مبادرة

مهمة استثنائية
إعداد: التحرير

يوم السابع عشر من أيلول الماضي أقلعت طوافة من قاعدة بيروت الجوية في رحلة استثنائية. لم تكن المهمة في ذلك اليوم عسكرية، أو حتى من المهمات التي تنفّذها طوافات الجيش غالبًا كإخماد حريق، أو رش مبيدات لمكافحة آفة تضرب حرجًا أو مزروعات... كانت المهمة تقضي بتحقيق حلم وتخفيف حزن يعانيه أطفال شاءت الحياة أن تحرمهم نعمة القدرة على السير والحركة مثل أقرانهم.
هؤلاء الأطفال مصابون بمرض الضمور العضلي والعصبي، يتنقلون على مقاعد متحركة من دون أن تتاح لهم فرص كبيرة للترفيه والتسلية بسبب عدم توافر أماكن مجهّزة بما يلائم حاجاتهم.
الجمعية اللبنانية لمرضى الضمور العضلي والعصبي التي تعمل على مساعدة المصابين بهذا المرض، أصغت إلى أمنيات وأحلام لم يعتقدوا يومًا أن تتحقق، ومن بينها: التحليق في الأعالي ومشاهدة مناطق في لبنان لم يُتح لهم مشاهدتها بسبب صعوبة أوضاعهم. رفعت الجمعية طلبًا إلى قائد الجيش متمنّية تخصيص رحلة جوية لعدد من أطفالها، فكان لهم ما أرادوا.
حضروا إلى قاعدة بيروت الجوية على مقاعدهم المتحركة. ومن هناك حملتهم ابتسامات العسكريين وزنودهم إلى الطوافة في رحلة تزودوا خلالها من البهجة ما يواجهون به المرض والألم في أيام آتية. رحلة ربما تولّد في نفوسهم آمالًا وأحلامًا أخرى...
ضحكاتهم حكت وقالت شكرًا، أما ابتسامات العسكريين فردّت: نحن في الخدمة دائمًا.