمات والتنفيذ، وكان جديد المدرسة في العام الحالي إضافة مسابقة «أقوى حضيرة قوات خاصّة» التي شاركت فيها حضائر من الوحدات الخاصّة (أفواج المغاوير، مغاوير البحر، المجوقل، ومدرسة القوات الخاصّة). العسكريون المشاركون هم ممّن تابعوا دورة تنشئة مغوار، مع ذلك كان عليهم أن يخضعوا لاختبارٍ قبل أن يُتاح لهم الانتقال إلى المرحلتين اللاحقتين إذ خضعوا بدايةً لاختبارٍ في: الأسلحة، الإسعافات الأولية، قراءة الخرائط، الإشارة وهندسة المتفجرات، ثمّ كان عليهم تنفيذ مهمة خاصّة وفق خطوات محددة بدءًا بقيادة الوحدة Troop Leading Procedures وصولًا إلى الإطباق على الهدف والعودة، مرورًا بكل ما بينها من عمليات ضرورية.
ونفّذت الحضائر في نهاية المسابقة اختبارات جسدية قُسّمت إلى قسمين: حمل وزن 200 كلغ لمسافة 2 ميل في مدة لا تتجاوز30 دقيقة، ونقل جريح على حمّالة لمسافة 2 ميل. ولضمان الشفافية، لم ينفرد ضباط المدرسة بالتحكيم، واستُعين بضباطٍ من الوحدات المشاركة فضلًا عن ضابط أميركي لاحتساب العلامة النهائية.

الأقوى بين المغاوير والمحاربين
شارك في مسابقتَي «أقوى مغوار» (تُقام على الصعيد الفردي) و«المحارب» عسكريون من: مدرسة القوات الخاصة، فوج مغاوير البحر، الفوج المجوقل، القوة الضاربة، بعض أفواج التدخل وعناصر من المديرية العامة للأمن العام وأمن الدولة.

قُسّم المشاركون في مسابقة «أقوى مغوار» إلى ثلاث فئات عمرية، وتنافسوا على مدى يومين. شملت مباريات اليوم الأول جولة مخاطرة وحمل 40 كلغ من الذخيرة لمسافة 200 متر في مهلة زمنيّة محدّدة والسباحة لمسافة 50 مترًا ببزّة العمل مع حمل السلاح. كما نفّذوا مسابقة عشرية لمسافة 8 أميال تضمّنت: رماية دقة، مشغل حبال، أسلحة، رسم خريطة، دوريات، حمل ذخيرة، وتمرين ذاكرة.

في اليوم الثاني، كان على المشاركين مواجهة مزيد من التحديات في جولتَي المحارب والمقاتل والرماية بأسلحةٍ متنوعة في عدة وضعيات وعلى مسافات مختلفة، بالإضافة إلى تمرين سير لمسافة 4 ميل مع حمل 10 كلغ، جرّ دولاب لمسافة 50 مترًا، ورماية سرعة بالبندقية.

تنافس مشاركون من مدرسة القوات الخاصة، فوجي مغاوير البحر والمجوقل وعناصر من أفواج التدخل وعسكريون من المديرية العامة للأمن العام وأمن الدولة، في مسابقة «المحارب» (تقام على صعيد الرهط) وذلك على شكل مجموعات مؤلفة من خمسة عناصر وعنصري احتياط (ممّن تابعوا دورة تنشئة مغوار أو تدخّل). نفّذت الفرق المشاركة على مدى يومين تمرين سير لمسافة 7.6 ميل تخلّله: هبوط بواسطة الحبال، تسلّق، حمل أثقال، جرّ آليات، تنفيذ رماية في أثناء حمل جريح لمسافة 2 ميل بواسطة حمالة مع الجعبة، تمرين سير لمسافة 4 ميل تخلله رمايات بوضعيات ومسافات مختلفة ومداهمة مبنى وتحرير رهائن ثم الانسحاب.

الرماية تحت الضغط
تنفيذ الرمايات تحت الضغط بعد بذل مجهود كبير Stress Shooting وفي مهلة زمنية محددة وبأوضاعٍ مختلفة، يتطلب من العسكري تركيزًا تامًا وتمرّسًا في تقنيات الرماية، وهو أمر صعب قد يؤدي إلى استخدام كميات كبيرة من الذخيرة من دون التمكن من إصابة الأهداف. لذلك، يشدّد قائد مدرسة القوات الخاصة العميد الركن فادي مخول على أهمية هذه المسابقات في تحقيق فعالية الرمايات ضد العدو في موازاة الدمج بين المجهود التقني والتكتي.

ويضيف العميد الركن مخول: تعلّمنا من التجارب السابقة، واستفدنا من تجربة العام الحالي لنحسّن المسابقات في المستقبل، مشيرًا إلى أنّ هدف المسابقات متعدد الأبعاد، فهو يزيد نشاط القطع والوحدات، ويرفع مستوى الاندفاع والمنافسة بين المشاركين. وأوضح أنّ العمل جارٍ مع الملحقين العسكريين الأجانب تمهيدًا لدعوة فرق أجنبية للمشاركة في هذه المسابقات، ما يتيح فرصة تبادل الخبرات مع الجيوش الصديقة، ويبرز قدرة الجيش اللبناني القتالية وخبرته العسكرية. وفي كلمته التي ألقاها خلال حفل توزيع الميداليات والجوائز على الفائزين، ممثّلًا العماد قائد الجيش، أضاء العميد مخول على اهتمام قيادة الجيش بالمواظبة على تنظيم هذه المسابقات، لما فيها من تشجيع على النشاط الرياضي والتقني والتكتي، وحثّ على التعاون والعمل كفريقٍ متجانس للوصول إلى الأهداف المنشودة.