جوائز وتقدير

مهرجان «كان» يصفّق لـ«كفرناحوم» ونادين لبكي تزغرد

بزغاريد الفرح استقبلت المخرجة اللبنانيّة نادين لبكي إعلان فوزها بجائزة لجنة التحكيم البرونزية في مهرجان «كان» السينمائي عن فيلمها الدرامي «كفرناحوم» الذي شارك في الدورة 71 للمهرجان الدولي. وبفرحٍ أكبر تلقى اللبنانيون خبر الفوز الذي استحقّته المخرجة البارعة عن جدارة، هي التي حملت أبرز القضايا الإنسانية في مجتمعها من معاناة أطفال الشوارع وظلم زواج القاصرات إلى قسوة العنف الأسري، وأطلقتها صرخة وجع في فيلمها.


يروي الفيلم قصّة زين، الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من العمر، والذي يعيش في بيروت داخل أسرة فقيرة بلا شهادة ميلاد، ويسعى للحؤول دون زواج شقيقته القاصر. وقد لاقى العرض الأول للفيلم استحسانًا جماهيريًّا وإشادة عظيمة من النقاد وتقديرًا كبيرًا من قبل لجنة التحكيم التي ترأستها الممثلة الأسترالية كايت بلانشيت، مما أسهم في حصوله على الجائزة التي تعد من بين أرفع الجوائز الممنوحة في المهرجان السينمائي الفرنسي الشهير.
استغرق إخراج فيلم «كفرناحوم» 520 ساعة تصوير على مدى ستة أشهر، وقد حرصت المخرجة اللبنانية على اختيار ممثلين ناشئين وأشخاص يعايشون ما يمثّلونه أمام الكاميرا لتجسيد شخصيات البطولة في فيلمها. فالطفل زين الرفاعي الذي يؤدّي دور البطولة في الفيلم، هو طفل سوري فرّت أسرته من الحرب السورية، وحكايته في الواقع تشبه إلى حد كبير الشخصية التي يؤدّيها في الفيلم، إذ إنه يعمل منذ الصغر بدلًا من الذّهاب إلى المدرسة.
في تصريح لها بعد استلام الجائزة وصفت نادين لبكي فيلم كفرناحوم بأنّه «فيلم صغير أنجزناه في المنزل». وأضافت: «لم يعد بإمكاننا أن ندير ظهرنا إلى مأساة الأطفال المشرّدين، ولكن لا أعرف ما هو الحلّ، يجب أن نفكّر معًا». وحيّت لبنان الذي «على الرغم من كل شيء استقبل أكبر عدد من اللاجئين في العالم».
يُذكر أنّ هذه هي المرة الثانية التي ينال فيها مخرج لبناني هذه الجائزة بعد المخرج مارون بغدادي الذي حقق الفوز من خلال فيلم «خارج الحياة» في العام 1991.